أجرى اللقاء:
د.سناء الشعلان/ الأردن
إعداد اللقاء:
شادمان محمد وإدريس كريم.
ترجم اللقاء من الكردية
إلى العربية:ياسين حسين.
* صرّحت سابقاً بأنّ الإعلام
الكرديّ يسير نحو التراجع والتشنيع الإعلامي.لماذا تعتقد ذلك؟ وكيف نفسّر رأيك
هذا؟
ذلك الحديث الذي قلته قبل ستة أشهر، لكني
وضحت قبل ستة أعوام أنّ الإعلام الكردي لا تجربة عملية له لكي يقوم ببناء دولة
لنا، والإعلام الكردي لا استطاعة له لكي يقوم بقيادة المرحلة القادمة. واليوم نجد
الاحتجاجات التي تحدث في المنطقة لا تنطبق على إاقليمنا، فنحن نفتقر إلى النظام
المؤسساتي لإدارة البلاد، أيّ أنّ الإعلام
الكرديّ افتقر من هذه الناحية للقيام بمهام المرحلة؛لأنّ إحدى هذه المطالب والدعوات
هي الحرية،ولأنّ الحرية التي يتمتع بها أفراد الإقليم لا توجد في دول الجوار
والمنطقة، وليتنا نستفيد من هذه التجربة.
عندما تم تقسيم وطننا بين الإمبراطوريتين الفارسية
والعثمانية في عام 1514، منذ ذلك الوقت لم يتم الاعتراف بنا كشعب كردي، والآن في الأجزاء
الأخرى سوريا وإيران وتركيا حتى لم يعترف بنا كقومية لها ثقافتها وعاداتها الخاصة،
في الوقت الذي نحن أصحاب أرض وأصحاب ثقافة وعادات وتقاليد،وتم حسابنا على أساس
المواطنين من الدرجة الثانية في هذه البلدان. ماعدا ذلك فهم يحتلون أرضننا،ويريدون
الاستيلاء على ثقافتنا وميراثنا أيضاً، وكانت هذه الدول تريد أن تلغي ثقافتنا
وخصوصيتنا وتجزئنا على أربع دول شرق أوسطية (العراق- ايران- تركيا- سوريا). لذلك
علينا الحفاظ على التراث الموجود ونبدي الاهتمام الزائد به لا من أجل الشعب الكردي
فقط ،بل من أجل شعوب المنطقة أيضاً؛لأنّنا نغني بها ثقافة هذه الشعوب ونتفاعل معها
لان ثقافتنا غنية ومسالمة في نفس الوقت، فمنذ 500 عام وهم يقطعون الطّريق علينا،
واليوم وفي ظل خيمة الحرية في حكومة أقليم كردستان تتأسس المراكز الحرة ،ويتم دعم
هذا الجانب في كردستان الجنوبية والأجزاء الأخرى من كردستان. ونحن نستطيع مثل
الشعوب الأخرى أن نصبح أصحاب أدب وفنون خاصة بنا.
الثقافة الكردية ملك لكلّ من يعيش فيها من أاديان
وقوميات وأحزاب وأيديولوجيات، التي كانت تزخم بها المنطقة على مر التاريخ ولا زالت
مقيمة بها، وفي كردستان مذاهب وإيديولوجيات مختلفة وهي محل احترام بيننا، ونحن
باسم (معهد التراث الكردي) نعمل من أجل الأقليات في كردستان لأنّهم هم أيضاً
تعرضوا للظلم بنفس الطريقة التي تعرضنا إليه، وكلّ شعار لنا فهو لكلّ الأقليات والأطياف
والديانات المتواجدة في كردستان.
2- ترأس
معهد التراث الكردي.فما هي طموحات هذا المعهد؟وماهي بصمتك الخاصة التي تعتزّ بها
في هذا المعهد؟ وماهي التحديات التي تواجه هذا المعهد؟
في الحقيقة، نحن في كردستان (كردستان العراق)
لا مصاعب أمامنا، حتى وإن كان نظامنا غير فاعل حتى يعلم بالدور الهام للتراث
والفلوكلور في القوانين والآداب الدولية الحالية والمستقبلية أيضاً. لأنّ قوانين أيّ
دولة يجب أن تبنى على أسس ثقافية، ولكننا وللأسف لم نصل إلى ذلك المستوى الذي يعلم
نظامنا أو حكومتنا كيفية الاستفادة من
تراثه في إدارة قوانين البلاد، ونحن من إحدى المؤسسات التي تقوم بتلك المهمة
الشاقة،ونرفع هذا العمل عن كاهل حكومتنا، وفي كردستان الجنوبية لا عقبات أمامنا،
ولكن في الأجزاء الأخرى من كردستان هناك عقبات جمة، ونحن عملنا في الأجزاء الأخرى
حيث نقوم بجمع التراث والفلوكلور الكردي ليس في جزء واحد فقط، ولذلك نجد أنّ هذا
الموضوع ممنوع في الأجزاء الأخرى، وتلك الدول لا تفتح الطريق أمامنا، وواجهتنا
صعوبات بالغة في العمل، حتى أنّ بعض مراسلينا وممثلينا تعرضوا للسجن والتعذيب على أيدي
السلطات في تلك الدول.
3- هل يحظى معهد التراث الكردي بالدعم الحكومي والرسمي الذي
يحتاجه؟
لدرجة ما يساعدوننا، ولكن بالشكل المطلوب
والعملي لم يستطيعوا، لذلك أعتقد أنّ كردستان أيّ (كردستان العراق) لم يكتمل بعد،
وهناك مشكلة أخرى، فالحكومة ليست معنية فقط بالحفاظ وتنمية التراث بل معنية بتنمية
الإقليم، ولكني أستطيع القول بأنّ خطوات مهمة قد قامت، ويجب أن نقوم بخطوات أحسن.
4-ماذا تقول في صوت كلّ من:
حسن زيرك وعلي مردان ورسول كوردي وشوان بيركوتي؟
هؤلاء والعشرات من المغنيين المعروفين قاموا
بخدمة جليلة للموسيقى الكردية في القرن المنصرم، وقاموا بتسجيل المئات من الأغاني
الكردية وإيصالها للناس، حيث حرروا الأغنية، وهؤلاء من الفنانين الكرد الأصلاء
الذين استطاعوا أن يقدموا في عصرهم خدمة جمة للفن والتراث الكردي وإيصال الاغنية
كما هي للناس في وقتها وفي العصر الذي هم متواجدون فيه، مثلا (شفان برور) غنى في
فترة كانت ثورة الحرية في كردستان تركيا في قمتها، واستطاع أن يساهم بفنه في خدمة
هذا المجال، كذلك (علي مردان) أتى في وقت استطاع فيه أن يغني المقام الكردي
العراقي بطريقة نستطيع بها نحن الكرد أن نجد موسيقانا بين الشعبين أيّ (الكردي
والعربي) وكان له الدور المهم في ذلك. و (حسن زيرك) أيضاً أحد الذين قام بأداء
المئات من الأغاني والمقامات الكردية بطريقة متقنة في الأداء ،وهذه إحدى الخزائن
الكبرى للأغنية الكردية.
5- هل تعتقد أنّ الإعلام الكردي قد أنصف المبدع الكردي؟
للأسف، كلا. كما قلت إنّ الاعلام الكردي لم
يكن قادراً على إغناء الموسيقى الكردية أو أنّ يعمل لأجل لذلك، ويمكن في هذه الوضع
أن نقوم بلملمة أنفسنا كشعب له تراثه ونعمل لأجل الموسيقى الكردية، للأسف قام بجلب
الكثير من الموسيقى على طريقة الموسيقى الكردية ونشرها بين المجتمع الكردي وهذه من عوامل عدم تخصص هذا الإعلام في
مجال الموسيقى والغناء الكردي الأصيل. وللأسف من إحدى أخطائنا أنّ الإعلام يقوم
بالدعاية لنفسها وتقوم بجلب أناس يقومون بهذا العمل حسب مزاجهم، وهذه من إحدى
العوامل فحكومتنا وإعلامنا لم يستفيدا من هذه الحرية الواسعة، وبدون شك ومع هذه
الحرية نجد أنّ الإعلام يقوم ببعض الأخطاء القاتلة كالقيام بجلب بعض النشازات بين
التراث والفلوكلور الكردي والكردستاني. وأنا متفاءل بأنّ هذه الأخطاء في المستقبل
ستعالج بطريقة صحية حتى نصل إلى إعلام كردي أصيل.
6-بماذا يمتاز الفن الغنائي الكردي عن غيره؟
عندما
نقول شعب، بلا شك هذا الشعب له خصوصيته وتراثه، وموسيقى كل شعب له علاقة بـآداب
وفنون وطبيعة هذا الشعب، مثلاً إن كان هناك شعب قريب عن البحر فله أغاني متعلقة
بالبحر، وإن كان هناك شعب صحراوي، فسنجد بعض القصائد والأغاني والأصوات القريبة من
البيئة الصحراوية. ومكان مثل كردستان بطبيعته الجبلية القاسية تنبع ثقافته وفنونه
من هذه البيئة، وهذا طبيعي لنا كشعب في الشرق الأوسط مايقارب (2700) سنة من
التاريخ، هذا الشعب له خصوصيته وأحاسيسه الخاصة به، وتأكيداًعلى ذلك لم يستطع إلى الآن
بين الامبراطورية العالمية، فله خصوصيته هذا شيء طبيعي وله موسيقاه ولأنّنا لنا أربعة
أجزاء لذلك فلنا أدب وثقافة غنية. ونحن لهذا لدينا أربعة فصول، ولهذا لدينا أدب و
ثقافة غنية، ومثال على ذلك، إذا تطرّقنا إلى مجال النغم والموسيقى الكردية فكم من
شعوب المنطقة أي (الشرق الأوسط) إلى فارس وحتى آسيا البعيدة، وحتى الهند والبلاد
العربية أو الإمبراطورية العربية لها موسيقى وأدب وثقافة أكثر غنىً من الكرد، وبرأيي
فان التراث والثقافة الكردية لكثرة انقسامه في المنطقة وخاصة في ( إيران وتركيا)
استطاع أن يجد نفسه، وفي نفس الوقت الموسيقى الكردية لم تتعصرن، والأنغام الكردية
حافظت على أصالتها وبطريقتها الفلوكلورية ولعشرات السنين وهي أنغام جميلة جدا
استطاعت أن تثبت وجودها بين البلاد المجاورة وفي الثقافة الموسيقية للشعب الكردي
هناك المئات من أصناف الزي الكردي والرقص والنغمات والمقامات، وكلها لها خصوصيتها
وتنوعها وصفاتها،وهي حافظت على الوجود الكردي إلى يومنا هذا، الكردي يولد مع
الموسيقى وحتى يوم مماته تكون الموسيقى معه، هذه الأشياء كلها فقط موجودة في
الحياة الكردية، وهذه الأشياء تعود مرة أخرى إلى أنّ التراث والثقافة الكردية قد أغنت
الموسيقى الكردية، وهي صاحبة الديانات المختلفة واللهجات المختلفة، لهذا فلها
عادات وتقاليد خاصة بها
7- هل ترى أنّ الغناء الكردي قد تبوّأ المكان العالمي الذي
يستحقه؟
هذا سؤال كبير، لا أستطيع أن أقول وبأيّ طريقة
من الطرق أنّ الموسيقى الكردية لم تستطع أن تكون علمية، أو إلى الآن لم تستطع ولا
تستطيع أن تتواجد في التكنولوجيا العالمية الحالية، نحن لأنّنا بدون دولة فإنّ موسيقانا
لم ترتقِ إلى العالمية، ستصبح عالمية عندما تمشي مع ركب التكنولوجيا الموسيقية
وتزامنا مع قوة وقدرة البلاد، ونحن بصراحة إلى الآن لم نصل إلى ذلك المستوى، إلاّ أنّني
متفائل جداً قبل أن نصل إلى التكنولوجيا العالمية فإنّ موسيقانا ستصل؛لأنّ الموسيقى
قادرة اليوم على أن تصل بسهولة إلى الشعوب، وهذا يحدث في وقت نستطيع فيه الاستفادة
من التكنولوجيا الحديثة،وأيضاً من المختصين الآخرين في الموسيقى العالمية،أن نكون
لنا شخصيتنا.
8- من هو مزهر خالقي الإنسان؟
أنا إنسان محب للحياة، وأعتقد أنّ الموسيقى
تخرج من أعماق الإنسان، والموسيقى والأغاني هما أحسن وأنظف الأحاسيس البشرية،وأنا أعرّف
نفسي دائماً بها،لأنّني أحسست بأنّها تصل إلى أعماق القلوب؛ لأنّها تخرج من أعماقها،
لهذا فهي تعتبر إحدى العوامل لتلقي غير
الكردي هذا الإحساس للاغاني.
10-ما الذي لايعرفه النّاس عن مزهر خالقي الإنسان والمبدع؟ ويجب
أن يعرفوه؟
مرة أخرى إن كان تواضعاً أو عادة غير صحيحة فإنّني
لا أحبّ أبداً أن أتكلّم عن نفسي،بل أحبّ أن يتكلّم الآخرون عن هذا الموضوع، فقط
الاختلاف الذي أحب أن أنوّه إاليه هو
أنّني عندما بدأت بالغناء كان الاهتمام بالأغنية في إيران قاصراً عما كان في دول
الشرق الأوسط والبلدان العربية مهتمة ،مثل مانجده من اهتمام بأم كلثوم وعبد الحليم
حافظ وفريد الأطرش... إلخ
في وقتها عرفت أنّه حتى أحافظ على الشخصية
الموسيقية الكردية علي أن أنقله بأمانة وأحافظ على أصالته، لاسيما في عصرنة التراث
الكردي ،أستطيع القول بأنّني أوّل شخص كردي خطا هذه الخطوة في الستينات مع الأوركسترا
السّمفونية في طهران، وغنيتُ الأغاني الكردية،وأردتً حينها تنظيم تلقي (كومبوز) للموسيقى الكردية؛لإيصاله إلى
مرحلة جديدة.
11- لمن يغنّي مزهر خالقي؟
من الصّعب أن أحدّد لمن أغنّي،فأنا أغنّي للمجتمع والأحداث الحياتية والإنسانية،
وفي كلّ فترة هناك تأثير شيء ما تفاعلت معه في حياتي وفي أغنياتي، وحقيقة إنّ حركة
المجتمع كان لها تأثير واضح على فنّي، حيث انتقي الأنغام والألحان،وفي كلّ فترة من
الفترات وضعت أعمالي،وهذه الأعمال إن كانت اجتماعية أو ثورية أو غزلية، وحقيقة لم أدم
نفسي على أنّني أغني فقط المقامات، قد أكون غنيت الأغنية الراقصة، وهذه تؤثر على
العمل التخصصي، أستطيع أن أقول إنّني غنيت لجميع الحالات كـ ( الدينية والمذهبية
والعصرية والكلاسيكية والغزلية) وهذه الأشياء التي غنيتها في حينها تعود إلى أنّني
عشت في ظروف اجتماعية متفرقة، من الحياة الفلاحية حتى قصور الباشوات، وكان لهذا كلّه
تأثير على أعمالي، وفي الجامعة عندما كنت طالباً، وفي القرى، ومرحلة الشباب، مرحلة
الدروشة ، حيث كنت لأعمل حينها بالدروشة التصوفية بمعناها الفلسفي، هذه الأمور
كلها كان لها تأثير على أعمالي،وفي كلّ هذه الحالات كان هناك موضوع أو ذكرى لها، وأنا
استلهمت من هذه المراحل الحياتية اغلب أعمالي.
12-كيف
يرى مزهر خالقي واقع الأغنية الكردية في الوقت الحاضر؟
الأغنية الكردية في حالة ثورة الآن، وبرأيي فإنّها
في كردستان الجنوبية في حالة ثورة، وفي كردستان الشمالية في حالة إحياء، وفي
كردستان إيران فإنّها تحت القمع، وفي كردستان سوريا فإنها ممنوعة، وأنت عندما تغني
الأغنية الكردية فانك تغني لأجزاء كردستان الأربعة. في كردستان
الجنوبية وتزامنا مع حركة التطور فيها فإنّ لها تأثيراً على الموسيقى والأغنية
الكردية فيها، والأغنية الكردية تعمل على أن تكون متقدمة، فنحن مجموعة من الفنانين
والمغنيين نعمل هنا في هذا المجال، ولكن بسبب بعض العقبات حتى الآن لم تصل إلى
المستوى المطلوب، ولكني متفائل في السنوات القادمة بأنها ستؤسس نفسها وتضع أساسيات
لها.
13- ما رأيك بالأصوات الكردية الجديدة؟
أنا أصنف الفنانين الجدد إلى قسمين، قسم يغني
لنفسه وهؤلاء لا يغنون للمجتمع،ولهذا فإنّ أنظمة الكمبيوتر الحديثة أدّت إلى أن يجتمع عدد من الأشخاص على جهاز كمبيوتر،ويسجلون
الأغاني ،وفي اليوم الثاني تكون هذه التسجيلات في الأسواق، وفي نفس الوقت فإنّ الإعلام
الكردي غير متخصص،ويهمل مثل هذه الحالات ويتركها للنشر. من جهة أخرى فنحن لنا
معاهد وجامعات،وكذلك فإنّ هناك بعض من فنانينا يدرسون في المعاهد والجامعات
الخارجية ويدرسون الماجستير والدكتوراه، وبشكل عام فهذا ما لم نقدر على تحقيقه في
سبع سنوات، ونحن نحتاج إلى بعض الوقت، فنحن بعد خمسمائة عام من القمع لا نستطيع تحقيق
ما نصبو إليه في سبع أعوام. وبنفس الطريقة التي استفدنا منها من النفط وثروات
منطقتنا تعاملنا بالطريقة ذاتها مع تراثنا القومي ولم نستطع الاستفادة منه لأنّه
يلزمنا.
14- لماذا يلازم الحزن الأغنية الكردية؟
لا أستطيع أن أقول هذا هو تعبيرنا، في الواقع أنا
أؤمن بأنّ الفنان والمغني بحسب قدرته يستطيع أن يوصل أحاسيسه، وكلّ أغنية فيها أحاسيس
وشخصية مغنيها. نحن في كردستان لكثرة الأغاني الراقصة والهابطة مللنا منها ،وبين
جيل الشباب هذه الظاهرة شائعة بكثرة، ونحن في الحقيقة لا يوجد لدينا فضاء اجتماعي ،ومجتمعنا
غير مؤهل لإيصال أحاسيس هؤلاء الشباب كـجيل الانترنت، حيث الهم جزء من أغانينا،
وهذه الأغاني تؤثر بدورها على الجيل الشاب، ويجب ألاّ ننسى أن الهمّ هو من مكونات
هذا الفن، لهذا فإنّ الأغاني هي تعبير عن الأحاسيس الإنسانية ،والإنسان يتحمل هذه
الأحاسيس،وكلّ إنسان له همه وأعباؤه من
هموم يومية وحياتية، وواحدة من الاختلافات بين البشر أنّ الهم والفرح متلازمان
بشكل ما.
15- متى يغنّي مزهر خالقي لـ:الوطن،والمرأة والحبّ،والحياة،العدالة؟
دائماً أقول، الوطن مثل الأم ،وكيف أنّك تحبّ
والدتك و تغني وترسم من أجلها،ولا تنساها،وأنت في حاجة إليها إلى يوم الممات، كذلك
هي محبة الوطن، وهذا إحساس طبيعي موجود عند كل الناس.
لاشكّ أنّ كلّ إنسان لديه حبّ ،وهذا جزء من
الحياة، وعلينا أن لا ننسى أنّ الحبّ ليس كل شيء في الوجود، ولكن بدونه فإنّ الحياة
تفقد معناها، والحياة بدون حب غير موجودة ووجود الحب ضروري، ولكن عدمه لا يعني أنّه
نهاية الحياة.
16- ماهي مقومات فنّك؟
من أهم خصائص فنّي أنّني أقوم بالعمل بخليط من
الأحاسيس الإنسانية الصادقة، ودائماً أعمل لأجل ذلك، أعمل بوفاء وأعيش مع الوفاء،
في أيّ وقت كان لا أغني أغنية من أغنياتي أو عمل من أعمالي وألقي فيه اللوم على
الرفيق أو الصديق أو المعشوق، أعيش مع الأشياء التي تتحدث عن الأحاسيس النظيفة،وكلّ
شيء أجده عن طريق الحبّ، وفي نفس الوقت لا أحبّ أن أجد أيّ شيء بسهولة، الحبّ يكون
حبّاً عندما يكون نابعاً من القلب.
17-يعدّ
مزهر خالقي علامة في عالم الغناء الكردي.لماذا تبوّأت هذه المكانة في رأيك الخاص؟
لا أظن أنّ كلّ ماقمت به هو للأمانة التراثية،
عملت كلّ جهدي من أجل هذا المقصد، وإن كانت لي خصوصية فإنّ الناس أو المستمعين هم
من يدركون ذلك، وخصوصيتي بالدرجة الأولى نابعة من أنّني أعطي الأغنية حقها من شعر
وموسيقى وغناء، ودائماً أتابع أعمالي الأولى، وأنا متأثر بكثير من الناس،وهم
يستطيعون أن يحددوا خصوصياتي كما أنا.
18-
الكثير من فنّك الغنائي غير موجود بين يديّ جمهورك لأسباب فنية.فكيف ستحلّ هذه
المشكلة؟
في الحقيقة في وقتها معظم أعمالي كانت في إيران
أو خارج الوطن، وكلّ أغنياتي كانت حرة للناس وللإذاعات والقنوات التلفزيونية،
وكانت على تماس مباشر مع الناس، حتى شركات التوزيع كانت حرة في بيع أسطواناتي، ولم
استفد مادياً أبداً من أعمالي، ومن ناحية النشر فكانوا ينشرون أغنياتي بحريّة، وفي
كلّ مكان أو منطقة كان هناك قسم من أغنياتي، ولكن مع افتتاح هذا المكان أي (معهد
التراث الكردي) كانت من إحدى الأعمال المهمة التي قمت بها أنّني جمعت أعمال الفنانين
الكرد وفناني الأقليات الأخرى في كردستان،ومن ناحية أخرى قمت بتنقيح البعض من أغاني،وعثرت على بعض الأغاني الغير
منشورة ،وجمعت أعمالي في البوم واحد بـ (12) سي دي مع بعض الأعمال التي كانت دقتها
غير جيدة وعثرنا عليها أيضاً،وأنا بصدد إعدادها. واحتمال أن يزداد تعداد هذه
السيديات، وآمل أن تتعصرن أغنياتنا من ناحية إنتاج الصوت والصورة في كردستان كباقي
الدول، ويجب أن نحترم هذا العمل، وقتها سيكون غنتاج الفنانين بشكل عصري في متناول
كلّ الناس.
19-أنت
سفير الأغنية الكردية.فماذا تريد أن تقول للعالم؟
أنا أجد نفسي بقسم من الغناء الكردي، وأستطيع
أن أقول للعالم أنّنا في كردستان وبسبب الظروف السياسية ومشاكل الجغرافيا لم نستطع
أن نوصل موسيقى شعبنا بشكلها الحالي إلى الشعوب الأخرى، والعامل هو عدم وجود كيان
كردي، والأمل كبير في الحرية التي تتمتع بها العراق وكردستان الجنوبية أن يتم
الوقوف على هذا الخطأ الذي يتعرض له الفنانون الكرد، كي يتم إيصال الأغنية الكردية
الغنية إلى الشعوب الأخرى في العالم.
20-ماهي
الأغنية المفضّلة عندك من بين أغانيك؟ولماذا؟
تلك الأعمال التي قمت بها كما قلت معظمها
تراثية،ولكلّ منها قصة وملحمة، وأيّ واحدة منها بدون دليل لم تغن، لهذا لها تأير
روحي واجتماعي علي، ولا أستثني أيّ واحدة منها،إلاّ من نواحي التوزيع الموسيقي
والتنظيمي.
21-ماهو مشروعك الفني الحالي الذي تعمل فيه في الوقت الحاضر؟
في الحقيقة منذ سنوات وأنا أحن إلى أن أقوم
بعمل جديد وواحدة من عوامل عودتي إلى كردستان كان لأجل أن أقترب أكثر، وأقوم ببعض
الأعمال التراثية التي يجب أن أسجّلها وأعمل عليها، لكن ومنذ سنوات وأنا مشغول
بتأسيس هذا المكان (معهد التراث الكردي)، وأريد إيصاله إلى المستوى المطلوب، لهذا
لم تتسنَ لي الفرصة، ولكن أملي كبير في نهاية عام 2011 أن أقوم بتسجيل أول أعمالي
الجديدة بعد انقطاع عشر سنوات وانشره لمحبي صوتي.
22-بماذا
يحلم مزهر خالقي على المستوى الفني والمستوى الشخصي؟
أنا أعرّف نفسي بأني سعيد، وأنا سعيد بأنّني
أمتلك ثروة كبيرة في العالم، ثروة محبة الناس التي يجب أن احافظ عليها، ثروة
السعادة التي جلبها لي شعبي بفعل صوتي، هذه الثروة لا أعطيها بكنوز الأرض والوزارات
كلها.
23-ماموقع الأسرة في حياتك؟
الفرس
يقولون :"المرأة بلاء، لكن ألا ليت هذا البلاء يكون في كل ّبيت".
24-لمن يقول مزهر خالقي؟
-أبدعت: إذا أراد
شخص ما أن يبدع في مجاله، أو يجدد بعمله ،وكي يكون مثالاً للمستقبل، فعلى هذا الإبداع
أن يكون مستمراً،وبعدها يأتي آخر ويتمم هذا العمل، الإبداع الحقيقي هو أن يحافظ
على نفسه، ويزيد عليه وينميه من جيل إلى جيل آخر .
-هذا
عيب:
كلّ شيء مخالف للأخلاق والمجتمع، لا بالمعنى الديني، بل بالمعنى الإنساني.
-حاول
مرة أخرى: للمتشائمين.
-أشكرك: للمستحق
والجدير.
-لن
أسامحك:
كما قلت، المجتمع البشري يختلف عن غيره بان المجتمع البشري موجود فيه العدالة،
لهذا يجب أن نكون جميعنا عادلين حتى نستطيع أن نرى كلّ شي بقوانينه، في الحقيقة أنا
مع ذلك القانون الذي يتسامح بالقانون والعدالة، وهذه الحياة بدون عدالة لا معنى
لها.
- أحبّك:ذلك الجريء
الذي يقول أنا أحبّ، ويكون حبّه واضحاً ومشكوفاً.
25- كلمة أخيرة من مزهر خالقي لجمهوره المحبّ لفنّه؟
إنهم توائم لأحاسيسي، نحن واحد، في أيّ مكان
كان، حتى وإن لم يرً أحدنا الآخر.