كنا يوما نقرأ الألف باء ، مجلة البعث الملئى بالغباء , وتأويل حرفيها البعث باق ، والخلود لسليله العاتي والعاق ، أيام كنا سامدين وغفلى
بقلم
: خيري هه زار
كردستان
العراق
كنا يوما نقرأ الألف باء ، مجلة البعث الملئى بالغباء , وتأويل
حرفيها البعث باق ، والخلود لسليله العاتي
والعاق ، أيام كنا سامدين وغفلى ، ونكرع العلقم بطعم الدفلى ، من يدي خفير العراق
، نصوره فارسا يمتطي البراق ، ولا سبيل الى نحره ، لكننا رأيناه في جحره ، والمسكنة هي لسان حاله ، ذليلا مع حقيبة ماله ، ألبسه
الله ثوب الهوان ، في حفرة كوتها صوان ، وأُخرِج من نعيم القصور ، الى ضنك عيشة
الجحور ، ورأيناه يتدلى من الحبل ، مشنوقا
وليس بميتة النبل ، ليذوق وبال الظلم والقهر ، واراقته الدماء كسيل النهر ، بالقتل
والحروب ثلاثة عقود ، مستخفا شعبه بشيمة الحقود ، وتجبر على الناس والخلق ، فاستحق
شد الحبل بالحلق ، هكذا كانت نهاية صدام ، الذي وصف نفسه بالخدام ، جزافا وهراء
القول والزور ، وفعاله كانت كفعلة الجَزّور ، يعيث ويذبح في الملة ، فتفاقم الأمر
واستفحلت العلة ، وبات في مرمى النبال ، فأردته للمنية بلف الحبال ، حول العنق فيه
والجيد ، قبل سويعات يوم العيد ، فأصبح أَثَرا بعد عين ، وبالروح وفى كل دين ، كان
عليه لصالح الشعب ، الذي يراه أسفل الكعب ، فكان الجزاء لجنس العمل ، بحقه وافيا
ومبعث الأمل ، ليتنفس الخلق من جديد ، بنصر الدم على الحديد ، الصعداء في بلد
النخيل ، بقرار من المارد الدخيل ، وعلى غراره في الشام ، جلاد يفتك في الأنام ، لم
يزل بعهدة البقاء ، ويسوم الناس مر الشقاء ، يسفك الدم ويخنق النفس ، بكل أسلحته
والشبيحة والعسس ، ولن يتورع عن الابادة ، بالقتل في دور العبادة ، حتى طال حقده
المشافي ، لتصفية الجرحى مَن يجافي ، نظام
حكمه المشين وتمرد ، وقلبه عن ممالئته تجرد ، نيرون الشام أمسى متوحشا ، بعد أن
كان بالغل متكشحا ، فبرزت أنيابه وبدت مخالبه ، سافرة للملأ وعظمت مثالبه ، عزز اليأس
من عدوانه ، وغير الجرم من عنوانه ، فبعد أن كان للتصدي ، محورا يلوك في التحدي ، أصبح
من أغبى الطغاة ، ومجرما عقورا بكل اللغات ، يتراءى له نهاية المطاف ، بجمعة من
جمع القطاف ، فلا يهنأ في العيش ، وان حمته الحثالى والجيش ، ولا يخلد الى الراحة ، والناس تصخب في الساحة ، كيف بحاكم
أضحى مفلسا ، من كل الدعامات ومبلسا ، الاّ دعم الفرس ومذهبه ، حانيا رأسه على
منكبه ، يتسول منهم عتادا ومالا ، ويعقد عليهم للبقاء آمالا ، أيها الشعب الجريح لا تبتئس ، فلابد
لرايته يوما أن تنتكس ، انما هي أيام تتداول ، بين الأقزام فمن تطاول ، سيقع صريعا
عند الأَقدام ، ملطخا بدمه مهشم الأَندام ، فلم يبقى حد للصبر ، على هؤلاء وسلطة
الجبر ، ولا بد من كنسهم كالقذارة ، لأنهم تمادوا كثيرا في الحقارة ، وليست الأرض
ملكا لآبائهم ، كي يورثوها الى أبنائهم ، أين النمرود وأين هتلر ، وفرعون الذي تأله
وتبختر ، هل أبقوا خلفهم علامة ، غير خزي ولعنات وملامة ، أين منهم حكام عصرنا ، الذين أجادوا في عصرنا ،
وتفننوا في بث الخوف ، وتملكوا الناس في القوف ، وفعلوا ما لم يفعله الأولون ، من
الدهاقنة والساسة الأرذلون ، أفلا رأيتم هذا الغرير ، كيف خلف أباه الشرير ، عجوز
يسلم الدفة للصبي ، ولبطانة السوء لهذا الغبي ، علمته كل ما في الوصية ، بذبح الأنفس
الحرة العصية ، ليبقى ملاّحا الى الأبد ، بشج البطن وشق الكبد ، من ضحاياه وكي جلودهم
، وبتر أطرافهم وخلع زنودهم ، وكي تبقى الملاحة في العائلة ، يرثها بنو أسرته
الغائلة ، على مر العصور و تباعا ، كأنهم
خلقوا أسودا وسباعا ، والناس كلهم حمقى وأغبياء ، وفيهم من كانوا أنبياء ، أناروا
الوجود بوهج العدل ، ولكن ماذا تقول للنذل ، قبحه الله من شبل ، المزبلة مثواه خير
كفل ، متى سيُقْصَمُ منه الظَهر ، ويُؤْخَذُ للحرية منه المَهر ، بمِيتة محسودة من
صدام ، أفجع من الشنق والاعدام ، لأنهما رأسان لحية واحدة ، ونُطَفٌ خُبثى بأرحام
جاحدة ، من صُلب بني اليهود ، وعفلق أرضعهما في المهود ، من صدر الزانية اسرائيل ،
غذاء الفساد ونسج الأحابيل ، فهل بعد الشرح من تفصيل ، لهمجية ودناءة هذا الفصيل ،
الذي اتخذ القتل والنكاية ، عرفا في حكمه وهواية ، يتسلى بالاهانة في الانسان ، والنيل
من جوارحه وباللسان ، فلم يبقى غير الحرق ، يشيعونه في ممالك الشرق ، كما فعل
نيرون بأَروما ، حين أحرق الناس والكروما ، لكنه برر فعلته بالتباين ، وهو بعلوه
ينظر ويعاين ، حالة الناس ووضع المدينة ، فرآى المآسي والمهج الحزينة ، ناس لفقرها
تذرف الدموع ، ولا ترى أملا في الربوع ، وناس منتفخة الوجوه والبطون ، شبعى وسارحة
كالأبل العُطون ، فأراد أن يوحد الملأ ، ويساويهم في الزاد والكلأ ، ويقرب بينهما
في المسافة ، ورآى من العدل والحصافة ، أن يحرق الأخضر واليابس ، فكان هو الفاعل
والقابس ، هل يفعل بشار ذلك ، فيحرق الشام بليل حالك ، سبيل الممكن فيه سالك ، ولأنه
في النهاية هالك ، فليس بعيدا في ساحته ، فعلا كهذا قبل اطاحته ، وقبيل أن يلتحق
بالجوقة ، يتبع سياسة الأرض المحروقة ، ولولا المدد من ايران ، لكان قصره طعما
للنيران ، لأن اقتصاده منكمش وراكد ، وحظه بنهضة الشعب ناكد ، فلا نفط يغذيه بالأموال
، والضروع علت هي بالأشوال ، فأين يا أيها الباغي ، ستدير الوجه ولمن تناغي ، وكنت
لا تروم التنحية ، والناس تغالي في التضحية ، دونك الموت بالأخمص والهراوة ، فالحريق
بات من الضراوة ، حيث لا يخمد أواره ، ومعصم الثائر حُلَّ سواره ، فأصبح بالقهر
حرا طليقا ، ولعذراء الشام متيما عشيقا ، وأُدمن على اسقاط الطغاة ، وذبحهم في أوكار بالفلاة ، فتصبح أشلائهم نتنة
وجيفة ، يوجس المرء منها خيفة ، انها لعبة من الزمان ، ليس للحكم من ضمان ، فمن
تمسك للحق بالتلابيب ، أَمن السير بسود الغرابيب ، وأما من كان ظالما ، ولنيل
السلطة كان حالما ، فذاك أولى أن يُحرَقَ ، ودمه أجدى أن يُهرَقَ ، والشعوب لم تعد
ساهمة ، كالقشة فوق الماء عائمة ، انها اليوم تخوض الغِمار ، وفي يدها اليراع والجِمار
، وتعرف الطالح من الصالح ، وتميز بين
المتوهج والكالح ، ومداهنة الحكام لا تنفع ، لاستمالتها كي تحابي وتشفع ، ولن تقبل
بعد اليوم ، الطاعة العمياء لسيد القوم ، ولن ترضخ لسطوة الفرد ، يهمش الجمع بزهرة
النرد ، لقد انتهت لعبة الأنساب ، والحلف برؤوس السادة والأنصاب ، فالعيش تحت
وطأتهم لا يُطاق ، ولسنا قطيع الغنم كي يُساق ، على هواهم كيفما كان ، فقد خَبِرنا
الزمان والمكان ، فلم نستشعر ونجد غير شرقِنا ، موبوء ا بداء المحو وحرقِنا ، من
حكام قيد السقوط ، بعد مرارة اليأس والقنوط ، وتجرعت الناس الويل والثبور ،
وامتلأت المدن بالأضرحة والقبور ، بأيدي السفلة من أزلامهم ، وبامضاء أوامر من
أقلامهم ، فمن يا ترى سوف يُمضي ، على أمر فنائهم وللشعب يُرضي ، الزمن بذلك مَعنيٌ
وكفيل ، ليشفي الشعب منهم الغليل ، والسلام ختام .