الساحة الآشورية السورية بدأت تشهد تجاذبات سياسية واصطفافات حادة، لم يسبق لها أن شهدتها من قبل وخاصة فيما يتعلق بموقفها من شعار "إسقاط النظام" الذي يردده المنتفضون في البلاد
قالت مصادر آشورية سورية ناشطة في الحقل السياسي إن الساحة الآشورية السورية
بدأت تشهد تجاذبات سياسية واصطفافات حادة، لم يسبق لها أن شهدتها من قبل وخاصة فيما
يتعلق بموقفها من شعار "إسقاط النظام" الذي يردده المنتفضون في البلاد
وأشارت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أنه "فيما تؤيد تنظيمات
وشخصيات آشورية سورية معارضة شعار (إسقاط النظام) بأي ثمن وطريقة، يتحفظ آشوريون آخرون
على هذا الشعار ولا يريدون أن يترافق سقوط النظام بالفوضى والفتنة والحرائق"،
وفق تعبيرها
وقالت المصادر "الآشوريون السوريون بحكم وضعهم كأقليات وخصوصيتهم
الثقافية والاجتماعية يميلون إلى تأييد خيار الانتقال السلمي للسلطة ولو تأخر إلى حين
ويفضلونه على إسقاط النظام
بقوة السلاح. ويرفضون عسكرة الانتفاضة، لأنهم يجدون هذا الخيار خدمة للنظام
الذي يبحث عن ذرائع يبرر بها عنفه وبطشه غير المبرر ضد المتظاهرين المسالمين وخطر ذلك
على السلم الأهلي" حسب قولها
وفي هذا السياق قال الباحث في شؤون الأقليات سليمان يوسف لوكالة (آكي)
الإيطالية للأنباء "لا شك، أن فشل الأحزاب الآشورية في توحيد صفوفها، وتشكيل مرجعية
وطنية للآشوريين، السريان والكلدان، تتكفل مهمة الدفاع عن قضيتهم وتحدد خياراتهم الوطنية
وتموضعهم السياسي في هذه المرحلة الانتقالية الصعبة التي تمر بها البلاد، ترك فراغاً
سياسياً وتنظيماً في الساحة الآشورية دفع بالمجتمع الآشوري الأهلي لتنظيم نفسه استعداداً
لأي فراغ أمني أو سياسي يخلفه سقوط النظام، ولتحصين الشارع الآشوري في وجه محاولات
النظام لاختراقه، بعد أن نجح إلى حد ما بطرق وأشكال مختلفة في تحييده عن التظاهرات
المناهضة لحكمه"، حسب تقديره
وفيما يتعلق بموقف الآشوريين من مبادرة الجامعة العربية، قال "أعتقد
بأن مجرد قبول النظام السوري بالمبادرة يعني اعترافه ضمناً بفشل خياراته العسكرية والأمنية
في سحق الانتفاضة. ولكن ثمة شكوك كبيرة بنوايا النظام في الالتزام بتطبيقها رغم موافقته
عليها"، وتابع "أعتقد أنه واهم كل من ينتظر من نظام استبدادي، قائم على القهر
والقمع، أن يقدم تنازلات سياسية وأمنية، فيما هتافات المناهضين لحكمه تهز القصر الجمهوري
وتهدد بالانتقام من جميع أركان النظام" في البلاد
وأضاف يوسف "أحد عشر عاماً من الحكم الفاشل والاخفاقات السياسية
والاقتصادية ووصول البلاد إلى حافة الحرب الأهلية كافية لهذا النظام، وبات وجوده عبئاً
على البلاد والعباد، وأعتقد أن المسؤولية الوطنية الكبيرة تقتضي اليوم منه تقديم اعتذار
للشعب السوري عن الدماء التي سالت وأن يقوم بالتحضير لنقل السلطة بشكل سلمي قبل فوات
الأوان وحقناً لمزيد من الدماء وحفاظاً على السلم الأهلي" على حد تعبيره
(آكي)