بريطانيا: الأسد فقد آخر ما تبقى من شرعيته
كلينتون ان قالت ذلك دول اخرى مثل السعودية وتركيا وغيرها سيكون هذا الصوت اعلى
الخارجية الروسية: السلطات والمعارضة السورية غير مستعدة للتنازلات
اعلنت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون يوم الثلاثاء 16 اغسطس/آب
ان الولايات المتحدة لن تطالب في المستقبل القريب الرئيس السوري بشار الاسد بالتنحي
وبتسليم السلطة للمعارضة ، ولكن ستستمر بممارسة الضغط عليه لاجباره على وقف العنف بحق
المواطنين وبدء حوار وطني.
ويعتبر بعض المراقبين ان الولايات المتحدة قريبة من دعوة الاسد الى تقديم
استقالته كما حصل ذلك مع عدة رؤساء دول شرق اوسطية التي شهدت اضطرابات.
كما يشير هؤلاء المراقبون الى ان البيت الابيض مستعد للاعلان عن هذا المطلب
غير ان وزارة الخارجية الامريكية تصر على اجراء حوار اكثر حذر بالنسبة للمشاكل في سورية.
ويرى هؤلاء ان الادارة الامريكية لم تحدد بعد موقفا محددا من هذه المسألة.
وقالت كلينتون في خطاب القته في الجامعة الوطنية للدفاع بواشنطن:
"نحن لا نحدد مدة معينة ، ولا نحاول حل المشكلة في اطار زمن
محدد. هدفنا الاساسي حاليا هو تركيز اهتمام المجتمع الدولي على التنديد بتصرفات
بشار الاسد وتشديد الضغط الدولي عليه".
واعتبرت كلينتون ان الولايات المتحدة تركز اهتمامها في الوقت الحالي على
اتجاهين لحل المشكلة السورية وهما تشديد الضغط
من خلال العقوبات واجراء استشارات مع المجتمع الدولي وبالاخص مع الدول الاسلامية.
وتابعت قائلة: "اننا نشدد العقوبات وندعو دولا اخرى لعمل نفس الشيء..
انني اثق بأن هذه الافعال ستجلب نتائج. لماذا لا ندعوه (الاسد) الى الرحيل الآن؟ لنعتبر
ان الاسد يجب ان يرحل. وماذا؟ ان قالت ذلك دول اخرى مثل السعودية وتركيا وغيرها سيكون
هذا الصوت اعلى".
من جهة أخرى اعلن وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ الثلاثاء ان الرئيس
السوري بشار الاسد "يفقد بسرعة ما تبقى من شرعيته" في وقت صعّد النظام السوري
حملة القمع ضد الحركة الاحتجاجية المطالبة بسقوطه.
وقال هيغ في بيان "حان الوقت ليتحرك الرئيس الاسد" استجابة
للدعوات الى وقف العنف، مضيفًا "انه يفقد بسرعة آخر ما تبقى من شرعيته، عليه وقف
العنف فورا".
كما اعرب هيغ عن شعوره بـ"الصدمة ازاء القمع الحالي الذي يتعرض له
المدنيون من قبل الحكومة"، فيما تجري حاليًا حملة عسكرية واسعة تستهدف مدينة اللاذقية
الساحلية.
وختم هيغ قائلاً "ان الشعب السوري يطالب بتغيير سلمي، والمجتمع الدولي
يطالب بوقف فوري لاعمال العنف". وكان البيت الابيض اعتبر الاثنين ان بشار الاسد
فقد شرعيته في السلطة، وان سوريا "ستكون افضل من دونه".
من جهة أخرى اعلن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي للصحفيين يوم
الثلاثاء 16 اغسطس/اب انه يعتقد بان السلطة السورية والمعارضة غير مستعدتين بعد للتوصل الى حل وسط من اجل تسوية الازمة في البلاد.
واعرب الدبلوماسي الروسي عن مخاوفه من ان "نقطة اللاعودة" قد
تم الوصول اليها، وان النظام السوري والمعارضة ليسا على استعداد لتقديم تنازلات ملموسة
في سبيل وقف تصعيد الازمة.
وقال ريابكوف انه "إن تمت تهدئة الوضع في سورية وايجاد اساس لبلوغ
حل وسط ومساحة للحوار، فان هذا الامر قد يرضي الجميع". واضاف قوله: "نحن
نستخدم كافة الامكانيات والقنوات الممكنة، بما في ذلك الاتصالات بالسلطات والمعارضة،
لكي تجد دعوتنا للاسترشاد بالتفكير السليم اذنا صاغية".
واشار نائب الوزير الى ان روسيا تعتبر تبني قرار اممي بشأن سورية
" امرا قليل الاحتمال في ظل التجربة السلبية لتطبيق قراري مجلس الامن الدولي المرقمين
1970 و1973 الخاصين بليبيا". واستطرد قائلا ان "السؤال الماثل حاليا هو هل
نستطيع ان نقيم بشكل صائب قدرة السلطات السورية
على بلوغ حل وسط ؟".
واعرب ريابكوف عن اعتقاده بان "دول الغرب، بما في ذلك الولايات المتحدة،
ليست لديها ادوات تضمن لها السيطرة على الوضع في سورية، وهي الآن تستخلص العبر من السيناريو
الليبي السلبي".
المصدر: ا ف ب - وكالة "نوفوستي" - روسيا اليوم