الأحد 09 شباط / فبراير 2025, 19:38
لمصلحة من الاعتداء على ممثلي هيئة التنسيق السورية؟




لمصلحة من الاعتداء على ممثلي هيئة التنسيق السورية؟
الخميس 10 تشرين الثّاني / نوفمبر 2011, 19:38
كورداونلاين
المعتصمين اعتدوا على أعضاء الوفد وضربوهم ورشقوهم بالبيض، ما أجبرهم على المغادرة، باستثناء عبد العظيم الذي تمكن من الدخول ومقابلة العربي، فيما فشل الآخرون في دخول مقر الجامعة

برر محتجون سوريون قيامهم بضرب أعضاء وفد "هيئة التنسيق الوطني السوري" أمام مقر جامعة الدول العربية في القاهرة ورجمهم بالبيض والطماطم، بأنهم "خونة متخاذلون"، وأنهم يمثلون "معارضة كاذبة مئة بالمئة، تريد حوارا من أجل النظام وبقائه".

وضم وفد "الهيئة"عدداً من الشخصيات البارزة في المعارضة السورية، بينها حسن عبد العظيم وميشيل كيلو وهيثم مناع وصالح مسلم. وأعلن الوفد في وقت سابق، عن نيته عقد لقاء عاجل مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي للتشاور حول مطالب المعارضة، قبيل الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الذي يُعْقَد بعد غد السبت.

غير أن المعتصمين اعتدوا على أعضاء الوفد وضربوهم ورشقوهم بالبيض، ما أجبرهم على المغادرة، باستثناء عبد العظيم الذي تمكن من الدخول ومقابلة العربي، فيما فشل الآخرون في دخول مقر الجامعة. وقال معتصمون إن البعض هاجموا الوفد لعدم وجود قناعة لديهم بأن الوفد "يمثل المعارضة على الأرض ويعبر عن مطالبهم بتجميد عضوية سورية في الجامعة أو فرض حظر جوي لحماية المدنيين فيها".

ومن جانبه أعرب نبيل العربي عن أسفه للاعتداء الذي تعرض له وفد معارضة الداخل. وقال في مؤتمر صحافي: "حدث استخدام للعنف لا أدري سببه، ونأسف للاعتداء عليهم".

وأضاف: "الجامعة العربية تلتقي كل المعارضين السوريين من الداخل والخارج، وسبق أن التقيت أكثر من مرة ممثلي المجلس الوطني السوري"، مشيراً إلى أن الجامعة العربية مكلفة بذلك من قبل مجلس وزراء الخارجية العرب.

ورداً على سؤال حول "أساس تم تحديد وفد المعارضة عليه، خصوصاً أن المعتصمين أمام الجامعة العربية يتهمون الوفد بأنه ينسق مع النظام السوري"، أوضح العربي أنه "من حقهم أن يقولوا أي شيء، وحسن عبد العظيم شخصية سورية لها تاريخ طويل ومن حقه أن يلتقينا".

وقال رئيس اللجنة الإعلامية لـ"تنسيقية الثورة السورية" في القاهرة مؤمن كويفاتية "إن وفد هيئة التنسيق الوطني أتى لكي يقابل الأمين العام للجامعة ومنعناهم، وجلسوا معنا ودار نقاش لمدة نصف ساعة حول ما ستتم مداولته مع العربي". واستغرب كويفاتية عدم تطرق الوفد خلال الحوار إلى تجميد عضوية سورية في الجامعة العربية، أو تدويل القضية أو فرض الحظر الجوي لحماية المدنيين السوريين.

ووصف كويفاتية الاعتداء على أعضاء الوفد بأنه "أمر طبيعي، وهؤلاء خونة متخاذلون تم شراؤهم بالأموال جاؤوا وشعبنا كله من أقصاه إلى أدناه يريد إسقاط الدكتاتور بشار الأسد، والاعتراف بالمجلس الوطني السوري، ولم يتحدثوا طوال نصف ساعة في نقاش معنا حول تجميد عضوية دمشق في الجامعة، فلاقوا كل ما يستحقونه من ضرب وكل وسائل المنع، لأنهم لا يمثلون الشعب السوري، وإنما يمثلون حكم النظام، وجاؤوا ليدخلوا ولم يجدوا إلا الإهانة".

واعتبر المنسق العام لـ"تنسيقية الثورة السورية" في القاهرة أحمد حمودة إن هيئة التنسيق، "مجرد مجموعة من الأحزاب السورية، لم تنضم للمجلس الوطني الذي يمثل الحراك الثوري الشعبي على الأرض". وأضاف أن  الشعب السوري يعتقد أنها "لا تنتمى لهم ولا ترفع مطالبهم، كما أن البعض يعتقد أن النظام السوري يحتوي هذه الهيئة".

 

غير أن عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري جبر الشوفي قال في حديث أجراه مع صحيفة "الحياة": "أبداً لا يمثل المجلس الوطني السوري كل من اعتدى أو يعتدي على أحد أطراف المعارضة السورية من هيئة التنسيق الوطنية أو من خارجها حتى لو خالفنا الرأي أو هاجمنا".

وأدان أي تصرف يخرج عن حدود اللياقة الأدبية "ومنه ما قام به بعض الغلاة أمام مقر الجامعة"، مؤكداً أن "قوة الديمقراطية ونبلها وعظمتها تكمن في كونها استبدلت البندقية والعنف بحوار الكلمة. وترفعت عن أساليب التشبيح وإهانة كرامات المواطنين، نحن نحترم أعضاء هيئة التنسيق الوطنية والمعارضة السورية أفراداً وجماعات"، معتبراً أن "من لجأ أو يلجأ إلى العنف معهم، أقل ما يقال عنه أنه يسيء إلى المبدأ الذي يحمله والهدف الذي يسعى إليه. ويخرج عن إرادة الثوار الحقيقيين وقيمهم الثورية النبيلة".

ورداً على سؤال حول الجديد في مطالب المعارضة السورية، قال عبد العظيم: "توفير آليات عمل لا إعطاء النظام فرصاً جديدة، وإنما توفير آليات عمل جديدة لحماية الشعب السوري وثورته"، مؤكداً أن الآليات التي نريدها هي إرسال مراقبين مدنيين عرب ودوليين، وكل ما يوفر الحماية الإنسانية للشعب السوري. وحول ما إذا طلب وفد "هيئة التنسيق" من الأمين العام تجميد عضوية سورية في الجامعة، قال: "المطلوب قبل التجميد، أن تمارس الجامعة العربية دورها. وقبل مجيئي إلى الجامعة ولقاء العربي التقيت 10 من سفراء الدول الأجنبية المعتمدين لدى القاهرة ومنهم سفيرا روسيا والصين، وهم يطالبون بالتمسك بالمبادرة العربية".

ونبه عبد العظيم إلى أن "المبادرة العربية إن لم تقترن بوسائل حماية للشعب السوري ستكون خطراً على الشعب السوري وشباب الثورة".

ومن جهته أوضح عبد العظيم أن هيئة التنسيق الوطني السوري، "تعمل بمسؤولية وطنية عالية في هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديمقراطي لحماية الثورة وشبابها، وتريد من المراقبين المدنيين العرب والدوليين أن يتأكدوا أن الثورة السورية سلمية، وتوفير وسائل الحماية لها دون تدخل العسكري".

وحول منع أعضاء الوفد من لقاء العربي قال: "نحن معارضة وطنية نريد إنجاز نظام وطني ديمقراطي يتسع لكل الشعب السوري بكل طوائفه من دون إقصاء لأحد"، وأكد رفضه أن "يقوم أحد فصائل المعارضة السورية بإقصائنا ومنعنا من التعبير عن موقفنا، لأننا نرفض التدخل العسكري المباشر، وجدد رفضه للاتهامات الموجهة لهيئته بأنهم عملاء للنظام.

ويتوقع أن يتوجه وفد من المجلس الوطني السوري كذلك إلى مبنى الجامعة العربية للتأكيد على مطالبه بالاعتراف به "ممثلاً شرعياً للشعب السوري والثورة".

يذكر أن ميشيل كيلو (71 عاماً) هو أحد أشهر نشطاء حقوق الإنسان في سورية، وقد سجن من عام 1980 وحتى 1983 ومن عام 2006 وحتى 2009. وهو عضو في اللجنة الوطنية للتغيير الديمقراطي، التي تأسست في 17 أيلول (سبتمبر)، وتضم عدداً من القوميين العرب والاشتراكيين والماركسيين وعدداً من أبناء الأقلية الكردية ومستقلين مثل كيلو. أما هيثم مناع فهو معتقل سياسي سابق وناشط حقوقي بارز ويعيش في المنفى في فرنسا.

* "أنباء موسكو" - عبد الهادي درابيه

747.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات