الإربعاء 08 كانون الثّاني / يناير 2025, 12:52
الرعب الزلزالي والكيمياوي يهيمن على شمال كردستان




الرعب الزلزالي والكيمياوي يهيمن على شمال كردستان
الأحد 06 تشرين الثّاني / نوفمبر 2011, 12:52
كورداونلاين
عبدالغني علي يحيى :أن ما صدر عن القادة الاتراك تصريحا أو تلميحا، يكاد يكون بمثابة قرائن ترقى إلى ادلة تدين النظام التركي بالأهمال المتعمد


    عبدالغني علي يحيى

على أثر الهزة الأرضية العنيفة التي ضربت مدينة (وان) والبلدات والقرى التابعة لها في شمال كردستان (كردستان تركيا) التي راح ضحيتها 601 شخصا والرقم قابل للارتفاع، و جرح ما لا يقل عن 2600 اخرين، كان اول رد فعل لحكومة (أردوغان) على ذلك ماجاء على لسان (أردوغان) نفسه الذي قال بأعصاب باردة: (ليتقدم حزب السلام والديمقراطية الذي منحه سكان (وان) أصواتهم في الانتخابات بمد يد المساعدة إليهم)! واضاف: (إن على الذين يرجمون العسكر التركي بالحجارة مساعدة منكوبي (وان)).

يذكر ان حزب السلام والديمقراطية الكردي كان قد حقق فوزا ساحقا في الانتخابات التركية التي جرت يوم 22-7-2011 الأمر الذي أغضب الحكومة التركية وبسببه مارست إهمالا متقصدا حيال الوانيين، ولم تستجب لندإتهم إلا بعد مضي (24) ساعة على الكارثة، كما وأنها وبعد مرور (4) ايام عليها سمحت بدخول المساعدات التي أبدت (30) دولة استعدادها لتقدميها ‘الى المنكوبين، ومع ذلك لم يصل الاهتمام الدولي بمتضرري (وان) الى مستوى الاهتمامات الدولية تجاه الكوارث التي نجمت عن فيضانات باكستان والكارثة اليابانية وفيضانات (تايلاند) لقد اعترف (أردوغان) بلا أبالية حكومته تجاة اهالي (وان) وعندما سعى إلى معالجتها فان سعيه جاء اشبه مايكون (بالعذر الذي هو أقبح من العيب) فبحسب معلومات جد موثوقة، ان المساعدات التي وزعت باشراف حكومته، شملت حصرا المتعاونين مع النظام التركي هناك، من: جيش وشرطة ومخابرات والمرزقة من الكرد التابعين له، وان (أردوغان) عندما زار (وان) فأنه تفقد انصار حزبه وتلك الشرائح تحديدا وأدار ظهره لعامة الشعب الكردي الذين يشكلون الاكثر ية الساحقة من سكان (وان) والذين وبسبب من الفوز الذي حققه الحزب الكردي المنوه عنه في الانتخابات، فأن الأهالي صاروا من المغضوب عليهم. وزاد من الغضب هذا أن هزيمة حزب (أردوغان) في تلك الانتخابات كانت كبيرة للغاية مقارنة مع الولايات الاخرى من تركية وكردية.

فضلا عن حجم الخسا ئرالبشرية، فأن الهزة الأرضية تلك دمرت الاف الدور والمباني ودفعت بنحو (120) الف عائلة للسكن في الخيام وسط أجواء باردة تكاد لا تطاق اضيف الى ذلك رداءة الخدمات.

ان الموقف غير الودي لحكومة أردوغان من الكارنة الكردية في (وان) كان وما يزال محل شجب لدى الاوساط الكردية ليس هذا فحسب، بل أن الحكومة التركية عملت في البداية على التقليل حتى من درجة الهزة التي كانت 7، 3 حسب مقياس رختر.

 أن ما صدر عن القادة الاتراك تصريحا أو تلميحا، يكاد يكون بمثابة قرائن ترقى إلى ادلة تدين النظام التركي بالأهمال المتعمد.وعدا ما ذكرناه فأن الذي يقوي من سخط الكرد و في أجواء الهزة الارضية وتداعياتها واحتمال تكرارها في المستقبل إذا علمنا ان هزة اخرى ضربت (وان) كانت أقل حدة من الاولى، هو التهديد والوعيد التركيين سواء باجتياح كردستان العراق أو باعتقال المئات من النشطاء الكرد في تركيا، اللذان اطلقهما (إردوغان) بعد خسارته للانتخابات، اطلقها في شهر رمضان الماضي، وبعد أقل من شهر على تلك الهزيمة، وخلافا لتقاليد الحكومات الاسلامية في الأعياد الدينية والمناسبات الوطنية والتي تنص على اطلاق سراح السجناء او التخفيف من سنوات محكوميتهم، أو تعديل رواتب الموظفين وما إلى ذلك من أمور تدخل العزحة والمسرة في النفوس، فان اردوغان نفذ تهديده ووعيده بعد عيد العظر المبارك مباشرة حيث كثف من هجماته على جنوب كردستان (كردستان العراق) واعتقل العشرات والمئات من الكرد في المدن الكردية والتركية بتركيا.

