قتل 23 شخصا وجرح العشرات في عمليات امنية
ترافقها تعزيزات عسكرية في سوريا لقمع الحركات الاحتجاجية ضد النظام السوري الذي
اتهمته فرنسا بانه ضالع في ارتكاب "جرائم ضد الانسانية".
ياتي ذلك فيما رأى ناشطون معارضون الاربعاء
في المبادرة العربية الذي من المقرر ان يقدمها الامين العام للجامعة نبيل العربي
السبت المقبل للرئيس السوري بشار الاسد، "اساسا طيبا" لمعالجة الازمة في
سوريا.
وافاد ناشطون حقوقيون ان 23 شخصا قتلوا
الاربعاء في عدة مدن سورية بينهم 21 في حمص (وسط) بنار رجال الامن اثناء عمليات
مداهمة.
واكد المرصد السوري لحقوق الانسان في اتصال
هاتفي مع فرانس برس ان "عدد القتلى ارتفع في حمص الى 21 قتيلا، بالاضافة الى
قتيلين في سرمين" في محافظة ادلب، شمال غرب.
واضاف رئيس المرصد رامي عبد الرحمن
"هناك اطلاق نار كثيف في حي باب السباع واحياء اخرى من حمص"، متوقعا
ارتفاع الحصيلة.
وكانت لجان التنسيق المحلية التي تنظم حركة
الاحتجاجات غير المسبوقة ضد النظام السوري تحدثت عن مقتل 20 شخصا بينهم 17 في حمص
وشخص في حماة (وسط) وشخصان في سرمين" الواقعة في ريف ادلب (شمال غرب).
واشار المرصد الى ان "عدد القتلى مرشح
للارتفاع نظرا لاصابة العشرات بجروح بعضهم جراحهم خطرة"،
لافتا الى استمرار اطلاق الرصاص بكثافة في عدة احياء من المدينة".
واظهر شريط فيديو مؤثر بثته عدة مواقع
الكترونية عناصر من الشبيحة (الموالية للنظام) ترتدي لباس الجيش وهي تطلق النار
وتجهز على جريح ممددا على الارض.
واشارت المواقع الى ان هذا الشريط تم تصويره
يوم الاثنين في حي الانشاءات في مدينة حمص، ولم يتسن للوكالة التاكد من صحة هذه
المعلومات.
وبالتزامن مع هذه الاحداث، صرح جوبيه في رد
على نظيره الروسي سيرغي لافروف الذي ترفض بلاده حتى الان الانضمام الى ادانة مجلس
الامن الدولي "اننا نلاحظ ان النظام السوري ضالع في ارتكاب جرائم ضد
الانسانية" من خلال قمعه للحركات الاحتجاجية في البلاد.
وتابع جوبيه ان "القمع الذي يمارسه
النظام مفرط ويؤدي الى اراقة الدماء وهو غير مقبول على الاطلاق. لذلك على مجلس الامن
الدولي ان يوجه رسالة قوية" الى دمشق "حتى يتوقف هذا القمع الوحشي".
اما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف
فتجاهل هذه النقطة بالكامل.
وقال "الاولوية اليوم هي في بدء حوار،
مفاوضات". وتابع "نحن نرى ان تحريض البعض من قوى المعارضة على مقاطعة
هذا الحوار امر خطير يصب في تكرار السيناريو الليبي، الامر الذي لا تريده روسيا
ولا فرنسا".
ولاحظ لافروف من جهة اخرى ان روسيا قدمت في
مجلس الامن "مشروع قرار يطالب جميع الاطراف بالكف عن استخدام العنف".
ويدعو هذا المشروع "المسؤولين السوريين
الى الدفع قدما بالاصلاحات التي اقرت حتى الان، والمعارضة الى عدم خوض مواجهة
مسلحة وعدم رفض الدعوات الى الحوار".
عربيا، اعلن نائب الامين العام للجامعة
العربية احمد بن حلي الاربعاء ان الامين العام للجامعة نبيل العربي "سيزو سوريا
السبت المقبل".
وكانت سوريا طلبت امس من العربي تأجيل زيارته
المقررة لدمشق اليوم "لاسباب موضوعية" ابلغ بها بعد ان انتظر اسبوعا للحصول على
الموافقة عليها.
وقبل تاجيل الزيارة، قال نبيل العربي
للصحافيين الثلاثاء انه كان سينقل "رسالة واضحة للنظام السوري حول الموقف
تجاه ما يحدث في سوريا وضرورة وقف العنف واجراء اصلاحات فورية".
وتقترح المبادرة التي من المقرر ان يعرضها
العربي على الرئيس السوري 13 بندا منها "اجراء انتخابات رئاسية تعددية مفتوحة
للمرشحين كافة الذين تنطبق عليهم شروط الترشيح في العام 2014، موعد نهاية الولاية
الحالية للرئيس".
ورأت لجان التنسيق المحلية في سوريا في بيان
اصدرته وحصلت فرانس برس على نسخة منه في المبادرة العربية "أساسا طيبا يمكن
البناء عليه لمعالجة الأزمة الوطنية التي ترتبت على مواجهة النظام للانتفاضة
الشعبية بالعنف".
واكدت اللجان التي تقوم بتنسيق حركة الاحتجاجات
غير المسبوقة منذ منتصف اذار/مارس، انفتاحها على المبادرة "اذا توفرت ضمانات
عربية ودولية كافية لتنفيذها"، معربة عن تحفظها حول "إجراء انتخابات
رئاسية متعددة المرشحين في العام 2014".
