في
ذكرى وفاة البروفسور عصمت شريف وانلي ننشر لكم هذه المحاضرة القيمة التي ألقاها في
جامعة لوزان عام 1956م.
المصدر : الكتاب: من أدب القضية، إعداد: دلاور
زنكي و أحمد شهاب، الطبعة الأولى، ألمانيا-برلين 2011م.
محاضرة
عصمت شريف في جامعة لوزان[1]
كنا وعدنا القراء في عددنا الصادر يوم 15تموز1956 بنشر محاضرة الأستاذ
عصمت شريف التي ألقاها في جامعة لوزان. (جريدة الوجدان).
ويحمل الأستاذ عصمت شهادة العلوم السياسية من جامعة الاباء اليسوعيين
في بيروت، وهو مجاز في الحقوق من جامعة لوزان، ونجح في هذه الجامعة في فحوص
الدكتوراه في العلوم السياسية، ويحمل دكتوراه أخرى في الاقتصاد السياسي (حقوق)
ويقوم بتحضير أطروحته عن القضية الكردية (للعلوم السياسية)، وأخرى عن الزراعة في سوريا
لنيل الدكتوراه في الاقتصاد السياسي.
ليس للأكراد على ما نعلم، مع الأسف، جريدة واحدة سياسية حرة تعبر عن
رأيهم أو تستعرض قضيتهم إلا في قطر واحد، بالرغم من مزاعم
"الديموقراطيات" الكاذبة التي تقول، وهي تعرف إنها تكذب، ان الأكراد
يتمتعون بجميع الحقوق، ونحن نعلم ان حصة الرقيق في بعض البيوتات هي اكبر من حصة
الكردي في وطنه. فسيد الرقيق يسمح لعبده إذا شاء أن يتعلم لغته. أما إذا درس
الكردي لغته أو طالب بتدريسها فيعتبر عمله من الخيانات الوطنية العظمى.

المقاتلة ماركريت والدكتور عصمت شريف وانلي- كردستان العراق
وما عصمت شريف إلا مثال واحد لما للكردي من قابليات في أرض المساواة،
ولكن كيف يستمر الغزاة في سلب ثروات كردستان الهائلة اذا صادق الكردي العلم؟.
وهذه المحاضرة كما سيلاحظ القارئ النزيه، هي من وضع دماغ هادئ، ناضج،
وضعها صاحبها للتاريخ، فسهر الليالي ليأتي بدراسة دقيقة علمية، و
"الوجدان" يفتح أعمدته لكل ناقد محايد يرى في المحاضرة ما يجب نقده خدمة
للعلم لا لأغراض دوام استعمار كردستان.
نظرة موجزة على تاريخ
الشعب الكردي ومشاكله الحاضرة
تتكلم الصحافة العالمية من آن لآخر عن الأكراد وحركاتهم دون ان تعطي
فكرة جلية عن ذلك، بل إنها تتعمد تشويه الحقائق أحياناً وفقاً لتيارات السياسة
العالمية المتضاربة. وهنا تبدو ضرورة تعريف الرأي العام العربي بهذه القضية
والاهتمام بها وذلك لأسباب عديدة، أولها علمية في سبيل المعرفة الموضوعية، وثانيها
عاطفية وتقوم على العلاقات الوثيقة التي نسجها التاريخ بين العرب والكرد وسهلها
التقارب الجغرافي، وثالثها سياسية محضة كما يبدو ذلك للقارئ الكريم.
يؤلف الشعب الكردي الحالي أمة بالمعنى العلمي لهذه الكلمة، أمة تجمع
كل المقومات اللازمة لذلك من بشرية وجغرافية ولغوية وتاريخية واقتصادية ونفسية،
ودليل ذلك ظهور الحركة الوطنية الكردية الحديثة في مطلع هذا القرن، شأن الأكراد في
ذلك شأن معظم الشعوب الشرقية، واندلاع عدد كبير من الثورات أجبر الأكراد على
إشعالها دفاعاً عن حريتهم ورغبة منهم في تقرير مصيرهم بأنفسهم. وفي الأدب الكردي
المعاصر دليل آخر على نمو الأكراد كأمة، يفيض هذا الأدب، بالرغم من العقبات الكؤود
التي تضعها الحكومات الرجعية أمامه، بالشعور الوطني السليم ومحبة الوطن الكردي
والنزعة إلى الحرية والاستقلال. وهذا ما يذهب إليه المؤرخون الحديثون والأخصائيون
في الدراسات الكردية أمثال الميجرسون Soane ورامبو Rambout ونيكيتين Nikitine [2] في أوروبا الغربية، وهذا ما تدل عليه بشكل قاطع دراسات لفيف من
العلماء السوفيات والأكاديمية الروسية، أمثال المؤرخ الروسي المعروف مار Marr الذي نشر كتابه عن الأمة الكردية عام 1907،
والبروفسور أوربيلي Orbeli والبروفسور فلتشفسكي Viltehevsky [3].