لقد تنكر القادة الاتراك للتقاليد والقيم الاسلامية و الانسانية، عندما راحوا يهددون الكرد بالويل والبثور في الشهر الفضيل، كاشفين بذلك عن حقد عنصري دفين ضد الشعب الكردي والذي ظهر بعد مقتل. (25) جنديا تركيا على يد قوات الدفاع الشعبي الكردستاني (الكريلا) والذي اتخذوه ذريعة لشن غارات شبه يومية على الكرد في شمال كردستان وجنوبها، في وقت يعلم الجميع انهم كانوا يواصلون عملياتهم الحربية الشرسة حتى قبل مقتل أولئك الجنود، وهذا الواقع يفند تلك الذريعة، ويحكم عليها با لبطلان.

إن مسلسل الأحداث التي تعصف بتركيا هذه الأيام و منذ فترة بدلا من ان يقنع القادة الاتراك بالعدول عن سياساتهم العنصرية والجلوس على طاولة الحوار والمفاوضات مع الكرد، جعلم يقطعون شوطا كبيرا باتجاه البحث عن الحلول العسكرية والتفنن في استخدام القوة، لمواجهة المطاليب القومية الكردية، وبلغو حالة من الهستيريا دفعتهم الى الاستعانة بالسلاح الكمياوي المحرم دوليا في صراعهم مع المقاتلين الكرد في ولاية (جلي) والذي راح ضحيته نحو (35) مقاتلا، لقد بعثث (حلبجه) في (جلي) وبعث (علي كمياوي) في شخص (جودث كيمياوي) القائد التركي الذي نفذ عملية (جلي). يذكر ان هذه ليست المرة الاولى تلجا فيها القوات التركية الى استخدام الاسلحة المحرمة ضد الكرد في شمال كردستان فثمة احصائيات موثوقة تفيد انهم استعملوها (46) مرة منذ عام 1994 ضد المقاتلين الكرد الذين قتل بسببه 437 مقاتلا.كل هذا وسط صمت دولي معيب وغير مقبول ان على العالم ان يخرج من صمته المهين، فكما أدان قصف (حلبجه) بالسلاح الكيمياوي، وهيروشيما بالسلاح الذري، فأن عليه، ان يتوقف عن الكيل بمكيالين ويدين بشجاعة استخدام تركيا للاسلحة الكيمياوية المحرمة ضد الشعب الكردي المسالم في شمال كردستان و بالمناسبة اذ يشكرالاتحاد العالمي لعلماء الدين المسلمين على اهابته بالمسلمين في العالم على تقديم العون لمنكوبي (وان) يؤخذ عليه في الوقت نفسه عدم ادانته استعمال الحكومة التركية للسلاح الكيمياوي ضد المقاتلين الكرد المسلمين.

ان الحكومة التركية وحدها المسؤولة عن مقتل الجنود الاتراك و مقاتلي (الكريلا) على حد سواء، بسبب من عدم اصغائها الى دعوات السلام والهدنات المتتالية وايقاف القتال الذي ينادي به الكرد ومقا تليهم باستمرار وترفض الحكومة التركية وباستمرارالدعوات السلمية الكردية، لقد قتلت هذه الحكومة افراد اسرة كردية برمتها قبل اسابيع في منطقة (رانية) بكردستان العراق، من غير ان توصف عملية القتل تلك بالأرهابية، ولكن عندما قتل المقاتلون الكرد 25 جنديا تركيا، فانها، اقامت الدنيا ولم تقعدها على عملية مقتلهم ووصفت الحادث بالارهابي!! هنا بودنا القول انه اذا كان قتل جنود الحكومات في الحروب الثورية عملا مصنفا على الارهاب فيجب والحالة هذه الحكم على ثورات الشعوب العادلة كافة بالارهابية، ففى جميع الثورات، يكون الثوار وجها لوجه مع جنود الحكومات، اليس كذلك؟.

من يوم الهزة الارضية التي ضربت (وان) وتكررت فيما بعد دون ان تخلف ضحايا و من يوم مقتل 36 مقتلا كرديا في (جلي) بالاسلحة الكيمياوية فان خوفا شديدا يستولي على الشعب الكردي ليس في شمال كردستان انما في جنوبها ايضا، ان المجتمع الدولي مطالب بالتحرك لايقاف المجازر التركية البشعة بحق الشعب الكردي والتي لاتقل يشاعة عن مجازر بشار الاسد بحق السوريين وصالح بحق و قبلهما القذافي ضد الليبيين.

 

   

500.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات