انه صوت الحق المناضل رستم جودي الذي تميز بهدوء تام عند الحديث مع الآخرين سواء كان هذا النقاش مع فرد أو جماعة أكان هذا الحوار عاديا أو جادا ، بالإضافة إلى هذا كان يتحلى الفقيد الغالي بتقاسيم وعلامات سمحة
عابد الخليل
ليلة العاشر من الشهر العاشر
عام2011مرت على جبال كردستان صامتة كئيبة حزينة، الجداول
تروي من خلال دموعها وبصوت خافت عن
ذكريات أيام مضت، البلابل تغرد بصوت ضعيف هادئ متقطع يتلون التغريد الهابط ببكاء مر موجوع ، أشجار الغابات الخضر الطويلة انحنت
بقامتها وذبلت أغصانها مصفرة مكفهرة الوجه على فراقك الأبدي ،خلعت الجبال ثياب
الخضر وارتدت الأسود ، أغلقت جهنم بابها وفتحت الجنة أبوابها لتستقبل نورا من أنوار
الحرية ومعلما من معالم الفكر الحر انه صوت الحق المناضل رستم جودي الذي تميز
بهدوء تام عند الحديث مع الآخرين سواء كان هذا النقاش مع فرد أو جماعة أكان هذا
الحوار عاديا أو جادا ، بالإضافة إلى هذا كان يتحلى الفقيد الغالي بتقاسيم وعلامات
سمحة، الصورة تعكس بسهولة قراءة ما يدور في مخيلته ومعرفة أفكاره .
إلى جانب هذا الهدوء الذي
كان يخيم على حديثه وسلوكه المميز والعفوي في قيامه
وقعوده ،كانت لديه كاريزما سياسية تشعر المحيطين
به ينتقي كلامه بشكل جذاب
وكأنه يروي لك رواية شيقة
أو قصة تتكلم عن معاناة معينة، إما حديثه العذب الذي كان
يلزمه صمت الحركة حيث
الجلسة التربيعية المنضبطة وعدم استخدام إشارة اليد إلا
عند الضرورة للإيضاح، يعطي انطباع
الأستاذ الذي يدرك كيف ينتقي لطلابه المواضيع
التي ترشحهم لبناء الفكر الأكاديمي والميول
المعرفية التي ينسجها بطريقة تتخمر بإضفاء إبداعه
الخلاق وخياله الواسع الخصب
لتصبح سهلة التناول لدى هؤلاء المستمعين المعجبين
بمعلمهم المهذب الذي يحترم أشباله وكأنه يرتب
لمجوعة مشاريع من خلال هندسته
الفكرية لترشيح هذه العينات
التي يعلم أنها حقل امتلئ بشوك الأنظمة العقيمة والقيود
الاجتماعية و القوى العبثية
المتراكمة عبر أزمنة طويلة جدا.
كان رستم جودي يتمعن بحثه
ودرسه بطريقة قرائية يعتمد فيها على العمق والتوسيع ليصل إلى
المعلومة الموثقة والمرتبطة
بجميع جوانب هذا الموضوع ليعطي انطباعا لدى الآخرين بأن
المحاضر يعلم أبعاد فكرته
وما يتعلق بها من مؤثرات داخلية وخارجية ليوضح للجميع انه حذف
من معجم حياته ما يتعلق
بضيق الأفق من مصالح ذاتية معينة ينتفع بها.
لقد اختار جودي رمز المناضل
السوي رحلة اللاعودة إلى الوراء وانذر نفسه لقضيته بطرق
متعددة تارة بالتنقل من
قرية إلى أخرى ومن بلد إلى بلد ولم يهدأ باله إلا بصعود جبال كردستان
التي طالما عشقها ليصبح
اغلب قاطنيه أسرته واستقلالها من أعداء كثر أقوياء ومتحالفين هدفه
الأسمى، حتى ارتمى من اجلها
كرمية سيامند الوفية لأجل خليلته من على ظهر جودي .
لم يختار الكهوف المضلمة راهبا يعتزل الحياة ويبتعد عن الناس بل
ليحقق الحرية التي
طالما أحبها ومارسها بين
غابات وطرق وعرة مليئة بكائنات مفترسة لكنها كانت أأمن من تلك
الوحوش المرتدية هياكل
بشرية التي بقيت تراهن على استخدام القوة المفرطة لإبادة الإنسان
وفق نهج اردوغان أفضل نموذج
لصنع المجازر بعد جده عبد الحميد السفاح .