يعلن المؤتمر السوري للتغيير (أنطاليا)، انسحابه من المشاورات التي ضمت عدداً من الجهات السورية المعارضة في الاجتماع التشاوري الذي عقد في مدينة اسطنبول التركية
يعلن المؤتمر السوري للتغيير (أنطاليا)،
انسحابه من المشاورات التي ضمت عدداً من الجهات السورية المعارضة في الاجتماع التشاوري
الذي عقد في مدينة اسطنبول التركية. ومع إعلانه هذا، يرغب "المؤتمر" توضيح
مجموعة من الأمور، التي أحدثت إرباكاً والتباساً، لا وقت لهما، في ظل العمل من أجل
إنهاء نظام بشار الأسد الوحشي والفاقد للشرعية الوطنية، خصوصاً محاولات زج اسم المؤتمر
السوري للتغيير، من قبل جهات محسوبة على المعارضة السورية، في اتفاقات وهمية، عبر تصريحات
غير مسؤولة، تضمنت معلومات غير صحيحة.
والمؤتمر السوري للتغيير، الذي يؤكد نهجه
المُعلَن، بأهمية التواصل مع كل أطياف المعارضة السورية، لتحقيق الهدف المنشود بالتخلص
النهائي من نظام الأسد، ورص صفوف هذه المعارضة للهدف نفسه، يؤكد على أن المشاورات التي
أجراها عدد من أعضائه المكلفين، لم تتضمن أية اتفاقات مسبقة، حول أية قضية كانت، بما
في ذلك إعلان المجلس الوطني السوري. كما يؤكد أيضاً، التزامه بالنهج العملي والعلمي،
لا الارتجالي، ويلتزم بثوابته الديمقراطية، التي تحتم العودة إلى الهيئة الاستشارية
المنبثقة عنه، في القضايا المحورية التي تشكل تحولات وانعطافات في مسيرة عمله.
ويشدد المؤتمر السوري للتغيير، على أنه يؤيد
الخطوات والجهود والاتصالات، الرامية إلى توحيد مواقف المعارضة السورية، بصورة مقبولة
للأطراف الرئيسية، وفي مقدمتها أهلنا في سوريا، الذين يواجهون حرب إبادة على أيدي نظام
الأسد وعصاباته المحلية والخارجية، ويشدد في الوقت نفسه، على أنه لن ينخرط في أية خطوات
وجهود واتصالات، لا تستند إلى أرضية صلبة، ولا تأخذ في الاعتبار المعايير الديمقراطية،
بما في ذلك تشكيل مجلس وطني. وقد اشترك المؤتمر السوري للتغيير، في الاجتماع التشاوري
في اسطنبول، بدافع من هذه الثوابت-المنطلقات، وقدم اقتراحاته على أساسها.
ويستنكر المؤتمر السوري للتغيير، الذي يضم
غالبية أطياف المعارضة، التصريحات الصحافية غير المسؤولة، لاسيما تلك التي تضمنت موافقته
على إنشاء المجلس الوطني السوري. ويؤكد بأنه لن يتسامح مع أي فرد (أو جهة) يقوم بإطلاق
مثل هذه التصريحات في المستقبل. فـ "المؤتمر"، لا يعمل بذهنية الأمر الواقع،
لأنه هو الذي يساهم في صناعة الواقع، مستنداً إلى مكوناته السياسية المتناغمة، التي
تجمعت تحت مظلة واحدة، وفق المبادئ الديمقراطية، ومفهوم الإشراك. وعلى هذا الأساس،
كان حراكه، وسيكون في المستقبل أيضاً.
خلفية:
يذكر أن المؤتمر السوري للتغيير، عُقد
في أنطاليا بتركيا في الفترة الواقعة ما بين 31 أيار/ مايو و3 حزيران/ يونيو، بمشاركة
أغلب القوى والأحزاب السياسية والشعبية، فضلاً عن مشاركة عدد كبير من الشخصيات الوطنية
السورية المستقلة. وبلغ عدد المشاركين 420 شخصاً، انتخبوا في نهاية المؤتمر، هيئة استشارية
مكونة من 31 شخصاً، تم تفويضها بالعمل على الوقوف إلى جانب الثورة الشعبية العارمة
في سوريا ودعمها. وكانت الهيئة الاستشارية قد انتخبت بدورها مكتبها التنفيذي المكون
من 10 أعضاء. وقد طالب المؤتمر السوري للتغيير في بيانه الختامي، باستقالة رئيس النظام
السوري بشار الأسد من كل مناصبه، ونقل السلطات وفق الأطر الدستورية، إلى أن يتم تشكيل
مجلس انتقالي، يقوم بوضع دستور جديد، والتحضير لانتخابات حرة تقود إلى قيام دولة ديمقراطية
مدنية في البلاد، بعد أن شدد المؤتمر على أن الشعب السوري يتكون من قوميات عديدة، عربية
وكردية وآشورية وسريان وتركمان وشركس وأرمن وسواهم.
23 آب/أغسطس 2011