طالب متظاهرون في السليمانية، عصر السبت، مواطني إقليم كردستان العراق والأحزاب السياسية برفع شعار يؤكد على استقلال الإقليم وتأسيس دولة كردية وضرورة الضغط على المجتمع الدولي لتأييد هذا المطلب.

 و نقل موقع الرافدين أن المتظاهرون الذي ينتمون في الغالب لحركتين تطلقان على نفسيهما اسم "تيار الاستقلال" و"استقلال كردستان"، تجمعوا في المنبر الحر بحديقة آزادي (باركي آزادي) وسط السليمانية، وسط حضور قوي للقوات الأمنية،  و رفعوا علم الإقليم وشعارات تطالب باستقلال كردستان وتأسيس دولة كردية في أجزاء كردستان الكبرى الموزعة على مجموعة من دول المنطقة ومنها العراق، إيران، تركيا، سوريا.

وقال المشرف على "تيار الاستقلال"، المحامي كامل زير، ، إن "التظاهرة التي شهدها المنبر الحر بحديقة آزادي (باركي آزادي) وسط السليمانية، عصر اليوم السبت، تهدف إلى تعميق الوعي القومي لدى الشباب في عموم إقليم كردستان وتحفيزه للعمل على استقلال وطنهم"، مضيفاً أنها "طالبت موطني أجزاء كردستان الكبرى والأحزاب الكردية تبني شعارات جديدة تؤكد على ضرورة استقلال كردستان".

من جهته قال أحد المشاركين في مجموعة "استقلال كردستان"، ولم يذكر اسمه في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "المجموعة أطلقت حملة في المواقع الالكترونية وقع عليها آلاف المواطنين الكرد تطالب المجتمع الدولي بالعمل على استقلال كردستان"، مشيراً إلى أن "الحملة ستتواصل ضماناً لمشاركة أوسع تحقيقاً لهذا الهدف"، حسب قوله.

إلى ذلك قال المشارك في التظاهرة صباح علي قارمان، لـ "السومرية نيوز"، إن "حملات الأنفال والقصف الكيمياوي لم تستطع أن تضعف الوعي القومي بين الشباب"، مستدركاً "لكن الانتماء القومي ضعف خلال السنوات العشرين الماضية"، في إشارة منه إلى العدد القليل من المشتركين في التظاهرة رغم الدعوات التي أطلقت لتنظيمها في موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" والعديد من وسائل الإعلام الكردية.

وأوضح أن "فساد الأحزاب السياسية وطبيعة نظام الحكم في الإقليم أضعف الوعي القومي لدى الشباب"، وتابع "لذلك باتت مشاركتهم ضعيفة في الفعاليات القومية".

يشار إلى أن ثمانين منظمة مدنية كانت قد دعت من مدينة دهوك (460 كم شمال العاصمة بغداد)، يوم 13 تموز الماضي الأمم المتحدة لإجراء استفتاء لتقرير مصير كردستان العراق.

وقال رئيس مجلس السلم والتضامن في محافظة دهوك، فهمي سلمان في حديث لـ"السومرية نيوز"، وقتها إن أكثر من ثمانين منظمة غير حكومية بمحافظة دهوك، وقعت على بيان تدعو من خلاله الأمم المتحدة لإجراء استفتاء بشأن تقرير مصير إقليم كردستان، مشيراً إلى أن هذه المطالبة تشكل محاولة للضغط على الحكومة الاتحادية لحملها على تنفيذ التزاماتها الدستورية، لاسيما تلك المتعلقة بالمادة 140 من الدستور.

ويلاحظ مراقبون سياسيون في إقليم كردستان، أن استقلال الجنوب السوداني يوم التاسع من تموز الماضي، أجج المشاعر القومية لدى الكرد، مثلما أثار عندهم العديد من الأسئلة المتعلقة "بحق تقرير المصير"، وحلم تأسيس دولة خاصة بهم في أجزاء كردستان الكبرى.  

وكان رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البارزاني، قال في كلمته أمام المؤتمر الثالث عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه، يوم 11 كانون الأول 2010، إن موضوع حق تقرير المصير بالنسبة للشعب الكردي سيتم طرحه في المؤتمر، ما أثار ردود أفعال ايجابية داخل الإقليم ومتباينة خارجه.

وأكد البارزاني على أن الشعب الكردي كغيره من الأمم والشعوب "يملك حق تقرير مصيره"، مشيرا إلى أن حزبه يرى المطالبة بحق تقرير المصير والكفاح لبلوغ هذا الهدف.

وتشهد العديد من المناطق الكردية في إيران وتركيا وسوريا، نشاطاً قوياً يتخذ في جانب منه، طابعاً مسلحاً كما في إيران وتركيا، فضلاً عن نشاط سياسي معارض كما هو الوضع في سوريا وتركيا حالياً.