هذا بالإضافة إلى عدد من المؤرخين والباحثين الأكراد ومنهم أمين زكي[4] الوزير العراقي السابق وعلاء الدين سجادي[5] من أكراد العراق وأحمد قادري وكوردوئيف وأمين
عبدالله وإبراهيم نادري والسيدة نور بولاتوفا وهم من أكراد الاتحاد السوفياتي[6].
ويبلغ عدد الأكراد على التقريب نحو تسعة ملايين منهم مليون في العراق
الشمالي وثلاثة ملايين ونصف مليون في غربي إيران وأربع ونصف مليون في شرقي تركيا،
والبلاد الكردية المسماة كردستان، مجزأة سياسياً بين هذه الدول، ولكنها بلاد واحدة
يتصل بعضها ببعض من الوجهة الاثنوغرافية، ووضع الشعب الكردي في هذا يشبه وضع الشعب
البولوني عندما كان مجزأ قبل الحرب العالمية الأولى بين ثلاث إمبراطوريات كبيرة:
الروسية، والألمانية، والنمساوية. وكردستان منطقة جبلية شاسعة في غاية الجمال
الطبيعي لها جبالها ووديانها وسهولها وبحيراتها ولها ثرواتها المعدنية والزراعية
والحيوانية، ويحب الصحفيون الأميركيون أن ينعتونها بـ:.. العمود الفقري الستراتيجي
للشرق الأوسط..، وتمتد من القفقاس عند الحدود السوفياتية حتى قرب الخليج الفارسي
شمالاً وجنوباً ومن همذان شرقاً حتى ملاطيا غرباً[7]
.
واللغة الكردية لغة قائمة بنفسها من فصيلة اللغات الهندية-الأوروبية.
ويقول الأخصائيون بأنها أقرب الألسنة الحاضرة للغة "زند آفستا"، الكتاب
المقدس القديم للديانة الزرادشتية. وفيها لهجات ثلاث رئيسية لا يزيد اختلاف بعضها
عن بعض عن اختلاف اللهجات الشعبية الايطالية مثلاً: ولا ريب إن فقدان الوحدة
السياسية كان العامل الوحيد في عدم ظهور لهجة كردية رسمية موحدة. ولكن الأدب
الكردي أدب حي[8] منه الفولكلور الشعبي، وهو فياض، ومنه الشعر
الرفيع المهذب، وشعراء الكرد جمهرة، منهم الكلاسيكيون أمثال علي الترموكي في القرن
العاشر للميلاد وملاي جزري في القرن الخامس عشر وحاجي قادري كويي في القرن التاسع
عشر وأحمد خاني في القرن السابع عشر، وهذا الأخير هو ألمعهم تعبيراً عن الشعور
الوطني الكردي وهو مؤلف الملحمة الشعرية الوطنية المشهورة "مم و زين"
التي تُرجمتْ إلى الفرنسية والروسية، وثمة عدد كبير من الشعراء المعاصرين، منهم
هجار وكوران وهه يمن وبيره مرد وجكرخوين.
أما من الوجهة الدينية فقد كان يدين الأكراد بالزرادشتية، وبعد ظهور
الإسلام أسلموا وأخلصوا لدينهم إخلاصاً بلغ أوجه في عهد صلاح الدين الأيوبي، بطل
المشرق الذي أنجبته الأمة الكردية. ومعظم الأكراد سنيون، وفيهم مذهب يقرب من
الشيعة يسمى "علي إلهي" تدين به طائفة منهم تقطن جنوبي كرمنشاه في
ايران، وفيهم قسم من المسيحيين وآخر من اليزيدية واليزيديون أكراد وهم بقايا من
حافظوا على بعض أصول الديانة الزرادشتية القديمة. ولا صحة ما يقال عن تعصب الأكراد
اذ ان الشعور الوطني يحتل المكان الأول في نفوسهم ولأنهم عاشوا مع جيرانهم الأرمن
على أتم وئام حتى القرن التاسع عشر حيث جاء الأتراك يعكرون هذا الصفاء.
والأكراد شعب هندي-أوروبي من حيث الأصل التاريخي، ولن نتعب القراء في
إطالة البحث بل نكتفي بالقول بأن السجلات الكلدانية والآشورية القديمة كانت تتكلم
عنهم وان المؤرخين الحديثين يجزمون بأن الأكراد الحاليين هم أحفاد "سكان
الجبال" القدماء، تلك الجبال التي تحيط "بالهلال الخصيب" من الشرق
(سلسلة زاغروس) والشمال (آنتي طوروس) وعلى هذا يكون الكوتيون والكاشيون والنايريون
والميتانيون والميديون والكاردوكيون من أجدادهم القدماء، وان احد هذه الشعوب
(الكوت= كورت) أو (الكاردوك) أعطى اسمه للشعب الكردي الحالي. ويعتقد الأكراد على
العموم بأنهم من سلالة الميديين، ومن المعلوم ان هؤلاء كانوا يقطنون مناطق كردستان
الإيراني.
وإذا كان يمت الأكراد إلى الفرس بصلة القرابة، شأنهم في ذلك شأن
الأفغان، فلا ننسى بأنهم يختلفون عنهم اختلاف الفرنسيين عن الطليان، أو البولونيين
عن الروس، أو السويديين عن الألمان. ولا ننسى أيضاً بأن كلمة ايراني ليست مرادفة
لكلمة فارسي كما تريد طهران أظهار ذلك بل انها أعم منها وتشملها شمول اللاتينية
للفرنسية والطليانية والاسبانية.
ويخصص المؤرخ اليوناني كزينوفون Xinophon الذي مر بكردستان عام 401 قبل الميلاد فصلاً في
كتابه "آنابازسي= الصعود" أو "رجعة العشرة الاف" عن شعب يسمى
"كاردوك" أو "كاردوخ" أي الكرد كان يقطن حوض الزاب الأكبر ومناطق
دجلة العليا حتى قرب طرابزون على البحر الأسود، أي في كردستان المركزي، وهي أول
شهادة تمتاز بالوضوح القاطع عن أقدمية الشعب الكردي.
ولن نستمر في سرد تاريخ الكرد بل نكتفي بالقول بان الهجرات التركية من
أواسط آسيا إلى بلاد الأناضول بدأت في القرن التاسع –العاشر للميلاد كما هو معلوم
وإنها لم تمس الأكراد بادئ ذي بدء وأن كردستان في ذلك العهد وطوال القرون الوسطى
كان يعيش منطوياً على نفسه ومستقلاً استقلالاً فعلياً تاماً، ولكنه لم يكن موحداً
سياسياً في دولة كبيرة بل مجزأ إلى عدد من الدويلات والإمارات والإقطاعيات المستقلة
كان على رأسها أمراء كبار يحارب بعضهم بعضاً، شأن ايطاليا وألمانيا في ذلك العهد
نفسه.
وبدأ التوسع التركي شرقاً في كردستان في القرن السادس عشر للميلاد ولا
سيما بعد معركة "جالديران" عام 1514م، وهنا لا بد لنا من الإشارة إلى
أبحاث الرحالة والمؤرخ التركي المعروف "أوليا جلبي" الذي زار كردستان في
أوائل القرن السادس عشر، أي قبيل الاحتلال التركي وكتب عنه وعن أوضاعه مطولاً في
تاريخه المسمى "أوليا جلبي سياحة نامة" أي "سياحة أوليا جلبي"
وهو سفر تاريخي مطبوع في الأستانة في ستة أجزاء. ويذكر هذا المؤرخ بأن كردستان
كانت مقسمة إلى نحو أربعين دويلة أو إمارة مستقلة كل منها لها جيشها وقلاعها، ويصف
الحياة السياسية والعسكرية والاقتصادية والعمرانية والثقافية للمجتمع الكردي
وتقدمه وصفاً أخاذاً لا يستطيع أمامه أكراد القرن العشرين إلا أن يأسفوا لزوال هذا
الازدهار الغابر الذي دمره الاحتلال التركي تدميراً يكاد يكون كاملاً.
ويتفق المؤرخ الكردي شرف الدين البتليسي، وهو من أمراء دويلة
"بتليس" الكردية Bitlis ، مع أوليا جلبي في كل هذا، ولعل تاريخ هذا الكردي الفذ، المعروف
"الشرفنامه" أو "أخبار الأمة الكردية" "Le
Cherefnameh ou les Fastes de la nation Kurde" هو أقدم تاريخ كتبه
كردي عن بلاده، وقد وضعه المؤلف بالفارسية في أواخر القرن السابع عشر، لغة الأدب
والفنون في ذلك العهد، وقد نقل هذا الكتاب الضخم الى الفرنسية وطبع في بطرسبرج عام
1875م، وذلك في أربعة أجزاء (ترجمة Chamy) كما انه نقل إلى اللغات الروسية والكردية،
وفيما نعتقد، إلى العربية مؤخراً.
وكان الاحتلال التركي لكردستان تدريجياً إذ ان الإمارات الكردية غير
المتحدة فيما بينها كانت تسقط تحت ضربات السلاطين الواحدة تلو الأخرى ولم يتم إلا
عام 1848م السنة التي سقطت فيها آخر إمارة كردية مستقلة وهي إمارة بوتان Botan على دجلة (منطقة جزيرة بن عمرو)؛ وكان أمراء
هذه الدويلة من آل بدرخان (أزيزان) قد صكوا النقود باسمهم ونظموا جيشهم على
الأساليب الحديثة وأرسلوا البعثات إلى أوروبا وآلوا على أنفسهم توحيد البلاد
الكردية وتحريرها من براثن العثمانيين، وتحالفوا من أجل ذلك مع محمد علي باشا
الكبير، ولكن تراجع البطل المصري أمام تدخل الدول الغربية جعل أكراد بوتان وجهاً
لوجه أمام الجيش العثماني المركز، مما أدى إلى سقوط الإمارة وفشل فكرة الوحدة
الكردية في ذلك الوقت. واحتفل الأتراك العثمانيون بهذا الحادث التاريخي بأن أصدروا
وساماً خاصاً كذكرى لهذه الحرب سموه "ميدالية حرب كردستان"[9].
والآن، بعد هذه العجالة التاريخية، سنتعرض لذكر الحركة الوطنية
الكردية الحديثة:
على أثر انهيار الإمبراطورية العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى قدم
الأكراد مطالبهم إلى الحلفاء بواسطة وفدهم الخاص الذي كان يرأسه الجنرال شريف
باشا؛ واستناداً إلى مبادئ الرئيس ويلسون وحق الشعوب في تقرير مصيرها قرر الحلفاء
استجابة هذا النداء، واعترفت معاهدة "سيفر" رسمياً عام 1920م، بنودها
64،63،62 (الباب الثالث من المعاهدة المسمى "كردستان" بحقهم في تأليف
دولة كردية وقرر تأليف لجنة خاصة لتنفيذ هذا المشروع، ولكن ظهور الحركة الكمالية
التركية قضى على ذلك، فقد توجه مصطفى كمال بعد تغلبه على قوات الحلفاء في الغرب
لضرب الحركة الكردية في الشرق، مما دفع الأكراد لحمل السلاح دفاعاً عن حريتهم
وتراثهم القومي. واندلعت على أثر ذلك ثورات واسعة النطاق كادت تطيح بالدولة
التركية، منها ثورة عام 1925[10] وثانيها ثورة أعوام 1927-1932م في منطقة جبال
آرارات وتحت قيادة الجنرال إحسان نوري باشا[11] وكانت منظمة تنظيماً عسكرياً حديثاً ولولا نفاد
الذخيرة لكان تمكن الشعب الكردي من انتزاع حريته في تركيا. وهنالك ثورة درسيم عام
1937م، وتختلف هذه عن سابقاتها في ان السكان الأكراد كانوا يدافعون ليس فقط عن
حريتهم ولغتهم بل عن حياتهم وأرضهم، إذ أن الحكومة، تنفيذاً لقرارات خاصة أصدرتها
عام 1932م، كانت ترمي إلى افناء سكان بعض المناطق الكردية الستراتيجية سواء بقتلهم
أو ترحيلهم بالإكراه وتشتيتهم في غربي تركيا ولم تكتف هذه الحكومة بتركيز قوتها ضد
الأكراد، بل لجأت إلى الاتفاق مع إيران لهذا الغرض عام 1932م، ووسعت هذه الاتفاقية
عام 1937م بدخول العراق في هذا الحلف وتوقيع معاهدة (سعد آباد) التي كانت تهدف إلى ضرب كل حركة كردية في
المستقبل (البند السابع من هذه المعاهدة).
ولا نستطيع ان نقدر على الضبط مدى الكارثة التي حلت بكردستان تركيا
على يد حكومة أنقرة، ولكن الرأي السائد هو ان نحو 700000كردي (من أصل ما يقرب من
خمسة ملايين) قد قتلوا أو شردوا بقساوة لا تضارعها إلا القساوة التي فتك بها
السلاطين في الأرمن واليونان والبلغار، والى حد اقل، بالعرب. وعند بدء الحرب
العالمية الثانية اضطرت حكومة أنقرة إلى الإقلاع عن هذه السياسة الدموية، ولكن
المعلومات الأخيرة تدل على ان الملايين الأربعة أو الخمسة من الأكراد الذين يعيشون
حالياً في كردستان تركيا إنما يرزحون تحت وطأة حكم إداري خاص لا يختلف عن أي حكم
استعماري آخر وان الضرائب التي تثقل كاهل "الولايات الشرقية" من تركيا
تتعمد إفقار الأكراد وان جشع الموظفين الأتراك وفسادهم لا حد لهما، وان المدارس
والطرقات والمشافي شبه معدومة، ولا حاجة للقول بأنه يحظر على الأكراد إصدار أية
مطبوعات في اللغة الكردية، بل ان كلمة "كرد" قد حذفت "رسمياً"
من الوجود اذ لا يجوز ذكرها في الكتب والجرائد وتسمي أنقرة الأكراد "بالأتراك
الجبليين" أو "بسكان الولايات الشرقية". وهنا لا بد لنا من الإشارة
إلى ان حكومة واشنطن تحاول إقناع أنقرة بتخفيف وطأة هذا الحكم، وأسباب ذلك فيما
يبدو لنا إنما هي عسكرية وسياسية إذ تخشى حكومة واشنطن ان ينظر الفلاحون الأكراد
بعطف وأمل إلى الاتحاد السوفياتي وهي حريصة على استتباب "الأمن" في
"العمود الفقري الستراتيجي للشرق الأوسط". وكان من نتيجة هذا الضغط سماح
حكومة أنقرة لقسم من الأكراد الذين شرعتهم بالرجوع إلى كردستان وإعطائهم الأراضي
التي اغتصبتها منهم وتشجيع الإقطاعية الكردية من جديد وإنشاء جامعة أميركية في
مدينة دياربكر الكردية عام 1955م (يجري التدريس فيها طبعاً بالانكليزية والتركية
باستثناء الكردية)، وتقرير إنشاء جامعة أميركية أخرى عام 1957م في مدينة (وان)[12]
الكردية، هذه بالإضافة إلى إنشاء عدد من المطارات الحربية الأميركية في كردستان
على مقربة من الحدود السوفياتية. لا حاجة لنا للقول بأن الشعب الكردي، وفي طليعته
الشبيبة الكردية، يرفض ان تكون بلاده مركز حشود عسكرية موجهة ضد دولة كبيرة يعيش
فيها الأكراد بحرية ورخاء.
ويختلف وضع الأكراد في العراق اختلافاً بيناً عما هو في تركيا اذ
تعترف السلطات العراقية رسمياً وعملياً بوجود الأكراد العراقيين كمجموعة سكان هامة
لها مميزاتها القومية الخاصة. ويضمن الدستور العراقي والاتفاقات العراقية الدولية
حقوق الأكراد الثقافية ولاسيما ان يجري التدريس باللغة الكردية في مدارس المناطق
الكردية، وهنالك حركة ثقافية كردية واسعة في مختلف المدن الكردية سواء في
السليمانية أو أربيل أو خانقين أو كركوك أو راوندوز أو العمادية؛ وبالرغم من هذا
فإن أكراد العراق مستاؤون، لا شك في ذلك، وأسباب هذا فيما نعتقد ثلاثة:
1-عدم تنفيذ حكومة بغداد لكامل تعهداتها أمام عصبة الأمم فيما يتعلق
بحقوق الأكراد الثقافية والإدارية، إذ ان اللغة الكردية لا تستعمل إلا في المدارس
الأولية وذلك في قسم من المناطق الكردية فقط ولا يسمح للأكراد إلا بإصدار صحف
ومجلات كردية أدبية ذات صبغة غير سياسية. وتنتج عن هذا الوضع صعوبات جمة تلاقيها
الشبيبة الكردية في تلقي مناهل العلم وذلك لعدم تمكنها من اللغة العربية هذا
بالإضافة إلى الضرر الذي يصيب الثقافة الكردية من جراء هذه الثغرة وحبذا لو ان
حكومة العراق لجأت الى إدخال اللغة الكردية والتاريخ الكردي في التدريس الثانوي
للمناطق الكردية، بل حتى في تدريس العالي، ولماذا لا تؤسس جامعة عراقية كردية في
السليمانية أو أربيل؟ ان كل هذا ممكن نظراً لتوفر عدد كبير من الأساتذة والمثقفين
الكرد، وبذلك تزول إحدى شكاوى أكراد العراق المهمة وتزدهر الثقافة الكردية دون ان
تمس الثقافة العربية بأي ضرر. ولا حاجة للتنويه إلى ان حق أي شعب الدراسة بلغته
والعمل من أجل رفع آدابها.
2-ينحصر هذا السبب في سياسة العراق الخارجية، اذ يلاحظ الأكراد بأسف
بأن حكومة بغداد تنهج منهجاً معادياً لمصالح أكراد تركيا وإيران، وذلك بدخولها في
معاهدات ومواثيق عسكرية استعمارية رجعية لا تتلاءم مطلقاً ومصالح الشعب العراقي
نفسه. ولنا رجعة إلى هذا الموضوع.
3-أما السبب الثالث فهو سوء إدارة هذه الحكومة وتفسخ موظفيها وإهمالها
شؤون الشعب إهمالاً لا مزيد عليه، ولا عجب في ذلك فحكومة نوري السعيد وأمثالها بمن
فيها من الوزراء الكرد والعرب-حكومة شبه إقطاعية وتسير في ركاب الاستعمار
الانكلو-أميركي دون تمييز ضاربة بعرض الحائط مصالح الشعب العراقي بعربه وأكراده
ومستهينة بمصالح الأمة العربية.
وإذا ما ألقينا نظرة أخرى على هذه الأسباب لوجدنا عرب العراق وأكراده
على صعيد واحد في الشكوى، وهذا ما حفز الوطنيين المخلصين منهم إلى توحيد صفوفهم
وهذا ما أدى إلى ظهور هذه القوة الشعبية التقدمية الصاعدة التي يعمل في صفوفها
وديمقراطيو الكرد والعرب، متآخين في النضال ومتحدين في الأهداف من أجل تحرير
العراق من الاستعمار والإقطاعية وبنائه من جديد على أساس ديمقراطي وطني سليم يحترم
فيه العرب حقوق الأكراد والأكراد حقوق العرب.
أما في إيران فليس وضع الأكراد بأحسن كثيراً مما في تركيا، وهذا ما
حمل أكراد هذه الدولة على المطالبة بحقوقهم أكثر من مرة، ونجم عن ذلك حركات وثورات
متعددة كان أهمها الثورة الديمقراطية الوطنية الكردية في منطقة بحيرة أورميا، اذ
تمكن أكراد هذه المنطقة خلال الحرب العالمية الأخيرة من الحصول على نوع من
الاستقلال وأعلنوا جمهورية مهاباد الكردية عام 1945م[13]
تحت رئاسة المغفور له القاضي محمد، ولم تكن تسيطر إلا على إقليم صغير نسبياً من
المناطق الكردية الواسعة يدل بوضوح على استفحال القضية الكردية في إيران وعلى
الاتجاه الديمقراطي الصحيح الذي بدأت تتجه الحركة الوطنية الكردية منذ عدة سنوات.
ويشهد الأميركي "أرشي روزفلت، Archie
Roosevelt"
الذي زار هذه الجمهورية وعرف رئيسها ومساعديه شخصياً بأنها كانت "تسير إلى
الأمام سيراً ناجحاً" وقد نشر عنها في مجلة الشرق الأوسط
"الأميركية" The Midble East Jurnal عدد تموز 1947م، ونستدل من هذا البحث ومن دراسة
السيد "رامبو" القيمة[14]
بأن حكومة مهاباد كانت تسعى لتحسين أحوال الأكراد اذ قد فتحت في عهدها مدارس كثيرة
وطبعت الكتب باللغة الكردية وظهرت جرائد ومجلات بهذه اللغة (منها مجلة
"نشتمان Nichtman " الوطن ومجلة "كردستان" ومجلة "هلاله Hilale" النسائية) وسنت الأنظمة اللازمة لإنعاش
المنطقة اقتصادياً وعمرانياً واجتماعياً وإدارياً؛ وقد ألغيت كل هذه الإصلاحات بعد
انهيار هذه الجمهورية ودخول طهران مهاباد. ويروي كل من رامبو وروزفلت بأن الجيش
الإيراني أحرق علناً جميع الكتب الكردية، الأدبية منها والسياسية والمدرسية، وحكم
دار الإذاعة الكردية والمطبعة الكردية ومحا كل ما أوجده الديمقراطي من أنظمة، هذا
بالإضافة إلى إعدام القاضي محمد ووزرائه في ساحة مدينة مهاباد الصغيرة. ويروي
السيد دوغلاس، W. Douglas[15] ،
وهو قاض في المحكمة العليا للولايات المتحدة الأميركية، وقد زار مهاباد بعد انهيار
الجمهورية الكردية وعاش بين الأكراد، بأن ضريح الشهيد القاضي محمد أصبح مزاراً يحج
إليه الأكراد من مختلف مناطق كردستان الإيراني.
ان الحركة الوطنية الكردية الحديثة هي حركة تحريرية تقدمية، سليمة
وطبيعية؛ وكما كافحت في الماضي ميثاق (سعد آباد) البائد فإنها تكافح بكل قواها
ميثاق بغداد الذي يضم نفس البلاد تقريباً ويهدف، بين جملة أهداف أخرى، إلى إسكات
الشعب الكردي وضرب حركته. وتعلم جميع شعوب الشرق الأوسط بأن ميثاق بغداد المذكور
يرمي، بحجة مقاومة ما يسمونه الخطر الشيوعي أو السوفياتي، إلى المحافظة على الوضع
الراهن في هذا الجزء من العالم، بجموده الاقتصادي وتأخره الاجتماعي وثغراته
السياسية. وتعلم هذه الشعوب أيضاً بأن الوضع الراهن هذا إنما هو في مصلحة الاستعمار
الغربي ومن يسير في ركبه من إقطاعيين ووصوليين ومستوزرين، لا هم لهم إلا ملء
الجيوب وكم أفواه الشعوب الجائعة، الجائعة للخبز، الجائعة للعلم، والمتعطشة
للحرية.
وليس ما نقوله في توجيه ميثاق بغداد ضد الحركة الكردية، وضد مختلف
الحركات الشعبية الشرقية، من قبيل الادعاء أو التهويل، ولكن قراءة نصوص هذا
الميثاق والتصريحات الرسمية بإمعان، وتفهم أهدافه الظاهرة والخفية يظهر ذلك؛ وفي
وقوف السياسة البريطانية موقفاً سلبياً صريحاً تجاه كل حركة كردية دليل آخر، وفي
ميثاق سعد آباد سابقة معروفة، وكارثة "جوانرود" الأخيرة التي حدثت
مؤخراً في كردستان الإيراني مثال ملموس آخر. ولن نعالج في هذا المقال حوادث
"جوانرود" Javanroud الدامية، فقد سبق لجريدة "الوجدان" الغراء وغيرها
معالجته ونشر مختلف الاحتجاجات والمذكرات الكردية والأجنبية، بل نكتفي بما كتبته
جريدة الـ "موند" "Le Monde" الفرنسية في عددها الصادر بتاريخ 29 شباط
1956م في ان "ميثاق بغداد" قد
دخل لأول حيز التطبيق ضد الأكراد...
