اطفال الهند الفقراء اطيب مذاقاً من العسل
الأحد 11 أيلول / سبتمبر 2011, 13:36
كورداونلاين
حول قصيدته (اطفال الهند علموني ) نفحة من نفحات الانسانية الخلاقة
الى الشاعر : بدل رفو / مع التحية ..اطفال الهند الفقراء اطيب مذاقاً من العسل
حول قصيدته (اطفال الهند علموني ) نفحة من نفحات الانسانية الخلاقة
الى الشاعر : بدل رفو / مع التحية ..اطفال الهند الفقراء اطيب مذاقاً من العسل
بقلم: خيري هه زار
كوردستان
أطفال الهند علموني
كيف أعشق الماضي
والفقر التعيس
علموني .. كيف ارأقص
الشمس على عتبات أبوابهم
هواؤهم.. ضحكاتهم.. بطولات زمن فاسد
يتمرغ في جيوب مرتزقة الحياة
(مقطع من قصيدة الشاعر بدل رفو)
لقد وصلت اخيرا الى عرين الاسد الهصور الذي حير الامبراطورية الانكليزية ردحا من الزمان واجبر ملوكها وتجار اسلحتها الى التقهقر والخذلان واضطرهم الى الجلاء عن بلاده باتباعه تلك السياسة العجيبة في التصدي للامبريالية العالمية (صوما صوما حتى النصر ) . اجل هو وما كان يدر عليه عنزته استطاع ان يسطر للهند اخلد الدروس والعبر وللانسانية جمعاء في الكفاح السلمي والحرب البيضاء والنضال الدؤوب وحقق ما لم تحققه الترسانات والمشاجب وكل اسلحة القوى الغاشمة في العالم آنذاك . هناك الكثير من الشخصيات العالمية والقيادات السياسية ورجالات الحكم وجنرالات الحروب في العالم وعلى مر العصور ولكن القلة القليلة منهم خلدوا وبقوا في ذاكرة الانسانية ومنهم القائد والاب والحاكم (المهاتما غاندي ) , اجل كان اسدا في منهجه وفكره ومعتقده ولكن دون ان يريق دما او يخلف العاهات والتشوهات في بني وطنه واثبت للعالم باسره ان لا طائل وراء الحروب والغزوات والاعتداء على الامم المستضعفة والدول الفقيرة وانه لا جدوى للقوة المفرطة والسبل العدوانية . ونجح في سياسته ووضع الاسس السليمة لمقاومة الغزاة والمحتلين وفي اي مكان وزمان , انني مندهش عزيزنا الشاعر كيف لم يتحقق حلمك الكبير في البحث عن العسل الحقيقي وانت قد دنوت من خليته الاصيلة والمترعة وانني متاكد بانه فعلا موجود في عرين ذلك البطل الاسطوري والقائد العملاق وكيف لم تهنأ بين جنبات مهجعه ومثواه , حقا ان الانسان عندما يقرا عن هذه الاسطورة ينكفأ ويتراجع الى اعماقه البعيدة ويتساءل نفسه عن ماهية الانسان الحقيقية والقوى الخفية الكامنة في عقله الباطن وفي لاشعوره وكيف انها ستثمر وتتمخض عن نتائج باهرة لعز الانسان وتحقيق الكرامة له , ويتبع المنهج العبقري والفريد لذلك الانسان الذي كان يحلب عنزته ويغسل ملابسه ويشعر بآلام شعبه وجوعه فيهيأ نفسه للصوم لاجله والضغط على روحه وعصرها فكبر في عيون ابناء وطنه ايما اكبار واجلال , واستحق بكل جدارة وفخر لقب الخلود والمهاتما , بعكس حكام عصرنا ودهاقنة السياسة الحاليين الذين تمرغوا في اوحال الفساد والظلم والتكبر على شعوبهم والتسلط على رقابهم فنراهم يسقطون الواحد تلو الآخر كما تسقط اوراق الخريف بعد اصفرارها وذبولها بفعل العواصف التي قادت الجماهير التي اشبعت من ظلمها وجبروتها وعدوانها , ولم يستفيدوا من الدروس والعبر التي اتيحت لهم فرص الاقتداء بها وتطبيقها والتي جاءت من لدن عظماء وجهابذة الحكم والسياسة فخابوا وكان مآلهم السقوط في مزابل التاريخ والنهاية المخزية ووصموا بالعار والشنار امام الجماهير التي لا تخذلها المبادىء الانسانية والقوانين السماوية والاسس الرصينة للحرية التي وهبها الله لبني البشر من بداية الخليقة وحتى الآن , نعم انني لأتعجب كيف لم تذق طعم ذلك الشهد الذي انتجته مملكة للنحل كانت تدار وتقاد من غاندي وهو يحيك لنفسه الثياب والاسمال بنفسه وكان اخشن ما يلبس وكان ياكل مما ياكل ابسط مواطن في بلده وافقرهم , اه لو كنت معك في رحلتك لكنت ارشدتك الى موطن العسل الحقيقى ولذقنا معا وارتشفنا بمعية ذكرى