المعلم والتلميذ ..... أ. خورشيد شوزي
وأردوغان ذو العقلية الأتاتوركية الواحدة، والتلميذ النجيب السائر على درب سيده أتاتورك الماسوني، يكره كل شيء اسمه كوردي، مع العلم أنه نجح في بداية عهده في انتخابات ولاية سيرت الكوردية
المعلم
والتلميذ ........ بقلم: أ. خورشيد شوزي
في أكثر من مقال تكلمت عن الذين
تراودهم الأحلام السلطانية في المنطقة، وهم الآن سلاطين تيارات ينسبون أنفسهم إلى
الإسلام المعتدل، ومع الأسف، فإن الإسلام المسكين يستخدم كواجهة لادعاءات كل من
تراوده أحلام السيطرة، بغية دخول أكبر عدد ممكن من المغررين بهم تحت سلطانهم، ثم
ترويضهم مع الأيام لتقبل الأفكار والأجندات الخاصة لهذه الحركات التي في غالبيتها
أكثر شوفينية وعنصرية من الأحزاب القوموية.
وأردوغان ذو العقلية
الأتاتوركية الواحدة، والتلميذ النجيب السائر على درب سيده أتاتورك الماسوني، يكره
كل شيء اسمه كوردي، مع العلم أنه نجح في بداية عهده في انتخابات ولاية سيرت
الكوردية، باعتبار أن غالبية الأكراد مسلمون حقيقيون ساندوه حسب ادعاءاته
الإسلاموية، والكورد انخدعوا وما زالوا ينخدعون بكل من يحمل إليهم شعارات إسلامية
لصدق نواياهم من جهة، ولتخلفهم وعدم الاستفادة من الدروس والعبر التي مرت بهم،
وكانت السبب في بقائهم بدون دولة إلى الآن من جهة أخرى.
إن الدولة التركية، ومن خلال
خطوات مدروسة بعناية من قبل صانعي سياستها الخارجية، سعت إلى التحكم بزمام الأمور
في المنطقة، وبالتالي فرض هيمنتها وإرادتها على أي قرار يتعلق بمنطقة الشرق
الأوسط، ومن غير المستبعد أن تركيا تطمح في استعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية،
وبداية هذه الخطوات كانت من خلال المواقف المتعلقة بانتقاد إسرائيل، والخطوات التي
تلتها في هذا المجال باتجاه احتضان الملفات العالقة في المنطقة في ظل الدور الخجول
لبعض الأنظمة فيها، وجاءت الأحداث في مصر وتونس وليبيا فرصة لرئيس الوزراء التركي، ليضع نفسه في
مقام الوصي على المنطقة، ورمى بثقله لكسب ود الشارع الإسلامي خارج الحدود التركية.
إن العدسة التركية للأحداث، متهمة
بالازدواجية من خلال تطورات الأحداث، والمخاوف التركية من انهيار النظام السوري، والتدخل
الدولي، وتقسيم سورية، والملف الكوردي، وإن الإطاحة
بهذا النظام إذا ما تم في النهاية، فلا بد وأن المعادلات التي كانت قائمة في
المنطقة، ستتغير، ويمكن أن تصيبهم بما هو غير وارد في حساباتهم، لأن سورية فيها
تعدد للطوائف والمذاهب والقوميات، فمثلاً الكورد
السوريون لا يمكنهم الاطمئنان إلى حسن نيات تركيا التي تضطهد الكورد قبل اضطهادهم
من قبل النظام السوري، ومعنی ذلك إعطاء الكورد في تركيا جرعة سياسية جديدة، خصوصاً
أنهم سيستفيدون من الفراغ السياسي الذي تحدثه حالة التأزم، كما أن الطائفة العلوية
التي تعيش في المناطق المتاخمة للحدود السورية – التركية، فإنها تتعاطف مع الحكومة
السورية، ويمكن أن تتسبب بقلاقل في الداخل التركي، وبناء على هذه المعطيات، فإن ما
حدث أو يحدث من قبل السلطات التركية تجاه النظام السوري، هو نوع من الضغوط التي
تمارسها من أجل مساعدة الحكومة السورية لحل مشاكلها مع الشعب السوري، وتحديداً، ما
يتعلق بالحريات والديمقراطية والمشاركة السياسية .
الجانب
التركي على ما يبدو كان يعتبر أن سوريا هي بوابته إلى أوروبا، وبوابة أوروبا إلى
الشرق، وبما أنه يمتلك غطاءاً أطلسياً،
ومساحات شاسعة من الأراضي والإمكانات، فإن امتلاك الورقة السورية يمهد له بعد سحب
بساط النفوذ الإيراني، السيطرة على المنطقة برمتها، ويبدو أن الكورد دوماً هم
الضحايا والوقود لتنفيذ مخططاتهم، والورقة الكوردية، دوماً، تحشر
في أجندات الدول الحاكمة لهذا الشعب المظلوم، ولا يزال هدف تركيا الرئيسي هو منع إنشاء
دولة كوردية مستقلة أو ذات حكم فيدرالي في العراق، وهذا ينطبق على موقفهم من الكورد
في إيران وفي سوريا.
منذ بداية
الثورة السورية، وحتى تنأى أمريكا بنفسها عن التدخل المباشر، سلمت بعضاً من مفاتيح
الحل السوري إلى رئيس الوزراء التركي أردوغان، الذي يحاول تغيير نظرة المجتمع
الدولي لما يطبل له الإعلام التركي كراع للقيم الإنسانية، ومحاكاة الضمير العالمي
الإنساني في تغطية الأعمال اللا إنسانية، المستمرة، بحق الشعب الكوردي، وهي بذلك
تحاول تنظيف غسيلها الوسخ الناتج عن العقلية الأتاتوركية الأحادية، بالنسبة للشعوب
غير التركية في الدولة التركية.
وبما أن النظام السوري يرتبط مع نظامه باتفاقات تنازل عديدة،
لصالحه، وبالتالي فهو يفتقد المصداقية المطلوبة في التعامل بشفافية، وقد حاول
اللعب على حبل جزء من المعارضة السورية التي عقدت اجتماعين واسعين في الأراضي
التركية برعايته، وقبل فترة قصيرة الاجتماع الثالث الذي اتفق فيه على تعيين مجلس وطني سوري انتقالي مؤقت، وللأسف بقي التمثيل الكوردي فيه محدوداً، حسب رغبة الراعين للمؤتمر، فكيف يرضى
المعارضون الكورد الذين حضروا المؤتمر بهذا التمثيل الهزيل؟.
كان من الأفضل أن تقام مثل هذه
المؤتمرات في دول حيادية لا تفرض إملاءات معينة على المؤتمرين، وتضم من يمثل
الحراك الداخلي - أو على الأقل من يمثل الحراك الداخلي بتفويض منهم - والخارجي
الفعلي بكل مكوناته وأطيافه المختلفة، ووفق أحجامهم الطبيعية، ومعايير الكفاءة، ولكن، ومع الأسف
نلاحظ أن الغالبية في القائمة كانوا من جماعات معينة منضوية تحت المظلة
الأردوغانية الساعية للتفاوض مع الحكم السوري، ضمن سيناريو معد سابقاً، ليتاح بقاء بعض رموز
الحكم، وتسليم الحكومة إلى هذه الجماعة، والتي سياساتها ترسم في تركيا وتطبق في
سوريا.
كان على المجلس أن ينأى بنفسه عن الصراعات خارج الحدود السورية، ولكن
زمام الأمور ليست بيدي المجلس تماماً، فهو أسير
سياسة الدولة الراعية لتشكيل المجلس التي لها حساباتها
الخاصة، بالإضافة إلى الحسابات الأمريكية والإسرائيلية، وهي تعمل للتوفيق بين هذين
الاتجاهين، والتوجه الأمريكي يأتي ضمن رؤية الرئيس الأميركي باراك أوباما لتهجين
أو ترويض الحركة الإسلامية السنية التي تقودها حركة "الإخوان المسلمين"،
سواء في سورية أو في غيرها من الدول العربية، لانتهاج الخطاب والنموذج التركي
المعتدل، وأن احتضانها لمؤتمر انطاليا يأتي في هذا السياق من جهة، ومن جهة أخرى
فإن الجهود التركية إضافة إلى جهود بعض الدول الإقليمية في المنطقة يهدف إلى تحقيق
هدفين: فصل سورية عن إيران و تهيئة الأجواء إلی القبول بفتح باب الحوار مع إسرائيل
وصولاً إلى اتفاق يهيئ لحالة السلام التي تريدها إسرائيل علی مقاساتها الخاصة، ولذلك علينا أن لا نستغرب الرسالة المخزية الصادرة من الأمانة
العامة للمجلس والموجهة إلى وزير الخارجية التركية أحمد داوود أوغلو والتي تستنكر
فيها العملية التي قام بها PKK في أراضي كوردستان، بغض النظر عن أنها تصب في مصلحة النظام السوري
أم لا، فالهدف الأول والأخير منها هو الدفاع عن الوجود الكوردي في أرضه ضد العقلية
الأتاتوركية الأحادية.
