مع اخوتنا في سوريا حتى الوصول الى الحرية إكتفى الفنان مارسيل خليفة بإضاءة شمعة عن روح الشهداء في سوريا، و القول "جئت إلى هنا كي أقول لا للديكتاتورية العربية".
"منذ خمسة أشهر والنظام الإستبدادي
يصم أذنيه عن المطالب المشروعة للشعب السوري، ما يريده السوريون لأنفسهم هو الكرامة
الإنسانية والديموقراطية والعدالة الإجتماعية، لإنهاء كابوس ديكتاتورية الجمهورية الوراثية"،
هذا هو المطلب الذي حمله المئات من المثقفين اللبنانيين في وقفة تضامنية مع الشعب السوري
الشقيق الذي يعاني منذ شهر أيار الماضي من ويلات وبطش نظامه.
ليل أمس، تجمع المئات من المثقفين والفنانين
والطلاب الجامعيين في ساحة الحرية داعين دول العالم والأمم المتحدة إلى التحرك الفوري
لإنقاذ الشعب الضحية من براثن وأنياب الأسد في سوريا، وقد شارك في هذا الإعتصام النائب
احمد فتفت وناشطون حقوقيون من لبنان ودول اوروبا، إضافة الى وجوه إعلامية وسياسية وفنية،
اضاءوا الشموع أمام تمثال الشهداء وسط إجراءات أمنية مشددة، نفذتها عناصر من الفهود
في قوى الأمن الداخلي التي وضعت عوائق حديد امام مركز الإعتصام. وقد رفع المعتصمون
لافتات واطلقوا هتافات تضامناً مع الشعب السوري، منها "يا للعار لبنان في مجلس
الأمن يشارك في قتل الأبرياء"، "إذا كانت الثورة السورية مؤامرة فأنا مع
المؤامرة"، "رسالة من حماه: صمتكم قتلنا.. شكراً لكم".
بعد نصف ساعة على بدء الإعتصام، حاولت
مجموعة مؤلفة من 4 أفراد ، قالوا إنهم من مسؤولي "حزب البعث " إختراق صفوف
المتظاهرين وإعتراض القوى الأمنية الموجودة في المكان، وبعد أن تصدت لهم عناصر الفهود،
قاموا بتوجيه كلمات نابية بحق المتظاهرين، ومتوعدين لهم بعقاب عسير حين الإنتهاء من
الإعتصام.
كما إندس بين صفوف المتظاهرين ثلاثة شبان
من حزب السوري القومي الاجتماعي- مكتب الحمرا، وحاولوا أن يفتعلوا بعض المشاكل إلا
انهم لم يفلحوا، وذلك بعد تصدي عناصر الشرطة لهم وإخراجهم من المكان.
ومن بين الوجوه السياسية التي حضرت إلى
مكان الإعتصام عضو "تيار المستقبل" النائب أحمد فتفت والذي تحدّث إلى
"المستقبل" فقال: "إن النظام السوري يحاول تغطية جرائمه بحق شعبه بإطلاق
الوعود بأنه يسير نحو الإصلاحات والتغيير، ولكن الواقع يعكس غير ذلك، فالجرائم لا تزال
يومياً تقام بحق المواطنين العزل والأبرياء، الأسد لا يريد إصلاحات بل إبادة شعب بأكمله".
أما الإعلامية مي شدياق فقد أكّدت ل"المستقبل"
أنها "أكثر شخص تأذى من النظام السوري وكان الثمن حياتها"، مضيفة "الجميع
يعرف ما قام به ذلك النظام الديكتاتوري في لبنان من أعمال تعذيب وقتل، كيف كان يقتلع
الأظافر من الاصابع، ويبيد الأجساد بالأسيد، السيناريو نفسه يكرره مع أولاد شعبه، هذا
النظام الوراثي قام عام 1982 بإبادة اهل حماه ولكن وقتها لم يكن الإعلام فاعلاً كما
اليوم، الشعوب إستيقظت وأصبحت أكثر وعياً، هذا النظام يجب أن يمحى كلياً عن وجه الأرض".
وكانت لافتة مشاركة الشاعر شوقي بزيع في
التحرك التضامني. وقد اتضح أن ما قيل عن انسحابه من التوقيع على البيان الذي دعا إلى
هذه الوقفة لم يكن صحيحاً، بل الصحيح هو أنه تحفظ على خلو ذلك البيان من الاشارة الى
ضرورة التنبّه على مخاطر انزلاق الوضع السوري نحو المذهبية أو الاتجاهات السلفية، وضرورة
التركيز في المقابل على البديل الديموقراطي والعلماني.
وقد إعتبر الشاعر شوقي بزيع أن "الظلم
والقهر أشبه بقنبلة موقوتة، ستنفجر ولو بعد حين، وقد حان وقتها الآن، نحن هنا لنقول
لا للظلم ولا للتعذيب، الشعب السوري يستحق الحياة بكرامة وعزة".
وإكتفى الفنان مارسيل خليفة بإضاءة شمعة
عن روح الشهداء في سوريا، و القول "جئت إلى هنا كي أقول لا للديكتاتورية العربية".
ولفتت الفنانة حنان الحاج علي التي حضرت
مع زوجها المخرج روجيه عساف إلى انها "مقاومة مع كل مظلوم، انا مع المقاومة ضد
إسرائيل، وأنا مع الشعب السوري ضد ظلم الأسد، لقد شاركت في مصر مع المتظاهرين في ساحة
التحرير ضد نظام مبارك، المقاومة هي بكل شيء وليس فقط ضد دولة عدوة".
وشدد الفنان أحمد قعبور أنه "آن الأوان
للمنظومة العربية أن تزول نهائياً وتحل مكانها أيديولوجية تداول السلطة، يكفي قتل العزل
والأطفال".
من جهته أكّد المخرج روجيه عساف أنه
"مع الإيراني ضد الشاه ومع الروسي ضد القيصر ومع السوري ضد الأسد، لأنه لا يقل
بطشاً وظلماً عن هؤلاء، عندما ننتقد شخصاً ليس معناه اننا ننتقد دولة او شعباً، نحن
مع إخوتنا في سوريا حتى الوصول إلى الحرية القريبة
ربيع دمج
"المستقبل" اللبنانية