الإثنين 19 أيّار / مايو 2025, 13:03
فرح الأتاسي: التدخل العسكري الخارجي خسارة لكل الأطراف




فرح الأتاسي: التدخل العسكري الخارجي خسارة لكل الأطراف
الجمعة 09 كانون الأوّل / ديسمبر 2011, 13:03
كورداونلاين
التحفظات الكردية بالنسبة إلى الدور التركي، تحفظات مفهومة بالنظر إلى الحساسيات التاريخية بين الجانبين ، التدخل العسكري التركي سيكون عبر حلف الناتو

ذكرت المعارضة السورية ومديرة مركز المعلومات والمصادر العربي في واشنطن، فرح الأتاسي، أن التدخل العسكري التركي في سوريا لن يكون انفرادياً، بل عبر حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وأشارت الأتاسي، في حوارٍ مع «البيان» على هامش مؤتمر مؤسسة الفكر العربي في دبي، إلى أن تحفظات أكراد سوريا على دور أنقرة في الأزمة «مفهومة»، معتبرةً أن أية مبادرة لا ترتكز على تنحي النظام السوري هي مضيعة للوقت، في إشارة إلى المبادرة العربية.

وفي ما يلي نص الحوار:

 

- ألا تعني موافقة القيادة السورية على المبادرة العربية بدايةً لحل الأزمة؟

 

النظام السوري ماهر في المراوغة واللعب بالكلمات والزمن. للنظام تعاريف وترجمات خاصة لعدة عناوين عريضة يرفعها الشارع السوري. هو لا يقرأ مثلاً شعار: ارحل. الموافقة على توقيع البروتوكول أمر متوقع، لأنه في الحقيقة يخدم النظام السوري ويعطيه فرصة لكي يستجمع أنفاسه المشتتة حتى يمارس هوايته التي يجيدها جداً وهي اللعب بالوقت والكلمات، والدخول في لعبة التعديل والرؤية الخاصة.

 

نفور المعارضة

 

- هل نفهم من هذا الكلام نفور المعارضة من المبادرة العربية المطروحة؟

 

أية مبادرة لا ترتكز على تنحي النظام السوري هي مضيعة للوقت. الهدف الرئيسي الايجابي من المبادرة هو الضغط على النظام لوقف العنف لأن الكل في سوريا يريد حقن هذه الدماء التي تسيل. لكن مبادرة الجامعة لم ترتكز صراحة على السبب الرئيسي الذي يشعل ويلهب الثورة السورية؛ وهو رحيل النظام.

 

على كل حال، من المتوقع أن يراوغ النظام بخصوص المبادرة. ففي خلال هذه الفترة، خسرنا أكثر من 200 شهيد. كل يوم يمر يعني سقوط المزيد من الضحايا والمعتقلين. ما يسعى إليه هذا النظام هو إجهاض الثورة، وليس حلاً لها. فهل سيقبل النظام بدخول المراقبين إلى المعتقلات؟. لا أعتقد بأن النظام سيتعاون صراحة كما تنص المبادرة الواضحة. ما أدرانا أن يستخدم النظام أشخاصاً مأجورين لمهاجمة المراقبين العرب لكي يقول إن العصابات المسلحة هي من ارتكبت ذلك؟.

 

أجندات خاصة

 

- بالحديث عن إسقاط النظام، لا نرى التفاف المعارضة حول هذا الهدف. الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي حمل مسؤولية عدم توحد صفوفها إلى «أجندت خاصة». المعارضة بالمحصلة غير موحدة حتى على هدف إسقاط النظام، فما ردك؟.

 

المعارضة السورية، بحمائمها وصقورها، متفقة على إسقاط النظام، ولكن هناك خلاف على الطريقة والأسلوب. بعض أطراف المعارضة لا تريد تجاوز خطوط حمراً بشأن حجم الدور الأجنبي في إسقاط النظام. الجميع متفق على أن هناك نظاماً ينكر الواقع في زمن الربيع العربي.

 

إن أحداً لن يقبل بعد اليوم أن يكون هناك نظام قاتل لشعبه في سدة الحكم. الخلاف بين صفوف المعارضة يكمن في كيفية الرحيل، وفي ما إذا كان على السقوط أن يكون فورياً أم تدريجياً، حيث إن بعض أطياف المعارضة تطرح فكرة السقوط التدريجي.

 

- كيف تنظرون إلى الدور التركي في هذا الصدد، مع تكرار الحديث عن جعلها رأس حربة المخطط لإسقاط النظام؟.

 

تركيا تلعب دوراً محورياً في الأزمة السورية. جاء الأتراك منذ البداية بمبادرة رائعة، رفض النظام حتى النظر فيها، تتمحور حول كيفية التجاوب مع مطالب الشعب، وهو الحال نفسه مع جميع المبادرات العربية والأجنبية التي رفض النظام التعاون بشأنها. الحديث عن إقامة منطقة عازلة يتعلق بالوصول إلى السيناريو الأسوأ وهو فشل مبادرة الجامعة العربية وفشل الدعوة إلى حوار وطني يتم عبره تسليم السلطة إلى حكومة انتقالية ليكون هناك رحيل نهائي للنظام مع أجهزته القمعية من دون تدخلات خارجية. أما سيناريو المنطقة العازلة فهو تحسبات لاحتمال تدويل الأزمة.

 

 

 

الدور التركي

 

- التدخل التركي، إن تم، سيأخذ طابعاً عسكرياً. والمناطق الحدودية بين تركيا وسوريا هي في أغلبها مناطق كردية، في وقتٍ يتحفظ الأكراد بشدة على تلك الخطوة. فكيف يمكن أن يتحقق هذا التدخل؟.

 

كل الاحتمالات التي تقود إلى حرب هي احتمالات تقلق أي مواطن سوري. لا أحد يريد تدخلاً عسكرياً، فهو يعني خسارة كل الأطراف. أستبعد أن تكون هناك مواجهات عسكرية مباشرة داخل الأراضي السورية، رغم أن عناد النظام يقود المسألة نحو التدخلات.

 

التدخل العسكري التركي سيكون عبر حلف الناتو، وليس انفرادياً. ما بإمكان تركيا فعله هو إقامة منطقة عازلة لاستقبال اللاجئين، تماماً على نسق الحديث بخصوص المنطقة نفسها على الحدود الأردنية. الشعب السوري متروك لوحده منذ تسعة شهور، حيث لم تدخل وسيلة إعلامية واحدة إلى المناطق المنكوبة، حتى تلك التابعة لدول صديقة للنظام، وهذا ما قد يدب باليأس في نفوس بعض الجماعات في سوريا.

 

أنا أحذر من أن تتحول الثورة إلى صدام مسلح، ليس فقط طائفياً، فهناك الكثير من المنشقين عن الجيش من الطائفة العلوية.. منهم من فر إلى الأردن وآخرون إلى تركيا.

 

 

 

موقف الأكراد

 

- ألا تخشون تغير موقف الأكراد من الثورة واصطفافهم مع النظام في حال تدخلت تركيا عبر الحدود، خاصة مع ما يقال عن سيطرة تركية على المجلس الوطني؟.

 

لا. لقد جاء ربيع الثورة السورية الأول من المناطق الكردية التي كانت تثور لحريتها ومواطنتها، وتطالب بالعودة إلى سوريا. هذا النظام لعب بالورقة الكردية، رغم أن الأكراد جزء لا يتجزأ من الثورة والنسيج الاجتماعي السوري. هذه الثورة هي ثورتهم قبل كل شيء، فهم شاركوا في الحركات الوطنية المختلفة عبر تاريخ سوريا وقدموا ضحايا مثل مشعل تمو.

 

التحفظات الكردية بالنسبة إلى الدور التركي، تحفظات مفهومة بالنظر إلى الحساسيات التاريخية بين الجانبين، ولكن أرى أنها لا يجب أن تتحول إلى عائق أو سبب أمام الأكراد لكي يقفوا بعيداً عن الثورة.. فهم عانوا من النظام أكثر من أية فئة أخرى.

 

المجلس الوطني يضم أطيافاً كردية، مع ملاحظة أنه مجلس مؤقت من أجل دعم الثوار. لذلك، نتمنى ألا يعتقد البعض بأن هناك هيمنة من أطراف قد تتحكم في مستقبل سوريا. الخوف من البديل لا يعني السكوت على النظام.

 

* عن " البيان " الامارتية

1177.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات