تحدث مراقبون عن استعدادات تركية عسكرية على الحدود السورية، في وقت تم فيه تسريب أنباء عن أن مقاتلين من حزب العمال الكردستاني يتسللون إلى الأراضي التركية لناحية غازي عينتاب ولواء الاسكندرون.
قالت صحيفة "ميللييت" التركية، أن لواءين عسكريين تركيين اتخذا
مواقعهما قرب الحدود السورية، حيث يتمركز الجيش الثاني المسؤول عن المنطقة المحاذية
لسورية، استعداداً لأي أوامر يمكن أن تصدر عن القيادة العسكرية.
وجاء قول الصحيفة بعد أن جرى عقد الاجتماع الأمني بين أردوغان والقادة
العسكريين والأمنيين، لدراسة احتمال إنشاء حزام امني داخل الأراضي السورية في مواجهة
أية موجات تدفق جديدة للاجئين السوريين إلى تركيا. وأضافت الصحيفة، أن الاجتماع بحث
كذلك مدى مساهمة تركيا في أي تدخل محتمل ضد سورية، كما تدارس تصريحات المستشارة الإعلامية
للرئاسة السورية بثينة شعبان بأن رد دمشق سيكون أكثر حزما إذا كانت الرسالة التركية
حازمة.
من جانبه، شجع نائب رئيس الحكومة التركية بولنت أرنيتش المجتمع الدولي
على القيام بتحرك ضد سورية، وقال: "هذا أمر طبيعي"، وأشاد بالموقف الأمريكي
والغربي من سورية موضحاً قوله: بالفعل "لا يمكن البقاء مكتوفي الأيدي".
ورفض الكاتب المعروف ديريا سازاك عبر صحيفة "ميللييت" مقولة
اردوغان، إن: "المسألة السورية شأن داخلي تركي وانه لا يمكن البقاء ساكتين على
ما يحدث وان صبرنا بلغ لحظاته الأخيرة"، وتابع سازاك قوله: "إن هذه التصريحات
تحمل من حدة لم تحملها تصريحات اردوغان ضد إسرائيل. وهي تصريحات تستحضر لغة الحرب التي
استخدمت ضد سورية في خريف 1998 لطرد (زعيم حزب العمال الكردستاني) عبد الله أوجلان
من الأراضي السورية".
كما اتهم رئيس الحزب الكردي الشرعي في تركيا، "السلام والديمقراطية"،
صلاح الدين ديميرتاش، حكومة رجب طيب أردوغان، أمس، بـ"أخذ تركيا نحو حرب مع سورية"،
واصفاً زيارة وزير الخارجية أحمد داود أوغلو إلى دمشق بأنه "يتجه إلى هناك بصفته
سفيراً للولايات المتحدة لا لتركيا". وتوقع ديميرتاش أن تفتح أنقرة مواجهة جديدة
مع طهران فور الانتهاء من الأزمة السورية.
من جانبه، رأى القائد العسكري لحزب العمال الكردستاني، مراد كرايلان،
خلال لقاء مع وكالة أنباء فرات، أن:ِ "أردوغان الحساس جداً بشأن الشعب السوري،
لم يقل أي شيء في ما يتعلق بالقمع والعنف والقتل الذي تقوم به القوات الأمنية ضد شعبه
الكردي".
وفي هذا السياق، أعلن المكتب الصحفي في محافظة حماة: "أن السفير
التركي في دمشق، قام بزيارة حماة، وشاهد الأماكن التي حصل فيها التخريب من قبل المسلحين،
والتقى مع بعض المواطنين من أبناء مدينة حماة".
من جانبه، أكد رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، أن: "سفيرنا
في دمشق، لاحظ أن قوات الجيش بدأت بالخروج من مدينة حماة، وهذا تطور إيجابي".
وأوضح: "نأمل أن ينتهي كل شيء في غضون 10 إلى 12 يوماً، وأن تخطو سورية خطوات
نحو الإصلاح".
وكالة "أنباء موسكو"