عنف العسس
الإثنين 08 آب / أغسطس 2011, 13:59 كورداونلاين
لعنة موسى عليهم لا مساس , سامريون في اللذة والمتعة , ينشدونها بالاغتصاب والخدعة , لا يؤمن فيهم الجانب , فانهم للشعب كالأجانب , يستحلون كل حرمة وقيمة , ويستبيحون اللوثة لكل شيمة
بقلم: خيري هه زار
شرفة مطلة على الشارع ,
وعنق طويل لقد فارع , يترصد الفعل عند المضارع , فلاح الفتى الشرس البارع , عندما
كان كالأسد الرئبال , وشجاعته تضرب بها الأمثال , قد أضحى مزمرا و طبال , وحنى
الظهر منه كالعتال , وبصره أسكر بالعمى , والشيب في صدغيه نمى , لم يعرفه لأول
وهلة , فحالته لم تكن سهلة , الدمع على هيئته ينهمر , من المقل والخد ينقعر ,
والقلب كاد أن ينفطر , لفقد ضوعه العطر , ولبروز العظم والشريان , من على أهابه
العريان , والبقع على جسده تنتشر , يتسائل الأبرص ويستشر , عن زيارة لملك الموت ,
فيقف النبض ويخفت الصوت , ويلتحق بالملأ الأعلى , فهو الحري بهذا وأولى , ومن بعده
فليحمل من يحمل , اللواء عنه والراية وليكمل , بدأ الخطوة في الألف ميل , هل هناك
لفكره من يستميل , ويحمل عنه العبأ الثقيل , ربما لا وربما نعم , فالنخوة ثكلى
والعزم عقم , والعذاب في الدهاليز شديد , كهرباء وسياط وحديد , هذا ما أفرزه العصر
الجديد , ليتنا كنا في عصور الجليد , يساق بك لأتفه الأسباب , الى هناك وتفارق
الأحباب , فيدون اسمك في الأضابير , وتحوم من حولك الدبابير , فيشتغل اللسع فيك
لحين , تقروتعترف بالخبر اليقين , وان تجاسرت وآثرت الكتمان , فسيأتيك من بينهم
الغيلمان , وحش مكشرعن انيابه , والقرف يسيل من لعابه , جاعلا من قفاك قبلة ,
لصفعة ولكمة وتفلة , وسب وشتم وبذيء الكلام
, عوضا عن التحية والسلام , وهذا أيسرالشرين في عرفهم , يا ويل من يقع في
جرفهم , هل طينتهم طينة البشر , والله من يقر بذلك فشر , مسوخ للشرقذرة نتنة ,
وحبال الرحمة فيهم ختنة , شرط الانتماء الى فصيلهم , وانتساب العنصر الى رعيلهم ,
البصاق على صورة لابيه , والبراءة من امه وأخيه , فيكتسب حينها صفة الزبانية ,
يتجولون في الخفاء والعلانية , غدوهم ورواحهم بين الناس , يمرق الصواب من الراس ,
وتكفهر من رؤيتهم السحنة , منذرة بدنوفتنة ومحنة , اتقن في صنعهم الطغاة , وبرع في
كسوتهم البغاة , جهازهم يدار من الرئيس , والضحية في يدهم شعب بئيس , يرصدون منه
كل نسمة , ويخنقون فيه كل بسمة , يشيعون الرعب في الورى , بات المرء يخشاهم في
الكرى , ويحذرالقمع فيهم ليل نهار, ويتحاشى ذكرهم بالسروالجهار, في مذهبهم السيف
يسبق الأجل , والشعوذة سبيلهم في القمع و
الدجل , والكبير في عرفهم هو البعير , جعل الله مآلهم قاع السعير , شرذمة جثت على
صدر الملة , كالكابوس الذي يصاحب العلة , وكالأحباش وجوههم كالحة , والنفس فيهم
جرداء ومالحة , تخلو من أي اثر واساس , لحياة فيها رجاء والتماس , الا حياة القنص
والافتراس , لعنة موسى عليهم لا مساس , سامريون في اللذة والمتعة , ينشدونها
بالاغتصاب والخدعة , لا يؤمن فيهم الجانب , فانهم للشعب كالأجانب , يستحلون كل
حرمة وقيمة , ويستبيحون اللوثة لكل شيمة , ولائهم للأمير الماجن , بهيمي النزعة
وداجن , والأنسنة فيهم معدومة , هذاحال أزلام الحكومة , وحال الجلاوزة فيها
والطغام , يمرغون الأنوف في الرغام , لشعب
كريم أصلا ومحتد , وبنبل ابنائه يشهد ويعتد , ولكن البلية كانت أكبر , جعلت مصيره
أشعث وأغبر , بفعل الخسة والقهر من حاديه , فر السؤدد والوئام من واديه , كيف يبقى
والراعي بثوب الذئب , يتقمص شخص يوسف ذا النجب , ويذيع خبرا بين الضباع , أن
تمردوا على السباع , سيكون الحكم لنا بعد الآن , فلنبدأ ونستقوي بالمران , فقد
والله آن الأوان , لنبلغ من الفضاء العنان , ونغير من حكمة القدر , انما العزة لمن
أستقدر , الهول يفظع بالغدر والحيلة , والخلق الرفيع في مرمى الغيلة , وبات لا
يخشى الطوفان , وأطعم شعبه المر والشوفان , وتسلق الجبل ونوح يناديه , والشك يقتحم
في نفسه ويعاديه , النار في التنور تضطرم , تنبأ بقدوم السيل العرم , والفاسد
الهمام في أعلى الجبل , تعتريه نشوة من بطر وخبل , ويكتسح الطوفان كل مكان , ليسطر
مأثرة في الذهن والزمكان , وعبرة لساسة الشعوب والأمم , مهما يبلغون صعودا في القمم , بالفساد والظلم والقهر, وبث الرعب في
السر والجهر , فلا محالة من الانحدار , والتدحرج الى بئس القرار , الفساد
ينخر في الأمة كالسوس , ويضمرالشروالفتنة كناقة البسوس , ويبقى نوح في العالمينا ,
يقارع الشر في المفسدينا , وان كان الكل يدعي لنفسه , مهبط فلكه وبقايا رمسه ,
والكورد يشترك في الوليمة , دون الظفر بالفيء والغنيمة , لأنه محاط بالعدى , وان
لم يستأنف الفدى , ويستعيض الشعب بالعسس , فالفساد غاص وطال العدس , فلن يبقى هناك
جودي , وسنكون كما الحوذي , يجر بحصانه عربة الغير , ويتعثر في الركب وفي السير ,
السنا كالوعل والدراج , ندفع لغيرنا الخراج , ونتناطح فيما بيننا , لكسب رضاهم
علينا , في أمر غير ذي بال , بربكم اليس هذا من الخبال , نتراشق فيما بيننا
بالنبال , وغيرنا يسعد في كنف الجبال , أليس هذا بالحمق المطبق , الطاغي على كل
منطق , آه لو كان الصبر ينطق , وينفلت من أيوب ويحدق , فيما نحن فيه لشهق , من
الحسرة علينا وزهق , انما للصبر مدى وحدود , وللمصبورعليه عهود ووعود , ينبغي
الوفاء بها لقاء الصبر , والا فالركون الى مبدأ الجبر , هو الرديف للحل الأمثل ,
لخلاصنا بالشكل الأتم والأكمل , والسلام
ختام .
|