قتل 21 شخصا في سوريا في "جمعة الموت ولا المذلة" بعد ان استخدمت السلطات السورية العنف من جديد لقمع الاحتجاجات الداعية لرحيل النظام، رغم تزايد الضغوط الدولية
قتل 21 شخصا في سوريا في "جمعة الموت ولا المذلة" بعد ان استخدمت
السلطات السورية العنف من جديد لقمع الاحتجاجات الداعية لرحيل النظام، رغم تزايد الضغوط
الدولية، حسبما افاد مصدر حقوقي.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان "عدد المدنيين الذين سقطوا
خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية بلغ 21 شهيدا، تسعة منهم في محافظة ريف دمشق وتسعة
في محافظة حمص وثلاثة في محافظة دير الزور".
وكانت حصيلة سابقة اشارت الى مقتل 17 شخصا بحسب المصدر نفسه.
واوضح المرصد ان "تسعة اشخاص قتلوا يوم الجمعة برصاص رجال الامن
اثناء تفريق تظاهرات في مدن عربين وكفربطنا ودوما وحمورية" في ريف دمشق.
واضاف "كما قتل تسعة اشخاص في منطقة حمص (وسط)، بينهم اثنان سقطا
فجر الجمعة في المدينة اثناء عمليات مداهمة واربعة اشخاص بينهم سيدة مسنة في حمص فيما
قتل السابع في تلبيسة (ريف حمص)".
واشار الى ان "شابين قتلا في مدينة القصير في ريف حمص، واحرق منزل
احدهما ويقول الأهالي ان الشبيحة هم الذين قتلوه على الرغم من انه كان منهم سابقا".
كما قتل ثلاثة اشخاص في دير الزور (شرق)".
من جهتها، ذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان "ثلاثة من عناصر
قوات حفظ النظام قتلوا اليوم (الجمعة) واصيب عدد اخر بنيران مجموعات ارهابية مسلحة
هاجمت حواجز هذه القوات في حمورية وعربين وتلبيسة".
واضافت الوكالة " كما قتل اربعة من المسلحين خلال رد الاجهزة المختصة
على عناصر تلك المجموعات الارهابية بعد اعتدائها على حواجز قوات حفظ النظام في المناطق
الانفة الذكر".
بالمقابل تواصلت الضغوط الدولية على النظام السوري، واقر الاتحاد الاوروبي
الجمعة حظرا على واردات النفط من سوريا بسبب استمرار القمع العنيف لحركة الاحتجاجات
المناهضة للنظام، كما افادت مصادر دبلوماسية اوروبية لفرانس برس.
وقالت المصادر نفسها ان الحظر بمفعول فوري، لكن تنفيذه لن يبدأ الا في
15 تشرين الثاني/نوفمبر بالنسبة للعقود الجارية.
وسيكون لحظر استيراد النفط السوري تداعيات اكيدة على النظام : فالاتحاد
الاوروبي يشتري 95% من النفط الذي تصدره سوريا ما يمثل ما بين ربع وثلث عائدات البلد.
من جهتها، اصدرت الولايات المتحدة قرارا بحظر استيراد النفط السوري لكن
هذه العقوبة رمزية لان الاميركيين لا يستوردون النفط من سوريا.
بالتزامن مع ذلك صرح وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الجمعة ان فرنسا
تريد "تطوير" اتصالاتها مع المعارضة السورية وتنوي مواصلة جهودها للتوصل
الى وقف القمع في سوريا.
وافاد ناشطون ان تظاهرات خرجت الجمعة في مختلف المناطق السورية رغم العنف
الذي تواجه به السلطات المتظاهرين الذين اطلقوا على تحركهم اسم "جمعة الموت ولا
المذلة".
ففي دمشق، قال رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي
ان "تظاهرة خرجت من جامع الهادي في حي كفرسوسة رغم التواجد الامني الكثيف في ظل
اغلاق ابواب مسجد الرفاعي الجمعة".
واضاف ريحاوي "ان قوات الامن فرقت بالقوة تظاهرة خرجت من جامع الحسن
في حي الميدان مستخدمة الهراوات والقنابل الصوتية والمسيلة للدموع".
وفي ريف دمشق، "خرجت تظاهرات رغم الانتشار الامني الكثيف وحملات
الاعتقالات الواسعة مطالبة باسقاط النظام في مدن داريا والزبداني والكسوة كما خرجت
تظاهرات في احياء ركن الدين والقابون والحجر الاسود وكفرسوسة" في العاصمة.
وذكر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية ان "تظاهرات حاشدة من قرى كفرنبودة
وكرناز (ريف حماة) جرت أمام منزل المحامي العام عدنان بكور تاييدا له".
واعلن مدعي عام مدينة حماة عدنان بكور استقالته الخميس احتجاجا على اعمال
القمع التي تنفذها السلطات السورية التي اعتبرت ان الاستقالة انتزعت منه تحت التهديد
بعد اختطافه.
كما "خرجت تظاهرة حاشدة في مدينة القصير (ريف حمص) شارك فيها اكثر
من 15 الف شخص، وخرجت تظاهرة في مدينة عامودا (شمال شرق) تنادي باسقاط النظام، كما
رفع المتظاهرون لافتات تطالب روسيا بوقف تصدير السلاح إلى النظام السوري.
وخرجت عدة تظاهرات في درعا وريفها التي انقطعت عنها الاتصالات حيث
"خرجت تظاهرة نسائية في جاسم (ريف درعا) بالاضافة الى تظاهرات اخرى رغم التواجد
الامني الكثيف" بحسب اتحاد التنسيقيات.
من جهته، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان انه "سمع صوت اطلاق رصاص
كثيف لتفريق متظاهرين في مدينة نوى (ريف درعا)" مشيرا الى "سقوط جرحى".
وفي حمص (وسط)، قال المرصد ان "تظاهرات حاشدة خرجت في عدة احياء
في المدينة وفي عدة مدن تابعة لريف حمص" مضيفا ان "مجموعات من القناصة انتشرت
على اسطح الابنية الحكومية في تجمع قرى الحولة" الواقعة في ريف حمص.
وشرقا، ذكر المرصد ان "قوات الامن قامت باطلاق رصاص كثيف لقمع تظاهرات
خرجت في عدة احياء في دير الزور".
وقال المرصد ان "تشييع شهيد سقط مساء امس (الخميس) برصاص قوات الامن
في مدينة تل رفعت (ريف حلب) تحول الى تظاهرة حاشدة تطالب باسقاط النظام".
واظهرت اشرطة فيديو بثتها عدة مواقع الكترونية معارضة الاف المتظاهرين
وهم يحملون في اغلب المدن السورية لافتات باللغة الانكليزية تناشد المجتمع الدولي وقف
العنف في سوريا وتطالب الرئيس السوري بالرحيل.
كما تظهر هذه الاشرطة المتظاهرين وهم يحملون لافتات كتب عليها "كنا
بالعالم الثالث وصرنا بالعالم الخمسين" و"علي الصوت يا بنعيش بكرامة يا بنموت"
و"يالله يا بشار حس على دمك وارحل".
المصدر : أ ف ب