أن نشوء هذا المجلس، رغم الاعتراف الواسع به عربياً، لم يكن على أساس من الديمقراطية عملياً، فإننا في المجلس الوطني الكردستاني - سوريا، نؤكد على أنه لا يمثلنا ولا يفي بالغرض المطلوب منه ولا يعكس حقيقة ما يطلبه الشعب السوري
يعلم شعبنا السوري عامةً بأن تتابع الأحداث الدامية منذ بداية الثورة
العارمة في آذار هذا العام قد دفع بفصائل المعارضة الوطنية السورية إلى التحرك
السريع غير المنضبط لعقد مؤتمرات واجتماعات هنا وهناك لتتمكن من خلالها جمع الصفوف
وتوحيد الكلمة السورية المعارضة، وكان مؤتمر آنتاليا للتغيير بداية هامة بمشاركات
متنوعة للمكونات الدينية والإثنية والتكتلات السياسية إلى حدٍ كبير. وعلى الرغم من
كثير من نقصان وإقصاء وعدم تنظيم فقد تغاضى السوريون عن الأخطاء ورحبوا بذلك
المؤتمر ونتائجه الذي كان بمثابة بداية لعمل مشترك، يمكن تطويره وتحسينه من خلال
مزيدٍ من الحوار والتفاعل بين مكونات المعارضة السورية في الداخل والخارج.
إلا أن ما جرى بعد ذلك لا يمكن بشكل من الأشكال اعتباره تحسيناً وتطويراً، وإنما
يمكن اعتباره بمثابة انقلاب لبعض فصائل معينة على سواها من القوى السورية الطامحة لإنشاء
مجلس وطني حقيقي يمثل كافة الشعب السوري، فتمت دعوة فئات وتكتلات معينة وشخصيات
دون سواها، وتم تسويق ما رأته هذه الفصائل كاتفاق وطني شامل على خطوط ما للنضال
المعارض، في حين كان يجدر بهم أن يتصلوا ويحاوروا طويلاً قبل الإقدام على إعلان
نشوء مجلسهم الوطني السوري، الذي ظهر كمفاجأة للعديد من القوى والشخصيات السورية
الفاعلة والمناضلة ضد النظام الأسدي الدموي.
وفي هذه الظروف التاريخية الصعبة التي نرى فيها تمسك روسيا بمصالحها
الاقتصادية والإستراتيجية مع نظام الأسد الإرهابي، يصف السيد برهان غليون الروس
بأنهم "أصدقاؤنا"، وهو يعلم تمام العلم بأن استخدامهم لحق
"الفيتو" في مجلس الأمن قد سمح للنظام بممارسة المزيد من التقتيل
والتعذيب ضد شعبنا السوري، وبأن الروس غير عازمين على تغيير سياستهم المؤيدة لهذه
الجريمة الكبرى ضد الإنسانية.
وحيث أن نشوء هذا المجلس، رغم الاعتراف الواسع به عربياً، لم يكن على أساس
من الديمقراطية عملياً، فإننا في المجلس الوطني الكردستاني - سوريا، نؤكد على أنه
لا يمثلنا ولا يفي بالغرض المطلوب منه ولا يعكس حقيقة ما يطلبه الشعب السوري، كما
أنه لا يعكس حقيقة الوجود القومي لثاني أكبر قومية في البلاد، التي هي القومية
الكوردية، حيث لم يتم تمثيلها في هذا المجلس بصورة تقترب من حراكها السياسي الهام.
ولقد قارن السيد برهان غليون، رئيس هذا المجلس بنفسه وجود الكورد في سوريا بوجود
العرب الأجانب وسواهم في فرنسا، وهذا يعني عدم التزامه حتى ببنود الميثاق الذي قام
عليه مجلسه...
إن المجلس الديمقراطي السوري، الذي يدعو إلى سياسة أشد تحدياً للنظام
الأسدي على الصعيد الدولي، لا يجد نفسه ممثلاً في المجلس الوطني السوري، ويطالبه
بعقد مؤتمر وطني أشمل يتجاوز به الأخطاء والنواقص والإقصاء ولا يسمح لأي فئة من
الفئات احتكار الوطنية السورية والارتماء في أحضان أي دولة إقليمية ذات مصالح
معينة لها من وراء دعمها لتلك الفئات وبهدف احتواء الثورة السورية.
المجلس الوطني الكردستاني - سوريا
واشنطن، 15/11/2011م