السبت 21 كانون الأوّل / ديسمبر 2024, 13:41
فاتح المدرس : رشو آغا




تكبير الحروف : 12 Punto 14 Punto 16 Punto 18 Punto
فاتح المدرس : رشو آغا
الأحد 27 تشرين الثّاني / نوفمبر 2011, 13:41
كورداونلاين
كان الدرب وعراً من قرية "حاجي خليل" إلى "راجو"، وانه يزداد وعورة كلما لكز "رشو" حماره المثقل بالغلال التي قايض عليها في القرى الجبلية المتاخمة لناحية "راجو"؛

بقلم: الفنان فاتح المدرس- حلب

كان الدرب وعراً من قرية "حاجي خليل" إلى "راجو"، وانه يزداد وعورة كلما لكز "رشو" حماره المثقل بالغلال التي قايض عليها في القرى الجبلية المتاخمة لناحية "راجو"؛ وتبين للشيخ التعب ان حماره كلما تقدم خطوة إلى الأمام ازداد جبل "كموش" انتفاخاً وعتيا، فيرفع كلاهما رأسه بالترتيب ليريا هل ظهرت شجرة البلوط الكبيرة للعيان، أم هي بعد بعيدة؟ وهذا يعني إنهما لن يبلغا راجو قبل المغيب.

وتبين لرشو وهلة، أنه كلما تقدمت به السن ازداد احديداب ظهره، واشتدت مسالك الأرض أمامه شراسة، فتنتفخ الأرض من هنا حيث كانت بالأمس وادعة منبسطة، وتنخفض من هناك حيث كانت من قبل ناعمة كراحة اليد لينة، فراح يحدث نفسه بأسى، ويصف معلمه "ابو عمر" وصفاً إضافياً دقيقاً غاب عن فهم حماره "كورد"، حتى اذا تجسدت صورة ابي عمر برمتها أمام عينيه، بصق على الأرض. فانه قاسٍ لا يعرف الرحمة، فهو كهذا الجبل عملاق صعب بلا قلب، واقلع البائع المتجول عن التفكير برهة ليلتقط أنفاسه، وبرزت الشجرة الضخمة بين الصخور السوداء على كتف الجبل، فلهث لهثات متتابعة، ونادى شخصاً وهمياً بجانبه:

-نازه، يا بنتي، آه يا ناز...

ومسّ قفا حماره بطرف عصاه المدببة فاستجاب هذا لمعنى اللكزة، واتجه نحو الظل، لقد كانت الظهيرة طاغية باغية، وعندما استكانا للفيء قال الشيخ لكورد: "ماذا لو متنا هنا؟" سحب الشيخ نفساً عميقاً ملوثاً بالحسرات وأردف ينصح صاحبه قائلاً: "أنا لا امانع في ان أدفن بجانبك يا كورد... لعن الله والدينا" ويتصور هذه الجبال القرعاء خاوية يزعق على عروشها الصخرية اليوم، وقد ذابت هذه القرى فلا تغريدة لتوتي، ولا جأرة لضبع، لأن العمر حقير على هذه التربة الخسيسة، واسند ظهره إلى الجذع الضخم يمسد قدميه المتورمتين، بينما كان الوادي الغربي السحيق راح يكشف أمام الشمس مجموعة من البيوت البعيدة، وعرق صاحبنا في بحران من الصور الثقيلة التافهة، فضرب الحمار الأرض بقائمتيه محتجاً على معاملة صاحبه السيئة له، فهو لا يزال يحمل البضاعة، فنهض رشو يحشر قدميه في حدوته فلم يستطع لانهما كانتا قد تورمتا تماماً، فوضع حدوته على ظهر الحمار فوق أكياس الحبوب، وانحدر يجر حماره بحذر في تلك المسالك الدوارة الخطرة.

ومالت الشمس نحو شواهق "قروداغ" وبدا وادي العميق مغموراً باقيانوس رائع من أضواء زرقاء متكسرة لا نهاية لأغوارها، وفي قرارة الوادي الأسود جرى ثعبان نهر "قره سو" الذهبي، واشتد هدير قطار استانبول، وصفت نبضاته في صدر الوادي بينما يتسلق جبل كوش متجهاً نحو الشمال.. الشمال البعيد فقال رشو لحماره:

-ماذا أيها الوغد، لو كنا محملين على ظهر هذا العفريت الى الشمال، يقولون ان هنالك وراء بلاد الترك أرضاً خصبة أهلها طيبون. آه لو حملوني إلى هنالك...

وسحب كفه على جرح قديم في عجز حماره عندما بدأ السكون ينمو رويداً رويداً على ايصات البلوط القريبة، بينما أخذت طيور الفأل السيء أمكنتها على الأحجار المتاخمة للدرب، فتمت بذلك عناصر صورة الوحشة في نفس رشو، ونبعث همسات مريبة من أشجار البطم، فـ"رشو" رجل يحب السلام، وعليه اذاً ان يقرأ الفاتحة وان كان لا يتقنها، فقرأها وأنهاها "وعلى أمواتٍ نحن اهبون يا ربي العالمون... آمين"... وسار الحمار.

 تموت القرى الصغيرة والكبيرة اذا ما غابت الشمس، فالأحمر الذي يصبغ شفرة الأفق كل مساء يرعب عيون الفلاحين في هذه البراري التي لم تعرف السلام يوماً. وهذا ما حدث لقرية "راجو" فأغمضت أجفانها الكثيرة، وكانت قد نامت عندما بلغها رشو، وأحس ان يد الليل تتغلغل في عقله وتمتد إلى قلبه، وشعر أيضاً انه وجد مع حماره كورد على ظهر هذه الأرض، وان سلسلة ضخمة تشده إلى عملاق كهذا الجبل هو ابو عمر، وتصاعدت إلى فمه رائحة الجوع فقال في سره: ماذا يستطيعون ان يفعلوا مع كومة من القش العفن؟ أنا أمسيت تلة من تراب كما يقول صاحبي مصطفى البدوي. وخطر بباله ان يعرج إلى عشته عسى ان يتبلغ بلقمة، ولكنه فضل تسليم الغلة لأبي عمر أولاً، فاخترق ساحة البازار المقفرة ألا من كلاب اقعت ترفع عقيرتها بالغناء الكلبي الموحش كأنها تصلي لرب من أرباب القتل والتدمير. ودارت به الأزقة المتربة حتى اذا جاء إلى باب زين بطلاء أزرق نقش بوشم يدرأ عنه عيون الحاسدين وعلى الجدار كتب احدهم "وما شكان الله". من كل هذا وعى صاحبنا ان أبا عمر ينعم في بحبوحة طيبة من العيش وانه يرشح نفسه لزيارة البيت الحرام، فهز رأسه ونظر إلى كفيه المشققتين واستتاب ربه وطرق الحلقة النحاسية وجلس:

-كم أو؟ مينو هاده؟..آ...

وكان الصوت المنبعث من وراء الباب لا يشجع أحدا على الإجابة، فهمس الشيخ "اما فاجر!" لقد كان ذلك صوت تلك المرأة الشريرة التي تدبر للحلبي شؤون بيته وتحثه على استخدام ابنة رشو، وفوق كل هذا، تسمي نفسها "بالحجة" مع علم رشو الأكيد انها... وفتح باب الدار فاستدار الشيخ فرأى وجهاً صالحاً يليث باستقبال طارق الأبواب مساء، فغمغم رشو مطرقاً:

-"ابو عمر جاغير"- أي نادلي أبا عمر- وحطم السكون زعيق الحاجة فأطلت رأس مستديرة من طاقة فوق الباب حجبت بأصص الريحان، وتكلم وجه مكتنز ضاقت معالمه في شاربين تركيبين قذرين وخدين عجينيين، فرفع رشو رأسه وهب واقفاً على عكازه.

-ها رشو، رشو لم التأخر؟ كيف البيع؟. واختفى الرأس وصرّ وقع قبقاب سريع على الدرج فارتجف قلب العجوز اعياء، وانفرج الباب عن شيء ضخم وقال:

-كام؟ نص شتيل، شتيل؟ أكثر؟... فأجاب رشو تعباً:

-جانم كل ما على "كورد" هو لك فلماذا السعال؟ (أي السؤال).

وما دامت لأرباب العمل لهجة واحدة معينة في جميع أطراف الأرض المستعبدة، كان لأبي عمر لهجته الجافة ونظراته المتهمة فقال:

-رشو، اسمع، عليك ان تبادر إلى تسديد ما لي عليك من ديون قبل ان تُقبل كوانين، فالشتاء على الأبواب.

وادرك رش وان صاحب العمل أراد ان يقول: "قبل ان تموت يا رشو" فسلمه الكيس الأول والثاني والثالث، ففحصها التاجر وقذف بها إلى داخل الحوش بعد ان زانها بتقديره مؤقتاً. وأضاف:

-رشو، لقد أصبحت عجوزاً هرماً لا يستفاد منك. أنظر إلى أحمالك ما أخفها!!.

ولما هم رشو بان يجيب وقعت عيون أبي عمر على حزمة من البصل النتن مستقرة في قعر أحد الصندوقين الخشبيين. فزعق:

-ما هذا؟ بضاعة كاسدة؟ ألم تبعها؟ فقال العجوز بهدوء:

-الكلاب تأنف من أكلها.

-هه، أنت أعلم بهذا مني، سأقيدها على حسابك...

وأضاف متهكماً:

-اسمع يا آغا، انك شيخ خرف عاطل لا تصلح لشيء...

وأشار إلى حزمة البصل وقال:

-ستأكله أنت. انه مسجل على حسابك!! على كل حال. أليس كذلك؟.

فاطرق الشيخ ومسح الأرض بابتسامة ذليلة بينما اختفى أبو عمر وراء الباب.

ثلاثون عاماً قضاها رشو في خدمة هذا المرابي، لقاء أيفاء مئتي ليرة سورية كان قد استدانها منه، وكلما طمس رشو جزءاً من هذا الدين، ازداد في اليوم التالي. فحمل عصاه وجر وراءه كورد ومضى يحمل حزمة البصل تحت إبطه.

وقف الزميلان في عتمة الليل أمام كوخ ارتفع بضعة أشبار فوق الأرض، ثم استدار احدهما ورفع عن الثاني بردعته فبدا جرح كورد الدائم فوق ظهره احمر ملتهباً. فرش عليه صاحبه قليلاً من تراب الجدار النظيف، ودفع الباب ودخل.

كانت ابنته الوحيدة "ناره" نائمة في ظلمات عريقة: -نازه، نازه- رابا قزه (انهضي يا بنيتي).

-تاهات بافي؟ (هل أتيت يا أبي) ونهض الصوت كأنه حزمة طويلة من عيدان الحنطة لم تلبث ان حولها الظلام بعصا ساحر إلى صبية لم يستطيع الفقر والليل من طمس معالم جمالها الأغبر، وأضاءت سراجاً وقدمت لأبيها علبة الرائب وجلست قبالته تمسح الأرض بكفها، ودار حديث قصير بين الأب وابنته تبينت الصبية منه ان والدها يموت مساء كل يوم ولا يلبث ان يعيش بقدرة قادر في الصباح، وتبين الوالد ان ابنته نامت جائعة وبدون زيت كاز، لقد رفض المرابي تقديم حصة البترول هذا المساء لتراكم ديون والدها.

-سأموت يا أبي لو صممت ان تستسلم لهذا الخنزير، انه سيبيعني إلى "جمعة آغا" كيف ألم تفيه دينه خلال هذه الأعوام الطويلة؟ انه فايظجي (مرابي) والحكومة لن تسمع كلامه، أليس كذلك؟ فتمدد العجوز كلوح من خشب ينام عبيد أبي عمر..

-خير حل! لقد قبل جمعة آغا بان يسدد دينك.. يا له من رجل شهم!

ولم يستطع رش وان يتصور كيف تشرق الشمس على أمثال أبي عمر طالما الله هو الذي يجعل الشمس تشرق، وأشار المرابي إلى أجيره البائع المتجول وقال:

-هذه حصتك اليوم، أما المكان فقرية درويش آبه سي، وحك أبو عمر رقبته الضخمة ونظر في وجه أجيره الكردي الذي انكمش كما لو انه قطعة من الورق تحترق، فقال العجوز:

-لا أستطيع تسلق جبل "موسى كوى" يا آغا، ثم ان كورد جريح، فزوي رب العمل ما بين عينيه النسريتين ورماه بورقة حساب البضاعة التي عليه ان يقايض عليها اليوم من صابون وخيطان وسكر احمر للأولاد وأقمشة فلاحية رخيصة وأواني فخارية من كل حجم... وأدار ظهره له ومضى.

نظر رشو إلى قفا مستعبده، فبانت طيات عنقه الشحمية كما لو ان حبلاً غليظاً من ليف وسخ قد استدار بإحكام حول هذه العنق، واستراح رشو لهذه الصورة وقال بسره "سيشنقونهم يوماً ما وستستريح راجو"، ثم بسط كفيه نحو القبلة ورفع أبصاره إلى السماء وألقى عليها سؤاله الآدمي العتيق "إلى متى يا رب!" ثم حمل بضاعته المرزومة ومضى غربا نحو وادي السراسين.

