اهمال حركة المعارضة السورية الديمقراطية الحقيقية
الثلاثاء 30 آب / أغسطس 2011, 14:54
كورداونلاين

ادارة آوباما قد خفضت تمويلها للديمقراطية والبرامج الحكومية في مصر لاكثر من النصف، آي من 50 مليون دولار في عام 2008 الى 20 مليون دولار في عام 2009 .
جوزيف بودر بقلم
آفادت آنباء ياهو في 2 آب 2011 بآن وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون قد التقت هذا الصباح بآعضاء من المعارضة السورية في آمريكا. ونقلا عن شيركو عباس، رئيس المجلس الوطني الكردستاني السوري (كي ان ايه اس) والعضو المؤسس لمجموعة المعارضة السورية الديمقراطية، المعروفة "بالمجلس السوري الديمقراطي" (اس دي سي) فان آعضاء المعارضة الذين دعتهم كلينتون للاجتماع هم على ارتباط بجماعة الاخوان المسلمين السورية (ام بي). من جهته يؤكد عباس بآن جماعته "المجلس الدمقراطي السوري" تناصر الغرب في توجهاته الديمقراطية وذلك بسعيها لخلق سوريا فدرالية ديمقراطية تقوم بتحرير كافة مكونات المجتمع السوري، وتسعى للتوصل الى سلام مع اسرائيل، وفك ارتباط سوريا مع ايران، واحترام سيادة لبنان. لكن ادارة آوباما والوزيرة كلينتون تعمدا اهمال المجلس السوري الديمقراطي وطروحاته. من غير المفاجئ رؤية اهمال ادارة آوباما لحلفاء آمريكا المناصرين لها والانحياز للامم والجماعات المناوئة لامريكا. لقد طلب آوباما من حليفه الرئيس المصري حسني مبارك بآن يرحل ولكن آوباما آحجم عن طلب ذلك من الرئيس بشار الاسد، حليف ايران: راعي الارهاب وعدو الولايات المتحدة. وكذلك لم يتم سحب السفير الامريكي من سورية.
وقد آفادت وكالة الانباء الفلسطينية معان بتاريخ 2 شباط 2011 بآن:
الرئيس آوباما قد آخبر الرئيس المصري حسني مبارك بضرورة مباشرته نقل السلطة الان. وبآن عرض مبارك آنه يخطط لمغادرة السلطة بعد آنتخابات آيلول لن يكون كافيا. وقد قام آوباما بتغيير لهجته مع الجماهير المحتشدة في القاهرة وغيرها من المدن المصرية بعد آيام قليلة من الهياج الشعبي ضد حكم مبارك، لقد آبلغ آوباما المصريين بآنه قد سمعهم وآنهم بالتآكيد سينالون ما يتوقون اليه من تغيير.
بناء على ما ورد فآن آوباما لم يستوعب بعد هياج الشعب السوري ضد الاسد ولم يشعر بآلام السوريين جراء قتل نظام الاسد للالاف من رجال ونساء الوطن بدم بارد.
وبعد ارتكاب فضائع فاضحة لا يمكن انكارها وتنامي المقاومة للنظام البعثي بدل اخمادها فقد استيقظت هيلاري كلينتون وقررت ان ادارة آوباما يجب ان تتصرف. ان الاعتراف بالمعارضة وادانة عمليات القتل كانت مجرد كلام شفهي يناقض تصريحاتها في 28 آذار 2011 كما وردت في راديو بلوومبيرغ للانباء والتي تقول "بان العناصر المؤدية الى التدخل في ليبيا، الادانات الدولية والاجماع العربي ودعوته للعمل، وقرار مجلس الامن، كلها غير متوفرة في الحالة السورية، والسبب هو جزئيا ان اعضاء من الكونغرس من كلا الحزبين يقولون انهم يعتقدون بان الاسد "اصلاحي". وفي الواقع نكون اكثر دقة اذا قلنا ان ادارة آوباما هي من يعتبر الاسد "اصلاحي". والاكثر من ذلك هو ان كلا من الدول العربية والامم المتحدة قد آدانا الفضائع المرتكبة في سوريا. وبينما نجد ان قذافي ليبيا لم يعرض الجنود الامريكيين للخطر فآن آسد سوريا كان ناشطا في السماح للارهابيين العرب المسلمين بعبور الحدود السورية الى العراق والقيام بمهاجمة القوات الامريكية. هذا النفاق المخفى في خيارات ادارة آوباما يملئ مجلدات. وقد افاد تقرير هافينغتون بوست في 14 شباط 2011 بما يلي:
بحسب اقتراح اوباما المحرر يوم الاثنين فانه سيتم الاقتطاع من دعم وزارة الخارجية للديمقراطية بنسبة 21 بالمئة من مجمل المخصصات الحالية وهي 140 مليون دولار وجعلها 111 دولار امريكي من خزانة الدولة للعام 2012 . وهكذا سيتم خفض الاعانات الحكومية للبرنامج الوطني لتقديم منح لدعم الديمقراطية، هذا البرنامج هو مؤسسة غير ربحية تركز على نشر الديمقراطية. سيتم خفض الاعانات من 12 بالمئة، اي ان مبلغ 118 مليون دولار سوف يصبح 104 مليون دولار.
وكانت ادارة آوباما قد خفضت تمويلها للديمقراطية والبرامج الحكومية في مصر لاكثر من النصف، آي من 50 مليون دولار في عام 2008 الى 20 مليون دولار في عام 2009 .
ترجمة هيئة كردناس الاعلامية:
جوزيف بودر
كاتب وصحفي أميركي يكتب في القضايا الدولية وخاصة قضايا الشعوب المضطهدة. يعتبر من الصحفيين الأميركيين البارزين والمدافعين عن هذه الشعوب له مؤلفات وكتب في هذا المجال والعديد من المقالات المنشورة في الصحف والمجلات الأميركية. ويعتبر كذلك من المنتقدين للسياسة الأميركية والإسرائيلية في الشرق الأوسط. فهو مناصر لفكرة ديمقرطة الشرق الأوسط. ويدعو إلى ذلك بشدة منتقدا السياستين الأميركية المترددة والإسرائيلية المتشبثة بدعم الأنظمة الدكتاتورية في الشرق الأوسط.