: خيري هه زار
ألم يعد أبدا بالامكان ، أن يستريح الكورد بمكان ، ببطحاء من العالم المترامي ، وينخلع من هذا المثلث الدامي ، كأنه أسقة معلقة بأوتاد ، تخض أبد الدهرأو تكاد ، من أناس ممسوخة أهون شرهم ، حرق النساء والأطفال وقبرهم
*بقلم : خيري هه
زار
ألم يعد أبدا بالامكان ، أن يستريح الكورد بمكان ، ببطحاء من العالم المترامي ، وينخلع من هذا المثلث الدامي ، كأنه أسقة معلقة بأوتاد ، تخض أبد الدهرأو تكاد ، من أناس ممسوخة أهون شرهم ، حرق النساء والأطفال وقبرهم ، تحت أنقاض بقايا الضمير، كانوا يتخذونه الأمل والسمير، وهم في رقدتهم قبل النفير، وتزمجرالعاصفة وتزعق بالصفير، لتدمرعليهم العش الصغير، ويعبث بثناياه الغاصب المغير، وتتمرغ الوجوه بالدم والعفير، والناس تشكومن غيبة للخفير ، يغيرون كل يوم على البسطاء ، بهدف القضاء على النشطاء ، وبهدف التخلص من التمرد ، وهل يكف البلبل عن التغرد ، بنوساسان والترك في تزامن ، دأبوا على ذبحنا في تضامن ، يخافون من مناضل فوق جبل ، فيتهيجون ويعتريهم جنون وخبل ، للنيل منه بكل وسيلة ، هل بوسعهم قلع كل فسيلة ، في مروج رويت بالدماء ، فأزهرت براعم هبت للنماء ، فغدا كل واحد دوحة وارفة ، أمست حقيقة للنفس العارفة ، فحواها ابادة الشعوب من المحال ، فليشدوا لغيرهذا الهدف الرحال ، وليعلموا جيدا أن لا سلام ، الا بالحوارومنطق الكلام ، وقصف قرية لا تشفي غليلهم ، أو دك ربوة لا يعز ذليلهم ، ودون الكورد لا يهنأون في العيش ، فلا يباد شعب بسطوة الجيش ، وان تعمقت في جسده الجراح ، والذئب في واديه مطلق السراح ،ينهش ويغتدي بالأوصال والحوايا ، دون أن ينال من عزيمة النوايا ، والايمان الراسخ بالحرية والحياة ، والخلاص يوما من ربقة الطغاة ، وليس ذلك من المستحيل ، فها هي البوصلة نحوهم تميل ، لتتقاذفهم السيل العرم صوب الغرب ، كما الفراعنة كانت تعمل في الحرب ، ولا بد للمعادلة بيننا أن تستقيم ، فليسوا أولوحضارة ونحن من الرقيم ، ولا فضل لهم علينا أبدا ، وان سابقونا في التمدن أمدا ، انما الطبع المتسامح فينا ، والخلق الرفيع ديدنا ودينا ، تجاه أحقاد الترك والعجم ، أوهن الشكيمة فينا ولجم ، وباتت قضيتنا خلف الكواليس ، بيد دهاقنة السياسة والأباليس ، حتى كدنا في الأمم أدناها ، وفي التراث والغنى أقناها ، فطمع فينا القاصي والداني ، وأثخن في المهانة لنا الجاني ، فالى متى بربكم نشقى ونعاني ، أبقي شعب مكبل غيرنا في الزمان ، هل نرقب ظهورالمهدي المنتظر، أو نرصد الدجال حينما يحتظر، ويفنى بقتلة من المسيح ، ويعدل العرجة في الكسيح ، هل باتت الأنفة فينا مشلولة ، والأيدي بقيود الخنوع مغلولة ، ألا يجدر بنا التطاول ، على العدى بالسلة والمعاول ، لنقذف بالكرة الى ساحته ، ونسوق الريبة الى راحته ، ولنقطع دابرشركاته الضخمة ، فلسنا بحاجة للقصورالفخمة ، فهي لا تخدمنا في المرحلة ، ولا تنفعنا الآن الا المرجلة ، فان كنا تحت لواء وراية ، لدولة ذات سيادة بلاوقاية ، وتخذلنا كل مرة وتصمت ، ازاء خرق حدودها وتشمت ، بنا الأعادي في خنوع ، ولا تدفع حيفا في الربوع ، فلم البقاء اذن في كنفها ، وهي تتمادى في غيها وجنفها ، تعسا لدولة لا تنتخي وتذود ، عن هيبتها وعن حرمة الحدود ، وتألب الأغيارعلى بنيها ، وفي أي بقعة منها وفيها ، وصمت العالم ازاءنا مطبق ، وعيون ساستنا فقط تحدق ، فليس بأيديهم ثمة حيلة ، والدنيا لأمة الكورد بخيلة ، فالى متى نبقى بهذا الحال ، كاليتيم بلا أب وعم وخال ، واخواننا في دول الجوار، كعبيد العجل دائم الخوار، ليس لهم في الشأن منقبة ، ولا ضيران وقعوا في المثلبة ، فالعدوعات والحكم جائر، ولاعتب على عزمهم الخائر، وأنظارهم تتجه نحونا ، ويلتمسون دعمنا وعوننا ، ألسنا نصف دولة في الوجود ، فلعلنا عليهم بالخلاص نجود ، بعدما نتفيأ نحن بظله ، والخل بالعون يوفي لخله ، ألا يحق لنا أن نتبنى ، فكراهستيريا وبه نتكنى ، فهل بقي من جرم في القاموس ، لم يقترفوه بحقنا وشذ في الناموس ، اننا والله شعب مسالم ، وفينا الأديب والشاعرالحالم ، ولا غبارقط علينا في المعتقد ، فلم هذا الجوربحقه ويضطهد ، من الكل بفرسه والعرب ، وتركه الذي بأطنابه ضرب ، في الحقد والهمجية دون أي حد ، أليس في نسلهم من يلين له خد ، لشعب كريم ويحسن الجيرة ، فهل ذنبنا لسنا من الحيرة ، أو من خراسان أوالأستانة ، وهل غيرهم من نسل الأتانة ، والله لو لم يكن الرسول ، ومن بعده الخلفاء العدول ، وكل الأتباع التقاة المحسنين ، لتبرأنا منهم الى يوم الدين ، والا فلم الرحمة فيهم شحيحة ، لقوم جل فعاله مهذبة سميحة ، ولا يكن في قرارته الا الخير، باطنه كظاهره مفعم للغير، ولكنهم نقولها للمرة الألف ، لا يعبأون ويطعنون من الخلف ، لعمري ان هذه لنا مزية ، ولهم سوء خلق ورزية ، في وعيهم ووجدانهم كبرت ، بعدائهم للكورد في الدهورخبرت ، نعم الفساد يتفاقم فينا وينخر، وفعله بين أولي الأمريزخر، والشعب يدفع الثمن غاليا ، ولكن له صوت يرفع عاليا ، بوجه المفسدين والغزاة على السواء ، ففيهم العلة وفي غيرهم الدواء ، ولكن أين تراه يبحث ، وهو في الحيرة يلهث ، هل يعقد العزم للهجرة ثانية ، ويحمل زاده على متون حانية ، عسى العالم يتلقفه بالحنان ، ويسعى لأدخاله واحة الأمان ، رغم أنف الأعاجم والأتراك ، فيأمن غدرهم وينآى عن العراك ، فاليأس قد أخذ منه كل مأخذ ، ولم يبقي أمامه باب مشرع ومنفذ ، والصبرأمسى عقيما لا ينفع ، مع الأشرارولا ينجي ويدفع ، الظلم عنه ولا يهدي السبيل ، سوى الاحتماء بالمارد النبيل ، الذي يرى الشعب فوقه ، وبه يسموويزداد شوقه ، لترسيخ العدل في شعوره ، ويقلع الظلم من جذوره ، حلم يراوده كل حين ، يتراءى له كأنه معين ، كلما يشتد كربه وغيظه ، ويئيد ويسعرحره وقيظه ، وهوفي داخل المثلث الشائك ، الذي برع في نسج خيوطه الحائك ، ووضع بين أضلعه شعبا أصيلا ، هومن خيرالبرية نسلا وفصيلا ، ولكن الفكاك عنه جد عسير، ومن أية جهة يتقدم ويسير، فتضيق في عينه الرحاب ، ، وينكشف أمامه كل النقاب ، فلا يرى الا وجوه الأمس ، كانها تلازمه حتى الرمس ، فكيف العيش معها سيكون ، وتمضية العمرلحين المنون , وعيشة القلق كأنها غربة , لا تثمرشجرا أو تخصب تربة , وخاصة مع الجار المسيء , الذي يعاملنا على هوى النسيء , ووقع الغيرة بين الضرائر, فتحرق الاطفال والحرائر,
مستنيرة بشهوة ضرتها ايران
, كانهم في مسابقة للثيران
, شلت ايديهم من بين الأقوام
, وتنهشهم الطاعون لسنين واعوام
, ألا يخافون من سوء العاقبة
, ورمية الشعوب المصيبة والثاقبة
, ومصيرهم سيكون كنهاية مبارك
, فلم تنفع معه تعويذة وتبارك
, أوعلى غرارقرينهم القذافي
, وهويبحث عن جحرفي المنافي
, وانهم للباقين خير قدوة
, وهم في أثرهم شرأسوة
, عزاءنا في سقوط الاصنام ، وتهشيمها مصروعة بين
الأنام ، أمة الكورد ساستنا يغطون في النوم ، وتركيا تلغف مالنا كل يوم ، عبربناء الشقق
والفلل والعقارات ، وتلقى ترحيبا من ولاتنا الأغوات ، وبينهم عرى خبزلم يزل طريا ،
وجيشهم يخطط ويحيك هجوما بريا ، ليهدم سقف البيوت على ساكنيها ، في قرانا المهجورة
من قاطنيها ، بفعل القصف المتكرروالدؤوب ، في حملة للابادة وقهرالشعوب ، والسلام
ختام .
*يعتذر موقع كورداونلاين من الكاتب لعدم نشره
الصورة المرفقة مع المادة بسبب قسوتها و مراعاة لمشاعر القراء