قال مقيمون ونشطاء ان قوة سورية مدرعة طوقت بلدة قرب حمص يوم الاثنين
وأطلقت نيران الاسلحة الالية الثقيلة بعد انشقاق عشرات من افراد الجيش في المنطقة.
وقالوا ان امرأة تدعى أمل كرمان (45 عاما) قتلت واصيب خمسة اشخاص اخرين
مضيفين ان عشرات الاشخاص اعتقلوا في مداهمات جرت من منزل الى منزل في البلدة التي يبلغ
تعداد سكانها 40 الف نسمة.
ومنذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي في ليبيا تحدث مقيمون ونشطون عن تزايد
عمليات الانشقاق داخل الجيش السوري وتصاعد الاحتجاجات الشعبية في الشوارع ضد الرئيس
السوري بشار الاسد.
ونفت السلطات السورية مرارا حدوث انشقاق في الجيش. وطردت وسائل الاعلام
المستقلة منذ بدء الانتفاضة في مارس اذار.
وذكر النشطاء ان انشقاقات حدثت في محافظة دير الزور الشرقية ومحافظة ادلب
الشمالية الغربية ومناطق ريفية من حمص ومشارف العاصمة دمشق حيث خاضت قوات الاسد معارك
مع منشقين يوم الاحد.
وقال اثنان من السكان ان القوات السورية نشرت 40 دبابة وعربة مدرعة و20
حافلة مليئة بالجنود والمخابرات العسكرية في الفجر على مدخل الطريق الرئيسي للرستن
على بعد 20 كيلومترا شمالي مدينة حمص وبدأت في اطلاق نيران الاسلحة الالية الثقيلة
على البلدة.
وقال أحدهما وعرف نفسه باسم رائد لرويترز في اتصال هاتفي "نشرت الدبابات
على جبهتي الطريق السريع الذي مازال مفتوحا وأطلقت رشقات من رصاص المدافع الرشاشة على
الرستن."
وذكر ان عمليات الانشقاق بدأت في البلدة حين اقتحمتها الدبابات قبل ثلاثة
اشهر لقمع احتجاجات شعبية ضخمة ضد الاسد في هجوم قتل فيه عشرات المدنيين.
وقال نشطون ان قوات الامن قتلت يوم الاثنين ضابطا سابقا قام بدور رئيسي
في تنسيق الانشقاقات بالجيش.
وقالوا ان مصطفى سليم حزب الله وهو ضابط سابق بالقوات الجوية في الاربعينات
من العمر قتل بالرصاص عندما تعرضت سيارته لكمين قرب بلدة كفر نبل بمحافظة ادلب المجاورة
للحدود التركية.
وقال احد النشطاء لرويترز في اتصال هاتفي "كان اغتيالا مستهدفا.
وأصيب شخص كان يرافقه في السيارة بجروح بالغة لكننا تمكنا من الوصول اليه في المستشفى.
ووقع الهجوم قبل الافطار مباشرة. لا نعرف ان كان من أطلقوا النار عليهم من شرطة الامن
ام من جنود الجيش."
والرستن هي عادة مصدر مجندي الجيش الذي ينتمي اغلب افراده العاديين الى
السنة ويهيمن عليه ضباط من الطائفة العلوية تحت قيادة ماهر الاسد الشقيق الاصغر للرئيس
السوري.
كما دخلت قوات مدعومة بالدبابات بلدة قاره على الطريق السريع ذاته الى
الجنوب من مدينة حمص التي تشهد احتجاجات يومية وقال نشطاء ان هذا الهجوم اسفر عن مقتل
أحد السكان واعتقال العشرات في مداهمات من منزل لمنزل.
وقال محلل سياسي سوري في دمشق طلب عدم نشر اسمه خوفا على سلامته
"هذه الهجمات بالمدرعات على المناطق البعيدة تهدف الى سحق الاحتجاجات واحتواء
أي انشقاقات في الجيش."
وأضاف "السيطرة السياسية للنظام على الجيش كانت تبدو محصنة.. لكن
لم تعد كذلك.. بعد أن رأى أفراد الجيش المساجد وهي تقتحم والمصلين يهاجمون والماذن
تقصف."
وتزامن سقوط القذافي فيما يبدو مع تنامي الضغوط الدولية على الاسد بسبب
حملة القمع التي يشنها على المحتجين وعقوبات الاتحاد الاوروبي على قطاع النفط السوري.
وقال دبلوماسيون من الاتحاد الاوروبي يوم الاثنين ان حكومات الاتحاد قد
تفرض عقوبات على البنوك السورية وشركات الطاقة والاتصالات خلال اسبوع.
وذكرت وكالة الاناضول التركية للانباء يوم الاثنين ان الرئيس التركي عبد
الله جول قال ان الوضع بلغ مرحلة أصبحت معها التغييرات غير كافية وفات اوانها.
وفي القاهرة قالت جامعة الدول العربية في بيان بعد اجتماع غير عادي ان
مجلس الجامعة العربية "يعرب عن قلقه وانزعاجه ازاء ما تشهده الساحة السورية من
تطورات خطيرة أدت الى سقوط الاف الضحايا بين قتيل وجريح من أبناء الشعب السوري الشقيق."
وشدد مجلس الجامعة على "ضرورة وضع حد لاراقة الدماء وتحكيم العقل
قبل فوات الاوان."
وخلال اجتماع القاهرة قال يوسف أحمد ممثل سوريا ان استجابة القيادة السورية
للمطالب الشعبية العادلة ساهمت في وقف الحركة الشعبية في كثير من المدن وتراجعها في
مناطق أخرى.
وقال ان السلطات تمضي قدما في الاصلاحات لكنها لن تسمح "للارهاب
والتطرف" باستهداف التعايش السلمي في سوريا واستقلالية قراراتها الوطنية والقومية.
وقالت وكالة الانباء السورية الرسمية ان مسلحين خطفوا المدعي العام لمدينة
حماة التي تبعد 210 كيلومترات شمالي دمشق وهو في طريقه الى عمله يوم الاثنين.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يرأسه المنشق رامي عبد الرحمن
نقلا عن شهود ان نحو 15 ألفا تظاهروا خلال الليل في بلدة سراقب بمحافظة ادلب قرب حدود
تركيا. وتحدث المرصد أيضا عن مظاهرات ضخمة خلال الليل في محافظة درعا وأحياء دمشق.
وفي بلدة الحراك بسهل حوران الجنوبي ردد حشد هتافات تندد بالطغيان وتتوعد
بسقوط النظام وبالقصاص.
وفي دمشق قال مقيمون ان عشرات من أفراد الجيش انشقوا وفروا الى الغوطة
وهي منطقة بساتين واراض زراعية بعدما اطلقت القوات الموالية للاسد النار على حشد كبير
من المتظاهرين قرب ضاحية حرستا لمنعهم من تنظيم مسيرة الى وسط العاصمة.
وقال أحد سكان حرستا لرويترز بالهاتف "الجيش كان يطلق نيران الرشاشات
الثقيلة طول الليل في الغوطة وكان يلقى ردا من بنادق اصغر."
وهذا اول انشقاق يجري الابلاغ عنه حول العاصمة حيث تتمركز القوات الاساسية
للاسد.
رويترز