السبت 21 كانون الأوّل / ديسمبر 2024, 14:39
جولة في حمص: مركز المقاومة السورية المحاصر




جولة في حمص: مركز المقاومة السورية المحاصر
الثلاثاء 18 تشرين الأوّل / أكتوبر 2011, 14:39
كورداونلاين
بينما كنت اطلع السوريين المغتربين عن نيتي التوجه إلى مدينة حمص، أجمعوا على أنني لن أتمكن من الوصول إلى هناك، معللين ذلك بأن المدينة محاصرة من الدبابات

 

سو لويد روبرتس

بي بي سي حمص

بينما كنت اطلع السوريين المغتربين عن نيتي التوجه إلى مدينة حمص، أجمعوا على أنني لن أتمكن من الوصول إلى هناك، معللين ذلك بأن المدينة محاصرة من الدبابات، أما في داخل المدينة، التي تعد مركزا للمقاومة السورية، فتوجد نقطة تفتيش في كل شارع.

 

تعتبر مدينة حمص من أوائل المدن السورية التي انضمت إلى الانتفاضة ضد الحكومة عندما تجمع الآلاف في مارس/آذار الماضي في أكبر ساحاتها للمطالبة بإنهاء حالة الطوارئ وتطبيق الديمقراطية في سورية.

ومنذ ذلك الحين والمدينة محاصرة من قبل القوات التابعة للرئيس بشار الأسد، بل وتشهد هجمات على المنتفضين بصفة يومية.

 

واكتسبت مدينة حمص اسم غير رسمي هو "عاصمة الثورة السورية"، لكنه لم يأت الا بعد أن دفعت ثمنا غاليا، حيث سقط في المدينة نحو نصف القتلى من المدنيين السوريين منذ اندلاع الاحتجاجات، التي يقدر عدد ضحاياها بنحو ثلاثة آلاف قتيل.

 

شجاعة ومراوغة

 

لن أصف بشكل دقيق كيف دخلت إلى حمص، لكن يجب أن أعترف أن ذلك كان من خلال مجموعة من الناشطين السوريين الشباب الذين لديهم مصادر جيدة ويتمتعون بالشجاعة وبالقدرة على المراوغة. هؤلاء الشباب أرادوا أن تصل قصة مدينتهم إلى العالم.

 

هؤلاء الشباب لديهم عدد كبير من السيارات التي يتم استبدالها بانتظام ويتمتعون بالقدرة على مواجهة أفراد الجيش من حين لآخر، وايضا نقاط تفتيش الشرطة إذا ما شعورا أنها قد تمثل إزعاجا حتى لو كان طفيفا.

 

فعندما تم توقيفنا في بواسطة دورية من الجيش السوري على الطريق وطلب منا جميعا مغادرة السيارة لتفتيشنا، طلب الشباب مني أن أقوم بجرح بطني بأحد أظافري كي أنزف وقالوا للضابط أنني أنزف ومن ثم أشار لنا بأننا يمكن أن نمر من دون تفتيش.

متظاهرون سوريون

 

حمص من اوئل المدن التي انضمت الى الاحتجاجات

 

هنا لا بد أن أذكر أني كنت متخفيا بحجاب نسائي، بل قال احد الشباب للضابط أنني أمه، كما وفروا لي بطاقة هوية مزورة، وعندما توقفنا أي نقطة تفتيش يقولون أنني "شقيقة" السائق الصماء الخرساء.

 

مدارس مغلقة

 

وقد اصطحبت في جولة إلى "باب عامر" أحد أشد الأماكن حصارا داخل مدينة حمص، وقد مررت أثناء الجولة بمتجر، وأخبرني من كان يصطحبني أن الجيش يهاجم المدينة منذ أسابيع، وان الأهالي يخشون مغادرة منازلهم.

 

وقال من كان يصحبني: "هوجمت المدرسة وأغلقت، فهم لا يريدون أبنائنا أن يتعلموا بل يريدون أن نبقى جهلاء وأغبياء."