السيد الدكتور برهان غليون
تعيش في فرنسا مهاجراً ولا تعرف الأسس التي تم بموجبها قبول
المهاجرين فيها، والتي كانت على مرحلتين: الأولى تمت من قبل السلطات الفرنسية التي
اعتبرت العملاء أو المتطوعين في جيوشهم من أبناء الدول التي كانت مستعمرة من قبلهم،
بأن لهم الحق في نيل الجنسية الفرنسية، والثانية كانت بسبب الهجرات القسرية
الفردية أو الشبه جماعية نتيجة الاضطهاد والملاحقة أو بسبب سوء الأحوال المعيشية
في البلدان الخاضعة لأنظمة دكتاتورية قمعية استفحل فيها الفساد والقمع لدرجة لا
تطاق.
على العناصر الكوردية في
المجلس الوطني أن لا يفوتوا المقابلة المهزلة التي عبرت عن الأفكار التي يحملها
السيد غليون أو التي ألصقت بأفكاره مرغماً تحت وعود
الرئاسة المستقبلية، فقد كنت أحترمه كأكاديمي لا يتعاطى السياسة، وعندما أدخل إلى
معترك السياسة تناسى التاريخ أو على الأقل تاريخ المنطقة التي هو منها. إلى الآن
لم أجد إنساناً واحداً راض عن نتائج اتفاقية سايكس- بيكو المشؤومة كما هي مذكورة في
كتب التاريخ أو آراء الأفراد أو الجماعات أو الأحزاب، وعندما نطالب بالرجوع إلى ما
قبل الاتفاقية لا يرضى المستفيدون منها، مع العلم بأن جميع الدول التي تكونت بعد
الاتفاقية استفادت ما عدا كوردستان التي قسمت بين أربع دول.
السيد الدكتور، أوائل الثوار
في سوريا الذين حررونا من الاستعمار أسموها "دولة سوريا" ومع أن
الغالبية في الدولة الجديدة كانوا منسوبين للعرب، لم يطلقوا على الدولة الفتية "الدولة
العربية السورية" لأنهم كانوا يدركون أن سكان المناطق التي ألحقت بالدولة
الجديدة ليسوا عرباً، ثم أن رفع علم الاستقلال القديم بدلاً من علم البعث العنصري لهو دلالة واضحة إلى الرجوع لتلك
الفترة، فلماذا يرفع علم ذلك الوقت ولا نرضى بتسميات الآباء والأجداد، إلا اللهم
إذا كانت لديكم النيات بتهميش التاريخ أو تزويره كما جرى في عهد البعث، واعتبار
السكان الأصليين مهاجرين في أراضيهم نزحوا إليها من كوكب آخر، عليك ذكر اسم هذا
الكوكب ليتعرف الجميع إلى أصولهم.
السيد الدكتور، يبدو أن البيانوني
ورفاقه والمنضوين تحت لواء الأردوغانية، قد صادروا أفكارك العلمانية حسبما كان
شائعاً عنك، ولا أدري هل ستتخفى تحت لواء من يلبسون رداء الإسلام، وستقول
للكورد "كلنا مسلمون" هكذا جرت العادة عندما نطالب بحقوقنا القومية المصادرة
منا، بل وستقول كلنا مسلمون عرب أسوة بكلنا مسلمون أتراك أو كلنا مسلمون فرس؟!...وهنيئا
لك أيها الدكتور(التلميذ)فالكراسي لها ثمن؟؟؟!!!