واعتبر البيان الصادر عن اللجان "أن
النظام سيرفض المبادرة أو قد يقبل صيغة مفرغة من مضمونها منها، ودون أية ضمانات
للتنفيذ".
واكد الناشطون "ان الشعب السوري الذي
دفع آلاف الضحايا والمعذبين لن يقبل بمعالجات شكلية تبقي بشار الاسد واجهزة
المخابرات وفرق الموت تتحكم بحياته".
وبلغت حصيلة القتلى في سوريا منذ اندلاع
الاحتجاجات في منتصف اذار/مارس 2200 قتيل وفق تقارير للامم المتحدة.
وتتهم السلطات "جماعات ارهابية
مسلحة" بقتل المتظاهرين ورجال الامن والقيام بعمليات تخريبية واعمال عنف اخرى
لتبرير ارسال الجيش الى مختلف المدن السورية لقمع التظاهرات.
ميدانيا، ذكر المرصد ان "رجال الامن
استخدموا الرشاشات الثقيلة في محيط جامع خالد بن الوليد في حمص".
ولفت الى ان "الاتصالات الارضية قطعت عن
كافة احياء المدينة وسط استمرار اطلاق الرصاص الكثيف من رشاشات ثقيلة في حي باب
دريب في المدينة"، مشيرا الى "تصاعد دخان اسود من احد المباني".
وذكر المرصد ان "تعزيزات عسكرية تضم 20
شاحنة محملة بالجنود دخلت حمص من جسر القصير كما وصل رتل من الاليات العسكرية يضم
دبابات وناقلات جند مدرعة الى مشارف حمص قادما من الرستن"،
لافتا الى ان "رتلا من الدبابات يسير باتجاه حمص قادما من تدمر (وسط)".
واكد ان "قذائف ثقيلة اطلقت في احياء
باب السباع وباب هود وباب تدمر كما اطلق النار من رشاشات ثقيلة في شارع الحمرا
وبابا عمرو".
واضاف "ان سيارات اسعاف كثيرة تشاهد وهي
تسير في شوارع المدينة".
كما اعلن المرصد "ان جهازا امنيا سوريا
اعتقل يوم الثلاثاء نشطاء في الحراك الشعبي بمدينة دير الزور (شرق)" واورد
اسماء "محمود الجاسم وأحمد الجاسم وفياض الشيخ والشيخ صالح وجاسم الدبش".
واشار الى انهم كانوا "متوارين عن
الأنظار في مدينة الحسكة".
كما نفذت الاجهزة الامنية حملة اعتقالات غرب
البلاد "حيث اعتقلت 25 شخصا في حي قنينص في اللاذقية (غرب) و9 اشخاص من عدة
احياء في بانياس" بحسب المرصد.
واضاف ان "الأجهزة الأمنية في دير الزور
نفذت مساء أمس حملة اعتقالات في أحياء الجورة والموظفين والحويقة أسفرت عن اعتقال
53 شخصا".
من جهتها، ذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا)
ان "مجموعة ارهابية مسلحة قامت اليوم باختطاف أمين شعبة حزب البعث العربي
الاشتراكي (الحاكم) في مدينة الرستن (ريف حمص) عز الدين عبيد وامين السر في الشعبة
عبد الرزاق الدالي".
وذكرت مصادر دبلوماسية الاربعاء ان دول
الاتحاد الاوروبي تدرس امكانية فرض مزيد من العقوبات ضد سوريا قد تشمل حظر
الاستثمارات النفطية واتخاذ اجراءات ضد شبكة تلفزيونية مقربة من الرئيس السوري
بشار الاسد.
وقال مصدر دبلوماسي طلب عدم الكشف عن هويته
"يوجد اتفاق سياسي مبدئي" بين دول الاتحاد الاوروبي على فرض حظر على
الاستثمارات المتعلقة بقطاع النفط في اطار مجموعة سابعة من العقوبات ضد النظام
السوري.
واوضحت المصادر ان المحادثات تجري لوضع
اللمسات النهائية على التفاصيل، وربما توسيع الاجراءات لتشمل الشركات المرتبطة
بقطاع الدفاع إضافة الى شبكة تلفزيونية وشركة اتصالات ومصنع.واضاف احد المصادر انه
"من المتوقع التوصل الى اتفاق هذا الاسبوع".
وذكر مصدر اخر ان "الخطة تقضي بفرض
العقوبات تزامنا مع افتتاح جلسة الجمعية العامة للامم المتحدة" في وقت لاحق
من هذا الشهر.
وقال وزير الخارجية الاردني ناصر جودة
الاربعاء ان الحوار هو "السبيل الوحيد الذي يضمن اعادة الاستقرار
والامن" لسوريا، مؤكدا ان بلاده تراقب "بعين القلق البالغ الاوضاع غير
المستقرة" في هذا البلد.
ونقلت وكالة الانباء الاردنية الرسمية (بترا)
عن جودة الذي كان يتحدث امام لجنة الشؤون العربية والدولية في مجلس النواب قوله
"انها جار مهم للاردن ودولة مهمة في محيطنا العربي و(نحن) نترقب بعين القلق
البالغ الاوضاع غير المستقرة في سوريا".
أ ف ب