 

لا توجد كهرباء او مياه، و الاتصالات مقطوعة، وفي هذه الظروف تخرج المظاهرات في هذه المدينة المحاصرة ليلا من أجل تقليل عدد الاصابات والقتلى.

 

في سكون الليل تم توصيلي بالسيارة إلى وسط مدينة حمص وأخبروني بأن أخرج من السيارة وأن ابدأ في تصوير المظاهرة.

 

وبينما كنت أصور سألت: ألا يقوم الجيش باستهداف المتظاهرين"، فرد من يصحبني قائلا: "ليس الآن حيث أننا أغلقنا الشوارع المؤدية إلى هذه المنطقة بإطارات السيارات المحترقة وصناديق القمامة، وسيستغرقون وقتا ليصلوا إلينا".

 

الثبات على المبدأ

 

بدأ إطلاق الألعاب النارية في الهواء وشرع الناس بالرقص على قرع الطبول. وهنا قال حسين، أحد أفراد لجنة التنسيق المحلي بمدينة حمص: "لم أرى شيئا كهذا في عمري الذي يتجاوز الستين. الكبار والصغار والنساء والكل يطالب بالحرية."

 

وأضاف أن الحكومة أنفقت الملايين على التعليم طبقا لسياسات حزب البعث، لكن ذلك كان "مضيعة للوقت والثورة سوف تنجح"، حسب قوله.

 

وبينما كان يردد الحشد أسماء الشهداء كان البعض يطالب باعدام الرئيس الاسد، وكانوا جميعا يصرون على الاستمرار، كما قال حسين: "لقد مات الكثيرون، لابد أن نستمر".

 

الفرار من الرصاص

 

وبينما سمعنا طلقات الرصاص في بداية الشارع أمسك حسن بذراعي وقال اركض انهم سوف يبحثون عن هذه الكاميرا التي تحملها. ثم أخذني إلى مدخل قريب وصعدنا سلم وهنا سألت "كيف نعرف أن هذا المكان آمن؟" وهنا ضحك حسين قائلا أن "حمص بالكامل مكان آمن فالكل يكره بشار الأسد".

 

وعندما قرعنا باب الشقة في الطابق الأول وجدنا من قاموا بجذبنا إلى الداخل ووجدنا ععدا من الأسر التي تلتف حولنا وكانوا من مناطق مختلفة من المدينة حيث أن الجيش يقوم بإقاف الدبابات ولا يسمحوا لنا بالعودة إلى منازلنا.

 

مستشفيات مؤقتة

 

في أيام الجمعة تبدأ المظاهرات بعد الصلاة حيث يحاول المتظاهرون اغلاق الشوارع وينصبون عيادات مؤقتة للاسعاف، والأطباء يسعفون من قبض عليه وعذب.

 

قال أحد الأطباء: "كنا ننقل المصابين إلى المستشفيات في البداية، لكن الجيش كان يعتقلهم أو يقتلهم. كانوا يدخلون بإصابات طفيفة لكنهم يخرجون موتى".

 

وأضاف الطبيب أن معظم الإصابات اما جروح او إصابات من طلقات نارية في الصدر والرأس.

 

قوات الأمن

 

وفي أحد أيام الجمعة، وكان من اسوأ الأيام واكثرها دموية، أطلقت قوات الأمن النار على المتظاهرين عندما أرادوا مغادرة المسجد للانضمام للتظاهرات، فأصيب اثنين في الرأس وهو ما لم تستطع المستشفيات المؤقتة التعاطي معه، وكان الأفضل تهريبهم عبر الحدود إلى لبنان للعلاج.

 

بينما هناك اثنان آخران لم نتمكن من إسعافهم فماتوا ودفنوا في اليوم التالي، وهو اليوم الذي قتل فيه 13 آخرين.

 

المظاهرات تجرى يوميا في حمص وفي أنحاء سورية حتي في ضواحي دمشق، وبالرغم من سقوط هذا العدد من القتلى ما تم إنجازه ما زال قليلا، فالتظاهرات مستمرة في مواجهة ما يسميه السوريون في حمص "آلة القتل"، وهو اسم اطلقوه على الجيش السوري.

471.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات