الإثنين 19 أيّار / مايو 2025, 15:14
مدخل إلى حزب العمال الكردستاني




مدخل إلى حزب العمال الكردستاني
الجمعة 05 آب / أغسطس 2011, 15:14
كورداونلاين
مدخل إلى حزب العمال الكردستاني ترجمة: راستيان قامشلو مركز ويلسون للدراسات ،الأهداف،تكتيكات،التمويل،البرلمان الكردي في المنفى،تأثير أوجلان

مدخل إلى حزب العمال الكردستاني

*ترجمة: راستيان قامشلو                                                      

 *مركز ويلسون للدراسات

يمثل ظهور حزب العمال الكردستاني في عام 1984 كمنظمة ثورية بسعيه للاستقلال الكردي مرحلة جديدة رئيسية في تطور الحركة الوطنية الكردية, داخلاً مرحلة مُستمرة من صراعٍ مُسلح قائم للآن- بذلك يكون التمرد الكردي الأطول في التاريخ التركي الحديث 1. لا يُعزى تحول المشكلة الكردية في تركيا إلى الشكل الحالي فقط  إلى الـ PKK : ساعدت أحداث في أجزاء أخرى من الشرق الأوسط, وخاصة حربي الخليج والعراقية الإيرانية, بتزويد الـ PKK بساحة سياسية و عسكرية كبيرة للمناورة. لامست قدرة المنظمة على الاستفادة  من التغيرات الجغرافية ومرونتها  على الأرض بوضوح وترا حساسا في تركيا. وفيما إذا استمرت المنظمة على قيد الحياة أو لم تستمر في المدى الأطول, تبقى الحقيقة بأن الحزب قد استطاع تغيير سياسات الدولة التركية الداخلية والخارجية. و هذا السبب بالذات هو الذي سيجعلنا نبدأ بتحاليل عن للمنظمة. ليس الغرض من هذا الفصل شرح ثورة الـ PKK أو تعداد نجاحاته أو فشله العسكرية .

في الحقيقة الـ PKK هو ظاهرة غير عادية بين الحركات القومية الكردية, وبخاصة في جذوره اليسارية. فقد انبثقت معظم الأحزاب الكردية الأخرى – و بخاصة في العراق – من أكثر الدوائر الكردية  التقليدية ذات التوجه العشائري أو الإقليمي المحدد2. فالحزب يُمَثل السكان الأكراد الأقل تذويبا في  المجتمع التركي. ترعرع  الـ PKK ونما من خلال  فوضى و اضطرابات  أعوام السبعينيات عندما ظهرت عدة مجموعات تركية يسارية متطرفة كانت العديد منها عنيفة. مُنبثقا من بين أكثر الأفراد  تذويبا , في بداية 1973  بدأ الطلاب الكورد اليساريين في انقرا المُناقشات لتأسيس حركة وفي عام 1978  قرَرَ الـ PKK أن يقيم أول مؤتمر له ويؤسس نفسه في الخفاء تحت قيادة أوجلان. استهدفت هجماته الأولى الملاكين  من الأكراد, بما فيها محاولات اغتيال ضد عضوا برلماني. بهكذا عمليات, صَنع الـ PKK لنفسه اسما كمقاتل عن المحرومين من الحقوق3. و أصبح أيضا أكثر مجموعة كردية فعالة في الجنوب الشرقي و حاز على اهتمام أجهزة الأمن 4. و للنجاة من مصيدة انقلاب 1980تدفع ضغوط أجهزة الأمن المبكرة بأوجلان و معظم قيادة  الحزب بالهروب إلى سوريا و لبنان, حيث بقى هناك لسنين عديدة5 . بالرغم من إن أوجلان تمكن من الفرار, فأن آخرين كـُثر سجنوا من قبل النظام العسكري, العديد منهم في سجن ديار بكر. على إيه حالة, ساعد القمع العشوائي  للنظام في الشرق والجنوب الشرقي الـ PKK  في كسب العديد من الموالين. وتحت الوصاية السورية في لبنان, حيث حصل أنصار الـ PKK تدريبهم الحقيقي الأول, أسَسَ أوجلان ومجموعته الصغيرة صلات وثيقة مع بعض المجموعات الفلسطينية إضافة للمخابرات السورية .

بدا الـ PKK عملياته العسكرية ضد الدولة بشكل جدي في آب 1984  بعد تعزيز مكانته في جنوب شرق البلاد بعد صراع داخلي مرير مع المنظمات الكردية المنافسة. منذ ذلك الحين  بدأ الـ PKK بتجميع القوة. بالرغم من حالة نقص الخبرة في البداية, بمرور الوقت اكتسب أعضاء الـ PKK الخبرة حيث وصل لأوج قوته بين 1991-1993 . بدَتّ انقرا غير مستعدة لنوع التحدي الذي فَرَضهُ الـ PKK . ولم يكن حزب العمال ليكون واحداً من العديد من الزمر أو المجموعات الصغيرة والتي ظهرت واختفت على مر السنين , بل كان واحداً ممن امتلك أجندة سياسية واضحة المعالم ويمكن أن يمارس انضباطا لا مثيل له . قسََمَ الـ  PKK نفسه, تماشيا مع أجندته السياسية , إلى ثلاثة أجزاء . الحزب نفسه –وهو الـ PKK نفسه –البنية الأساسية . في 1985 انشأ ERNK   الجبهة الوطنية لتحرير كردستان  لدعم التجنيد, تقديم المعلومات الأستخباراتية, والمشاركة  بنشاطات الدعاية في تركيا والخارج. أخيرا, الدعامة الثالثة في هيكيلتها هو ARGK   الجيش الشعبي لتحرير كردستان, والذي شـُكِلَ في 1986 6.

شمل رد فعل انقرا الأولي , والذي يتكون بالأساس من ردود عسكرية, غارات جوية عبر الحدود والتي سببت بشكل دائم إصابات أكثر بين الأكراد العراقيين من ما سببته للـ PKK. أيضا بمرور الوقت  تعلمت الدولة  التركية من أخطائها وبدأت استهداف مصادر هامة, وبشكل أساسي العسكرية, في المنطقة لتحقق بدورها نجاحات عسكرية هامة ضد الـ PKK 7 .

وفرت حروب الخليج الأولى (1980-1988)  وحرب الخليج الثانية في 1991 عمقا استراتيجيا  للـ PKK في المواجهة مع حكومة انقرا. في المقام الأول كان النظام في بغداد مجبرا ليقلل من حَشد قواته بشكل كبير في الشمال, مما خلق فراغا في السلطة . وبالمثل, خلال صراع الخليج الثانية الأقصر بكثير, ضعفت الحشود العراقية في شمال العراق والاهم من ذلك ظهرت بحكم الواقع منطقة الحكم الذاتي الكردية تحت حماية أمريكا وبريطانيا وفرنسا . وقد استفاد الـ PKK من غياب حضور العسكري الذي يعترض نشاطاته. من جهة أخرى, لم يكن الافتراض التركي بان النظام العراقي سوف يكون مؤيدا لأنقرة و ينبغي عليه إن يعيد التحكم بالمنطقة الشمالية بالضرورة صحيحا. ولعرقلة حرية حركة الـ PKK في شمال العراق, شنت تركيا عمليات عسكرية ضخمة – أرضية وجوية , كبيرة أو صغيرة – خلال الحدود  الدولية .

الأهداف

منذ البداية, فقد أعلن الـ PKK عن أهدافه المتمثلة بإنشاء دولة كردية مستقلة و موحدة, بالتالي لم يخفي الـ PKK عن تطلعاتٍ كردية الطابع. سعى الـ PKK ليس فقط للاستقلال, لكن أيضا  لثورة سياسية أو اجتماعية بين الأكراد بغية تغيير الهيكلية الإقطاعية المخيفة. قدَمَ الحزب نفسه بشكلٍ باكر كحزب ماركسي لينيني يتبنى الخطاب اليساري بشكل عام و المعادي للامبريالية بما فيها " الامبريالية التركية" في كردستان تركيا. عكس برنامج الـحزب شعارات اليسار المتطرف : تمَثل كردستان مع أجزائها  الأربعة جميعا, والتي تـُحكم من  قبل تركيا والعراق  وإيران و سوريا,  الحلقة الأضعف في " السلسلة الرأسمالية ", والنضال ضد الامبريالية  هو النضال من اجل حماية الثروات الطبيعية لكردستان من الاستغلال. اعتمد الـ PKK بنية شبه عسكرية مُحكمة و " ديمقراطية مركزية "  لينينية والتي  نفت أساسا النقاش الداخلي أو أية شفافية للمنظمة ونشاطها – ملامحٌ بقيت  بشكل كبير على حالها لليوم الحالي - حتى ولو  تم هجرة الماركسية اللينينية  تماشيا مع الأجواء الجديدة لما بعد الحرب الباردة .

باعتبارها منظمة: يأخذ  الـ PKK نفسه على محمل الجد.  فقد حاول التعبير عن ذلك بوضوح على أنه منظمة "تحرير وطنية " بحيث يستطيع أن يحول نفسه إلى مؤسسات من اجل البقاء على المدى الطويل.  ينظم الـ PKK بشكل دوري مؤتمرات وطنية, والتي تؤخذ القرارات فيها " ديمقراطيا " . فهو يملك قوانين تنظم التجنيد الإلزامي, الترقيات في الجيش, وهكذا إلى أخره 8. والقصد من هذه المؤتمرات ونشر قراراتها هو تبديد فكرة أن المنظمة  مسيطرٌ عليها بشكل كامل فقط من قبل شخص واحد, مما لا شك فيه بان هذه النشاطات هي مخططة لتظهر بان الحزب هو حركة مع بنية و أهداف و وسائل سياسية لتحقيق هذه الأهداف .

بالتأكيد,تخلى عن الماركسية –اللينينية, يُبرر الـ PKK مواقفه الراديكالية المبكرة كانعكاس للواقع,أي البيئة اليسارية المتطرفة التي هيمنت على السياسات التركية في ذلك الوقت. أضف إلى ذلك, يزعم المتحدثين باسم الـ PKK بأن الدولة التركية كانت قد نجحت في كسب عدد كبير من الملاكين الأكراد الأثرياء,الأغوات, فضلا عن الطبقة التجارية , مما دفع  الـ PKK للبحث عن أنصار بين الطبقات الأفقر من العمال والفلاحين. تقريبا كانت جميع الصراعات المسلحة في إنحاء العالم تعتمد الخطاب اليساري  الثوري اليسار  لتبرير حركاتهم . وبالتالي أصبح الـ PKK  في وقت مبكر ملتزما بالعنف الثوري ضد الدولة التركية.

في الواقع, من وراء الخطاب اليساري, كان الـ PKK دائما حركة قومية.  على الرغم من وعوده بحماية الموارد المُسَتغلة للجمهورية التركية  وبقية الشرق الأوسط, فأن تكوينه يمثل تخاصما مع اليسار التركي  و التخلي عن "الصرع المشترك"  9 .

بالتأكيد , يمكن أن يتحمل اليسار التركي المسئولية بشكل مباشر أو غير مباشر عندما التمس أنصارا من الشرق و الجنوب الشرقي فقط كوقود للمدفع في صراعه الخاص في السبعينيات. لذلك, فأن تبني حزب العمال للثوب القومي هو في الواقع ليس فقط  تماشيا مع العصر ولكن أيضا العودة للذات الحقيقية. بالرغم انه منتوج حركات اليسار التركي  العقائدي. راقب الـ PKK عن قرب  هذه المجموعات  المُدمرة من قبل الجيش  في 1980. فشلَ اليسار المتطرف والعنيف بالنجاح في أي مكان من أوربا أو الشرق الأوسط, على النقيض, بَرهنت المجموعات القومية على انه لديها وقت صلاحية أطول. أثبتت القومية انه لا مثيل لها في تعبئة هذه المجموعات .

 على الرغم من إن الـ PKK هو منظمة قومية في المقام الأول, فسيكون من الخطأ الافتراض انه قد تخلى عن اليسار السياسي تماما. تبريرها هو أنها حركة تحرير وطنية مخصصة لبناء دولة اشتراكية. أيضا ذكر أوجلان, باعترافه بقرار الابتعاد عن المطرقة والمنجل عن علم الحزب, أن هذا لا يمثل  ابتعادا عن الاشتراكية 10. يعود عدم يتخلى الـ PKK كليا عن "جذوره اليسارية" لاعتبارات  تكتيكية و إستراتيجية. من الناحية التكتيكية, من الأسهل تعديل أيدلوجية ما بدلا من هجرتها تماما. إضافة, وجود أيدلوجية عالمية قوية ذو أهمية في مواصلة تجنيد وانضباط الأنصار. إضافة , إلى أن الخطاب اليساري هو على حد علمهم الأفضل. من الناحية الإستراتيجية  والسياسية, كان  الـ PKK لا يزال يحتاج لدعم  من اليسار التركي, على الرغم من أنه شعَر بخيبة أمل إزاء مواقفه من المسألة الكردية في السبعينيات وعدم قدرته على البقاء أثناء انقلاب 1980, فأن الـ PKK يعلم بأنه لا يستطيع التغلب لوحده على الدولة التركية المسلحة  بشكلٍ جيد بدون دعم قوى يسار الوسط في السياسة التركية والمجتمع والذين هم نفسهم يتحدون بعض معتقدات الايدولوجيا التقليدية للدولة الكمالية القديمة. ليس الـ PKK فقط الحركة الوحيدة بين المجموعات الكردية والتي تلتزم العقيدة والمصطلحات اليسارية. يشير المفكر الكردي اورهان كوتان بأن اغلب المجموعات الكردية لا تزال تستعمل مصطلحات السبعينيات وببساطة "تتقيأ" نفس الأفكار القديمة, تجتازها وتعود إليها مجددا11 .

منذ بداية الـ1995, كان الـ PKK يمر بتحول كبير في توجهه السياسي. على الرغم من أن التفكير الماركسي- اللينيني لم يَعد موجودا في  خطابه السياسي, يمكن للمرء إن يجادل بان الحزب لا يزال يحتوي بعض الميزات اللينينية من"الديمقراطية المركزية". ابتعد الـ PKK عن إدانة سابقة للإسلام بوصفه  "استغلال الناس" إلى القبول بالإسلام : الواقع, فأن حركة إسلامية هي ( الحزب الإسلامي الكردستاني ) أنضوت ضمن البرلمان      المتعاطف مع الـ PKK في المنفى. يتحدث الآن الـ PKK عن التواصل إلى تسوية  ضمن الحدود الحالية لتركيا 12. في مقابلة مع الحياة اللندنية : شدد أوجلان بان نظرته لمستقبل المناطق الكردية في الشرق الأوسط تتضمن سلسلة من الفدراليات : كردية-تركية, عربية- كردية, فارسية- كردية 13 .لم يعد الـ PKK يدعي انه الممثل الوحيد السياسي الكردي. فقد قال أوجلان بشكل غير مباشر بأنه عندما تتم المفاوضات, لا  توجد حاجة بالضرورة لأن تعقد معه شخصيا. بهذه الطريقة يتحدث  الـ PKK ظاهريا على ما يبدوا بقدر اكبر من الواقع في تقييمه للبيئة السياسية الحالية . في المؤتمر الخامس الـ PKK, والذي أقيم في مكان غير معلن في 1995 ,  عزز الحزب العديد من التغييرات في السياسة المذكورة أعلاه .

 ما مدى حقيقة ادعاء الـ PKK تخليه النهائي عن فكرة كردستان مستقلة ؟ في مستوى واحد, هذا هو انعكاس للواقعية : نهاية الحرب الباردة و خسارة داعمين أقوياء كالاتحاد السوفيتي. إضافة للإدراك المتنامي بقوة الدولة التركية, والأكثر أهمية هو نقص الدعم الحقيقي للانفصال التام بين أكراد تركيا, كل هذا يجعل من الصعب خلق حالة جدية للاستقلال. من ناحية أخرى, يبدوا إن مناصري الـ PKK أيضا استوعبوا هذا التغيير. فبينما هم يدركون عدم إمكانية تحقيق نصر عسكري, فهم يتوقعون بان تكلفة  الصراع الذي يقوده الـ PKK سوف يجبر الحكومة التركية للتخلي عن الشرق والجنوب الشرقي, وبالتالي, سيؤدي ذلك إلى إنشاء دولة مستقلة14  من الواضح انه يجب على الـ PKK كان يكون قادرا على الانخراط في نوعين مختلفين من الخطاب: كونه يحاول تكييف الموقف الدولي, يجب عليه أيضا تحفيز أنصاره, والذين يحاربون. يجب إن يكون الـ PKK مدركً بأن الدعوة لحكم ذاتي ثقافي ومدارس اللغة الكردية سوف تكون محدودة التأثير بالمقارنة مع وعده بالاستقلال عندما يتعلق الأمر بتجنيد أنصار مقاتلين والمحافظة عليهم في ظروف معاكسة للغاية .

سيكون من الخطأ الافتراض إن الـ PKK هو مجرد منظمة إرهابية. ولا أي حركة قومية حققت في أي وقت مضى بقدر ما حقق الـ PKK  بدون الاستعانة بالنشاط والإعداد السياسي . فقط سهلت المهارة العسكرية للحركة  تنظيم نفسها سياسيا. الـ PKK أولا قبل كل شيء منظمة سياسية  ذات أهداف سياسية واضحة – برغم انهُ يتم تعديلها عند الضرورة – والتي توظف العنف, غالبا على نطاق واسع وحتى بشكل خاطئ من وجهة نظرها الخاص. هذا العنف بشكل جوهري ثانوي بالنسبة لطابعها الأساسي , فبينما هذا لا يدل ضمنا بان العنف غير مهم الـ PKK. فانه يعني بان العنف يستعمل لتحديد وتحقيق الأهداف سياسية .

في أواخر 1995 كَرَسَ الـ PKK  الانتباه  المتزايد إلى دور القوى الخارجية في المساعدة لتقوية نفوذه السياسي للمفاوضات مع الحكومة التركية. هنا عاملان يمكن أن يعملا. يمكن أن يكون العامل الأول زيادة القلق بشان النكسات العسكرية التي واجهت الـ PKK في الميدان ذلك الوقت. فعلى النقيض من أوائل التسعينات, عندما حكم الـ PKK البلدات و القرى وحتى الطرقات وبخاصة بعد هبوط الليل, فقد خسر الآن السيطرة على العديد من المدن الكبرى في جنوب شرق البلاد, يلاحظ الزوار بان المدن تشهد حوادث اقل وهي آمنة للمشي فيها– فقد التزم الـ PKK بتقليل عمليات الاحتجاج  كالمقاطعات وإغلاق المحال. ومن الجهة الأخرى,  تمّ شراء هذا الهدوء النسبي بتكلفة عالية,  كون قد توجب على الجيش إن يتخم المنطقة بحشود وقوى أمنية أخرى. يمكن للجيش على الأرجح أن يقمع عمليات الـ PKK في المدن وأجزاء عديدة  من الريف  طالما هو راغب في  تكريس قوة هائلة لهذه المهمة. ذلك يبدوا انه بمجرد أن يبدأ الجيش تخفيض الوجود, سوف يزدهر نشاط الـ PKK مرة أخرى إلى الأرض. يمكن أن مغريا للدولة أن تجادل بأنه, عندما يبذل الـ PKK جهودا رئيسية جديدة للحوار مع الحكومة, فان هذا يكون  تعاملا من ضعف. لكن يحتاج المرء ليتساءل  فيما إذا كان  هذا الضعف الظاهري  عابرا أو دائما. في رأينا, لم تكن الحكومة قادرة على إن تقمع الحركة القومية  الكردية الأوسع – والتي منها الـ PKK هو المستفيد و القائد الرئيسي– ومن المحتمل إن الدولة ذاتها تساهم في استمرار نمو وتعميق الحركة القومية الكردية على المستوى  السياسي على الرغم من النكسات العسكرية.

 السبب الثاني لتركيز الـ PKK على المفاوضات مع تركيا هو أن المفاوضات تمثل الهدف السياسي النهائي له في هذه المرحلة – لكسب الشرعية في نظر الدولة التركية كمحاور. يستطيع حزب العمال الكردستاني على مقاومة العمليات العسكرية إلى اجل غير مسمى, بقوة اكبر أو اقل – لكن في النهاية يجب أن تحدث مفاوضات من نوع ما كردية-تركية إذا ما كان للكفاح المسلح  أن يكون ذا معنى, لا يستطيع الـ PKK كسب صراع مسلح في أي مقاييس بنظرة عسكرية. هنا يمكن أن يعني  "النصر" فقط إجبار الدولة نحو اعتراف الـ PKK بأي شكل. هنا  قد يزداد الـ PKK صدمة حول القدرة للوصول لتسوية مع الدولة التركية. إضافة, تبدو الدولة متخبطة من الداخل من خلال شباكها وغير قادر أن تخرج نحو مبادرة جديدة, حتى لو توجد مسبقا أرضية معتبرة. وهكذا يجب على الـ PKK أن يطبق ضغوطا خارجية إضافية على الدولة لتسرع رغباتها بالـ "تتفاوض" مع الهوية الكردية.

أمَنَ الوضع الشاذ في شمال العراق للـ PKK بانفتاح مؤقت على وسائل الإعلام الغربية ومع جماعات مناصرة. ساعَد حقيقة حماية أمريكا  فرنسا وبريطانيا وتركيا  أكراد شمال العراق من غضب صدام حسين  بشكل غير مباشر بالدعم إلى "القضية الكردية" الأوسع, برغم أن هذه الحكومات ليست ميالة بشكل فردي نحو الـ PKK 15. غذت نفاذية الحدود الدولية و تأثير نجاح تجربة الأكراد العراقيين أيضا القضية الكوردية في تركيا, أثرت الأحداث في شمال العراق دائما على أكراد تركيا. تضيف صراعات استقلال أو انفصال –يَعتز الشعب و القيادة التركية بالعديد منها كالشيشيانية و الابخازية ومسلمي  بوسنا – دافعا نفسيا أكثر  لقضية أكراد تركيا.

تكتيكات

وَظفَ الـ PKK  منذ نشأته تكتيكات التمرد الكلاسيكية, خلط العنف والإرهاب مع تنظيم سياسي. تم توجيه الإرهاب أوليا بشكل منظم  نحو المنافسين المحتملين ضمن الصف الكردي, بما فيهم منظمات يسارية أخرى, و مشبوهين من الاستفادة من العمل المشترك أو التعاون مع الدولة. بدأ العنف يوجه ضد الدولة وممثليها في طريقة منهجية فقط بعدما  صنع الـ PKK اسما لنفسه. أصبح العنف ضد الأكراد بالذات رهيباً: هَدَفّ الـ PKK الأكثر كـُرها هم حماة القرى الذين, بنظره, ينفذون أوامر للدولة لقاء النقود. وفي سبيل عدم تشجيع تجنيد أكثر, فقد سقط حراس قرى وعائلاتهم ضحية العدالة الثورية, غالبا ما يتم مهاجمتهم  وقتلهم  بشكل جماعي. اقترح أوجلان في الماضي بأنه بينما قد لا يكون الإرهاب أداته المفضلة, (فبديل العنف  قد يكون مختلفا و مؤلما), لكنه يحقق نتائج 16. وكنتيجة لذلك, وظف العنف في طرق خشنة وبدائية بحيث دُمِرَت القضية الكردية. جَهَد الـ PKK  لتقليل حضور الدولة التركية  في الجنوب الشرقي بقتل مدرسي المدارس الأتراك والموظفين المدنين, وبحرق المدارس والمنشات العامة الأخرى, مما اغضب بشكل خاص الشعب التركي, والذي  شاهد موظفين أبرياء,لا رأي لهم في مكان تعيينهم, قد أصبحوا ضحية الصراع .

إلى حد بعيد, استهدف تركيز الـ PKK الأولي الحضور العسكري التركي, في جنوب الشرق. مستخدما في البداية تكتيكات تمرد قاسية ضد الجيش غير مستعد وغير متمرن ليجابه هكذا تحدي, حقق الـ PKK نتائج مؤثرة, محرما عدوه مناطق كبيرة في جنوب الشرق. أيضا أشغل الجيش التركي في مناوشات كبيرة. لكنه عانى بشدة في سبيل القيام بذلك. قتال الجيش التركي والنجاة من جهود استئصاله هي التي جعلت الـ PKK شعبيا بين الجماهير الكردية .

 من جهة أخرى, أذنَ ظهور الـ PKK وأسلوبه في العمليات ببدء عهد جديد من المشقة لحياة السكان الأكراد في جنوب شرق البلاد. دفعت عمليات الأنصار ضد الدولة بحضور امني وجيش تركي كبير وجديد إلى جنوب شرق والتي قد جعلت حياة الأكراد العاديين  أبعد بكثير من صعبة أكثر من ذي قبل. أراد الـ PKK أن يثير غضب الدولة بالانخراط في تكتيكات تمرد والتي كانت عنيفة وعشوائية. كان هذا بهدف زيادة تطرف المواقف الكردية, مجبرا الأكراد لاختيار احد الجانبين و لإيداع "نقوده" على أساس  حقيقة بان عقود من معالجة المرض سوف تجعل الـ PKK مستودع طبيعي لولاء السكان المحليين. وفي هذا الصدد, استفاد  الـ PKK واستغل  الشقاق العشائري  في المنطقة. وفي النهاية, ساهم الجمع  بين عمليات الـ PKK وعنف الدولة في الاستجابة  لمثل هذا التطرف بين الأكراد.

وفي ذروة نشاطه بين أعوام 1991-1993, حاول حزب العمال الكردستاني خلق فراغ سياسي في جنوب شرق البلاد  ليس فقط من خلال منع وصول الدولة إلى البلدات والقرى ولكن أيضا عن طريق الحد من وصول المؤسسات التركية الرئيسية, بما في ذلك الصحافة والأحزاب الرئيسية إلى المنطقة. كما شجع العصيان المدني بحملات إغلاق المحال والاضطرابات إشغال المكان...الخ. أقام محاكمات سريعة لمقاضاة والفصل وتحكيم المنازعات بين سكان المنطقة. صُِممَ كل هذا ليظهر بأنه يستطيع  تحدي حُكم الحكومة المركزية بكفاءة حيث هاجم لاحقا  منشات الدولة الأخرى, مدارس ابتدائية ومدارس , ليعمق الانقسام بين الأكراد والأتراك .

كان العنف ضد المدنيين وممثلي الدولة والحملات العسكرية ضد قوى الأمن متشابكة مع إستراتيجية سياسية مصممة بحيث  تنال رضا و دعم السكان المحليين. العنصر السياسي, والذي أعتمد بشدة على استخدام الاستياء الكردي المركب, هو عنصر حاسم لأن معيشة المتمردين والوحدات الفردية التي تجوب الريف تعتمد لحد كبير على مدى استعداد المواطنين للتبرع بالغذاء والمأوى عند الضرورة. إضافة, فان عملية التثقيف السياسية ضرورية إذا ما إرادات المنظمة أن تستمر في تجنيد  الأنصار لتعوض فقدان القوة البشرية 17 .

وباعترافها,  لم يكن الـ PKK  ناجحا مع حملات العصيان المدني.  فقد بدأت هذه الحملات في كثير من الأحيان متكررة, وبدون أهداف سياسية واضحة, وأسفرت عن تعريض السكان المدنيين للانتقام والقمع في نهاية المطاف من قوى الأمن 18 . ونتيجة من ذلك,  قرر الـ PKK بوضوح أن يعيد تركيز قدراته على متابعة العمليات العسكرية, كاستجابة لزيادة فعالية الجيش التركي, و أن يوسع مجالات مناطق عملياته قدر الإمكان.

التمويل

يعودُ نجاح الـ PKK في أن يُصبح المنظمة الكردية الأبرز في تركيا إلى عدةِ عوامل, بعضٌ منها ناقشناها مُسبقا, كالدهاء السياسي, مدة التمرد الطويلة, والثمن الباهظ من الدم والتضحية الذي دفعه الحزب. اكسبها هذا الالتزام احترام عددٍ كبير من الأكراد, حتى إذا لم يكونوا من مناصريه. ولكن سيكونُ من الخطأ تنسيب نجاح الـ PKK فقط إلى عالم البطولة, و التهور, وحتى المثالية: المال أيضا عامل. فحزب العمال الكردستاني مُمول جيداً على نحوٍ استثنائي. مما يمنحها نفوذا مهما في نشر خطابهِ, تأمين ضمان عملياتهِ, وخلق بنية تحتية واسعة تسهل حَملته التجنيدية.

مصادر تمويل العمال الكردستاني هي موضوع مثير للجدل بحد ذاته19. يدعي الـ PKK بأن معظم أمواله هي من الهبات, سواء من الأكراد داخل تركيا, أو من خارجها. بينما تزعم الدولة التركية بأن الجزء الأكبر من تمويل الـ PKK يتأتى من عمليات السطو والسلب (ينطبق ذلك على حالة الحزب في أيامهِ الأولى ), من عمليات ابتزاز وحماية يفرض من خلالها الأموال على الأكراد والأتراك أينما كان ذلك مُمكنا20. وبخاصة من تجارة المخدرات الضخمة بين تركيا وأوربا. أيضا تضيف تحاليل أخرى عامل استثمار تجارة الأعمال المتوسطة والصغيرة للحزب كمصدر للتمويل 21.

من الصعب على مُحلل خارجي أن يحكم على مدى دقة هذين الادعاءين. في الواقع, يبدوا إن هناك بعضٌ من جوانب الحقيقة في كلا التعليلين. يتحدث عدد مُعتبر من الأكراد عن "ضرائب" مفروضة من الـ PKK على الأكراد على طول تركيا, وهناك عددٌ كبير من حوادث استنتاجيه تبين إلى كفاءة الـ PKK في ابتزاز الأموال من كافة أنواع تجارة الأعمال, الكردية- والتركية, أينما كان ممكنا. الـ PKK نفسه يعترف بقدرته على كسب أموالا بجمع ضرائب جمركية على الحدود من الشاحنات الداخلة (بما فيها المهربة), هذا نشاط ٌ مدارٌ أيضا من المجموعات الكردية العراقية الرئيسية, أيضا يمكن أن تفرض ضريبة الدخل على "الأغوات" 22 .

مصدرٌ مهم أخر للإيرادات هو العدد الكبير من السكان الأكراد الساكنين في أوربا الغربية. يصل تعدادهم لحوالي 500 ألف كردي في أوربا يتبرعون بسخاء للـ PKK. لا تستخدم هذه الأموال فقط لدعم نشاطات المنظمة في أوربا لكن أيضا لشراء الأسلحة.  كما هو الحال في تركيا, تـُستحصل بعض من هذه الأموال بناءً على رغبة ً من المتبرعين, والذين يساهمون بما مقداره 20% من دخلهم, بينما تجُمع باقي الأموال قسراً. لا يوجد هناك شك بان العديد منهم يتبرعون بمحض إرادتهم لقضية الـ PKK, لكن من المحتمل أن العديد منهم لا يحبذون أن تتمّ فرض الضريبة عليهم, حتى لو أنهم يظهرون بعض الدعم للقضية. تتواتر تقارير الترهيب و الطلب لحماية النقود.

في ظروف حرب العصابات في الجنوب الشرقي, من السهل جدا أن تتخيل كيف يستعمل التخويف بشكل متكرر.... بعض القرى متعطفة مع   الـ PKK لأسباب مختلفة- منها روابط عشائرية, الالتزام بالقضية الكوردية, اليأس, الانتحار....- آخرون يُعادونَ الحزب للأسباب المتنوعة بشكل مشابه للأنفة الذكر. وحسب ذلك يستطيع حزب العمال الكردستاني بشكل واضح أن  يهدد مناطق "العدو" ويستحصل أموال ابتزاز من العديد  من الأكراد المرتبطين إلى الحكومة والذين بغير ذلك سوف يُسَتهدفون بأفعال الأنصار(الكريلا). تمتد عملية "فرض الضرائب" لجميع أنواع النشاطات الاقتصادية في جنوب الشرق – بخاصة المخدرات.

مدى تورط العمال الكردستاني في تجارة المخدرات بشكل خاص مثير للجدل. تزعم الحكومة التركية أن الـ PKK هو المسئول عن الجزء الأكبر من المخدرات التي  تدخل أوربا. والحقيقة أن المنطقة كانت بشكل تقليدي  ممرا رئيسيا لتهريب المخدرات. تحت ظروف فقدان القانون وحرب العصابات والإغراء الغير قابل للتصديق من الفوائد الكبيرة التي يمكن أن تحقق. يستفيد منظمات عدة وأفراد, أتراك وأكراد, من هذه التجارة. تشمل لائحة هؤلاء الذين يتعاملون في العقاقير على أفراد من الحكومة ومنظمات أمنية متعددة, وبخاصة الشخصية23. الفساد المتعلق بالمخدرات واسع الانتشار24, وكما في العديد من دول أمريكا اللاتينية, فأن الفساد الحكومي ينمو تبعاً لحجم تجارة المخدرات .

لا يمكن أن يكون هناك شك حول "ضرائب"  حزب العمال الكردستاني  على تجارة المخدرات الواسعة الانتشار. وبالتأكيد السكان الأكراد – و الأتراك- في أوربا هم متورطون في العموم بشكل عميق في أعمال إدارة العقاقير. لكن الـ PKK, في نظر العديد من المحللين الغربيين, ليس هو الوحيد, أو حتى الأساسي, مصدر العقاقير الأوربية من تركيا. يمكن أن تكون الكثير من المعلومات من المصادر التركية الرسمية ذات دوافع سياسية. ولكن في نفس الوقت يمكن أن يكون, إلى جنب بقية "المجموعات"  في المنطقة, متورطاً في المخدرات. لا يمكن أن يعزى نجاح الـ PKK السياسي بشكل أساسي إلى هذا العامل, ولا يمكن أن يكون منتهيا كمنظمة (إرهابية-مخدراتية). هكذا تسميات مضللة وتخدم إخفاء أكثر القواعد الوطنية الأساسية الاجتماعية و السياسية لحركة العمال الكردستاني, و التي منها تجارة المخدرات ليست سببا دافعا.

