فؤاد قنديل يدعو اتحاد الفنانين العرب والنقابات الفنية المصرية بأن يكون لها نفس الموقف إزاء الفنانين السوريين المولين لبشار ونظامه ، مثل دريد لحام
طالب
عدد من الأدباء والمثقفين، الكاتب محمد سلماوى بصفته رئيس اتحاد كتاب مصر والأمين العام
لاتحاد الكتاب والأدباء العرب، بوقف عضوية اتحاد كتاب سوريا، وتحويله للتحقيق بتهمة
تأييد القمع الدموى لشعوبهم، والخروج على ميثاق اتحاد الكتاب العرب المتعلق بالدفاع
عن حريات الشعوب،و نقلت صحيفة اليوم السابع المصرية بأن الأدباء
والمثقفين طالبوا النقابات الفنية المصرية بأخذ الموقف نفسه تجاه الفنانين السوريين
المولين لبشار الأسد ونظامه الإجرامى، ودعوا لمخاطبة كتاب دول العالم والنقابات العالمية
لإعلان شجبها ورفضها لهذا الأسلوب الهمجى، واستنفار كل القوى ضد أفعال بشار الأسد فى
حق الشعب السورى.
وقال
الشاعر رفعت سلام، كنت أتمنى أن يكون موقف اتحاد كتاب مصر مبكرًا وأكثر حزمًا؛ فالبيان
الأخير الذى أصدره الاتحاد هو نوع من إرضاء الذمة، وليس موقفًا حقيقيًا تترتب عليه
نتائج ملموسة تؤثر فى الواقع الراهن فى سوريا، متسائلاً: لماذا لم يدع محمد سلماوى
على سبيل المثال إلى وقفة احتجاجية للكتاب المصريين أمام السفارة السورية بالقاهرة؟،
وتسليم السفير بيانًا شديد اللهجة، وإبلاغه بمواصلة الوقفات الاحتجاجية حتى يتم وقف
استخدام السلاح من الجانب ضد الشعب السورى.
واستكمل
سلام، هناك أكثر من اقتراح فى هذا الاتجاه، لو كان "سلماوى" جادًا فى موقفه،
كرئيس لاتحاد كتاب مصر، ولكنه يسعى لمجرد إبراء الذمة، على نحو ما حصل أيام ثورة يناير
المصرية، وإن لم يفعل سلماوى ذلك، فإننى أدعوا الكتاب إلى هذه الوقفة أمام السفارة
السورية للاحتجاج على هذه الدموية فى قمع الشعب السورى، وهو ما يجب أن يتم أيضًا إزاء
ممارسة الدولة الليبية والحكومة اليمنية.
وأضاف،
من المفترض أن الكتاب المصريين قد تحرروا بفعل ثورة يناير من الوصاية الحكومية، وأصبح
بمقدورهم التحرك بلا حساباتٍ معقدة، وبالتالى فلابد من اتخاذ موقف قوى إزاء القمع بالآلة
العسكرية السورية والليبية واليمنية، وإبلاغ الثورات السلمية فى هذه الدول بأن الكتاب
المصريين يقفون معهم فى نفس الخندق.
وشدد
سلام على ضرورة أن يقوم "سلماوى" بوصفه أمينًا للكتاب العرب بدعوة اتحادات
الكتاب إلى مؤتمر طارئ لا يناقش سوى موضوع واحد الثورات العربية وقمع الأنظمة، وأن
يتخذ المؤتمر موقفًا حاسمًا من الاتحادات الحكومية، المناصرة لهذه الأنظمة القمعية،
إما بالتراجع عن هذا التأييد، أو بتحويلهم للتحقيق توطئةً للفصل بتهمة تأييد القمع
الدموى لشعوبهم، والخروج على ميثاق اتحاد الكتاب العرب المتعلق بالدفاع عن حريات الشعوب،
مؤكدًا على أن الكتاب العرب عليهم أن يتحملوا مسئوليتهم فى مواجهة هذا القمع الدموى
للشعب العربى، ولا يكتفون فقط بإطلاق الشعارات البراقة أمام الميكروفانت والبرامج التليفزيونية
وصفحات الجرائد، فالآن هو وقت الاختبار الحقيقى للكتاب العرب فى تبنيهم الفعلى وليس
الإنشائى لأفكار الحرية ومناهضة القمع.
وقال
الروائى فؤاد قنديل لا بد من النظر إلى الموقف فى سوريا أو موقف الدول العربية منها
بشكلٍ كامل ومن خلال رؤية شاملة، لأى مبادرة من جانب كل الأصعدة، بمعنى أن الشعب السورى
يتعرض للسحق من جانب قيادة كشفت عن وجهها الشرس والبشع وجبروتها فى مقاومة كل أشكال
الثورة، والتعبير عن الرأى، مستخدمة كافة الأسلحة كأنها فى حرب ضروس مع أعدائها، الأمر
الذى لم تقدم على ربعه ولا على واحد من ألف منه مع إسرائيل، والمذرى فى المسألة هو
أن مواقف الدول العربية هزيلة للغاية، ولم تقدم على أى مبادرة لدعم الشعب السورى ولو
بالكلمات، ولم تطلب فى صيغة حاسمة وقف القمع والاستبداد، ثم يأتى بعد ذلك دور النقابات
والاتحادات وجمعيات المجتمع المدنى كلها أصدرت بيانات هزيلة لا تتناسب مع نية بشار
فى سحق الشعب السورى، وبالتالى فالدعوة لوقف عضوية اتحاد كتاب سوريا أمر مطلوب وضرورى،
وبرغم صغر الموقف إلا أنه حتمى وضرورى فى الوقت الذى صار فيه بشار وكأنه يمر على مدن
سوريا مدينة..مدينة.
ودعا
قنديل اتحاد الفنانين العرب والنقابات الفنية المصرية بأن يكون لها نفس الموقف إزاء
الفنانين السوريين المولين لبشار ونظامه السفاح، مثل دريد لحام، إضافة إلى ضرورة مخاطبة
كتاب دول العالم والنقابات العالمية لإعلان شجبها ورفضها لهذا الأسلوب الهمجى، واستنفار
كل القوى ضد أفعال بشار الإجرامية فى حق الشعب السورى.
وشدد
قنديل على أنه إذا لم يتحرك اتحاد كتاب مصر والاتحاد العام للكتاب العرب فسوف يتحرك
الكتاب والمثقفون بدون رابطة أو اتحاد، ويكون هذا التحرك شخصيًا مستقلاً فى وقفة احتجاجية
كبيرة أمام السفارة تنديدًا فى وجه كل من يمس كرامة الإنسان فى أى مكان.
ورأى
الشاعر عبد المنعم رمضان أن اتحادات الكتاب فى كل بلد عربى بما فيها مصر متشابهة، ويبدو
أنها تخضع للقاعدة ذاتها التى يخضع لها الإعلام الذى يمدح النظام القائم ويذم السابق
عليه، وهو حريص على صحة هذه القاعدة دائمًا ولا يجب أن نقول إن الإعلاميين انقلبوا
عندما مدحوا الثورة، فالصواب هو أنهم التزموا بالقاعدة الأساسية، واتحادات الكتاب مثلها
مثل الإعلام تمامًا لا تتخاصم مع نظمها.
وأضاف
رمضان، الاتحاد المصرى لم يحدث فى ظل نظام "مبارك" أن أصدر بيانًا يتعارض
مع اتجاهات هذا النظام، ولو أن نظام "مبارك" مازال قائمًا وليس معارضًا للنظام
السورى لم يكن الاتحاد المصرى قادرًا على تأييد الثورة السورية.
وأكد
"رمضان" أن اتحادات الكتاب ليس لها سوابق في البيانات الحرة، فهى دائمًا
مقيدة بأنظمتها، فلم يصدر المصري بيانًا ضد الغزو الأمريكي للعراق، ولكنه أصدر بيانًا
يؤيد فيه ترشيح فاروق حسنى رغم أنف الكتاب، وإذا سقطت الثورة غدًا وعاد "مبارك"
سيصدر بيانًا يؤيد "مبارك" وسيعتذر له، عملا بالقاعدة الذهبية كن مع كل نظام،
خاصة أن بعض الكتاب يبررون ذلك بأن الاتحاد إذا خالف النظام لن يحصل على التمويل اللازم
الذى به نعالج الكتاب.
وختم
"رمضان" قوله: ما أتمناه شخصيًا أن تكون اتحادات الكتاب بمثابة نقابات مهمتها
الأساسية الدفاع عن أعضائها ضد المرض والجوع والفقر، أما البيانات السياسية ليته لا
ينوب عنا فيها، فلا نريد منه أن يكون مجرد نقابة تحمى مصالحنا الشخصية.
المصدر:
اليوم السابع