ناشط سوري مسيحي بأن أغلبية المسيحيين في سورية لا "يكنون حبا قويا لنظام الأسد إلا أنهم خائفون من الأحداث التي قد تشهدها البلاد بعد سقوطه".
تختلف مواقف الشعب السوري إزاء مرحلة ما بعد "الثورة" في البلاد
بين واثق من سير الأوضاع إلى الأفضل بغياب نظام الرئيس الحالي بشار الأسد ومتخوف من
هذه المرحلة
كشفت صحيفة "اندبندنت" البريطانية على خلفية أحاديث أجرتها
مع مواطنين مسيحيين في سورية وهم يشكلون 10 في المائة من سكان البلاد أنهم يتخوفون
من المرحلة التي قد تشهدها البلاد بعد الثورة والاحتجاجات الحالية.
وأفاد ناشط سوري مسيحي بأن أغلبية المسيحيين في سورية لا "يكنون
حبا قويا لنظام الأسد إلا أنهم خائفون من الأحداث التي قد تشهدها البلاد بعد سقوطه".
وقال إن المسيحيين في ظل نظام الأسد يعيشون حياة هادئة غير أن الأحداث الحالية تدفعهم
للتفكير في المستقبل الذي ينتظرهم.
وعن معارضتهم للاحتجاجات أشار إلى أن السبب الرئيسي لا يكمن في الواقع
بدعم أعمى للسلطة السورية ولنظام الأسد بل يعود إلى الخوف من فقدان مراتب حكومية أو
من تصاعد الحركات الإسلامية المتطرفة مشيرا إلى أن المسيحيين في سورية يمارسون طقوسهم
الدينية في ظل النظام الحالي دون أي مضايقات.
ولا يتوقف حذر السوريين الذي يعيشه المسيحيون على مسيحيي دمشق فكثير من
المسيحيين السوريين القاطنين في مناطق سورية أخرى أعربوا أيضا عن قلقهم حول ما ستؤول
إليه البلاد في حال سقوط نظام الأسد.
وعلى الرغم من أن هذا التخوف يأخذ شكل الدفاع عن النظام الحالي إلا أنه
نابع من حرص على المصالح الخاصة اجتماعية كانت أم مهنية أم اقتصادية.
وصرح ناشط مسلم سني تحدث لصحيفة "اندبندنت" بأن شعور مسيحيي
جنوب البلاد كما في درعا، على سبيل المثال، تختلف عنها عند مسيحيي دمشق.
وقال إن أصدقاء مسيحيين لديه يعيشون في درعا، مشيرا إلى أنهم مستاءون لما يحدث في المنطقة.
ولا تقتصر الانقسامات في المواقف على الطائفة المسيحية إذ صرحت امرأة
من الطائفية العلوية في الثلاثين من عمرها بأنها تقف إلى جانب الثوار على الرغم من
انتمائها إلى نفس طائفة الأسد وعللت ذلك بقولها إن العلويين بشكل عام يدعمون النظام
لأن "والده الرئيس السابق حافظ الأسد جمعهم حول تخوف واحد هو رغبة الإسلاميين
في القضاء عليهم".
أنباء موسكو