ناطق باسم العمال الكردستاني:لن ندافع عن هذا النظام الدموي المستبد تحت أي ظرف كان، ونضم صوتنا إلى بقية الأصوات الآتية من أنحاء العالم التي تدعو النظام السوري إلى التوقف عن قتل المدنيين والتخلي عن أساليب القمع والعنف
أكد مسؤول في المكتب الإعلامي لحزب العمال الكردستاني أن
«الحزب ليس أداة بيد أي دولة في العالم حتى يحمل السلاح من أجلها، وهو حزب يتمتع
باستقلالية كاملة في قراراته، وولاؤه الوحيد هو للشعب الكردي، ويسعى من خلال نضاله
الدؤوب إلى تحقيق مطالب شعبه القومية، ولذلك، فإن سلاحه هو للدفاع عن قضيته
القومية المشروعة، وليس للتأجير دفاعا عن الأنظمة القمعية والاستبدادية مثل النظام
السوري بقيادة بشار الأسد».
وجاء ذلك، ردا
من قيادة حزب العمال الكردستاني على المخاوف التي تثيرها تركيا منذ فترة بعد أن
دخلت بقوة إلى خضم الأحداث السورية وتقوم بلعب دور كبير في توجيه مساراتها، حول
احتمال قيام نظام الرئيس السوري بشار الأسد باستخدام ورقة حزب العمال الكردستاني
ضد تركيا في حال تطورت الأحداث في المنطقة إلى ما لا يرضيه.
ففي اتصال مع
كاروان آزادي الناطق الإعلامي باسم حزب العمال الكردستاني الذي يتخذ من جبال قنديل
مقرا لقيادته، مع «الشرق الأوسط» بدد المخاوف التركية، وأكد أنه «ليس لها أساس من
الصحة مطلقا، وهي لا تتجاوز محاولة أخرى من القيادة التركية لرمي التهم جزافا على
حزبنا، الذي يناضل من أجل قضية شعب مظلوم ومقموع داخل تركيا، ولا علاقة له بما
تتعرض له الأنظمة الديكتاتورية والاستبدادية في المنطقة».
ونفى المتحدث
نفيا قاطعا استعداد حزبه لحمل السلاح دفاعا عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد،
وقال: «لن ندافع عن هذا النظام الدموي المستبد تحت أي ظرف كان، ونضم صوتنا إلى
بقية الأصوات الآتية من أنحاء العالم التي تدعو النظام السوري إلى التوقف عن قتل
المدنيين والتخلي عن أساليب القمع والعنف، وأن يفتح الطريق أمام الشعب للتعبير عن
إرادته الحرة بطريقة سلمية».
وأضاف: «ما
عدا موقف الحزب المعلن مرارا وهو دعم النضال الشعبي في أي مكان بالعالم للتعبير عن
الإرادة الحرة للشعوب وتطلعها إلى الديمقراطية والسلام، لا يعنينا مصير الأنظمة
الديكتاتورية القمعية في المنطقة». وأضاف: «كان أردوغان رئيس وزراء تركيا يرتبط
إلى فترة قريبة بصداقة حميمة مع الرئيس السوري بشار الأسد، وكان التعاون الثنائي
بين البلدين على أعلى المستويات في جميع مجالاته، وهناك العشرات من الاتفاقيات
السياسية والاقتصادية والأمنية التي تربط البلدين، بما يدلل على عمق العلاقة
بينهما، وقام نظام بشار الأسد وخلال سنوات طويلة باعتقال العشرات من أعضاء ومؤيدي
حزب العمال الكردستاني وسلمهم إلى يد السلطات التركية، وكانت هناك اتفاقات أمنية
وتفاهمات عديدة بين البلدين بالسعي نحو القضاء المبرم على حزبنا، أضف إلى كل ذلك،
أن شعبنا الكردي داخل سوريا قد عانى مثل بقية المكونات السورية الأخرى من ممارسات
النظام البعثي الديكتاتوري القمعي الذي اعتقل وسجن الآلاف من أنصارنا وأعضاء حزبنا
في مختلف مراحل نضاله القومي، واستشهد كثيرون منهم تحت تعذيب أجهزة الأمن السورية
المقيتة، فكيف يمكن وهذا النظام يتجه نحو السقوط الحتمي أن نحمل السلاح دفاعا عنه؟».
وتابع يقول:
«هذه ليست من أخلاقيات حزب يناضل من أجل قضية قومية مشروعة تقرها المواثيق
والقوانين الدولية. نحن لسنا عصابات مأجورة حتى نستخدم سلاحنا للدفاع عن الأنظمة
الديكتاتورية المستبدة التي تمعن في قتل شعوبها، وبذلك، فإن الاتهامات التركية
ضدنا لا أساس لها من الصحة مطلقا ولا معنى لها تماما».
«الشرق الأوسط»