وهنالك عدد من الأكراد في الجمهورية السورية والاتحاد السوفياتي، ولا
تشكل المناطق التي يسكنونها في هاتين الدولتين جزءاً من كردستان نظراً لانعزالها
عن الوطن الكردي، وعلى هذا ليس للأكراد أية مطالب إقليمية أو مشاكل ذات أهمية في
هذين البلدين، ويبلغ عددهم في سوريا الشمالية نحو 250 ألف نسمة[16] وإذا كانوا يحافظون على لغتهم وآدابهم ويغارون
عليها فمن المعروف بأنهم في طليعة الوطنيين السوريين، وقد برهنوا على ذلك في شتى
مراحل النضال السوري من أجل الاستقلال جنباً إلى جنب مع إخوانهم ومواطنيهم العرب،
ولا ريب ان هذا لا يمنع ذاك ولاسيما في قطر سوريا يعد بحق في مقدمة الأقطار
العربية من حيث حرية الفكر وذيوع الميول الديمقراطية. أما في الاتحاد السوفياتي
فإن عدد الأكراد أقل مما هو في سوريا، وبالرغم من ذلك فإنهم يتمتعون بكافة الحقوق
القومية التي يضمنها دستور الاتحاد الاشتراكي اذ لهم مدارسهم ومؤسساتهم العلمية
الفنية بلغتهم الخاصة ومستوى حياتهم ارفع من مستوى بقية الأكراد، ويهتم علماؤهم
وأدباؤهم، الى جانب الأخصائيين الروس بإنعاش الثقافة الكردية وطبع آثار كبار شعراء
كردستان، القدامى منهم والمعاصرين، وإنارة تاريخ الكرد إنارة علمية وتوضيح الدور
الذي لعبوه في تاريخ الشرق الأوسط وحضارته. وليس أدل على هذا الاتجاه الديمقراطي
للدراسات الكردية في الاتحاد السوفياتي مما كتبه السيد أ.قادري، أحد أكراد هذه الدولة
خاتماً مقالاً له: "... ان كل الحقائق المارة الذكر تؤدي إلى هذه النتيجة وهي
ان الأكراد يؤلفون أمة قائمة بنفسها، بل أكثر من ذلك: أمة مظلومة تناضل بحق من أجل
حقوقها الوطنية، وكل محاولة ترمي إلى عدم الاعتراف بحقوق الأكراد القومية أو
اعتبارهم كأتراك أو فرس أو عرب من الدرجة الثانية إنما هي محاولة لا علمية ورجعية
من الناحية السياسية. ان نضال الشعب الكردي ضد من يجور عليه ومن اجل استقلاله
السياسي وثقافته الخاصة ولغته ليتصف بصيغة تقدمية، وإليه يتجه عطف ومؤازراة جميع
الرجال التقدميين في العالم.".
ان الحركة الكردية ليست حركة شيوعية كما تحب بعض الصحف إظهارها بل
أنها حركة وطنية تحريرية تقدمية كحركة الأمة العربية في ديار المغرب والحركة
الاندونيسية والهندية- الصينية وغيرها. وإذا كان الشعب الكردي يسجل للاتحاد
السوفياتي موقفه الصحيح فيما يتعلق باحترام حقوق الأقلية الكردية الصغيرة القاطنة
هنالك ويشكر علماء السوفيات لاهتمامهم بآدابه وتاريخه وحضارته فإنه يمد يده
للاتفاق مع جميع الوطنيين الديمقراطيين المخلصين في بلاد الشرق الأوسط، ولاسيما
ديموقراطيي العرب ومناضليهم وذلك توحيداً للجبهة الديموقراطية ومن أجل ضرب
الاستعمار والإقطاعية، إقطاعية العرب والترك والكرد والفرس على السواء.
تلك هي المعلومات الأساسية المتعلقة بتاريخ الشعب الكردي وقضيته
السياسية الحاضرة أوردناها خدمة للحقيقة ورغبة منا في ان ندرك الجماهير العربية
أهمية هذه المسألة في النضال المشترك ضد الاستعمار وضرورة توجيه الأخوة
العربية-الكردية توجيهاً ايجابياً جديداً.
