الأحد 22 كانون الأوّل / ديسمبر 2024, 02:31
حوار مع رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان




حوار مع رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان
الثلاثاء 22 تشرين الثّاني / نوفمبر 2011, 02:31
كورداونلاين
مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لـ"المستقبل": المعارضة متفقة على رحيل النظام وأخشى القتل أو الخطف في بيروت

اكد مؤسس ومدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان المعارضين السوريين يلتفون حول هدف واحد هو اسقاط نظام الأسد ونقل السلطة السياسية في سوريا من الديكتاتورية الى الديموقراطية. وشدد على ان المعارضة تجاوزت الخلافات في وجهات النظر وان اعلانها موحدة، تحمل رؤيا واحدة لمستقبل سوريا، سيتم قريبا جدا. وحذر عبد الرحمن الثوار في سوريا من الوقوع في فخ الطائفية مشددا على اهمية ارسال مراقبين عرب او دوليين دون الخضوع لأي شروط من النظام، واعرب عن ثقته في قدرة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز على انهاء حمام الدم في سوريا ونقل الشعب السوري الى بر الأمان.

عبد الرحمن الذي تحدث الى "المستقبل" عشية اجتماع لقادة المعارضة السورية مع المسؤولين البريطانيين في لندن، والذي سيشارك في هذه اللقاءات كمعارض مستقل، عبر عن مخاوفه من زيارة بيروت، حيث يمكن أن يقتل أو يخطف كما قال. وهنا نص المقابلة مع مدير المرصد:

س: ما هو المرصد السوري لحقوق الإنسان وما هي آلية العمل التي تمكنكم من احصاء الضحايا داخل سوريا؟

ج: المرصد السوري لحقوق الانسان تأسس في ايار (مايو) 2006. وهو فريق عمل يضم اكثر من 200 ناشط في حقوق الانسان منتشرون داخل سوريا. ويقتصر وجوده في الخارج علي انا شخصيا رامي عبد الرحمن مؤسس المرصد ومديره في المملكة المتحدة، وعلى زميلة لي تعمل على ترجمة أخبار المرصد الى اللغة الانكليزية وتدير صفحتنا على موقع "فيسبوك" للتواصل الإجتماعي على شبكة الإنترنت. آلية العمل في المرصد تتم عبر استقبال المعلومات من الناشطين داخل سوريا والقيام بدراستها وتوثيقها ثم نشرها الى العلن بعد تدقيقها والتأكد من صحتها من اكثر من مصدر مطلع على الوقائع الميدانية فيتم نشر اسماء الضحايا مع عناوينهم واعمارهم وجميع المعلومات الشخصية المتوافره عنهم.

س: هل تعرّض المرصد وناشطيه لتهديدات او اعتداءات من شبيحة النظام داخل سوريا او هنا في بريطانيا؟

ج: التهديدات بثوابر الأمور اصبحت خبزا يوميا يرد الى معارضي النظام السوري. وهناك بالطبع حملة اعلامية مركزة ضد المرصد السوري لحقوق الانسان تقودها بشكل مباشر شبكة إعلام النظام من التلفزيون الرسمي الى قناة الدنيا الى الصحف وايضا من قبل وسائل اعلام الثامن من آذار في لبنان المستفيدة من النظام او التابعة له. وقد فاجأتني الأم اغنيس مريم الصليب رئيسة فريق المركز الكاثوليكي للإعلام عندما زعمت انها طلبت الحصول على معلومات من مرصدنا واننا رفضنا التعاون معها، كل هذه المزاعم بالطبع عارية عن الصحة. وبالنسبة لتعرض فريقنا لإعتداءات، اؤكد لك حتى الآن استشهاد ستة من ناشطينا داخل الأراضي السورية كان آخرهم الشهيد زياد العبيدي في مدينة دير الزور. وأنا شخصيا دعيت اكثر من مرة الى مؤتمرات واجتماعات في لبنان لكني ورغم اني احمل الجنسية البريطانية الا انني اخشى من القتل او الاختطاف في حال قمت بزيارة بيروت.

س: ما رأيك بالمهلة الاخيرة التي اعطتها الجامعة العربية للنظام وطلب الاخير اجراء تعديلات كي يقبل بدخول بعثة من المراقبين العرب للوقوف على الاحداث داخل الاراضي السورية؟

ج: على الجامعة العربية ان تكون حاسمة بهذا الصدد، لأن كل مهلة اضافية تعطى تسهم في قتل المزيد من المدنيين السوريين. وفي حال تم التوصل الى اتفاق بشأن المراقبين العرب، نحن في المرصد رشحنا 40 من نشطائنا داخل سوريا و10 من المقربين لنا خارج سوريا للإنضمام الى هذه البعثة. نحن نعتبر وجود زملائنا ضمن فريق المراقبين ضرورية لأنهم قادرون على ان يقودوا المراقبين الآخرين الى اماكن الانتهاكات والقتل والتعذيب والتجويع، وان يأخذوهم لرؤية اقبية الافرع الأمنية والمستودعات التابعة لبعض المصانه التي حولها الشبيحة الى معتقلات للتعذيب في عدد من المناطق ولا سيما في محافظتي ادلب ودير الزور. واذا تم التوصل الى اتفاق سطحي بتخفيض عدد المراقبين الى 40 فقط وبشروط النظام اي بتحديد الاماكن التي يمكنهم زيارتها فإن مثل هذه البعثة لن يكون هناك طائل من ارسالها لأن سلطات البعث ستقودهم الى شوارع في مدن مثل دمشق واللاذقية وبانياس لم تشهد اي نوع من الحراك الشعبي. لقد كان لنا تجارب سابقة مع وفود حقوقية واعلامية غربية وافق النظام على ادخالها الى اماكن محددة وخرجت بإنطباع ان كل شيء على ما يرام داخل سوريا.

س: عندما بدأت الدول الغربية حوارها مع المعارضين السوريين، كان التركيز يكاد ينفرد على المجلس الوطني السوري، ولكن اليوم تستضيف الخارجية البريطانية لقاء يجمع ممثلين عن المجلس الوطني وايضا ممثلين عن هيئة التنسيق الوطني للإنتقال الديموقراطي. بماذا تفسر هذه الخطوة ومن سيشارك في هذا اللقاء بحسب معلوماتك؟

ج: الأنظمة الغربية تريد رؤية معارضة سورية موحدة لأنها لا ترغب بمشاهدة حرب اهلية تنفجر في سوريا تؤثر سلبا على مصالحها في الشرق الاوسط. وهنا يأتي لقاء اليوم في لندن بين الحكومة البريطانية والمعارضين السوريين في هذا الاطار اي ضمن مساعي توحيد الصف والخروج برؤيا واحدة وكيان واحد يمثل سوريا المستقبل. انا ايضا سأشارك في هذا الاجتماع كمعارض مستقل. ومعلوماتي تقول ان المجلس الوطني السوري سيكون حاضرا على أعلى مستوى ومن هيئة التنسيق بإمكاني تأكيد حضور هيثم مناع وخلف داوود.

س: لكن هيئة التنسيق تعرضت لإنتقادات واسعة في احدى الفترات لأنها كانت تدعو الى حوار مع النظام ولم تكن على نفس الخط مع الثورة الشعبية والمجلس الوطني بالنسبة لرحيل بشار الأسد عن السلطة. ماذا تغير الآن؟

ج: الجميع اليوم دون استثناء يطالبون بإسقاط النظام. في بداية الثورة كان لا يزال من الممكن التكلم في التغيير والاصلاح والحوار مع النظام لكن بعد شلالات الدم وتصعيد النظام للقمع الوحشي ولا سيما في الفترة الاخيرة فإن الحل الوحيد الذي يجمع عليه المعارضون السوريون هو ليس تغيير النظام فحسب بل ايضا محاكمة كل من تورط بقتل الشعب السوري. اؤكد لك ان لا احد في سوريا اليوم يقبل بالمساومة على دماء الشعب السوري. امام المعارضة اليوم خيار واحد هو الاتحاد حول هدف واحد هو اسقاط النظام وبدء مرحلة انتقالية للسلطة تستمر ستة اشهر تسبق انتخابات ديموقراطية تفرز نظاما ديموقراطيا وادارة جديدة للبلاد. واي معارض لا يقبل بخارطة الطريق هذه فإنه متآمر حتما على الدماء التي تسيل في شوارع سوريا.

س: بعد صدور ترحيب للإخوان المسلمين بتدخل تركي لحماية المدنيين في سوريا قابله الأكراد بالرفض نظرا لحساسية القضية التركية الكردية. هناك مخاوف لدى بعض المراقبين من ان يتمن النظام من سحب الأكراد من وسط المعارضة السورية بحجة قربها من الادارة التركية. ماذا تقول في هذا الصدد؟

ج: الأكراد موجودون في شتى اطياف المعارضة فهم ممثلون في اعلان دمشق الذي هو جزء من المجلس الوطني السوري ولهم ايضا احزاب ممثلة في هيئة التنسيق الوطني. وبإمكاني طمانة الجميع ان النظام ليس بإستطاعته سحب الأكراد لأنهم في صلب المعارضة واساسها ولم يعد بحوزة هذا النظام اية ورقة.

س: تتواصل التحذيرات الدولية الرسمية سواء من واشنطن او موسكو من اندلاع حرب اهلية في سوريا. كيف ترى هذا الواقع؟

ج: النظام يسعى بكل الطرق للعب بالورقة الطائفية. ولذلك يركز على المدن التي فيها تعدد طوائف او تطغى فيها عدديا طائفة على اخرى مثل حمص وبانياس واللاذقية وذلك بهدف جر الاهالي الى حرب مذهبية. انها لعبة خطرة وأحد مفاتيحها أشرطة فيديو تقوم اجهزة النظام بتسريبها عمدا وتتضمن مشاهد فظيعة لأناس من طائفة ما ينكلون بافراد من طائفة اخرى بهدف إشعال الاحقاد والضغائن بين الطوائف. لذا ننبه ثوارنا الكرام الى هذه النقطة ونتمى منهم عدم الانجرار الى تحقيق مآرب النظام لأن الدول الغربية لن تساعد الشعب السوري في حال اندلاع حرب طائفية في البلاد.

س: ماذا عن الانشقاقات في الجيش والعمليات التي ينفها المنشقون ضد الاجهزة الامنية؟

ج: يجب التمييز بين ثورة الشعب الذي يتظاهر سلميا، وبين التحركات التي يقوم بها منشقون عن الجيش ضد الجيش والأمن النظامي فهؤلاء يقومون بما تملي عليهم ضمائرهم بأن يرفضوا قتل المدنيين العزل ويشتبكون بالتالي مع جيش النظام وقواه الامنية. ان هؤلاء المنشقين يحظون بشعبية وتقدير هائلين من الثوار في سوريا ولكن الرجل الاكثر شعبية اليوم في الشارع الثائر دون منازع هو الشيخ عدنان العرعور.

س: في حال فشلت الضغوط السياسية والعقوبات الاقتصادية في وقف المجازر. هل تؤيدون تدخلا عسكريا خارجيا لإنهاء الأزمة؟

ج: نحن نأمل في رؤية الحل يتحقق على ايدي الجامعة العربية. ولدينا ثقة كاملة بقدرة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز على إيقاف الدم في سوريا. فهو يملك حنكة سياسية وقادر بوسائله على الضغط على النظام السوري وعلى الدول التي تدعمه كي يوقف القمع.

س: انتم على اتصال طبعا بهيئة حقوق الانسان التابعة لمنظمة الامم المتحدة. المفوضة العليا نافي بيلاي التقت وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه منتصف الاسبوع المنصرم وبحثا امكانية ارسال مراقبين دوليين الى سوريا. هل لديكم اي معلومات حول هذه الفكرة واين اصبحت؟

ج: نحن نؤمن بأن فكرة ارسال المراقبين الدوليين او العرب هي حل ممتاز للأزمة يكون قادرا على اجبار النظام على وقف القمع وسحب قواته المسلحة. هذه الخطوة اذا تحققت فعليا على ارض الواقع ستؤدي الى خروج ملايين السوريين الى الشوارع مطالبين بإسقاط النظام الذي لا بد وتحت وطأة الضغط الشعبي الهائل وان يستسلم للأمر الواقع. لقد كنا في المرصد اول من اطلق فكرة المراقبين الدوليين منذ بداية الثورة. المهم في هذه الخطوة ان تمت ان تتم بشكل فعلي وليس بشكل وهمي يقيده النظام بشروطه.

س: بإختصار، ما هي توقعاتك للمرحلة المقبلة. كيف ستنتهي هذه الازمة ومتى؟

ج: حتما الديموقراطية ستنتصر في سوريا. الامر يحتاج فقط للمزيد من الصبر من الشعب السوري الثائر وسيسقط النظام خلال اشهر معدودة اي في الجزء الاول من العام المقبل ان شاء الله.

* مراد مراد

جريدة المستقبل اللبنانية

1211.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات