الأحد 08 أيلول / سبتمبر 2024, 02:17
بشار عيسى : النظام السوري يفكّر بسطوة القوة المنفلتة خارج العقل السياسي




بشار عيسى : النظام السوري يفكّر بسطوة القوة المنفلتة خارج العقل السياسي
الثلاثاء 23 آب / أغسطس 2011, 02:17
كورداونلاين
من دلائل ارتباك الأسد البارحة هو نطقه قول سابق له بطريقة فاحشة الخطأ، حين قال بأن الشعب الكردي جزء من النسيج العربي السوري، استدعت خلال لحظات أن تنزل جماهير القامشلي إلى التظاهر صارخين نحن جزء من النسيج الوطني السوري

أعرب معارض سوري بارز عن قناعته بأن السلطة السورية تعتبر أن أي محاولة لإيجاد مخارج سلمية لنقل السلطة اعتداء عليها، ورأى أن مشكلة الرئيس السوري ومستشاريه أنهم "غدوا أسرى مصطلحات لفظية أرادوا بها التحايل على المجتمع"، كما أنهم "فشلوا في سعيهم لتحويل الثورة الشعبية السلمية إلى حالة صراع مسلح" بالبلاد

 

وحول لقاء الرئيس السوري بشار الأسد التلفزيوني (الأحد) قال المعارض البارز بشار العيسى لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء "من مسار الآليات التي اعتمدتها السلطة السورية في معالجة ملف الانتفاضة السورية التي نسجت أجهزتها حبكته الأساسية في قلع أظافر أطفالنا في حوران من قبل ابن الأسرة الحاكمة عاطف نجيب، نجد أن السلطة تهرب إلى حل أمني يلاقي كمون الثورة السورية التي كان لابد لها أن تتفاعل ورياح الثورات العربية". وأضاف "لذا لم يتفاجأ أي مراقب في أن يذهب الأسد إلى الطلقة الأخيرة وهو ينقل دبابته وشبيحته وجرائمه من مدينة لأخرى بهذا الشكل الفاحش للقسوة والتمادي في مجاراة سلوك أعتى طغاة التاريخ"، على حد تعبيره

 

ورأى العيسى أنه "يظهر من كل الإجراءات التي تولغ فيها هذه السلطة، وبلسان أعلى مرجع فيه أنها سلطة لا عقل يحكم سلوكها، ولا سياسة تدير أعمالها، بل تنقاد إلى أفعالها بغريزة خلية مرتعبة، ترى في أي محاولة لإيجاد مخارج سلمية لنقل السلطة، كأنه اعتداء عليها، لأن الأسد لم يتعود بالوراثة التفكير بغير سطوة القوة المنفلتة خارج العقل السياسي، ولا يرى في مشاركة الآخر الشعب، المواطنين، المجتمع حتى حزبه وجبهته، سوى فقداً لمصادر قوته وتنازلاً عن مصالح أسرته/عشيرته غير المحدودة، وهو بالتالي لا يستطيع التفكير إلا كمالك كبير لكامل الأرض وما عليها وبالخثرة البائسة لعقل تبلد في السلطة والتي تماهت في القمع والقتل والاستئصال"، وأضاف "البارحة كان الأسد مزيجاً من أب متسلط (حافظ الأسد) يرتجف في عباءة القذافي الهاربة من ظلال المتظاهرين والمحتفلين في ساحات البلاد، كل بلاد الشرق الأوسط بالتأكيد كان يرى ساحة الأمويين وقد غصت بالمحتفلين على أنقاض سلطته" على حد تعبيره

 

وعن رؤيته للمستقبل القريب للأوضاع في سورية بعد تأكيد الرئيس الأسد على أن "الوضع الأمني حالياً تحول باتجاه العمل المسلح"، وأن النظام قادر "في الواقع على التعامل معه"، قال العيسى "تمنى النظام واتباعه طويلاً أن تتحول هذه الثورة الشعبية السلمية إلى حالة صراع مسلح، وعملوا كل ما في وسعهم لأن يؤول الأمر إلى هذا الشكل من الصراع. يعود جزء من تماديهم في القمع والقهر بالقتل والحصار والاغتصاب لدفع الشبيبة بعامل اليأس إلى هذه الخطأ الخطيئة، بحمل السلاح، لكنهم فشلوا وبقيت الثورة نقية سلمية شعبية تتقدم كل يوم إلى حالة جديد.. أصبحت الثورة السورية تثير إعجاب العالم لقدرتها على التحمل والنهضوية التي تقود بها الشارع السوري على انتشار مدنه وأريافه، لذا استطاعت الثورة إرغام القوى الإقليمية والعربية والدولية على إعلان مواقف تأخرت عنها خمسة أشهر، بحجة أنها كانت مقتنعة بأكاذيب السلطة عن الإصلاح والتغيير المتدرج" وفق قوله

 

وأضاف "ليس أمام الشعب السوري من حل أو مخرج غير الاستمرار في ثورته السلمية وعدم التراجع أو التهافت على المشاريع وخرائط الطريق التي يروَّج لها هنا وهناك في عواصم إقليمية، أصبح لزاماً على قوى الثورة ونشطاؤها ومنظوماتها الميدانية النطق علناً وصراحة باسم الثورة حسماً لتهافت المغامرين والمتسلقين على جراح الثورة للنطق باسمها ونقلها إلى موائد المتاجرة والمساومة. على تنسيقيات الثورة أن تُعلن قيادة ميدانية موحّدة جامعة، خبرتها ساحات الفعل والعمل، وتنظيم آليات عملها الإعلامي الخارجي، لم يعد مقبولاً ترك الأمر هكذا، لقد انتصرت الثورة عملياً صار لزاماً عليها إعلان قيادة غيورة بشرعية مرجعية ميدانية، تتقدم برؤيتها الكاملة لمستقبل الوطن السوري إلى شرائح المجتمع والى المجتمع الدولي والمنظومة العربي والإقليمية، لبناء علاقات دولية وإقليمية يليق بمكانة سورية والثورة السورية وتصون مصلحة الشعب والوطن"

 

وعن إعلان الأسد أن منح الجنسية للأكراد في سورية "حق وحالة إنسانية"، وأن القضية "كانت تقنية والبعض حاول تحويلها إلى قضية سياسية"، قال المعارض "من دلائل ارتباك الأسد البارحة هو نطقه قول سابق له بطريقة فاحشة الخطأ، حين قال بأن الشعب الكردي جزء من النسيج العربي السوري، استدعت خلال لحظات أن تنزل جماهير القامشلي إلى التظاهر صارخين نحن جزء من النسيج الوطني السوري، وليس العربي". وأضاف "ربما مشكلة الأسد هو أم مستشاريه؟ إنهم غدوا أسرى مصطلحات لفظية أرادوا بها التحايل على المجتمع، توهموا أنهم بها يسيطرون على مفاهيم الناس دون أن يفلحوا في القوة التي كانت وحدها وسيلتهم إلى صمت المجتمع، ويفكر بشار الأسد بأخطر قضايا الوطن وأشدها كثافة سياسة تمس حياة ثلاثة مليون مواطن مباشرة و22 مليون مواطن بأنها حالة إنسانية، يصعب على عنصر يدير مخفراً في الحارة أن يفكر بهذه الطريقة البائسة؟ وهو لم ير في انصراف الكرد عن الرشوة التي حاول بها الاحتفاظ بحيادهم برشوة إعادة الجنسية لبعضهم (حوالي ثلاث مئة ألف مواطن)، حين صرخوا ليس بشار الأسد هو من أعاد إلينا الجنسية بل دماء أهلنا وشهدائنا في درعا وحوران" حسب تعبيره.

 

وتابع عيسى "حقيقة إن المسألة الكردية إلى جانب مسألة الديمقراطية هي من أخطر المشاكل التي يجب على قوى الثورة والتغيير التفكير بها منذ هذه اللحظة لقد حول الاستبداد على شموله الوطني مجموعة وطنية (الجماعة الكردية) إلى شعب مستعبد محروم من أبسط الحقوق بخطاب قومي حملوا وزره كل إنسان عربي، لقد جرّد الكرد من النطق بلغتهم وتعلم أبجديتهم والتمتع بشخصيتهم القومية في إطار الوطني السوري، وتمادت سلطات البعث المتعاقبة أكثر، حين جرّدت شرائح كبيرة من الفلاحين الكرد وملاكهم من الجنسية لغاية الاستيلاء على ملكيات أرضها هجرت فلاحيها إلى حواف مدن أصبحوا فقراء يشكلون غالبيتها، فاقدين لكل حق إنساني في العمل والإدارة والحق بالملكية والبطاقة التموينية والسفر الحر بين المدن وحتى من النوم في الفنادق، وفرغت الأرض من فلاحين استثمروها مئات السنين واستبدلوا ببدو استقدموا من مناطق الرقة استوطنوا في قرى الكرد حيث ذكرياتهم وتاريخ أجدادهم، حولتهم في مستوطنات ألحقت بأجهزتها إلى مكعبات أمنية تثير القلائل حيث اقتضت مصالح رجال السلطة وفسادهم. كما أنه في غفلة سنوات الأسد الأب ملك مئات من رجال السلطة الأمنيين والبعث ومن أسرة الأسد وعشيرته أراضي كثيرة في الجزيرة صودرت من أهلها الكرد بقوانين استثنائية في مرحلة الصراع مع صدام العراق، سيكون على النخب الثورية والشباب السوري الكثير من الجهد والعمل لفعله في هذا الصدد بعيداً عن أوهام بشار الأسد" على حد قوله.

المصدر : وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء

806.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات