كشف المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية بحكومة إقليم كردستان «أن تعليمات صدرت إلى كل المدارس التابعة للوزارة بمنع جميع أشكال النشاط الحزبي داخلها، وأن المعلمين والمدرسين والطلبة أحرار في ممارسة أي نشاط سياسي خارج إطار المدارس بعد انتهاء دوامهم الرسمي، ولكن لا يسمح لهم بأي نشاط حزبي داخل المدارس».

وقال إسماعيل البرزنجي مدير إعلام الوزارة في تصريح أدلى به لـ«الشرق الأوسط» إن المدارس هي مراكز لتحصيل العلم وتنشئة الأجيال وبناء أسس المجتمع السليم، وعليه فإن الوزارة لا تقبل بممارسة أي نشاط حزبي داخلها، لكي تكون بعيدة عن الصراعات والحساسيات الحزبية، أما خارج إطار المدارس فالمعلمون والمدرسون أحرار في انتماءاتهم السياسية وممارسة نشاطاتهم الحزبي بحرية».

وبسؤاله عما إذا كانت التزكيات الحزبية ما زالت سارية ومعتمدة كشرط للتعيينات المرتقبة بملاك الوزارة، والتي وفرتها حكومة الإقليم وتقدر بآلاف الوظائف الشاغرة للمعلمين والموظفين، قال البرزنجي: «التزكيات الحزبية انتهت تماما، فوفقا للنظام الجديد الذي تعمل به الوزارة والحكومة فإن فرص التعيين ستتوفر وفقا للمؤهلات والشهادات وسنوات الخدمة، فعلى سبيل المثال اعتمدت الوزارة عدة معايير أساسية لتعيين المشرفين التربويين، أساسها الكفاءة والمهنية وسنوات الخدمة، إلى جانب اجتياز أربعة امتحانات تمهيدا لرفع الدرجة بما يؤهل المتنافس للحصول على عنوان المشرف التربوي، وهكذا بالنسبة للتعيينات القادمة التي ستعتمد فيها نفس المعايير الأساسية للمؤهلات المطلوبة منها الشهادة العلمية والكفاءة والسيرة الذاتية بالنسبة للموظفين».

يذكر أن التزكيات الحزبية التي اعتمدها الحزبان الحاكمان بكردستان طوال السنوات الماضية كمعيار للحصول على الوظائف في دوائر ومؤسسات حكومة الإقليم قد أثارت انتقادات شعبية واسعة لحرمان الكثير من أصحاب الكفاءات والخريجين من فرص التعيين، ما دعا رئيس الإقليم ورئيس الحكومة إلى منعها كشرط أساسي للتعيينات في الوظائف في إطار حملتيهما الرامية إلى إجراء الإصلاحات في الإقليم.

وكانت حكومة الإقليم قد أطلقت بداية العام الحالي خطة لتوفير 25 ألف وظيفة بدوائرها ومؤسساتها في إطار توجهها نحو القضاء على البطالة وتشغيل خريجي الجامعات والمعاهد استأثرت وزارة التربية بحصة الأسد فيها.

المصدر : الشرق الأوسط