القوات السورية تقتل 13 محتجا بعد صلاة الجمعة
الجمعة 12 آب / أغسطس 2011, 07:34
كورداونلاين
"يريد الاسد القضاء على الانتفاضة قبل أن تزيد الضغوط الدولية عليه. لكن الناس خرجوا من كل مسجد كبير تقريبا في دير الزور على بعد أمتار من الدبابات التي تسيطرعلى كل مسجد رئيسي وعلى المنطقة المحيطة به."
(رويترز) - قال نشطاء ان القوات السورية قتلت 13 محتجا بالرصاص يوم الجمعة مع مطالبة عشرات الالاف بسقوط نظام الرئيس السوري بشار الاسد مرددين هتاف "لن نركع الا لله" على الرغم من حملة عسكرية أدت الى فرض عقوبات وتوجيه الادانات من الخارج.
وخرجت المسيرات الاحتجاجية التي تحدت القوات السورية في أنحاء مختلفة من البلاد بما في ذلك مدينتي حماة ودير الزور اللتين اقتحمتهما دبابات قوات الاسد في شهر رمضان.
وقال نشطاء لجان التنسيق المحلية ان من بين القتلى ستة محتجين في ضاحيتي سقبا ودوما بريف دمشق ومحتجان قتلا في مدينة حلب وهي مركز تجاري واثنان في محافظة ادلب الشمالية على الحدود مع تركيا.
وقال سكان ان شخصين قتلا أيضا في حماة بعد أيام فقط من هجوم نفذه الجيش واستمر أسبوعا في المدينة التي أصبحت رمزا لتحدي حكم الاسد بعدما خرجت حشود ضخمة أسبوعيا للمطالبة بتنحيه.
وهتف محتجون قائلين "ارحل يا بشار" في مسيرات بمدينتي اللاذقية وبانياس الساحليتين وفي أنحاء محافظة درعا الجنوبية التي اندلعت فيها قبل قرابة خمسة أشهر الاحتجاجات على حكم أسرة الاسد الممتد منذ 41 عاما.
وفي دير الزور قالت لجان التنسيق المحلية ان القوات السورية أطلقت الرصاص الحي على المحتجين وهم يخرجون من مسجد رئيسي مما أسفر عن مقتل شخص.
وذكر شاهد أن حريقا اندلع في المسجد بعدما أطلقت قوات الامن النار عليه. وقال عبر الهاتف "أصوات الاعيرة النارية تدوي في المنطقة بكاملها. المصلون يركضون للاحتماء في الازقة."
وقال ساكن اخر "يريد الاسد القضاء على الانتفاضة قبل أن تزيد الضغوط الدولية عليه. لكن الناس خرجوا من كل مسجد كبير تقريبا في دير الزور على بعد أمتار من الدبابات التي تسيطرعلى كل مسجد رئيسي وعلى المنطقة المحيطة به."
وقال التلفزيون السوري الرسمي ان مسلحين قتلوا اثنين من أفراد قوات الامن في دوما التي تقع خارج دمشق.
وتمنع السلطات السورية معظم أجهزة الاعلام المستقلة من العمل الامر الذي يجعل من الصعب التحقق من الاحداث على الارض.
وكثفت قوات الاسد هجماتها على البلدات والمدن في شتى انحاء البلاد منذ بداية شهر رمضان قبل أسبوعين لاخماد المعارضة المتزايدة لحكم عائلة الاسد وذلك على الرغم من التهديد بفرض عقوبات امريكية جديدة ودعوات من تركيا ودول عربية الى وقف الهجمات على المدنيين.
وقال نشطاء ان القوات السورية قتلت 19 شخصا على الاقل في غارات قرب الحدود مع لبنان وفي المعقل السني في البلاد يوم الخميس. وتنتمي عائلة الاسد الى الاقلية العلوية التي تحكم سوريا.
وأعلن نشطون أن أكثر من 1700 مدني قتلوا في الحملة العسكرية على المحتجين.
وتقول سوريا ان 500 من قوات الشرطة والجيش قتلوا في اعمال العنف التي تلقي فيها باللائمة على عصابات وارهابيين.
وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون يوم الجمعة ان من الواضح أن سوريا ستكون أفضل بدون الاسد ودعت الدول التي تشتري النفط من سوريا او تبيع لها السلاح الى قطع هذه العلاقات.
وقالت "نحث تلك الدول التي ما زالت تشتري النفط والغاز السوري وتلك الدول التي ما تزال ترسل أسلحة للاسد وتلك الدول التي يعطيه دعمها السياسي والاقتصادي راحة في وحشيته.. على الوقوف على الجانب الصحيح من التاريخ."
وتأتي معظم ايرادات سوريا من العملة الصعبة من صناعة النفط التي يبلغ انتاجها 380 ألف برميل يوميا. وللرئيس الاسد علاقات وثيقة بهذه الصناعة.
وبينما تصدر سوريا النفط الخام الا أن طاقتها على التكرير لا تكفي لتلبية احتياجاتها المحلية من الوقود. وقالت مصادر تجارية ان شركتي فيتول وترافيجورا السويسريتين لتجارة النفط وافقتا هذا الاسبوع على بيع مؤسسة تسويق النفط السورية (سيترول) 60 ألف طن من البنزين.
وحثت جماعة أفاز للحملات الدولية الدول الاوروبية يوم الجمعة على فرض قيود فورية على مشتريات النفط السوري لتجفيف تمويل الاجهزة الامنية التابعة للاسد. وقالت ان 150 ألفا من نشطاء أفاز وقعوا التماسا في هذا الصدد.
لكن احتمال ممارسة دول غربية الضغوط على الاسد عن طريق استهداف النفط السوري ضئيل بسبب المصالح التجارية التي تتعارض مع هذا الامر.
وقالت كلينتون حين سئلت عن السبب في أن الولايات المتحدة لم تطالب حتى الان بتنحي الاسد ان واشنطن كانت "واضحة تماما" في تصريحاتها بشأن فقدان الرئيس السوري للشرعية. وأشارت الى رغبة واشنطن في تعبير دول أخرى عن الامر نفسه.
وفرضت واشنطن عقوبات يوم الاربعاء على أكبر مصرف سوري وأكبر شركة لتشغيل الهاتف المحمول في سوريا والتي يسيطر عليها رامي مخلوف ابن خال الاسد. وقال السفير الامريكي في دمشق روبرت فورد يوم الخميس ان عقوبات جديدة ستفرض اذا لم توقف السلطات السورية العنف.
وعلاوة على صلاة الجمعة تتيح صلاة التراويح في رمضان لمزيد من السوريين فرصة للتجمع والقيام بمسيرات احتجاج يومية.
وفي لبنان المجاور تظاهر مئات في منطقة عكر الشمالية التي تسكنها أغلبية سنية تأييدا للمحتجين السوريين.
وزادت قوى اقليمية مثل تركيا والسعودية ومصر من ضغوطها على الاسد لوقف العنف.
وذكرت وكالة الاناضول التركية الرسمية للانباء يوم الجمعة ان الرئيس التركي عبد الله جول حذر الاسد من اهمال الاصلاحات الى أن يفوت الاوان وذلك في خطاب وجهه الى الرئيس السوري في وقت سابق هذا الاسبوع.
وقال البيت الابيض ان الرئيس الامريكي باراك أوباما تحدث مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان يوم الخميس واتفقا على ضرورة تلبية مطالب السوريين بالانتقال الى الديمقراطية.
(شاركت في التغطية مريم قرعوني من بيروت)
من خالد يعقوب عويس