ان الشعب الكردي هو شعب جار ومحب وصديق الأمة العربية الكبرى ذات
التاريخ المجيد والمستقبل الباهر، وهو ضحية للاستعمار ومواثيقه العسكرية، وأعداؤه
الرجعيون العتاة أكثر قوة منه في الوقت الحاضر وانه لجدير بصداقة العروبة المفطورة
على الديموقراطية ومحبة المثل العليا. وإذا كنا لا نشك في هذا، فإننا نتمنى لو ان
يهتم الرأي العام العربي أكثر فأكثر بمشاكل الكرد الحاضرة، هذا الشعب الأبي الشجاع
المكبل بالقيود، وان يحظى هؤلاء في المستقبل بمؤازرة الأوساط الرسمية العربية وعلى
رأسها قيادة الثورة المصرية وفخامة الرئيس جمال عبدالناصر وذلك نظراً للعوامل
التاريخية والعاطفية التي مر ذكرها وخدمة للأهداف السياسية والاجتماعية المشتركة
والمنافع المتبادلة التي لا بد وان يدركها أي قارئ بعيد النظر.
عصمت شريف (وانلي)
لوزان، سويسرا
[1] - نشرت
هذه المحاضرة في جريدة الوجدان على ثلاث حلقات:
1-
جريدة الوجدان، عدد
خاص 327/9 في 20/ايلول/عام 1956م.
2-
جريدة الوجدان، عدد
خاص 330/10 في 1/تشرين الأول /عام 1956م.
3-
جريدة الوجدان، عدد
خاص 332/12 في 3/تشرين الأول/ عام 1956م.
[2]
- نشر المستشرق العلامة باسيل نيكيتين Bazile Nikitine، وأتشرف بالتراسل
معه، أحدث كتاب عن الأكراد،1956، وعنوانه "Les Qurdes
etude sociologique et historique" وذلك
بالفرنسية ويمكن طلبه مباشرة من العنوان التالي: (Im
primerie Nationale 27 Rue de La Convention, Paris xve) .
[3]
- ان السيد Viltchevsky هو حالياً أستاذ في جامعة ليننغراد وكان الشعب الكردي وتاريخه
موضوع رسالته.
[4]
-"مختصر تاريخ الكرد وكردستان" وضعه المرحوم أمين زكي
باللغة الكردية عام 1931م، ونقله إلى العربية السيد علي عوني، طبع في القاهرة عام
1936م.
[5]
-"تاريخ الأدب الكردي" كتاب قيم بالكردية ألفه السيد
علاء الدين سجادي، طبع في بغداد عام 1952م، في 634صفحة.
[6]
- أنظروا عن نشاط أكراد الاتحاد السوفياتي في الحقل العلمي
والأدبي الكردي، العدد13 من المجلة الشهرية التي كان يصدرها "مركز الدراسات
الكردية في باريس" "Centre d'etudes
kurdes, Paris" ، عام 1950م.
[7]
- أنظروا كتاب أمين زكي المذكور آنفاً، أو كتاب
"الشرفنامه" القديم وغير ذلك من المصادر.
[8]
-أنظروا المقال القيم الذي نشره الاب Thomas Bois بالفرنسية في
مجلة "المشرق" اللبنانية، عدد آذار- نيسان 1955م، صفحة 202-239 تحت
عنوان: "Coup d'oeil sur la literature Kurde".
[9]
- أنظروا تاريخ الكرد لأمين زكي. الطبعة العربية، ص253.
[10]
- أنظروا عن هذه الثورة وفظائع الحكومة التركية كتاب "مصطفى
كمال" لمؤلفه: H. Armstrong،عام 1933م.
[11]
- يعيش حالياً الجنرال إحسان نوري باشا في طهران في إقامة
إجبارية وقد نشر عام 1955 كتاباً باللغة الفارسية عن التاريخ الكردي.
[12]
- "وان" اسم لبحيرة في شمال كردستان، كانت مقبرة للآلاف
من الكرد الذين قتلوا إثناء المجازر التركية ضد الشعب الكردي بعد تأسيس الجمهورية
التركية وهو اسم أيضاً لمدينة كردية تقع على ضفاف البحيرة ذاتها.(دلاور زنكي).
[13]
- "مهاباد" عاصمة جمهورية كردستان الديمقراطية 1946م
إحدى مدن شرق كردستان
(دلاور زنكي).
[14]
- كتاب "الأكراد والحق" Les
Kurdes et le droit" كتاب قيم
بالفرنسية للسيد "L. Rambout"
طبع في باريس عام 1947.
[15]
- كتاب "Strange Land and
Friendly People" تأليف W.
Douglas" ، نيويورك، Harper،1951م، وأنظروا أيضاً المقال الذي كتبه الشخص نفسه في مجلة "Life" الأميركية عدد تموز 1951م.
[16]
- يقول السيد مصطفى أمين في رسالة الدكتوراه التي وضعها عام
1950م، عن "الأحزاب السياسية في سوريا" بأن عدد الأكراد في سوريا يبلغ
نحو 300ألف نسمة.