واشتدت وطأة الحر على الحمار ومرت جماعة من قرية "الكورانلي" في طريقها إلى بازار راجو، مما حدا برش وان يفيق من غفلته ويتساءل "اليوم هو بازار في راجو" وسخرت الجماعة من البائع المتجول الذي يغادر البازار اليوم ويسير غرباً بينما الناس يسيرون شرقاً، وأدرك في الأمر لعبة تلعبها براثن أبي عمر، فخفق قلبه توجعاً على وحيدته نازه، وبرقت في خياله المكدود صورة لوجه كريه آخر هو وجه "جمعة آغا" وكان الحمار يسير فسار رشو، وامحت الإظلال ساعة الظهيرة عندما بلغ قرية "موسى كوى" التي ابى الفلاحون الا تسميتها "بموسكوى" نكاية برجال الجندرمة. ومن موسكوى أبى احد ان يشتري شيئاً من هذا البائع الخرف الذي يتحمل مشقة المسير غرباً بينما الناس يسيرون شرقاً إلى البازار، وتلطفت العجوز "دنده" بان سقته طاساً من العيران فقدم لها بدوره مجموعة من ابر الخياطة، ورماه صبي بقطعة من الخبز أباها الشيخ على نفسه، وسار بحماره خلال صخور البازالت من منحدر إلى مرتفع، حتى اذا بلغ وادي "الكاور" مر بالسماء طائر عظيم اصفر حلق برهة فوقها فقال العجوز "انظر إنني لا احمل دجاجاً، معي" فصدقه الطائر العظيم واختفى وراء مجموعة هائلة من الصخور.. وعاد الدرب يرتفع من جديد كأنه جدار قلعة للجن غارقة في أحراش البطم والسنديان، حتى اذا بلغ هامة الجبل انكشفت أمام عينيه سهول عفرين وهبت أنسام وادي الكتخ، وعلى مرمى سهم منه كانت ضيعة "درويش آيه سي" تغرق في كروم التين والعنب واللوز، وصافح سمع رشو دوي طبل نزل ثقيلاً على مسامعه وأنفاسه، فمر بجانب مزابل القرية فألحقته الصبية تعض على أطراف أثوابها بأسنانها تعدو قدامه وورائه، ومر بفلاحتين همستا: "لعله هو" ولم تعجبه العبارة وبلغ ساحة القرية وشرب من الجب مع حماره، ثم عرج الى دار بوظان آغا، لقد صمم على أمر، لعل هذا الرجل يستمع إلى شكواه فينصفه من أبي عمر، وأمام باب "الاوضه" خلع حدوته، واسند عصاه الى الجدار وتسلق درجات "الأوضة" ودخل.

وكانت القاعة مكتظة بالزائرين، إلا انه لمح اثنين من الجندرمة من مخفر راجو ينظفان بندقيتيهما وينفخان ماسورتيهما إرهاباً للفلاحين!! وبادر رشو القوم بالسلامو عليكوم، وتهافتت عليه السلامات من كل فج وصوب حتى احتار صاحبنا أيهم يجيب، ولكنه جلس وراح يمسح القاعة بأنظاره الكليلة بالترتيب فهذا بوظان آغا، وذاك الحاج فريدون، وذاك، وحملق رشو بذاك، ولم يصدق عينيه، لقد كان ابو عمر بعين أمه وأبيه!! فأي شيطان حمله إلى هنا! فانكمش على نفسه حسب عادة الإجراء والمستخدمين واسقط بيده، فلا بوظان آغا بنافعه اليوم ولا هذين الدركين، طالما كانت فائدة قد جمعتهم.. وبينما هو غارق تحت مزراب أشجانه، تصاعدت همهمة "سلامو عليكوم" أخرى، فاستدار رشو وكان جالساً بجانب الباب قرب مجموعة عجيبه من النعال، فرأى رجلا يحمل على انفه نظارتين لبس طربوشاً كالذي على رأس ابي عمر، وسمع احدهم يقول "اهلاً اهلاً بجمعة آغا" حتى ان احد الجندرمة أراد ان ينهض احتراماً له، وعندما ابتعد هذا بظهره عن مرمى أنظار صاحبنا رشو الكليلة، رأى رجلاً عجوزاً يعدو إلى صدر القاعة ويجثم أمام أبي عمر ويبدوا بعد عدد ضخم من الليرات الفضية!! فران على القاعة صمت مالي غريب: خمسون، مائة وخمسون،... هذه مئتان!! ونهض أبو عمر نحو رشو وسحبه إلى خارج القاعة وهمس بأذنه- مارك عليك!!

فقال رشو مشدوها:

-ماذا؟ لماذا يا بو عمر آغا...

فضحك هذا من غفلة الشيخ وأتحفه بابتسامة مغموسة بقهقهة شيطانية وقال:

-اترك الحمار هنا يا رشو، سآخذه معي.

وربت المرابي على ظهر رشو وأضاف:

-اذهب.. أنت حر الآن يا رشو آغا!!

 

 

[1] -الثقافة الوطنية: مجلة شهرية ثقافية سياسية، صاحبها: يوسف الحايك، المدير المسؤول: الياس شاهين، بيروت-العدد: 65 (100)، في 15 تشرين الثاني 1945م.ص46-49.

 

المصدر: الكتاب: من أدب القضية- إعداد: دلاور زنكي و أحمد شهاب. الطبعة الأولى- خاصة- المانيا- برلين. 2011م.

راجع موقع دلاور زنكي.

Dilawerkurdi.wordpress.com

 

 

500.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات