قتل 12 شخصا بينهم فتى وسيدة وجرح اخرون الجمعة عندما اطلق رجال الامن
النار لتفريق متظاهرين كانوا يشاركون في "جمعة احرار الجيش" في مدن سورية
عدة، في حين ذكرت الامم المتحدة ان ثلاثة آلاف شخص قتلوا منذ بدء الحركة الاحتجاجية
في منتصف آذار/مارس الماضي.
واكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي
مع وكالة فرانس برس ان "12 شخصا قتلوا الجمعة بينهم سبعة في داعل الواقعة في ريف
درعا (جنوب) وسيدة وفتى في انخل (ريف درعا) ومتظاهر في سقبا (ريف دمشق) ومتظاهر في
حي القدم في دمشق واخر في عندان الواقعة في ريف حلب (شمال)".
ولفت الى "اصابة اكثر من ثلاثين شخصا بجراح خمسة منهم حالتهم حرجة
في داعل واخرون في ريف دمشق برصاص الامن الذي اطلق النار لتفريق متظاهرين نددوا بالنظام
السوري".
ونقل المرصد عن نشطاء من داعل "ان الامن يحتجز جثث قتلى داعل في
مشفى طفس (ريف درعا) عدا جثة الفتى التي تمكن الاهالي من سحبها قبل ان ياخذها الامن".
من جهتها، ذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا)ان "مشاجرة جماعية بين
عصابات مسلحة في داعل ادت الى وفاة المدعو محمد قاسم الجاموس وجرح سبعة اخرين".
ونفت الوكالة "حدوث اي تظاهرات في المدينة" مؤكدة ان
"قوات حفظ النظام والجيش لم تدخل المدينة وهي غير موجودة في المنطقة".
كما نقلت الوكالة عن مصدر مطلع في درعا ان "مجموعة مسلحة هاجمت حاجزا
للجيش في انخل التابعة لريف درعا وقام افرادها بالقاء قنبلتين انفجرت احداهما فقط موضحا
ان عناصر الحاجز ردوا على المهاجمين وقتلوا اثنين منهم".
وذكر المرصد السوري ان "اشتباكات عنيفة واطلاق رصاص كثيف سجل بين
الجيش والامن السوري النظامي من جهة ومسلحين من جهة ثانية يعتقد انهم منشقون في مدينة
سقبا (ريف دمشق)، كما اصيب ثلاثة اشخاص بجراح جراء اطلاق الرصاص الكثيف من مبنى بلدية
القصير (ريف حمص) بعد انفجار سمع في المدينة" بحسب المصدر.
ياتي ذلك بالتزامن مع اعلان مفوضية الامم المتحدة العليا لحقوق الانسان
الجمعة ان قمع حركة الاحتجاج في سوريا اوقع اكثر من ثلاثة الاف قتيل بينهم 187 طفلا
على الاقل منذ 15 اذار/مارس محذرة من مخاطر وقوع "حرب اهلية".
واضافت المفوضة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي في بيان "اكثر من
مئة شخص قتلوا خلال الايام العشرة الماضية فقط. من جهة اخرى تم توقيف الالاف واعتقالهم
او اختفوا او تعرضوا للتعذيب".
واعتبرت المفوضية ان العقوبات التي فرضتها المجموعة الدولية على دمشق
لم تؤد الى تغيير موقف السلطات السورية حتى الان كما قال الناطق باسمها روبرت كولفيل
في تصريح صحافي.
وشهد مجلس الامن الدولي صباح الجمعة جدالا جديدا حول سوريا بعد الاعلان
عن الحصيلة الجديدة للقتلى. وصرح السفير الفرنسي في الامم المتحدة جيرار ارو في اجتماع
مغلق تعليقا على ارتفاع حصيلة القتلى في سوريا الى ثلاثة الاف، ان "مؤيدي صمت
مجلس الامن الدولي عليهم استخلاص العبر من استمرار القمع"، على ما نقل عنه دبلوماسيون.
واعتبر المبعوثون الصينيون الجمعة انه كان يجدر اطلاعهم على الحصيلة الجديدة
اثناء المشاورات حول مشروع قرار الغربيين، بحسب دبلوماسيين. وقدمت فرنسا وبريطانيا
والمانيا والبرتغال الجمعة مشروع قرارها مرة اخرى مؤكدة انها مستعدة لصياغة نسخة جديدة
اذا تواصل تفاقم الوضع في سوريا. اما روسيا فاقترحت من جهتها مشروع قرار يساوي بين
النظام والمحتجين في التنديد بالعنف، الامر الذي رفضته الولايات المتحدة والقوى الاوروبية.
وعزز الاتحاد الاوروبي عقوباته على سوريا "نظرا لاستمرار القمع وانتهاكات
حقوق الانسان من قبل النظام السوري ضد شعبه" بحسب بيان صدر عنه الخميس.
كما دعت بلدان مجلس التعاون الخليجي الى عقد اجتماع فوري لم تحدد موعده
قالت في بيان اصدرته الخميس انه سيناقش "الاوضاع البالغة السوء وخاصة الوضع الانساني
في سوريا ودراسة السبل والاجراءات الكفيلة بحقن الدماء ووقف آلة العنف".
وكان وزراء الخارجية العرب الذين عقدوا اجتماعا في 13 ايلول/سبتمبر في
القاهرة، اكتفوا آنذاك بدعوة السلطات السورية الى "الوقف الفوري لاراقة الدماء".
وميدانيا خرجت "تظاهرات حاشدة في العديد من المدن السورية رغم الانتشار
الامني الكثيف" بحسب المرصد الذي اكد ان "المدن التي لم تشهد تظاهرات كانت
تشهد حملات اعتقالات امنية".
واوضح عبد الرحمن ان "تظاهرة حاشدة خرجت في مدينة دير الزور (شرق)
هي الاكبر منذ خروج الجيش السوري من هذه المدينة في شهر اب/اغسطس وفي عدة احياء في
حمص (وسط) حيث اطلق رجال الامن النار في احياء الغوطة وباب السباع".
وفي ريف ادلب (شمال غرب)، خرجت تظاهرات في "معرة النعمان وسراقب
وسرمين وكفرنبل وبنش وحيش ومعرة حرمة وكفرسجنة وكفرخرمة ومعرمصرين وخان السبل وتفتناز
كما في اللاذقية (غرب) وفي ريف دمشق".
وفي بانياس، قال مدير المرصد ان "الامن قام باقتحام مسجد ابو بكر
الصديق في بانياس (غرب) بعد ان لجأ اليه متظاهرون وقام باعتقال خمسة منهم".
من جهتها، افادت لجان التنسيق المحلية عن "اطلاق نار كثيف في حي
القصور في حماة (وسط) وفي عندان في ريف حلب (شمال)" مشيرة الى "أنباء عن
سقوط جرحى".
وتحدثت عن "اطلاق نار كثيف في كل من حي النازحين وبابا عمرو في مدينة
حمص"، مشيرة الى ان "السلطات قطعت التيار الكهربائي عن حي الخالدية ردا على
بثهم المباشر للتظاهرة" في هذه المدينة.
من جهة ثانية، افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان "عبوة ناسفة
زرعتها المجموعات الارهابية المسلحة انفجرت بجانب الطريق الواصل بين مسجد أبو بكر والجامع
العمري في درعا (جنوب) ما ادى الى وقوع اصابات بين المواطنين".
واضافت الوكالة "ان العبوة زرعت الى الجنوب من الجامع العمري بحدود
200 متر وبعدها بخمسين مترا زرعت عبوة أخرى" مشيرة الى ان "وحدة الهندسة
التي توجهت الى المكان تمكنت من تفكيك العبوة الثانية وتأمينها قبل ان تنفجر".
ولفتت الوكالة الى ان "مكان زراعة العبوتين عادة ما يشهد كثافة مرورية
للمواطنين قبل وبعد صلاة الجمعة".
ودعت مجموعة الثورة السورية ضد بشار الاسد 2011 في صفحتها على الفيسبوك
الى تظاهرات تحت شعار "جمعة احرار الجيش" غداة مقتل اكثر من 36 شخصا في سوريا
بينهم 25 عسكريا خلال اشتباكات بين الجيش النظامي السوري ومسلحين يعتقد انهم منشقون.
من جهتها، نقلت صحيفة تشرين الحكومية الجمعة عن مصدر عسكري مسؤول ان
"عناصر ارهابية مسلحة استهدفت في كمين في بنش الخميس مجموعة مشتركة من قوات الجيش
وحفظ النظام مما اسفر عن استشهاد 10 بينهم ضابط واصابة 19 اخرين بجروح".
وتشهد سوريا منذ منتصف اذار/مارس حركة احتجاجية لا سابق لها اسفر قمعها
عن سقوط اكثر من ثلاثة آلاف قتيل بحسب الامم المتحدة فيما تتهم سوريا "عصابات
ارهابية مسلحة" بزعزعة الامن والاستقرار في البلاد.
أ ف ب