الإثنين 19 أيّار / مايو 2025, 21:48
المشعل الذي يتحول إلى ملايين من المشاعل المتقدة




المشعل الذي يتحول إلى ملايين من المشاعل المتقدة
السبت 08 تشرين الأوّل / أكتوبر 2011, 21:48
كورداونلاين
الشهيد الذي قتله غدراً كوردي، فكل شهداء سوريا، من جنوبها إلى شمالها ومن شرقها إلى غربها أكراد،

إنا لله وانا إليه راجعون

المشعل الذي يتحول إلى ملايين من المشاعل المتقدة

إنه مشعل كوردي بامتياز

جان كورد، ‏08‏ تشرين الأول‏، 2011

لقد أصابنا نظام الأسد الخبيث نحن الكورد في الكبد، لا لأن الشهيد الذي قتله غدراً كوردي، فكل شهداء سوريا، من جنوبها إلى شمالها ومن شرقها إلى غربها أكراد، بل لأنه اقتطف زهرة من أروع زهورالوعي السياسي والثقافي الكوردي، ورمزاً من رموز النضال السوري، والشعب الكوردي لن يسكت على هذا الضيم وهذا العدوان، ولن توقعه هذه الجريمة النكراء في تحارب داخلي، لربما كان قصد النظام أو المصطادون في الماء العكر منها إيقاد النار بين الأكراد، وإنما سيقف صفاً واحداً وسيتحول مشعله الكبير إلى ملايين من المشاعل المتقدة في وجه الطاغوت تثير فيه الذعر والارتباك، حتى يوم القضاء الأخير عليه من قبل الشعب السوري قضاءً مبرماً.

ربما لم يتحرك الكورد على أثر اغتيال شيخ الشهداء محمد معشوق الخزنوي حراكاً ملائماً لحجم الضحية ومكانتها في قلوب الشعب الكوردي، لأن إطار الظروف الذاتية والموضوعية، لم يكن مساعداً بالدرجة المطلوبة آنذاك، ولكن ذلك الإطار قد تغير منذ انطلاقة ثورة الشعوب من شمال أفريقيا، وانضمام الشعب السوري إليها منذ آذار هذا العام. وهذا سيدفع بشعبنا إلى التفكير بأمرٍ واحد، ألا وهو العمل الدائب النشيط لتقديم المجرمين إلى المحكمة الجنائية الدولية ليلقوا جزاءهم العادل، والمساهمة بقوة وفعالية أكبر منذ الآن في سائر النشاطات العملية لاسقاط هذا النظام الذي تحول منذ زمن بعيد إلى مجرم غدار يفتك بشعبه  وبخيرة رجاله وبمثقفيه، لأنه على طريق السقوط ولأنه بات لايعرف ماذا يفعل.

الشعب الكوردي لن يدلل بعد اليوم قياداته السياسية، وسيفرض عليها شروطاً جديدة ويضع أمامها برامجاً أوضح، وسيضغط عليها لتقوم بواجباتها الحزبية والقيادية وإلا فإن عليها التنحي والرحيل.

إن اغتيال الأستاذ الصديق مشعل التمو كان متوقعاً كما كان اعتقاله وزجه في السجن قبل فترة متوقعاً، ولم تفد نداءاتنا الاخوية له بضرورة مغادرة البلاد لأن توالي التهديدات له واصراره مقابل ذلك على المضي قدماً في سياسة يعتبرها النظام اختراقاً كوردياً صارخاً للخطوط الحمر كان يؤشر إلى أن النظام سيغدر بمشعل التمو وأمثاله من المناضلين الكورد.

أما أن يكون القتلة من المرتزقة الأكراد أو من الشبيحة أو من قبل الأجهزة الأمنية أو لربما تم دفعهم من استخبارات دولةً أرادت استغلال التناحرات الكوردية السياسية لايقاد نار فتنة بين الكورد، فهذا لايغير من حقيقة أن اغتيال الأستاذ مشعل التمو كان بسبب آرائه السياسية ونقده المستمر بأسلوب سياسي - ثقافي رفيع للطغيان في البلاد، وهي ذات الأسباب التي أدت إلى اعتقاله واعتقال لفيف من قادة الكورد الآخرين من قبل. وليعلم هؤلاء المجرمون أن شعبنا الكوردي لن يدعهم في راحة بعد اليوم حتى ينالوا عقابهم العادل، ولن يرحم الذين دفعوهم لارتكاب هذه الجريمة الوحشية.

إن على كافة الأحزاب الكوردية الآن تفادي الصراعات والتناحرات وعدم الوقوع في أفخاخ من يريد للشعب الكوردي أن يتمزق سياسياً أكثر وأكثر عن طريق هذا الاغتيال، وعليها أن تهب هبة رجل واحد لتسقط الخرافة التي تقول بأن الكورد لن يتوحدوا في يومٍ من الأيام ولن يشكلوا أي قوة هامة في وجه أعدائهم المجرمين، ولتعلم هذه الأحزاب مجتمعةً أن ليس الشعب الكوردي في سوريا وحده يقف وراءهم، بل إن كل المعارضة السورية وكل الشعب الثائر وكل أحرار العالم وناشطي الشرق الأوسط يتوقعون منهم أن يكونوا منذ الآن على مستوى مسؤوليتهم التاريخية المشتركة.

لقد آن أوان العمل معاً لقهر هذا العدوان ورد كيد المعتدين وتطهير البلاد من رجسهم.

وتحية إلى روح الشهيد، الأخ المناضل، والأستاذ الكبير مشعل التمو...

وأرجو الله تعالى أن يسبغ على أهله وأقاربه وأصدقائه ورفاقه جميعاً بالصبر والسلوان.

491.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات