عقد الاجتماع تحت شعار اللاءات الثلاثة "لا للتدخل الخارجي، لا للعنف، لا للطائفية" وترأس الجلسة المعارض السوري حسين العودات، وأمين سر هيئة التنسيق الوطنية حسن عبد العظيم نائبا لرئيس الجلسة
عقدت "هيئة التنسيق الوطنية للتغيير"
في سورية مؤتمرا يوم 17 سبتمبر/أيلول في دمشق بمشاركة حوالي مئتي من قوى التغيير الوطني
الديمقراطي حيث دعت هيئة التنسيق الوطنية إلى "مجلس وطني" موسع تنضوي تحته
معظم الأطياف التي التزمت بالوثائق السياسية لهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي
التي كانت أعلنت عن نفسها قبل نحو ثلاثة أشهر.
وعقد الاجتماع تحت شعار اللاءات الثلاثة
"لا للتدخل الخارجي، لا للعنف، لا للطائفية" وترأس الجلسة المعارض السوري
حسين العودات، وأمين سر هيئة التنسيق الوطنية حسن عبد العظيم نائبا لرئيس الجلسة، واستعرض
عدد من المشاركين في كلمات لهم مواقف المعارضة بين الداخل والخارج، وآخر المستجدات
من الحراك الوطني.
وأعلن العودات أن نحو 130 عضوا من التنسيقيات
تمت دعوتهم إلى المؤتمر لكن ظروفهم الأمنية حالت دون حضور معظمهم، إلا أنهم فوضوا من
يتحدث باسمهم أو تواصلوا مع المؤتمر بالطرق الإلكترونية حرصا على عدم اعتقالهم.
وقال حسن عبد العظيم في كلمة مقتضبة له
"إن جميع أطياف المعارضة هم مشروع شهيد أو مفقود أو معتقل، لذلك نحن ندعو لتوحيد
صفوف قوى المعارضة بعد أن وصل الربيع العربي إلى سوريا والذي يجب أن لا يتوقف هنا".
وأضاف عبد العظيم "نحن نرفض قول
بعض إخواننا في المعارضة الذين نختلف معهم في الرأي إن انعقاد مؤتمرنا في الداخل (يعني
أننا في حضن النظام)، فالوثائق السياسية لهيئة التنسيق الوطنية موجودة ومعلنة وهي تؤكد
موقفنا من التغيير الديمقراطي السلمي الذي يعني تفكك النظام وإنهاء بنيته القمعية الاستبدادية
الفاسدة".
و تمت تلاوة كلمة في المؤتمر باسم المعتقلين
في مدينة حمص (وسط سورية) أكدت على أنه "لن يكون هناك مخرج للأزمة الراهنة في
سورية دون إطلاق سراح كافة المعتقلين وإعادة الاعتبار لهم، وتقديم من ثبت تورطه في
أحداث تخريبية إلى القضاء وإلى محاكمة عادلة وعلنية وشفافة"، وطالب المعتقلون
في كلمتهم بضرورة إيقاف التعذيب في السجون الأمنية
أما المعارض والمفكر البارز ميشيل كيلو
فقد أكد على أن سورية أمام منعطف تاريخي استثنائي، مبديا ثقته الكبيرة بجيل الشباب
الجديد بأنه يستطيع حمل المشروع الوطني الذي يحلم به كل السوريين، وهو جيل أثبت أنه
على قدر من المسؤولية والتضحيات".
وأبدى كيلو استغرابه قائلاً ً إن
"بعض من أطياف المعارضة يريدون اقتسام جلد الدب قبل اصطياده، فمن هنا حتى يتم
اصطياد الدب على المعارضة أن تتوحد".
وتحدث من التيار الإسلامي رياض ضرار قائلاً:
"إن الأزمة السورية عقدة الأزمات كما يريدون تصويرها، لكن في النهاية هناك إمكانية
للتغيير ولا بد من خيارين، أحدهما داخلي نحن نؤيده والآخر خارجي لا نحبذه، وعلى المعارضة
مواجهة الدب (إشارة للمثل الذي طرحه كيلو)، كما أنه على الإسلاميين المتنورين أن يهاجمون
التطرف ويتحولون إلى إسلاميين معتدلين".
أما الكاتبة المعارضة روز ياسين أبو علي،
والتي قالت أنها ستتحدث بلسان الشباب، مشيرة إلى أنهم حملوها عدة أفكار تتلخص في ثلاثة
محاور؛ أولهما، الشعار الذي بات معروفا ويردده الشارع حول النظام، وثانيهما، ضرورة
توحيد المعارضة التي لها دور في الحراك السياسي، وثالثهما نبذ الخلافات داخل المعارضة
وتنحيتها جانبا لأن الأولوية لإنقاذ سورية والشعب السوري من الأخطار المحدقة به".
وعقد المؤتمر بالقرب من منطقة دريج (شمال
شرق دمشق حوالي 40 كيلومترا)، ذلك أن المؤتمر، وبحسب ما قال بعض أعضائه، لم يحصل على
ترخيص لانعقاده في أي مكان عام، ما اضطرهم لعقده في أحد المزارع الريفية بريف دمشق.
و قالت مصادر لوكالة اكي في وقت سابق
إن أكثر من ناشط سوري معارض من لجان التنسيق المحلية للثورة السورية (التنسيقيات) سيشاركون
في المؤتمر الذي تنوي هيئة التنسيق الوطنية لأحزاب المعارضة الديمقراطية عقده السبت
قرب دمشق لانتخاب مجلس وطني لها، وأكّدت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن
هذا العدد من شبان التنسيقيات يشكّل نحو 30% من عدد المشاركين .
وتضم الهيئة, التي أعلن عن تأسيسها أواخر
حزيران الماضي, أحزاب التجمع اليسار السوري وحزب العمل الشيوعي وحزب الاتحاد الاشتراكي
و احزاب كردية, كما تضم الهيئة شخصيات معارضة من الداخل كعارف دليلة وميشيل كيلو وفايز
سارة وهيثم المالح ومن الخارج برهان غليون وهيثم المناع ورامي عبد الرحمن وزكريا السقال
وسمير العيطة وآخرين
من جهة أخرى تستضيف العاصمة الفرنسية
باريس مؤتمرا للمعارضة السورية يوم 17 سبتمبر/أيلول.
وينعقد "المؤتمر التأسيسي للتحالف
العلماني" على يومين متتاليين في أحد الفنادق الباريسية الكبرى، الذي سيختتم باعلان
يحدد الأسس التي يقوم عليها وتصوره لسورية ديمقراطية، ولدولة مدنية.
ويشارك بالمؤتمر عدد من المعارضين أتوا
من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا ودول خليجية، بهدف إحياء "الفكر
العلماني في سورية والشرق الأوسط".
وقال أحد المعارضين المشاركين في المؤتمر
إن الائتلاف يضم الشخصيات والتيارات ذات الطابع العلماني التي تؤمن بالنظام الديمقراطي
وتريد احترام الميثاق العالمي لحقوق الإنسان والحريات الأساسية للمواطن.
وكان المعارضة أعلنت يوم 16 سبتمبر/أيلول
في مؤتمر صحافي في باريس أيضا عن قيام "الهيئة الخارجية للثورة السورية في الخارج"
تنفيذا لتوصيات "ملتقى الوحدة الوطنية السورية" الذي عقدته قوى وأحزاب وتكتلات
سياسية سورية يومي 10 و11 سبتمبر /أيلول الجاري في القاهرة.
وأكدت الهيئة التزامها السقف الوطني ولائحة
المطالب التي تبنتها الهيئة العامة للثورة ومنها الدولة التعددية على أساس برلماني
و"رحيل الأسد وزمرته" عن السلطة ورفض استمرار مشاركته في الحكم لأي فترة
كانت، معتبرة أن "التراجع عن إسقاط النظام الاستبدادي الأمني تحت أي حجة من الحجج
خيانة لدماء الشهداء".
من جانبه اوضح المعارض السوري فارس الشوفي
في اتصال مع قناة "روسيا اليوم" من باريس أن الانتفاضة السورية تجاوزت المعارضة
والاحزاب التقليدية.
واكد أن المعارضة في الداخل يجب عليها
ان تأخذ المبادرة، أي ان يكون العمل الحقيق في الداخل أما المعارضة في الخارج فدورها
يقتصر على مساعدة الداخل.
وكالات