نفى صالح أن يكون أكراد سوريا «يقفون في الصفوف الخلفية» للحركة الاحتجاجية القائمة في سوريا منذ 9 أشهر. غير أنه اعترف بأنهم «حذرون لأن ما يسمعونه من بعض أطراف المعارضة (السورية) مقلق في ما يتعلق بالحقوق الكردية
نفى صالح أن يكون أكراد سوريا «يقفون في الصفوف الخلفية» للحركة الاحتجاجية
القائمة في سوريا منذ 9 أشهر. غير أنه اعترف بأنهم «حذرون لأن ما يسمعونه من بعض أطراف
المعارضة (السورية) مقلق في ما يتعلق بالحقوق الكردية».
و في سؤال لجريدة الشرق الوسط " لماذا يلزم أكراد سوريا الصفوف الخلفية
في الحركة الاحتجاجية ضد النظام السوري؟"
قال صالح - لا أعتبر أن أكراد سوريا في الصفوف الخلفية ولكن هناك حذر
في بعض الأوساط الكردية، وهو حذر مشروع، لأن ما يسمعونه من بعض أطراف المعارضة مقلق
في ما يتعلق بالحقوق الكردية. وأنا شخصيا التقيت القيادات الكردية التي جاءت لزيارتنا
في أربيل. والمصلحة الكردية الأساسية تكمن في التغيير الديمقراطي والإتيان بنظام يحترم
التعددية الكاملة في المجتمع السوري والحقوق الوطنية الكردية. الأكراد جزء من النسيج
الوطني السوري، وأنا أقول لك من غير تردد إن زمن الحزب الواحد انتهى والاستبداد، ونحن
داعمون بكل ما أوتينا من إمكانيات لتغيير ديمقراطي سلمي قائم على أساس احترام المواطنين
السوريين، ومنهم المكون الكردي.
و في سؤال آخر من الشرق الاوسط حول نفس الموضوع " ولكن لا نرى أن
المناطق تتظاهر أو تشارك في الأعمال الاحتجاجية والإضرابات وخلافه.. ما هو السبب؟"
قال صالح - فهمنا من حديثنا مع المجلس الوطني الكردي الذي زارنا مؤخرا،
أن موقفهم واضح وصريح في ما يتعلق بضرورة مجيء نظام ديمقراطي وإنهاء الاستبداد وحكم
الحزب الواحد. لك أن تسأل القيادات الكردية في سوريا عن مدى تجسيد هذا الموقف على مستوى
الشارع. فهمي أنا أن القيادة الكردية في سوريا تطالب بالضمانات الديمقراطية والتغيير
وبدولة ديمقراطية مدنية تؤمن الحقوق الوطنية للكرد وللمكونات الأخرى للشعب السوري.
و سألت الجريدة "ما هي النصائح
«السياسية» التي تعطيها لأكراد سوريا؟"
- هم أدرى بأوضاعهم منا نحن. علينا أن نكون حذرين، وأن لا نعطي، نحن في
كردستان العراق، الانطباع أننا نتدخل في الشؤون الداخلية السورية. نحن معنيون بما يحصل
في سوريا ونعتبر أن القتل والعنف لن يجديا نفعا ونحن قلقون على الضحايا المدنيين الذين
يسقطون يوميا. ووجداننا ومواقفنا واضحة، ونقول إن التجربة العراقية مليئة بالعبر، وصدام
حسين لم يتمكن من الشعب العراقي لا بالأسلحة الكيماوية ولا بالسجون ولا بالتنكيل. وانتهى
زمن الاستبداد والناس يريدون الحياة الكريمة والشعب السوري لا يختلف عن غيره من الشعوب
ولن يجدي العنف معه. ونحن نؤيد المشروع الديمقراطي وإصلاحات ديمقراطية حقيقية تنهي
سلطة الحزب الواحد ومصادرة الحريات وظاهرة العنف في سوريا. ولن أعطي لنفسي الحق في
أن أضفي صفة الديمقراطية على غيري أو أنزعها عنه. الشعب السوري يقرر ذلك والقوى الممثلة
للأكراد هم من يحددون الديمقراطيين والحريصين على النظام الديمقراطي المستقبلي في سوريا.
و عن رؤيتهم من الموقف الرسمي العراقي قال صالح للشرق الاوسط - هناك الكثير من المسائل
التي لا تمثل فيها الحكومة الاتحادية رؤيتنا. هوشيار زيباري عبر عن الموقف العراقي
الرسمي. والدولة الاتحادية صاحبة القرار في ما يتعلق بالسياسة الخارجية. لكنني كمواطن
عراقي، وكرئيس حكومة كردستان، لي الحق بأن أبدي وجهة نظري. وأكرر أننا نرى أن نظام
الحزب الواحد انتهى ولن يجدي العنف على الإطلاق في منع شعوبنا في المضي إلى ما يرتضونه.
و في سؤال عن مدة انتهاء فترته الرئاسية لحكومة اقليم كوردستان و هل سيستمر
بالعمل في مناصب اخرى قال صالح :
- لدينا اتفاق بين الحزبين «الكرديين» الرئيسيين للتداول على هذا المنصب
كل سنتين وهذه المدة تنتهي مع نهاية هذه السنة. وأنا أتمنى أن تنتهي هذه المسؤولية.
هي شرف كبير ومسؤولية كبيرة وخلال السنتين الماضيتين قدمت خدمات لشعبي مع زملائي في
مجلس الوزراء. ومن سيأتي بعدي لتحمل هذه المسؤولية يستحق مني ومن غيري كل دعم.
أما بخصوص المنصب الآخر، فليس هناك شيء محدد «حتى الآن». ولكنني أؤكد
أنني سأبقى ملتزما بمشروع سياسي يهدف إلى تحقيق وتعميق الإصلاحات الديمقراطية المطلوبة
في كردستان."