الجمعة 29 آذار / مارس 2024, 11:57




تكبير الحروف : 12 Punto 14 Punto 16 Punto 18 Punto
د.آلان كيكاني
alan_kikani@hotmail.com
نبيل فياض إذ يردد كلام الشرع
الجمعة 03 أيّار / مايو 2013, 11:57

نبيل فياض إذ يردد كلام الشرع

في تصريح أدلى به لوسائل الأعلام عشية الغزو الأمريكي للعراق قال فاروق الشرع نائب الرئيس السوري أن المستفيد الأول من الغزو هم الأكراد وإسرائيل، محاولاً ،ومن مبدأ عنصري محض، تأليب الرأي العام العربي على الكرد على أنهم الخنجر الطاعن للخاصرة العربية والسيف السام لظهرها، وهو الموال الذي كثرما سمعناه من بعض العنصريين العرب الحاقدين على الكرد منذ أن برز الكرد مطالبين بحقوقهم القومية المشروعة في عشرينات القرن الماضي وحتى هذه اللحظة.

يمكن للمرء أن يتفهم مثل هذا التصريح من سياسي مجبول بفكر قومي عنصري وملتزم بخط حزبي معاد للكرد ومعارض لحقوقهم، ويمكن له أن يغض الطرف عن مثل هذا الحديث من رجل الشارع البسيط الذي يعجز عن تحليل الحدث والنظر إليه على حقيقته، إلا أنَّ ما لا يمكن تقبله هو أن يردد الكاتب والمثقف مثل هذه الأفكار ويحاول خلق فتنة بين أبناء البلد الواحد. ففي مُرسَلٍ مقتضبٍ كتبَ نبيل فياض، الكاتب السوري المعروف بمناهضته للفكر الديني في العالم العربي، على صفحته على الفيسبوك ما يلي:

" من المستفيد الأول من الحرب في سوريا؟

من المستفيد الأول من شلال الدم السوري؟

الأكراد!

البارحة أخبرتني صديقة أنهم في عفرين يختمون البطاقات الرسمية باسم إقليم غرب كردستان!!

السوريون يتقاتلون والأكراد يستخدمون جماجم السوريين لتعبيد الطرق بين عامودا وعفرين.

من هجَّر السريان والآشوريين وأحل محلهم هؤلاء؟

من استوردهم من تركيا؟

اعذروني!

بعد أن عرفت أحدهم في دمشق، لا أستطيع تصديق إلا أنهم يسعون إلى تدمير دول المنطقة لإقامة وطنهم القومي..." .

ولي هنا عدة تعليقات وملاحظات أود تبيانها:

1-    لا أدري عن أي استفادة يتحدث السيد نبيل فياض، وقد فاق عدد الكرد المهجرين داخلياً وخارجياً المليون شخصاً، وهم يعيشون ظروفاً في غاية الصعوبة، وفي ظل أوضاع معيشية صعبة جداً، ففي مدينة حلب وحدها كان ثمة ما يقرب من نصف مليون كردي، معظمهم فقراء  يعملون في المعامل والمصانع وفي مجال البناء والتعمير، وفي التجارة والنقل، ترى أين هم الآن، وفي أي ظروف يعيشون؟ هذا ناهيك عن مقتل المئات من الكرد في الصراع الدموي  الدائر بين النظام والمعارضة. ليت السيد نبيل يبحث عمن يسبب شلال الدم السوري ويأخذه على فعله الموغل في الإجرام، مثلما يبحث عن المستفيد من هذا الشلال!

2-    ترى السيد نبيل فياض، في أغلب مؤلفاته، في حالة صراع مرير مع القيل والقال في الحديث النبوي المنقول والمنسوب ولا أدري لماذا هنا يصدق بسهولة صديقته التي نقلت له خبراً مفاده أن الأكراد يختمون البطاقات الرسمية في منطقة عفرين باسم إقليم غرب كردستان، هلّا  سأل مثقفي المنطقة وكتابها ليتأكد من الخبر قبل أن ينشره، ففي المنطقة الكثير من معجبيه وقارئي مؤلفاته وأظن أن هناك الكثير منهم على قائمة أصدقائه في الفيسبوك. وحتى لو كان الخبر صحيحاً فإن ذلك، باعتقادي، ليس بذي أهمية في زمن يستطيع فيه كل من يملك حاسوباً وطابعة أن يصدر بطاقات مختومة بما يشاء.

3-    يا للكرد! ما أشطنهم وما أخبثهم! إنهم يعبّدون طرقهم بجماجم السوريين، حسب نبيل فياض!! والسؤال هنا هو هل أبقى سيده بشار الأسد جمجمة سورية واحدة للكرد كي يعبّدوا بها طرقهم؟! الجماجم السورية هي حكر على النظام المجرم، وهي قرابين على مذبح كرسي الأسد الذي يستميت نبيل فياض في الدفاع عنه.

4-    الكرد ليسوا بضاعة كي يتم استيرادها، وكان على السيد نبيل أن يكون أكثر لباقة فالبشر يُستقدمون ولا يُستوردون، ووحدها الجمادات والبهائم هي للاستيراد، ومن ثم لا يليق بشخص مثله أن يردد أقاويل العنصريين التي تدعي أن الكرد طارئون على سورية ومهاجرون إليها، فالجذور الكردية في سورية تمتد إلى تسعة قرون وإذا كان هناك من الأكراد من هاجر مؤخراً من تركيا إلى سورية لأسباب سياسية أو إجتماعية، فإن هذه الهجرات لم تكن قط جماعية وهي حدثت بأشكال فردية بين طرفي الحدود، زد على ذلك أن المهاجرين الكرد عندما قدموا إلى سورية فإنهم سكنوا في مناطق مسكونة بالكرد أصلاً وهم لم يُهجِّروا أحداً من ديارهم كي يسكنوا محلهم، ولم يعتدوا على أحد، ولم يغتصبوا أرض أحد قط.

5-    ما أخبث الكرد وما أكثر لؤمهم، ودائماً حسب السيد فياض، إنهم يريدون تدمير دول المنطقة من أجل إقامة كيانهم القومي محله. كلام لا يمت إلى الحقيقة بصلة، والأصح أن دول المنطقة هي التي تقيم كياناتها على أرض الكرد وتحرمهم من أبسط حقوقهم المشروعة بما فيها حقهم في استعمال لغتهم وتداول ثقافتهم، ناهيك عن أن الكرد لو كانوا بهذه الخباثة واللؤم لما كانت هذه حالهم، حال أكبر شعب على وجه المعمورة لم ينل حقوقه القومية بعد.

من المؤسف أن يعيد نبيل فياض ما قاله فاروق الشرع قبل عقد من الزمن بحق الكرد، وأن يتهم الكرد بأنهم المستفيدون من إراقة الدماء السورية، وأود هنا تذكيره أن الكرد السوريين هم الشريحة الإجتماعية السورية الوحيدة التي تبكي قتلى طرفي الصراع رغم انضمامهم لصف المعارضة منذ اليوم الأول للثورة السورية، وهم الوحيدون الذين لم تتلوث أياديهم بدماء الشعب السوري ولم ينخرطوا في النزاع المسلح الدائر في البلد منذ عامين، وكان على السيد نبيل أن يقدر هذا فيهم بدلاً من إلقاء التهم جزافاً عليهم.

هذه الكتابه تعبر عن راي كاتبها
شارك في نشر الموضوع على صفحتك

ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات