غليون حكومة جديد، ستقطع علاقات دمشق العسكرية مع إيران وتنهي إمدادات الأسلحة إلى المجموعات المسلحة في الشرق الأوسط مثل حزب الله وحركة "حماس"
قال برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري الذي يمثل المعارضة السورية
في الخارج انه إذا تمكن المجلس من تشكيل حكومة جديد، ستقطع علاقات دمشق العسكرية مع
إيران وتنهي إمدادات الأسلحة إلى المجموعات المسلحة في الشرق الأوسط مثل حزب الله وحركة
"حماس" ،مشيرا الى ان دولا عربية وعدت بتقديم دعم مالي للمجلس.
وقال غليون في مقابلة أجرتها معه صحيفة "وول ستريت جورنال"
الأميركية في باريس، "لن يكون هناك علاقة مميزة مع إيران.. وقطع العلاقة الاستثنائية
يعني قطع التحالف الاستراتيجي العسكري"، مضيفاً أنه "بعد سقوط النظام السوري
لن يبقى حزب الله كما هو الآن".
ووصف العلاقات بين النظام السوري وإيران بأنها "غير طبيعية".
وذكر أن حكومة سورية بقيادة المجلس الوطني السوري ستنهي إمدادات الأسلحة
للمجموعات المسلحة في الشرق الأوسط مثل حزب الله وحماس، لافتاً إلى أن مثل هذه التحركات
ستكون جزءا من عملية أوسع لإعادة توجيه السياسة السورية تجاه تحالف مع القوى العربية
الأساسية.
وقال إن حكومة سورية جديدة برئاسة المجلس، ستعمل على "تطبيع العلاقات
مع لبنان بعد عقود من الهيمنة عليه عبر الجيش والقنوات الاستخباراتية".
وذكر أن سوريا ستواصل التزامها باستعادة هضبة الجولان من إسرائيل، لكنه
قال إنها ستركز على مصالحها عن طريق المفاوضات بدلاً من اللجوء للنزاعات المسلحة.
وأشار إلى أن المجلس الوطني السوري يتفق مع الولايات المتحدة والاتحاد
الأوروبي في ما يتعلق باتهام إيران بمساعدة الرئيس بشار الأسد في إجراءاته الصارمة
ضد التمرد السياسي.
ودعا غليون المجتمع الدولي الى اتخاذ خطوات جديدة شديدة ضد نظام الأسد
بما فيها فرض منطقة حظر جوي فوق سوريا.
وقال "هدفنا الأساسي إيجاد آليات لحماية المدنيين ووقف آلة القتل..
نقول إنه من الواجب استخدام إجراءات قوية لإجبار النظام على احترام حقوق الإنسان".
وأقر بأن المجلس الوطني المعارض واجه تحديات في ما يخص الوحدة مع فصائل
المعارضة السورية الأخرى بعد أكثر من 40 سنة على حكم عائلة الأسد للبلاد.
ولفت إلى أنه للأكراد وحدهم 33 حزباً، ما يصعب عليهم اختيار ممثلين لهم.
وأضاف أن المجلس الوطني اتصل بمسيحيي سوريا، وأرسل وفداً إلى الفاتيكان لبحث مستقبل
المسيحيين في البلاد، وسط مخاوف من انتهاك حقوقهم الدينية والاقتصادية والسياسية في
سوريا ما بعد الأسد.
وفي حين قلل غليون من المخاوف بشأن تحكم الاخوان المسلمين بزمام السلطة
في سوريا، أشار إلى أنهم لن يحصلوا حتى على 10 % من تأييد الشعب السوري، لأن نشاطهم
جرى في الخارج على مدى السنوات الثلاثين الأخيرة، ولا يوجد تنسيق داخل منظماتهم.
وأشار إلى أن سوريا التي يشكل فيها السنّة 70% ، لديها تاريخ من التنوع
الديني والإثني لن يسمح لها أبدا بأن تهيمن عليها أحزاب إسلامية أو يحكمها قانون إسلامي.
وشدد غليون على أن سوريا ما بعد الأسد ستبقى متمسكة بحقها في الجولان،
"لكن دمشق ستسعى إلى تحقيق هذا الهدف عبر المفاوضات، وليس بوسائل عسكرية".
وردا على سؤال حول علاقة المجلس بالجيش السوري الحر، أوضح غليون أن الطرفين توصلا إلى
اتفاق على أن العمليات العسكرية التي يجريها الجيش ستتركز على حماية المدنيين فقط،
ولن تتحول الى عمليات هجومية.
وكان غليون قد زار في الأسبوع الجاري المنطقة الحدودية بين سوريا وتركيا
للقاء قيادة الجيش الحر. وقال: "بعد سقوط النظام، لا نريد وجود أي مجموعات مسلحة
خارج سيطرة الدولة. ولقد أكدوا لنا أنهم سينفذون اتفاقنا، ونحن نلتزم بطلبنا بعدم شنّ
أي عمليات هجومية". وعبّر غليون عن ثقته بأن نظام الأسد سينهار عمّا قريب، مشيراً
إلى أنه لن يصمد طويلاً، بسبب مشاكل دمشق المالية والعزلة الديبلوماسية المتزايدة،
لافتاً إلى أن الأسد قد يصمد "لبضعة أشهر فقط".
وعن عمليات تمويل المجلس قال إنه يتلقى تبرعات من رجال أعمال سوريين،
وأضاف "تلقيناً وعوداً بالمساعدة من بعض الدول العربية.. ومن بينهم الليبيين مثلاً
فهم لا يملكون سيولة حالياً لكنهم وعدوا".
وردد غليون ما أعلنه الغرب بأنه يتعذر الدفاع عن قيادة الرئيس السوري
لفترة طويلة بسبب المحن الاقتصادية المتزايدة والعزل السياسي لدمشق، وقال إن الأسد
سيبقى في منصبه "لشهور فقط".
وكالات