الأحد 08 أيلول / سبتمبر 2024, 03:02
علي بوبلاني : ثقافة وزير الثقافة أم وزارة ثقافة الوزير




علي بوبلاني : ثقافة وزير الثقافة أم وزارة ثقافة الوزير
الإثنين 19 كانون الأوّل / ديسمبر 2011, 03:02
كورداونلاين
فسيادة وزير الثقافة في الإقليم الكردستاني، دعا شخصية عربية، طالما وقف مواقف مشرفة حيال القضية الكردية، عندما كان نفس الإقليم ووزير ثقافته يحاربون من على رؤوس الجبال، وكان الإعلام يسميهم بالمتمردين وقتها

عاش الكرد لقرون من الزمن دون دولة تثقف من إعوجاج بعض منهم أو تهذب هذا البعض على حسن التعامل، بل عمد محتلوهم إلى إزالة ما لدى بعض الكرد من حسن التصرف ولطافة التعامل. وتشاء الأقدار أن يحرص هذا البعض من الكرد على تقديم خدمات جليلة للقضية وفي مناسبات وأوقات عصيبة والتي تكون مصيبة ما بعدها مصيبة. والحالة هذه تنطبق على وزير ثقافة إقليم كردستان العراق، ذلك الإقليم الممثل لآمال الكرد في بقية الأجزاء أن يكون مثالا للأخلاق الكردية التي ملأ التاريخ بها وصلاح الدين الأيوبي خير من يشهد له بذلك، الأصدقاء والأعداء على حد سواء.

فسيادة وزير الثقافة في الإقليم الكردستاني، دعا شخصية عربية، طالما وقف مواقف مشرفة حيال القضية الكردية، عندما كان نفس الإقليم ووزير ثقافته يحاربون من على رؤوس الجبال، وكان الإعلام يسميهم بالمتمردين وقتها. هذا الوزير الذي عينه رئيس الوزراء ليخدم الكرد والقضية الكردية من جميع جوانبها، فإذا بسعادته يوجه كلاما مؤدبا جدا لشخصية سياسية معارضة معروفة، وكاتب من طراز رصين بـ"غصبا عنك ولا!"، لو أن هذا الكلام صدر من رجل جاهل، تلقى تربيته من الشارع دون أن يتلقى أي شيء من أب مرشد أو أم حنون تقوم له هفواته، كان مقبولا، والتغاضي عنه من طبيعة الأمور، أما سعادة الوزير يأتي ليخاطب هذه الشخصية بهذا الكلام السوقي، ليس له عذر أو مبرر مهما كانت الأسباب والذرائع.

لكي نكون منصفين: إن تصرف سعادة الوزير جاء حرصا على سمعة الإقليم ودفاعا عن حسن تصرف رجال أمنه الساهرين على مصلحته الأمنية والتي يمكن لشخصية مثل الأستاذ عبد الرزاق عيد أن يهدم أركانه مجرد دخوله أراضي الإقليم دون فيزا. لقد قام الوزير بكل أمانة في إعلاء سمعة الإقليم وحكومته وزعامته ليس على مستوى العراق الفدرالي فحسب، بل وعلى مستوى وطن الضاد والغرب أيضا. سمعة من هذا القبيل يجلب إليه وزير للثقافة يحتم ويوجب ترقية سعادته إلى مراتب عظماء الكرد الذين أفادوا القضية بمنطقهم السليم وحسن تعاملهم وحنكتهم.

تجنبا للوقوع في الانحياز جدير ذكره هنا أن الأستاذ عبد الرزاق عيد أخطأ عندما لم يخبر الأستاذ صلاح بدر الدين عن دعوة وزارة الثقافة له وعن موعد حضوره إلى أربيل. فالأستاذ بدر الدين كردي سوري ويعرف الأستاذ عيد خير معرفة، كما لا يقل معرفة الأستاذ عيد به؛ لكونهما نضالا ويناضلان جنبا إلى جنب ضد النظام حتى الآن. فكان من الأجدى إعلامه بحضوره ذاك. بقناعتنا

أن الأستاذ بدر الدين كان سيستقبله في المطار، والأستاذ بدر الدين شخصية معروفة في الإقليم، ولاستغنى الأستاذ عيد عن ذلك التعامل الأمني المشدد.

ربما يكون من المناسب إبداء ملاحظة بسيطة وهي كان من المستحسن أن يصدر عن الأستاذ بدر الدين مقالة يلفت عناية معالي وزير الثقافة بشأن دفاعه ذاك عن رجال الأمن الساهرين على مصلحة الإقليم، أن شخصية مثل الأستاذ عبد الرزاق عيد هو صديق ومناصر للشعب الكردي ولقضيته فيما مضى وإلى اللحظة، حتى لا تتكرر مثل تلك المواقف مرة أخرى، لا مع معالي الوزير ولا مع رجال أمن الإقليم الساهرين على سمعته وأمنه. ومن جهة أخرى تكون المقالة تطيبا لخاطر الأستاذ عبد الرزاق عيد.

 

علي بوبلاني

boblani5@gmail.com

 

580.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات