اكد رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني ضرورة اعتراف الدستور السوري الجديد الذي يجري العمل لإعداده حاليا بحقوق اكراد البلاد الذين دعاهم إلى الابتعاد عن اي صراع طائفي فيها وطالبهم بتشكيل وفد يمثلهم
اكد رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني ضرورة اعتراف الدستور السوري
الجديد الذي يجري العمل لإعداده حاليا بحقوق اكراد البلاد الذين دعاهم إلى الابتعاد
عن اي صراع طائفي فيها وطالبهم بتشكيل وفد يمثلهم لاجراء مفاوضات مع جميع القوى الداخلية
والخارجية المهتمة بالتطورات السورية الحالية.
جاء ذلك خلال اجتماع عقده بارزاني في مدينة صلاح الدين (360 كم شمال بغداد)
مع وفد كردي سوري يمثل قيادة المجلس الوطني الكردي في سوريا وضم ممثلين عن 11 حزباَ
وطرفاً سياسياً اضافةً إلى شخصيات مستقلة عرض وفد المجلس الذي ينشط داخل سوريا نتائج مؤتمره الذي عقد مؤخرا في مدينة
القامشلي السورية التي تسكنها غالبية كردية وتمخض عنه تشكيل هذا المجلس. وعرض أعضاء
الوفد وجهات نظرهم حول التطورات السياسية في سوريا وانتفاضة شعبها وموقف اكراد سوريا
منها ونتائج مفاوضاتهم مع القوى والاطراف السورية المعارضة وحقوق اكراد سوريا وامكانية
تضمينها في الدستور السوري الجديد الذي تعكف لجنة قانونية سورية رسمية على اعداده حاليا.
وقال بارزاني أن هذا الاجتماع مهم بالنسبة لاكراد العراق وسوريا ويهدف
إلى الاطلاع على اوضاع اكراد سوريا، حتى تتمكن سلطات إقليم كردستان من اتخاذ موقف منها
ومن جملة الاوضاع التي تشهدها سوريا منذ اذار/ مارس الماضي. وأكد وقوف اقليم كردستان
مع إرادة الشعب السوري وحقوقه وقال أن "على الاطرف الكردية في سوريا أن تتعامل
بدقة بالغة مع الوضع الراهن لأن ما يهمنا هو الديمقراطية والاعتراف بحقوق الاكراد،
ومن الضروري تثبيت هذه الحقوق في الدستور المستقبلي للبلاد وأن يقترب اكراد سوريا من
الطرف الذي يحرص اكثر على منحهم حقوقهم".
وشدد بارزاني على أن اقليم كردستان يهمه تحقيق الديمقراطية في سوريا والإقرار
بحقوق الاكراد فيها، وقال "أن هذا الاعتراف يجب ان يكون في اطار الدستور المقبل
للبلاد وأن يتفاعل ويتقارب أكراد سوريا مع تلك الاطراف التي تؤيد منح الكرد حقوقهم".
ونقل بيان عن رئاسة اقليم كردستان عن بارزاني قوله " إن اقليم كردستان يدعم جهود
الاحزاب السياسية الكردية في سوريا لتثبيت هذه الحقوق وعليها المحافظة على وحدة صفوفها
ومواقفها من اوضاع بلادها".
واشار إلى ان الرسالة التي يحملها الاكراد هي رسالة سلام وعليهم التمسك
بسياسة التسامح والتعايش والتعامل مع القوى الديمقراطية، ولا ينبغي للقوى والاطراف
الكردية في سوريا ان تصبح جزءً من الصراع الطائفي إذا وقع، لأننا أصحاب قضية مشروعة
ولابد لنا دوما من انتهاج سياسة تقوم على التسامح مع جميع مكونات الشعب السوري وأن
ندافع عن حقوقهم بمن فيهم اخواننا المسيحيين". ودعا المجلس إلى الاهتمام بشكل
خاص بشريحتي الشباب والمرأة.
وطالب بارزاني خلال الاجتماع بتشكيل لجنة خاصة داخل قيادة المجلس الوطني
لاكراد سوريا، للتفاوض مع اي طرف على علاقة بالمشاكل التي تشهدها الساحة السياسية في
سوريا حاليا، سواء في الداخل او في الخارج.
يذكر ان الاكراد في سوريا يشكلون نسبة 6 بالمائة من مجموع السكان البالغ
23 مليونا بحسب التقديرات الرسمية لعام 2010، يطالب معظمهم بحكم ذاتي ضمن الأراضي السورية.
وقد شهدت بلدات سورية تسكنها أغلبية كردية عام 2004 تظاهراتٍ دامية طالبت بتجنيس حوالي
ربع مليون كردي انتزعت منهم الجنسية السورية او لم تمنح لهم لحد الان، لكن السلطات
السورية بدأت باتخاذ إجراءات على هذا الصعيد بعد تفجر الإحتجاجات الأخيرة مطلع العام
الحالي بهدف تحييد الأكراد، وابعادهم عن ممارسة نشاطات ضد السلطات لكن هذه المحاولات
لم تحقق نجاحا يذكر حتى الآن.
ويأتي موقف بارزاني هذا من الأحداث الراهنة في سوريا، مخالفاً للمواقف
الرسمية للحكومة العراقية التي تدعم سلطات الرئيس السوري بشار الاسد، وتؤكد عدم التزامها
بالعقوبات التي فرضتها الجامعة العربية مؤخرا عليها، لكن رئيس مكتب العلاقات الخارجية
بحكومة إقليم كردستان فلاح مصطفى يؤكد أن حكومة الإقليم ملزمة بموقف بغداد في ما يتعلق
بالعقوبات الأخيرة التي فرضتها الجامعة العربية على النظام السوري. وأشار في تصريح
صحافي إلى أن العراق دولة ذات سيادة، وبذلك فهي حرة في اتخاذ المواقف التي تنسجم مع
سياساتها الخارجية "والعراق دولة فيدرالية ونحن كإقليم كردستان جزء منها عليه
فنحن ملزمون قانوناً بالالتزام بمواقف دولة العراق في ما يتعلق بسياساتها الخارجية"،
إلا أنه أكد دعم قيادة الإقليم لثورة الشعب السوري.
ويرتبط إقليم كردستان العراق بعلاقات تجارية متشعبة مع سوريا، التي رفعت
صادراتها التجارية في السنوات الأخيرة إلى أرقام كبيرة تقدرها مصادر حكومية بنحو مليار
ونصف المليار دولار. وتشمل الصادرات الكثير من أنواع المواد الغذائية التي باتت كردستان
تستورد الجزء الأعظم من احتياجاتها اليومية من دول الجوار وهي تركيا وإيران وسوريا،
إلى جانب العديد من المواد الكمالية. وتأتي معظم الصادرات السورية عبر معبر فيشخابور
البري على الحدود المشتركة بين الإقليم ومدينة القامشلي الكردية المحاذية لتلك الحدود.
(ايلاف)