وليدعبدالقادر
walidhjabdlkadr@hotmail.com
الزوبعة وتياراتها الحلزونية
الجمعة 09 آب / أغسطس 2013, 01:52
وليد حاج عبدالقادر
للصديق الذي ـ أصرّ ـ أن يثير في وجهي زوبعة من الأسئلة التي شابهت في غالبيتها وطريقة الصراخ !! .. نعم الصراخ في قاعة أو غرفة اعتقال ، لتبدو ـ أسئلته ـ كصدى أو مجتزء لواقع ـ لا أخاله شخصية ـ بقدر ماهو تفسير ، أو تجلّ لحالة ارتجالية ـ يعيشها ـ بعضنا ـ افتراضا ـ ونمط تلك الحياة الإفتراضية والكيانات ، كما الأبراج التي نشيدها ـ ذاتيا ـ في عالم ـ أجزم بالمطلق ـ بأن ذلك الفلاح أو القروي الكوردي في ـ كنكلو ـ ما تحسّسها ذات يوم ، ولن يتلمّسها ـ أقلّه ـ في القريب العاجل !! .. فهل هي الزوبعة أو ـ بابله سيسك ـ كما نتقوّلها كورديا ؟ فتدور حول ذاتها ؟ أم هي دورة الأيام لا دورات الحضارة ـ لأنّ عمر حركتنا المباركة ما تجاوزت قرنها الأوّل بعد ـ وبعيدا عن الروحانية والقداسة بهالاتها المبتكرة كما ورداء المظلومية ـ التاريخية منها والنفسية ، إلا أنها حقيقة صديقي العزيز :
آمنّا ذات يوم بتحرير وتوحيد كوردستان ، ونظمت في سبيل ذلك أحزاب وتراكمت قناعات كما وترسّخت مشاعر وشعارات فرضت نفسها على برامج وتعرّض بسببها مناضلون كثر للسجون والمحاكم ، اعتقل من اعتقل وتشرّد من تشرّد واستشهد آخرون في ذرى الجبال وسهوب كوردستان وأصبح هذا الشعار / الحلم كأيقونة تتباهى كتاج ملكي مرصّع وهو يتربّع على أنبل وأشرف حلم مازال يدغدغ مشاعرنا وتتجلّى بحقيقيتها ـ أقلّه لي شخصيا ـ ومن دون الإحتماء بالتاريخوية واستدراجها المتكرر ، ومن ثمّ نمو وتطوّر كما وتشتت وتشرذم بنية الحركة الوطنية الكوردية ، إلاّ أنها قاومت وبعناد شديد وغريب كلّ أساليب التغيير والتعريب الممنهج والقسري وكانت أجيالنا في صلب المعمعة إن خيبة ، أو نضالا ، إمتهانا ، أو قمعا ، وما أدعينا ولن نتمسّك بالطهرانية كرداء نطمس أخطاءنا ، إلا أنها صيرورة النضال ومعادلة التشبث بالأرض والقضية ، وهي التي أفرزت الطهر بالنفاذ والقضية الكوردية ـ وسط كل مخططات التشويه ـ الى هذه المرحلة التي ـ أقلّها ـ أنها حافظت على خصوصيتها ولاتزال . ومن هنا كان هذا الخلط العجيب وقياس ـ بارمومتر النضال ـ المجاني الآن ، وتلك المراحل القاسية من جهة كما و .. أن تتحوّل بعضا من الأدوات التي حاربت المدّ القومي الكوردستاني في كوردستان سوريا زمنا لابأس بها ، وجاهدت علانية بدفعه الى ماوراء خطوط سايكس بيكو ، أو مثلما عرف ـ عروبيا سوريا ـ بمخطط ميني ضابط الأمن السوري ـ حسب المرحوم المناضل رشيد حمو ـ وباركه منذر الموصللي وكسياسة ثابتة لأفراخ البعث قاطبة ـ إخراج كوردستان كقضية ووطن من الوطن العربي ـ ، هذه الإرادة الجديدة / القديمة ، وبالتالي الزحف المقدّس نحو ـ ومن جديد ـ لا كردستانية الجزء السوري ، بل طهرانية وقداسة الجغرافية الموضوعة كحدود إلهية ثابتة ، وبات حتى مجرد النقاش فيها أو ذكرها مخالفة قانونية تستوجب المساءلة !! وباختصار شديد هنا عزيزي : مازلت ـ شخصيا ـ ذاك الكوردي العنيد جغرافيّا وبشراسة ، نعم هي كوردستان المجزأة أربعة في أربع ، وأظنّ بأنه ليس من العار أبدا أن تحلم بوحدة المجزأ لا دينا ولا دنيا . هي ببساطة شديدة قناعتي التامة ، لابل ما أؤمن به كحقيقة واقعة تتمثّل واضحة في مداركي وبالمختصر فهي قناعتي أتمناها أن تحترم ـ أقله من قبلك ـ .
2
عزيزي : لا أحبّ الشخصنة مطلقا ولولا زعيقك وإصرارك على قداسة توجّهك وطهرانيتها وبالتالي تخوين كلّ من خالفك ، لما أصريّت حتى والرد عليك ، ولكنها بالمحصّلة قضية شعب ووطن ، وأقصد بها الشعب الكوردي كقضية وجزء من كردستان كوطن ، هذا الشعب الذي ناضل من أجل حقوقه منذ سورية المملكة عام 1920 ولم تتوقف نضالاتها ، وإن كنت أنت الكوردي لاتدري بها ، أو تدري بها وتتجاهل ! فالذنب ليس ذنب الحركة الوطنية الكوردية التي تذمها بكل النقائص ، كما هو ليس ذنبي ـ أنا أو من أمثّل حسب تعبيرك البائس ـ فإذا كنت من ذوي العسكرة والتجييش كما والإستئثار هو ديدنك ، فأتمنى أن تعيد قراءة تاريخ شعبك وكوردستان ، ومن ثمّ تطوّر الوعي القومي والسياسي / الحزبي في كوردستان سوريا وحجم المخاضات وبعدها جاهز ـ أنا ـ لنحتكم ! أما الإنشقاقات والتشرذم ووو .. عزيزي أوليس ما تجتهد فيها عليّ هي واحدة من تجليات الأفكار الإنشقاقية / الإنقلابية التي سادت كموجات متلاحقة سنين أواخر السبعينيات أو ما تلى نكسة آذار عام 1975 ؟ وهنا من جديد أريد تنبيهك الى أن عمقي الجغرافي ـ وأؤكد ـ بأنها تشمل المخاض الحزبي / الساسي وأجزاء كوردستان الأربعة ، ومن ثمّ هل نحن ـ أقصد من ترانا نمثّل ـ على رؤوسنا ريشة الطاووس ؟ ... استهدفونا في قوميتنا ، حاولوا تعريبنا ، شردونا ، فصلنا من وظائفنا ، حاربونا في لغتنا ، واعتقلوا دفعات تلو دفعات من خيرة مناضلينا ، وبجرّة لاقلم وإنما شطحة طهر ـ لا ننكرها ـ يشطبون أو ـ تحاولون أنتم ما عجزوا هم عنها ـ بشطب إرث نضالي لشعبنا ومن جديد ووو مع هذا ـ أقلّه ـ بقينا العمق الإستراتيجي رغم قلّة عدد نفوسنا ومساحة كوردستاننا قياسا الى الأجزاء الأخرى قاعدة خلفية جدّ مهمة وقد جسّدها القائد الخالد مصطفى البارزاني حينما قال ـ كوردستان سوريا هي بالنسبة لكوردستان مثل القلب في الجسد ، صحيح أن القلب صغير الحجم ولكنه واهب الحياة ـ نعم عزيزي لقد دعوت ـ ومن جديد بعيدا عن الشخصنة فأنا أعني الجهة التي تظنني أمثّل ـ ، لقد دعونا وناضلنا بكلّ إمكاناتنا ، وجسّدناها شعارا رئيسيا ، وحدة الحركة الكوردية في سورية ، هذه الوحدة التي تستطيع ـ لاتنظيرا وإنما فعلا ـ أن تبلور جميع القناعات والتوجهات كما الآراء في بوتقة واحدة وتكون نقطتها الجوهرية كما بوصلتها هي ـ الكوردايتي ـ وثق أنها ـ الكوردايتي ـ هي التي نفتقدها ، وحينما نلتقطها ، ولعلّ الأصح نستعيدها ، ستتماهى جميع الخلافات وتذوب كما تذيب الشمس الحارقة الثلوج من فوق قمم الجبال . ومن هنا كان تركيزي الشديد ، نعم أقرّ وسأستمر في محاربة الهيمنة كمسلك والإستفراد كما الإستئثار وتحت أيّة مسمى أو قداسة متلازمة لطهر نستطيع خلقها وحمايتها لابل وتطويرها جمعا لا جبرا ، ولا داعي لحالة الإستفزاز غير المجدية عندك وهالة التشبيه لأنها هي عينها ما جرى أو تمّ نمذجتها في لبنان وثق أنّ هذا الأنموذج سيسقط في لبنان وفي القريب العاجل ، نعم سيسقط هيمنة قوى 8 آذار وتباشيرها تتضح إن كنت تستسيغ متابعة الأخبار أو عوّدت أذنيك وسماع ما لا يواءم قناعاتك ! فقانون الإنتخابات هي البداية في لبنان وسلاح حزب الله يتجرّد الآن من طهرانيته المزيّفة ـ وأنا هنا أقارب كما وأقارن المسألة ـ وستنتصر إرادة التشارك ووحدة المصير ومن هنا ـ سأظلّ ـ أصرخ وأصرخ ـ لا بطريقتك ـ وإنما بالحرية للمخطوفين أو تحت أيّة مسمّى تختاره أنت ، أو حتى كما أسميتها أنت في الخانة التي تفيدك ومسألة الأمر الواقع ، فهي المحاكم أو المجريات السائدة هي أيضا تمثّل وجهة نظر مستأثرة ،خاصة وهي نتاج لأمر واقع ، أو طارئ ، وبالتالي غير واقعي أو سليم ، ومن هنا أوليس من العدل أن لا تأتي بأمر ناضلت بكل هوادة سابقا من أجل إسقاطه كالذهنية الأمنية التي كانت سائدة آنذاك على سبيل المثال ؟ . أما بخصوص من يعمل أو لايعمل ! فببساطة شديدة أحيلك الى ـ ذاتك ـ وجاوب نفسك بنفسك ! كيف سيعمل الآخرون ؟ أو بماذا وبأية آلية سيقاومون سوى بطريقتهم التقليدية ؟ أما حجب عنهم التسلح والسلاح وتنظيم ما يستوجب تنظيمه ؟ خاصة والأمر الواقع حوّل النضال ـ وتفاسيرها ـ الى مؤسسة خاصة والمقاومة يلزمها سلاح والسلاح ... الخ ومع هذا يبقى الأهم : النضال الدؤوب والتمسك الصارم بوحدة القرار الكوردي ، وسنظل نهدر بأصواتنا في وجه كلّ عابث إن : بحقّ الإنسان ، أو وحدة القرار ـ وأظنّ شخصيا ـ أنّ كلّ منصف سيتلمّس وبعيدا عن الطهر والقداسة كما والطوطمية البائسة منه ولمصلحة من يتم العبث بهكذا قضايا وأمور ، وبخلاصة شديدة : نعم هي الفدرالية ، والتي عمرها ما كانت عنوانا مبتدعا ، أو مبتكرا بقدر ماهي ترجمة فعلية ومبدأ حقّ تقرير المصير ، أي الشعب والأرض ومن جديد أحيلك عزيزي المتشنّج على كل مخالف معك ـ لا ترفعا ـ وإنما للعودة الى أمهات التعاريف كما الحقوق
هذه الكتابه تعبر عن راي كاتبها