أقر الإتحاد الأوروبي بتعثر عملية التعامل مع الملف السوري، واصفاً الأمر بـ"شديد التعقيد" ويحتاج إلى رد متوافق مع تفرد الحالة السورية

وفي هذا الإطار، أكد مصدر في المجلس الوزاري الأوروبي أن دول ومؤسسات الإتحاد تعي تماماً أن ما يحدث في سورية مختلف تماماً عما حدث في باقي الدول العربية، مع ملاحظة اختلاف التركيبة العرقية والطائفية في هذا البلد، وعدم وضوح رؤية كافة الأوساط الدولية لحقيقة الوضع منذ بدء حركة الاحتجاجات في شهر آذار/مارس الماضي

وأوضح المصدر، أن أوروبا تواجه "صعوبات حقيقية" في توصيل الملف السوري إلى مجلس الأمن الدولي، خاصة بسبب المعارضة الروسية وعدم حدوث ما كانت أوروبا تتوقعه في سورية، كنا نتوقع، والكلام للمصدر نفسه، تدفق أعداد هائلة من اللاجئين السوريين على دول الجوار، وكذلك اتساع رقعة المواجهات والاحتجاجات لتشمل كل أنحاء البلاد، وهذا بدوره لم يحدث، مما يدفعنا للقول إنه يجب البحث عن رد مناسب للحالة السورية يختلف عما كل ما سبقه

وشدد المصدر على أن وزراء خارجية الدول الأوروبية، الذين سيجتمعون يوم غد في بروكسل، سيناقشون الوضع السوري من مختلف جوانبه، "وسنأخذ بعين الاعتبار كل التعقيدات التي ترافق هذا الملف"، وفق كلامه

وتحدث المصدر عن قناعة أوروبا التامة بضرورة التعاون مع كافة الأطراف الدولية والإقليمية لإدارة الملف السوري، "ومن هنا سنناقش مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، ما سيمكننا فعله سوياً لوقف العنف في سورياً"، حسب تعبيره

ورداً على سؤال حول ما إذا كان الوزراء سيفرضون عقوبات إضافية على دمشق غداً، أجاب المصدر، "نحن بصدد البحث عن أشكال جديدة من العقوبات، لكن لن نتخذ قرارات محددة يوم غد"، على حد قوله

وشدد على ضرورة التعاون مع مختلف الأطراف العربية والإقليمية، خاصة تركيا، لزيادة مستوى الضغط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد

أما بشأن إنشاء ممر إنساني خاص بسورية، فأشار المصدر إلى ضرورة إيضاح بعض جوانب الأمر، "أود أن أقول أن المناقشات لا زالت في مرحلة أولية جداً، وأن إنشاء ممر إنساني لا يستدعي بالضرورة وجود جنود أوروبيين أو غيرهم على الأرض"، وفق كلامه

وختم كلامه بالقول أن هناك الكثير من الأفكار والنقاشات التي تجري في الأروقة الأوروبية وخارجها حول الشأن السوري، "نحن نبقي على خيار العقوبات ونستقبل كل الأفكار التي من شأنها أن تدفع هذا الملف باتجاه الحل"،على حد تعبيره

يذكر أن الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، دعت الأمين العام لجامعة الدول العربية للمشاركة في جزء من اجتماعات الغد في بروكسل

لكنها، بالمقابل، تحفظت على فكرة فرنسية بإمكانية دعوة وزير الخارجية التركي أحمد داورد أوغلو، في الوقت نفسه إلى بروكسل، "رحبت آشتون بالفكرة بحد ذاتها، لكنها أكدت أنها قابلة للتنفيذ في القريب العاجل"، وفق مقربين منها، فيما يرى مراقبون أن موقف المسؤولة الأوروبية جاء بناء على الرفض القبرصي لاستقبال داود أوغلو

(آكي)