ذلك العملاق, وبالرغم من وجود الفقر والجوع والبؤس في وطن يعد الثاني في العالم من حيث عدد السكان الا ان النهج الذي ارسى دعائمه ووضع اركان بنيانه غاندي للهند ستظل في سيرها نحو السلام وتحقيق الاهداف السامية التي وضعها نصب عيون ساستها على مر الازمان والدهور ولا يشعر فيها المواطن بذلك التمايز والتباين الفاحشين بينه وبين طبقة الاغنياء ومنهم المسؤولين ولوكانت هذه الدولة العتيدة تمتلك تلك الثروات الطبيعية التي حباها الله لدول اخرى في المعمورة لكانت الاولى بين الدول في التقدم والازدهار ولحققت الرفاهية لأبناءها , ,اجل عزيزي الشاعر انك بقصيدتك التي هزت فينا مشاعر التمايز والفوارق الطبقيةوالتي تجتاح نفوسنا وتقتلنا في عقر دارنا كل يوم , رددتنا الى تذكر العناوين البارزة والمعالم الخالدة والعبقريات العظيمة التي ما رأيناها وانما قرأنا عنها وجعلتنا نهفو لان نلتمس منها ولو شذرات من تعاليمهم وننهل من نبعهم الصافي والزلال وبذلك نتعالى ونتسامى على الفقر والعوز بحيث نتخلى عن مكاسبنا ايضا لساستنا المفسدين كي يزدادوا اثما على آثامهم وتصل بهم التخمةجدالفحش ونرضى بما كتب الله لنا ولنصبرن على اذاهم حتى يقعوا في مصيدة الشعب فلا يفلتون , نعم حبذا لو تمرسنا على تعاليم غاندي في الكفاح السلمي والصبر ولوصلنا الى ما وصل اليه اتباعه ومريدوه من نصر مؤزر وتحقيق الغاية العظمى في الحياة الحرة والكريمة , قصيدتك عزيزي الشاعر نفحة صادقة من تلك النفحات الانسانية الخلاقة والتي تتماسك فيها وتأتلف المشاعر والاحساسيس الوجدانية التي يشترك فيها كل انسان في شرق العالم وغربه وشماله وجنوبه فقد كنت حزينا في رحلتك نحو الوصول الى منبع العسل وتأملت ان تراه في ذلك البلد العجيب ولكنك تفاجأت بان حلمك كان زوبعة في فنجان وذهبت آمالك ادراج الرياح , ولكنك وجدت ما هم اطيب مذاقا من العسل الا وهو رفقة الاطفال الفقراء وهم يضحكون وشاركتهم احزانهم ومعاناتهم وبذلك اضفت لمسة اخرى عظيمة الى لوحة شخصيتك المكوكية التي لا تهدا ولا ترتاح ابدا وكنيل محمد عبدالوهاب الضمآن وبيده الكأس ليت شعري متى ستكتمل تلك الوحة وترتاح وتريحنا معك فهناك الكثير من المجاهل والاصقاع التي بقيت غير مرئية لك ولابد ان ترحل اليها باحثا عن العسل , اجل ان رحلاتك اشبه ما تكون بأعتكاف زرادشت نيتشة في كهفه سنين واعوام حتى اختمرت مبادئه وتمخضت عن تلك الفلسفة الخالدة في ذاكرة الانسانية وعندها نزل وانحدر الى الملأ لنشر تلك التعاليم قيه , انني اراك ستخوض غمار الرحلات والى كل الدنيا ولن تجد عسلك الذي بوسعي ان اصفه بالخالد , نعم من يتتبع رحلاتك يرى شيئا من ذلك العسل الذي تشتهيه ولا تتذوقه في حين لا يستطيع ان يهبك اياه , ولربما كان اجدى لكم فالحس الوجداني متى ما تجسد الى واقع فقد قيمته الانسانية واكتفى وتراجع الى الوراء بينما نراك كلما رددت من رحلة اهتاجت روحك الى شد الرحال الى اخرى حتى يفنيك الزمان وتصبح في عهدة الخلود والبقاء الازلي بين شعبك ومواطني وطنك وهذا هدف لا يحلم بها الا شخص يذوب بانسانيته في بوتقة الكينونة الابدية للأنسان وينشد الغاية النهائية والخاتمة لمسيرة بني آدم على كوكبنا نحو الاحتراق في الحقيقة العظمى , هنيئا لكم مشاركتكم شعوب العالم كلها في اتراحها وافراحها وانكم بذلك تكبرون يوما بعد يوم في عيون فقراء امتكم وبائسيها ويكفيكم فخرا ومهابة انكم من محبي الفقراء والمساكين وتتجلى بذلك صوفيتكم للمبدأ الانساني وسحقا لمن لا ينتزع بنزعة العالمية ويتعالى على الخلق وكان من الفاسدين . والسلام ختام.
ملاحظة: صورة الشاعر مع اطفال الهند في اقليم راجستان في شمال الهند حيث زارها الشاعر الرحال بدل رفو في الاسبوع الاخير من الشهر الثامن 2011
ملاحظة ** القصيدة ماخوذة من موقع الشاعر بدل رفو ولم تنشر بعد