بارزاني: العراق يحتاج لوجود عسكري أمريكي بعد عام 2011
الثلاثاء 06 أيلول / سبتمبر 2011, 09:44
كورداونلاين
في الوقت الذي يعتقد فيه كثيرون ان العراق ما زال بحاجة الى مساعدة القوات الامريكية وان القوات العراقية لن يكن بامكانها الوقوف بوجه التهديدات الداخلية او الخارجية المحتملة
قال مسعود برزاني رئيس الاقليم الكردي في شمال العراق يوم الثلاثاء ان وجود قوات امريكية في العراق لما بعد عام 2001 هي "حاجة عراقية" ملوحا بان الانسحاب العسكري الامريكي قد يفتح الباب امام نشوب حرب اهلية في البلاد.
وفي أقوى تصريحات لزعيم عراقي حتى الان قال برزاني في مؤتمر لممثلي الاقليم في الخارج "وجود القوات الامريكية تحت اي عنوان هي حاجة عراقية... عدم بقاء القوات الامريكية في العراق يعني ان احتمال الحرب الداخلية سيكون قائما وستزداد التدخلات الخارجية وستزداد المشاكل المذهبية في العراق."
وما زالت القوى السياسية العراقية ومعها الحكومة العراقية تدور منذ عدة اشهر في حلقة مفرغة دون التوصل الى قرار واضح ونهائي لمسالة بقاء او عدم بقاء القوات الامريكية بعد نهاية العام الحالي.
وباستثناء التيار الصدري الذي اعلن زعيمه مقتدى الصدر معارضته لاي نوع من انواع التواجد الامريكي في العراق بعد نهاية العام الجاري فان جميع الكتل السياسية ما زالت ترسل اشارات متناقضة ولم تحسم امرها بشكل نهائي.
ويشعر العديد من الساسة العراقيين بحساسية هذا الموضوع ففي الوقت الذي يعتقد فيه كثيرون ان العراق ما زال بحاجة الى مساعدة القوات الامريكية وان القوات العراقية لن يكن بامكانها الوقوف بوجه التهديدات الداخلية او الخارجية المحتملة فانهم يترددون في التعبير عن مواقفهم بشكل صريح بسبب وجود معارضة شعبية للتواجد الامريكي.
وفي انتقاد واضح للساسة العراقيين بسبب ازدواج المعايير في التعامل مع هذه القضية قال برزاني الذي كان يتحدث بالكردية "عندما يجلسون معنا بشكل ثنائي يؤكدون ذلك (الحاجة لقوات امريكية) وعندما يصبحون بمواجهة الميكروفون يقولون كلاما مغايرا ويزايدون على بعضهم البعض."
وكان رئيس الحكومة نوري المالكي قد عبر عن حاجة القوات العراقية لوجود مدربين عسكريين امريكيين بعد نهاية العام وهو التاريخ الذي سينتهي فيه تفويض بقاء هذه القوات في العراق لكن عددهم واماكن تواجدهم ما زال موضوع نقاش حاد.
ومن جانب اخر يصر المسؤولون الامريكيون على ان بقاء اي قوات امريكية في العراق سيكون مرهونا بوجود حصانة لهم وهو ماترفضه السلطات العراقية.
كما يقول المسؤولون الامريكيون ان بقاء اي قوات سيكون مرهونا بموافقة الحكومة العراقية. وتضغط الادارة الامريكية على الحكومة العراقية من اجل حسم موقفها باسرع وقت.
وعبر مسؤولون سياسيون وعسكريون عراقيون في السابق عن قناعتهم بان القوات العراقية وخاصة العسكرية لم تصبح مؤهلة بما فيه الكفاية لصد اي اعتداء خارجي محتمل في حالة انسحاب القوات الامريكية.
وما زالت القوات العراقية وخاصة الجوية والبحرية وفي مجال الدفاع الجوي تعاني من نقص في المعدات والتدريب.
وقال برزاني "بلد ليس لديه جيش قادر على حماية ارضه ومياهه واجوائه لا قدرة لقواته الامنية على حماية سكانه."
واضاف "لم يتمكنوا من ذلك حتى في ظل وجود القوات الامريكية فما الحال في ظل عدم بقاء القوات الاميريكية."
وحث برزاني السياسيين العراقيين على التوصل لاتفاق مع واشنطن يراعي مصلحة البلاد ويمكن القوات العراقية من الدفاع عن العراق. وقال "عند عقد اي اتفاق نحن جاهزون لتحمل مسؤولية اي ترتيبات تتعلق بكردستان. اما اذا لم يتفقوا فهم يتحملون المسؤولية.
وفي العراق حاليا ما يقرب من 43 الف جندي امريكي مهتهم تقديم المساعدة والمشورة للقوات العراقية.
من شمال عقراوي
رويترز