أخيرا, العامل الحاسم لنجاح الـ PKK هو الدعم الخفي والذي يتلقاه من دول أخرى. فإلى المدى الذي تشكله المسالة الكردية لتركيا كأكثر نقطة ضعف بالنسبة للبلدان المُهَدَدة من قبل تركيا أو التي تتشارك معها أنقرة صراعات أو خصامات, فأن الـ PKK هو وسيلة قيمة لهذه الدول لكي تعاقب تركيا. وهكذا بالتأكيد كان لدى إيران والعراق أسباب أساسية لمساعدة تمويل  الـ .PKK كان النظام السوري الداعم الأقرب الـ PKK, حيث أمن تسهيلات تدريب في وادي البقاع المسيطر من قبل السوريين في لبنان, ورحلات أوجلان المكوكية بين دمشق والبقاع. سوريا, والتي لديها علاقات متوترة مع تركيا بسبب نزاعات مائية وإقليمية, استفادت إلى ابعد الحدود من المنفى الإجباري لأوجلان في دمشق وفي مناطق تحت السيطرة السورية في لبنان واستعملته كورقة ضد أنقرة . ابعد من هذا, دول معادية لتركيا كاليونان وأرمينيا, من المعلوم انه لديها على الأقل اتصال غير رسمي مع الـ .PKK من الممكن أن أفراد ضمن هذه الدول يتمنون كثيرا أن يضغطوا على تركيا من خلال دعم الـ .PKK أخيرا (الاتحاد السوفيتي والذي كان لديه علاقات راسخة مع اليسار التركي في الماضي ) فأن روسيا تستضيف اليوم بشكل علني مؤتمرات في موسكو كلما تنتهج تركيا سياسات تتصورها موسكو معادية لمصالحها. القدرة الروسية لدعم      الـ   PKK(اللاجدال فيها) تثبط أي تردد لرغبة حكومية تركية لتنظر بعين العطف على المقاومة  الشيشانية أو الحركات التركية الطابع في أذربيجان واسيا الوسطى 25.

في النهاية, تبقى أسرار مسالة تمويل الـ PKK بعيدة المنال لأي مراقب  الخارجي. لكن لا يمكن أن يكون هناك أي شك بان الـ PKK ممول بشكل جيد, مما مكنه القيام مجموعة واسعة من الأنشطة, من حرب العصابات والتفجيرات إلى التنظيم السياسي, طباعة الأدب الكردي, والدعم العام للدعاية للثقافة الكردية والإعلام – وبخاصة في الخارج -  إضافة لتأسيس "تمثيل دبلوماسي" عن طريق مكاتب  تحت اسم واحد حول أوربا و الولايات المتحدة .

محور النشاطات الخارجية للـ PKK هو في ألمانيا, حيث تسكن الأغلبية من الأكراد, والذين وصلوا إلى ألمانيا بشكل أولي كعمال وضيوف. كان هؤلاء "العمال الضيوف" قد انضموا في الثمانينيات إلى نشاطات الحزب بسبب العدد الكبير من الناشطين السياسيين الأكراد والذين فروا من النظام العسكري 12 أيلول 1980. أمنوا منظمة وقيادة للعمال الضيوف. والأكثر أهمية, وفروا حلقة وصل مع الـ PKK ومكنته من تعبئة وتنظيم هؤلاء الأكراد .

بالرغم من حظره في ألمانيا,ف أن حزب العمال الكردستاني ينظم بشكل روتيني مظاهرات واسعة النطاق, اعتصامات, إضراب طعام, وما شابه. أخيرا قادت فعالية المنظمة وقراراها الأخيرة بمهاجمة أهداف تركية, سواء التي تمثل الدولة التركية أو منظمات قومية تركية, لينتهي به المطاف محظورا. ومع ذلك فان حزب العمال يستمر بالعمل بنشاط تحت سِتار منظمات ثقافية وإشكال أخرى ذاتية المعونة.

حتى أن منظمات معادية الـ PKK في ألمانيا تقر "عن طيبة خاطر" بان    الـ PKK قد تمكن من أن يكسب شريحة عظمى, من الممكن 90 % إن لم يكن أكثر, من السكان الأكراد هناك .

بالإضافة إلى التمويل, يجند الـ PKK فدائيين من بين الأكراد القاطنين في أوربا واستعمال سكان المهجر الأكراد كورقة سياسية رابحة. بشكل واضح, أجُبرت الدولة الألمانية أن تتعايش مع الـ PKK على أراضيها, بالرغم من الحظر على المنظمة.  وأيضا اشتركت في مناقشات بمستويات مهمة بأمل تقليص هجماته على الأهداف التركية 26.

أيضا يُسَخّر العمال الكردستاني تمويله بشكل دائم في جانب مهم بإنشاء محطة تلفزيونية قريبة من العمال ناطقة بالكردية بالبث الفضائي من بريطانيا. المواد المذاعة تستهدف الأكراد في أوربا, تركيا, وحتى في شمال العراق  عن طريق الأقمار الصناعية. المحطة, والتي كانت  تدعى MED TV 27, أمنت إخبارا يومية وتعليقات عن العالم الكردي باللغة التركية والكردية. تستعمل في تقاريرها عن المنطقة الكردية الأوسع أسماء كردية تقليدية للاماكن التي أعيد تسميتها بأسماء تركية أو عربية أو فارسية – كديرسم بدلا من تونجلي  في الجنوب الشرقي. تبث بانتظام تقارير حية من قادة ميدانيين للـ PKK, إلى جانب بلاغات واحتفالات تقام من قبل الحزب. غالبا ما كان أوجلان يشارك, بالهاتف, في الحديث يَظهر في برامج حوارية ويَستخدم البث لنقل رسائل والبلاغات الهامة. وتتخصص برامج أخرى في الفنون والموسيقى الكردية .

كانت MED TV  مصدرا بديلا  للإخبار البديلة حول الـ PKK. ولكن الأكثر أهمية, ملأت الفراغ الثقافي الكبير: هذه المرة الأولى لأكراد تركيا والتي يمتلكوا فيها برامج تلفزيونية محجوزة لتظهر ثقافتهم الخاصة وكنتيجة , ظهرت برامج بمشاهدات عالية28.

 ومع تكلفة الإيجار السنوي للبث والمقدرة ب 6.5 مليون دولار وحوالي 200 موظف 29, يمثل البث نفقة مالية هامة للمنظمة. (يبدو من المدهش أن الحكومة التركية كانت تفضل أن يحصل الأكراد على ثقافتهم وإخبارهم الكردية من قناة تابعة للعمال عوضا عن قناة حكومية تركية أو قناة خاصة من داخل تركيا من غير مصادر حزب العمال ) .

وفي ضوء المشاهدة الكبيرة لقناة MED TV, فقد جعلت حكومة لنقرة مكافحة القناة أولوية كبرى. حاولت قوى الأمن في الجنوب الشرقي أن تدمر اللواقط الفضائية وفي بعض الحالات حتى أنها قاضت الناس لمشاهدة المحطة 30. وقد وجِهَت معظم الجهود الحكومية لإقناع البلدان الأوربية بعدم تأجير أوقات البث لأقمارهم 31 . وقد نجحت مثلا في نهاية 1996 في إجبار فسخ عقد المحطة التي تفاوضت مع شركة برتغالية : على أية حالة, بدا انه في منتصف آب قد وجدت المحطة مخرج, ولكن هذه المرة مع شركة مستقلة مقرها الولايات المتحدة. استعمل المسئولين الأتراك إجراءات مضادة الكترونية وتشويش الصحون الفضائية في الجنوب الشرقي 32.

من المحتمل إن لعبة القط والفار ستسمر في المستقبل لأنه  من الواضح إن كلا الجانبين معجب بأهمية الصورة والفيديو في صراع اليوم الحالي من اجل النفوذ.

البرلمان الكردي في المنفى

كان أنشاء البرلمان الكردي في المنفى KPE  واحد من أهم المؤشرات للتغيير التكتيكي في الـ PKK. وَضَع البرلمان على عاتقه خدمة العمل  كـ "ممثل رسمي للشعب الكردي" والمحاور النهائي مع الدولة التركية في سبيل الوصول لتسوية نهائية للمشكلة الكردية في تركيا. هو ينكر بأنه أداة في يد الـ PKK بالرغم من أن معظم أعضائه-على الأقل- مؤيدين الـ PKK, إن لم يكونوا أعضاء فيه بالحقيقة. هناك بعض العناصر المحددة للبرلمان متميزة بشكل واضح عن الـPKK. يشكل الجناح السياسي للـ PKK  {ERNK  } العنصر أساسي ضمن صفوف الـ  KPE33. بالرغم من أن قيادة البرلمان تقول ان يتوقع من ERNK فقط تماشي القرارات السياسية المتخذة من البرلمان ككل .

يزعم KPE انه يمثل الطموحات الكردية  والتي هي  "منتخبة" من جميع الأكراد الراغبين بالمشاركة في الانتخابات, في الواقع يزود بعض أعضاء KPE, خاصة الأعضاء الأتراك, المنظمة بشيء من المصداقية, فقد تم انتخابهم إلى البرلمان في انتخابات 1993 من حزب العمل الشعبيHEP  يكفي القول هناك بان HEP  كان محظورا من قبل الدولة كما كان حال خليفته, الحزب الديمقراطي. بعدما كان DEP محظورا, هرب عدد من برلماني DEP من تركيا والتمسوا اللجوء في أوربا. ومنهم من كونوا نواة KPE 34.

على الرغم من أن الـ PKK يتحدث الآن عن حلول داخل الحدود التركية القائمة في تركيا, فانه يظهر غموضً كبيرً في التعبير عن خصائص كردية الطابع بشكل أساسي. الطموح الذي يرمي إليه أن يكون ممثلا على نطاق واسع لجميع أكراد العالم. تذكر البند الثاني من لوائح تأسيس البرلمان بان KPE "يمثل إرادة الشعب داخل كردستان وخارجها"  تقول المادة الثالثة "سوف يشكل KPE الخطوة الأولى من مؤتمر قومي كردستاني ..... يرفض جميع إشكال الاحتلال الأجنبي لكردستان..... و إنه يمثل حق الشعب في تقرير المصير... أنه يفضل حلول دبلوماسية وديمقراطية ... أنه يمثل الشعب  في كردستان ونضالهم في الساحة الدولية ويتعهد بعلاقات  دبلوماسية في هذا الصدد .. انه يمثل الشعب في كردستان والذي لا يزال مجبرا أن يعيش في المهجر" 35. تظهر هذه اللغة على الأقل غموضا, إذ لم تكن تعارضاً  للحجج  التي يبحث الـ PKK منها عن حل سياسي ضمن الحدود التركية بينما KPE المهيمن عليه من الـ PKK لا يزال يتحدث عن جميع الأكراد.

من اجل إكساب نفسها الشرعية للحد الأقصى. كان KPE حريصا لإقامة مظاهر العملية الديمقراطية والشفافية  في عملية تأسيس نفسها. وحسب النشرة الداخلية للبرلمان نفسه, أسست هيئة تحضيرية في نهاية 1994 لتراقب عمل البرلمان. تألفت اللجنة التحضيرية من 33 فردا, 5 منهم كانوا أعضاء في البرلمان التركي.  في بداية كانون 1995 عقدت انتخابات بشكل غير مباشر بين مجتمعات كردية  في روسيا كازاخستان جورجيا أذربيجان أرمينيا شمال أمريكا واستراليا لانتخاب ممثلين للبرلمان الجديد, من الواضح أن الانتخابات كانت مستحيلة في تركيا, في  نهاية المطاف  انتخب حوالي 65 مندوبا ورئيس للبرلمان يشار كايا, هو ناشط كردي من فترة طويلة و رئيس لحزب DEP السابق, وناشر جريدة اوزكور كوندم , والتي حظرت من قبل المسئولين الأتراك.

بشكل غير مباشر مَثلَ البرلمان نزعات سياسية مختلفة في المجتمع الكردي,  لكن في الحقيقة معظم الأعضاء من غير (الـ PKK - ERNK) مثلوا فقط جماعات  منشقة صغيرة نسبيا - بعض الشيوعيين والإسلاميين مجموعات نسائية علويين يزيديين أقلية من الديانة الأشورية 36.

يتضمن المجلس التنفيذي KPE في برنامجه الى الأهداف التالية :

·        تأسيس مؤتمر وطني وبرلمان وطني لكردستان حرة.

·        الدخول في اتفاقات طوعية مع الشعوب المجاورة, على أساس  بمبدأ تقرير المصير للأكراد.

·        دعم وتقوية الصراع التحرري الوطني لإنهاء الاحتلال الأجنبي لكردستان.

·        الالتزام ببرامج لصون الحقوق الاجتماعية الثقافية والسياسية للأكراد.

·        الانخراط في ممارسة الضغط بغرض إقناع أعضاء في المجتمع الدولي لبدء حظر  عسكري اقتصادي وسياسي على الدولة التركية.

·        التعهد بتحسين اللغة الكردية.

·        إنشاء مؤسسات وطنية في المجالات الثقافية.

·        العمل مع الشباب لوضع حد ضد الاغتراب.

·        تسهيل عودة الشعب الكردي  لكردستان.

·        حماية الثروة الطبيعية في كردستان, والتأكد من إن هذه الموارد تستخدم لسعادة الشعب الكردي.

·        إقامة صلات وثيقة مع الجماهير الديمقراطية في تركيا.

·        لتستمد سلطتها من معنى الشهداء.

·        إعداد مسودات تتعلق بالدستور قوانين الجنسية، قوانين التجنيد، القوانين المدنية, الضرائب, وقوانين العقوبات، وحماية البيئة37.

يقدم هذا البرنامج المزيد من التناقضات حتى ألان. هل كان KPE مخصص لحل سياسي في تركيا, أو لمسالة أوسع للتحرر من اجل      "كل كردستان" ؟ ماذا يعني أن تقول "لتقوية الصراع التحرري الوطني لإنهاء الاحتلال الأجنبي لكردستان" ؟. هل هذا هو إنشاء دولة مستقلة؟ أو إنها ببساطة مبالغة لإزالة الوجد العسكري التركي الثقيل في المنطقة؟ ماذا عن "حماية المصادر الطبيعية لكردستان؟ هل تدل بان الثروة المائية والمعدنية للجنوب الشرقي سوف تكون كليا تحت تصرف الأكراد- تصريح اقتصادي للاستقلال - أو هل سيكون هناك اقتصاد مشترك واحد مع تركيا الكبيرة؟ مشاريع المسودات المتعلقة بالدستور, قوانين المواطنة, الخدمة العسكرية, قوانين جنائية ......إلى أخره تقترح بان البرلمان سوف يكون مخولا نفسه تقريبا كل صفات  السيادة - متخطيا بشكل فعلي أي علاقة قانونية مع الدولة التركية .

بعدئذ ماذا تعني"حل دولة واحدة ضمن الحدود القائمة" في هذا السياق؟ في شباط 1996, أعاد يشار كمال حديثه الصريح بحل دولة واحدة فدرالية 38 . وباختصار, كان برنامج KPE مكون في هكذا طريقة ليعزل شك معقول حول رغبة الأكراد ليبقوا جزاء من تركيا بأي طريقة ذات مغزى. في الواقع, انه يثير مشكلة البعد "الكردي الطابع"  والتي لا تستطيع عن طيبة خاطر أن تكون معزولة من سياسات كردية موجودة .

في الواقع, تقريبا تظهر معظم الجماعات الكردية, الأحزاب, المنظمات تناقض حول مسالة "الطابع الكردي" . من الضروري هنا أن نميز بين "الطابع الكردي" كحركة سياسية, والتي هي في المبدأ سوف تبحث لإيجاد دولة واحدة تضم جميع الأكراد, ومع اهتمام أكثر حداثة "طابع كردي" ثقافي  والذي سوف يظهر الحرص على خير ورفاه جميع الأكراد ويظهر صراعاتهم السياسية لمزيد من حقوق والتي لها اثر مبشر على النضال بين جميع الأكراد الآخرين, لذلك يتطلب اتصال منتظم وحتى بعض درجات من التنسيق السياسي.

في الواقع, تقريبا تردد معظم الحركات السياسية الكردية اليوم , بما فيها PKK, بأنها تبحث عن  حلول فقط ضمن حدود الدول الموجودة بالشرق الأوسط. قد تكون هذه الادعاءات دقيقة إلى حد كبير, لسببين. الأول, لأنه ببساطة من غير معقول لأي كردي أن يهدف إلى استقلال تام من دول فيها يقيمون حاليا. ينقصهم القدرة لتحقيق الاستقلال لوحدهم بالقوة . ابعد من ذلك, لا يوجد أي دعم دولي لهكذا طموح, والتي ينظر إليها كزعزعة لاستقرار كبير للمنطقة. هكذا انفصال ليس هذه الهدف المعلن لأي حزب كردي رئيسي أي مكان في الوقت الحاضر.

من جهة أخرى, يحتاج هذه الموقف السياسي المحدود لكي لا يستثني إمكانية الاستقلال, أو حتى الإنشاء النهائي لدولة "ذات طابع كردي", وفي وقت غير محدد في المستقبل. من الشائع تماما سماع اعتراف الأكراد في الخفاء بان حلمهم هو دولة كردية متحدة في المستقبل . لكنهم لا يعلمون فيما إذا سيكون من الممكن تحقيق ذلك في أي وقت.

في إثناء ذلك, يُمثل تحقيق حقوق ثقافية أو إنسانية اكبر, وأيضا بعض درجات من الحكم الذاتي المحلي, خطوة حاسمة نحو حل بعض من مشاكلهم الرئيسية.

وهكذا يواجه البرلمان في المنفى مشاكل تمثيلية خطيرة, فقد سعى, بشكل عديم الجدوى لحد كبير, لكسب  حركات كردية إلى صفوفها. الأكثر أهمية ونشاط هو حزب المجتمع الكردي(التركي), مثلا والذي يتركز مقره في المنفى في السويد تحت قيادة كمال بوركاي. فقد رفض أن ينضم إلى البرلمان. يشعر كمال بوركاي بان KPE لا يستطيع أن يُؤخذ بشكل جدي كبرلمان طالما انهم في نواح عديدة  عينوا أنفسهم ذاتيا, كهيئة برلمانية فانه من السابق لإنشائها, كونها لا تتحكم بأرض أو تحظى باعتراف دولي. أيضا يرفض الحزبان السياسيان الكرديان الرئيسيانKDP  بقيادة مسعود البرزاني وYNK  بقيادة جلال الطالباني, الانضمام إلىKPE . يعكس تخوف الأكراد العراق من نفس الأسئلة حول KPE: إذا ما كانت منظمة لعموم الأكراد فان هذه الأحزاب العراقية - والتي تـُثمن علاقاتها مع انقرا وواشنطون –لا ترغب بالضرورة أن تربط نفسها إلى أجندة كردية الطابع,  وإذا كان KPE يتحدث بالفعل باسم الأكراد الأتراك فانه ليس من المناسب أن يتشارك مع الأكراد العراقيين .

أيضا لم تتضمن معظم الأحزاب الرئيسية الإيرانية. وبمعنى أخر, لا يمكن أن يقال أن KPE يمثل أكثر من PKK ومجموعات أوسع متعاطفة والتي تنظر إليه كوسيلة رئيسية للتنظيم. هذا الغياب للمنظمات الكردية المهمة في هذه الناحية يضعف من طموحاتها التمثيلية. دوليا بوجود معارضة الدولة  التركية يعاني KPE من نقص الاعتراف  من قبل حكومة موجودة في العالم. وبشكل مغاير لمنظمة التحرير الفلسطينية والتي حافظت  لسنوات عديدة على ـ "سفارات" في الخارج وكسبت صفة مراقب خارجي في عدة منظمات دولية, أيضا يجب على  KPE أن يحقق بشكل كبير هذه الحالة 39. ومع ذلك فقد كسبت تعاطف عدد من الداعمين الدوليين الخاصين من دول أوربية عديدة والذين يرغبون في تقديم  دعمهم  للقضية الكردية. يعترف قادة KPE بان إمامهم مهمة كبرى في سبيل الاعتراف الدبلوماسي, يمكنهم, عبر الزمن, أن يحققوا اعتراف اكبر من الوقت الحالي حيث الهجوم الدبلوماسي التركي, وبالاعتماد على كيفية تصرف الحكومة التركية.

ربما ساعدت قسوة الحكومة التركية وشجبها لـ PKK وKPE نوعا ما البرلمان. انتقدت أنقرة بلجيكا وهولندا مرارا لسماحها KPE لعقد اجتماعاتها في عاصمتها, في حالة هولندا ردت أنقرة ولو ومؤقتا بحظر شراء الأسلحة من لاهاي . كما كان رد فعل انقرا شديدا إلى اجتماعات لاحقة للبرلمان في المنفى في موسكو. ألزم الذعر الكبير والذي استقبلت فيه هذه الاجتماعات في أنقرة الزعماء الأتراك لبدء  خطوات سياسية ليتمكنوا من تجاوز الإحراج السياسي الذي  يمكن أن يُسبب لأنقرة لعقد  هكذا اجتماعات للبرلمان في المنفى.

هدف أخر لـ KPE هو لإنشاء المؤتمر الوطني الكردي, تماما ما يشابه المؤتمر الوطني اليهودي, والذي يحافظ منذ فترة طويلة على فكرة دولة يهودية قائمة في الرأي العام. فحوى المؤتمر هو بنية مستمرة أعلى من الـ KPE  نفسه, لجذب الأكراد من جميع الأطياف السياسية ومن جميع البلدان التي تحرص  على القضية الوطنية الكردية. من شأن مثل هذه الهيئة  أن توسع الرؤية الكردية العامة, وتساعد بتدويل القضية, وإيجاد مزيد من الشرعية لنفسها. وتعمل على تعميق ونشر الهوية الوطنية بين الأكراد أنفسهم. في النهاية, مستقبل KPE غير مؤكد.  لكنه من الأهمية  أدراك بأنه يمكن أن يصبح معطلا في آلية جديدة والتي من شانها تغيير طابعها. لا يبدوا أن اغلب المفكرين الأكراد سيظلوا إلى اجل غير مسمى مع سياساتPKK التقليدية أو استبداده, انغلاقه, طريقة عمله. من المحتمل أن المثقفين الأكراد يريدون أتباع سياسات و نهج أكثر مرونة لكي يتعاملوا مع عالم متغير وتركيا متغيرة تدريجيا.

 فتح تأسيس KPE في أوربا عالما مختلفا كليا للنشطاء السياسيين الأكراد. فبدلا من العمل كما يفعلPKK بسرية في الشرق الأوسط, أو أدارة عمليات الأنصار في جبال الجنوب الشرقي, يمتلك الأكراد الساكنين في أوربا الحرية والفرصة ليبحثوا بشكل علني أهداف سياسية عبر منظمات  سياسية. وبالفعل  فانه قد يكون نضال PKK الآن يتحول تدريجيا إلى مرحلة سياسية ودبلوماسية. في محاولة لزيادة الضغط على الدولة التركية من الخارج, تتطلب هذه المهمة كادرا جديدا من الناشطين الأكراد, أكثر انفتاحا و أكثر تعليما وأكثر أوربية وأكثر مرونة. هذا الكادر من المحتمل أن ينمو في عدد بقدر طبيعة الصراع السياسي يتطور.

تأثير أوجلان

ما مدى أهمية أوجلان بالنسبة لـ PKK ؟؟  حسب جميع المقاييس فأن الـ PKK هو من صنع أوجلان. بالرغم من تمركزه في مناطق مختلفة من الشرق الأوسط, فان أوجلان نجح في فرض نفسه على النفسية الكردية بقوة مطلقة, و قسوة, وتصميم ٍعنيدٍ. ما من لُبسّ حول حيازته تبعية حقيقية بين القواعد الكردية, حتى بين أولئك الذين لا ينتمون للـ PKK. الواقع, بكل المواصفات فان أوجلان كتوم, متسرع, شكاك, يفتقر إلى الثقة بالنفس. هو لا يحب النقاشات الجماعية : يبدوا أن مرافقيه المقربين (بشكل غير مباشر) غير مرتاحين من حوله. لا يعامل الآخرين بالتساوي غالبا ما يقلل احترام مرؤوسيه أمام الآخرين, يطلب اعترافات ذاتية من مرؤوسيه, ويحافظ على مسافة بينه وتقريبا بين كل شخص41. رَفعَ فن النقد الذاتي إلى  مستويات جديدة. يجادل بأن الحركة بدأت بنقدٍ ذاتي, تطورت بنقدٍ ذاتي, وان النصر سيتحقق من نقدٍ ذاتي مُستمر 42. وقد استعمل هذه الفكرة بشكل كقوة للمحافظة على قبضتهِ على المنظمة وقيادتها. يجب أن لا يأتي نقص التعددية في الـ PKK بمثابة مفاجئة حسب جذرها الماركسي- الينيني. قدمت "الماركسية الكردية" في تركيا, حالها حال الماركسية التركية نفسها, فسحة صغيرة للتعددية السياسية43. وبشكل مشابه لمنظمات من نفس القبيل, فقد تعرض الـ PKK إلى العديد من عمليات التطهير من زعيمه. نموذج الهيكلية هذا غير مناسب لمرحلة النشاط السياسي العلني للـPKK. يتمتع أوجلان باتصال شخصي مباشر محدود مع سياسيين أوربيين كالنوع الذي سعى إليه مثلا ياسر عرفات على الدوام 44. مقيدا من السوريين, فهو محدود في اتصالاته التي استطاع أن يطورها من مركزه بدمشق.

يعتقد بعض المراقبين الأكراد بان أوجلان قد بدا ليظهر واقعية وتوازن اكبر منذ 1993. هذه  ترجمة نص تظهره يبتعد من الايدولوجيا إلى البراغماتية اكبر, كما يتضح في تغيير الـ PKK موقفه حول مسائل أساسية تتراوح بين الانفصال إلى الماركسية –اللينينية. أول دليل على هذه البراغماتية في 1993 عندما صرح عن قف إطلاق النار أحادي الجانب والتي تركت تأثيرا حسنا من الإعلام والشعب التركيين بشكل جيد 45.

كانت الاستجابة التركية الايجابية  متشجعة من الرئيس اوزال والذي طالبَ برلمانيي HEP حضور الإعلان عن تحديد وقف إطلاق النار. أحبط موت اوزال  و الانهيار اللاحق لوقف إطلاق النار أي آمال لوقف حروب عدائية. حاول أوجلان مجددا, ولكن هذه المرة بدون نجاح, أن يغتنم المبادرة بالإعلان عن وقف إطلاق النار أحادي متزامنا مع انتخابات البرلمان التركي 24 ديسمبر 1995.

تظل مسالة قبضة أوجلان على المنظمة مسالة مهمة. بعد كل شيء ربما كان تداعي وقف إطلاق النار نتيجة عصيان: في محاولة متعمدة لتقويض وقف إطلاق النار, اعترض قائد محلي في Bingul باصً محملا بمجندي الجيش وقتل 33 منهم 46. برغم احتمال أن  مثل هؤلاء سيكونون قادة خونة أضف الإعاقات الطبيعية الناشئة من إدارة عصيان من عاصمة أجنبية, حافظ أوجلان ما يشبه التماسك والوحدة. في جزء منه تمكن أوجلان من القيام بهذا بغرس مشاعر التفاني الأعمى بين أتباعه, استخدم انعزاله انطوائه وقوة ليخلق صورة كاريزمية لنفسه. في حالة اختفاءه من المشهد, فسوف يختبر PKK فترة من حرب ضروس حتى يظهر زعيم آخر أو تتطور الحركة إلى شكل جديد وغير متوقع  -ربما اقل أو حتى أكثر,عنف-.

هنا مرة أخرى الدور المستقبلي لـ PKK يمكن قد يؤثر رئيسي على الشكل المستقبلي لـ PKKالذي سيأخذ.

  لقد كان هناك  تخمين لبعض الوقت حول غياب أي عنف متصل لـ PKK في المدن الرئيسية للبلاد, حيث يقيم مئات الآلاف إن لم يكن ملايين من الأكراد, البعض منهم وافدين حياديين هاربين من الصراع. بين أسباب المقدمة لهذا التخمين هي كفاءة خدمات الأمن,ضعف معيشة اليومية لهؤلاء الأكراد, خائفين لينخرطوا في العنف والذي حاولوا أن ينجوا منه, نقص كوادر PKK الاحترافية في المدن, وأخيرا الرقابة التي يمارسها أوجلان,  والذي يحسب بشكل صحيح بان أي تصعيد رئيسي من هذا النوع سوف يفسد على الأقل في المدى المتوسط, أي أمل بتسوية كردية-تركية47 . في الواقع من المحتمل تفجير أي نوع من حرب أثنية داخلية والتي قد لم تجسد في هذا الصراع بعد هذا ليس للقول بان أهداف ناعمة في المدن لم تهاجم بشكل مباشر من قبل PKK. بعض الهجمات كتفجير سكة حديد محطة والتي قتلت العديد من الطلاب العسكريين. يمكن أن لا يشاطر الأعضاء الأكثر راديكالية من PKK هذا الرأي, لكن الـ PKK ليس على وشك الاختفاء من جنوب شرق البلاد.

 من ناحية أخرى, توجد إمكانية بان التوسع الحديث للذراع السياسي والدبلوماسي لـ PKK نحو KPE سوف يفرض في الواقع تغيير على القيادة السياسية لـ PKK  - إذا لم تكن إزاحة أوجلان نفسه, على الأقل في إضعاف نفوذه ودفع المنظمة في اتجاهات الأكثر اعتدالا وانفتاح من قبل القيادة الميدانية للعمال الكردستاني. بشكل مشابه سوف يوسع النشاط السياسي القانوني في تركيا الحزب وقياديته للاستجابة لتغيرات لا يستطيع السيطرة عليها أو التلاعب بها كليا.

عامل مهم مقيد في حياة أوجلان هو مستضيفه, الحكومة السورية. بقدر ما وفرت له هذا الملجأ الحماية من الجيش التركي , مع ذلك, فانه حازه المسئولين السوريين يملكون على أوجلان, من المؤكد أن نجادل بان  المساعدة السورية لم تكن تأتي بدون شروط مرفقة. في وقت سابق كان هناك تفكير متزايد في انقرا بان الحكومة  المشكلة من نجم الدين اربكان على الأقل كان من الممكن الطلب من دمشق إرسال أوجلان إلى مكان غير قريب من الحدود التركية.

على الرغم من الارتباط السوري, بقيت الحقيقة للوقت الحالي بأن أوجلان هو الزعيم البلا منازع للـ PKK. بصرف النظر عن الوصمة الإرهابية التي ألصقت حوله, فقد حقق,على الأقل بين قطاع مهم من سكان الأكراد في تركيا, مكانة رفيعة والتي قد لم يصلها أي شخصية كردية تركية, بالتأكيد ليس من وقت الشيخ سعيد.

المواقف الكردية تجاه الـPKK

لا يزال الـ  PKK الحقيقة السياسية الأكثر أهمية الوحيدة بالنسبة للحياة في جنوب الشرق, دفع قرار الـ  PKK في 1984 لكي يبدأ "صراعه المسلح" بأجزاء كبيرة من المنطقة إلى العنف وتزايد مفرط  للوجود المسلح للجيش التركي, الجندرمة, القوات الخاصة, الشرطة , وعناصر الاستخبارات. يجادل بعض الأكراد بان ظهور ال PKK قد زاد فعليا من سوء الوضع بالنسبة للقضية الكردية على الغالب: استقطبت الوضع و خفضت أيضا الكثير  من الحريات التنظيمية المحدودة مسبقا والتي كسبها الأكراد كونهم سعوا لبناء يقظة قومية لمدة الفترة الطويلة بطرق تتجنب المواجهة. قلل الحضور العسكري الثقيل في جنوب الشرق بشكل كبير أشكال أخرى من النشاط السياسي الكردي, بما فيها المظاهرات, إغلاق المحلات, الضربات, وغيرها من أشكال العصيان المدني.

 وخلف صعوبات الحياة اليومية, قاد العصيان الذي يتزعمه الـ PKK لتعميق الانقسامات ضمن المجتمع الكردي. غالبا ما ألبت المحاولات الحكومية لتجنيد حراس قرى قرية ضد قرية, بلدة ضد بلدة, تنظيم عشائري ضد التجمع العشائري الأخر بقدر ما تنافس الـ PKK والدولة  لدعم القرى الفردية . حتى النظام الإقطاعي الذي اخذ الـ PKK على عاتقه أن يفككه قد تلقى دفعة تنشيطية كبيرة, باعتبار أن كلا من  الـ PKK والدولة سعيا للتجنيد على أسُس عشائرية. إذا ما حُلَ الصراع التركي-الكردي يوما ما, من الممكن أن بذور حرب شرسة كردية داخلية قد زُرِعت: هناك سيكون الكثير من الحسابات للتسوية.

لذلك, من الصعب التحقق  بالضبط مدى الدعم الذي يحظى به الـ PKK بين الأكراد في تركيا47. بالرغم من أن التمرد قد وّلدَ بعض من التقسيمات العميقة, وسواء وجدت أم لم توجد موافقة كردية لجميع تكتيكات أو قيادات  الـ PKK وما شابه, فقد فرض حزب العمال الكردستاني نفسه على المشهد السياسي الكردي كواقع مركزي وحيد وقد سيطرت أفكاره لمدة سنوات. وكنتيجة, يرغب عدد قليل من الأكراد أن يعارضوا الحزب بشكل علني. حيث هناك ثلاثة أسباب لهذه الحالة, والتي يمكن أن تلخص بغياب المنافس أو البديل.

1-  عداء حزب العمال الكردستاني للمنافسين

في سنواته الأولى من العمليات الشبه العسكرية,اتجه حزب العمال للعمل وفق المبدأ القائل  "كل من ليس معنا فهم ضدنا". كافح الحزب تماما بشدة ضد كل النشطاء والمجموعات الكردية الأخرى,  وأدان كل ما هو رأى فيه أهداف صغيرة وجهات نظر أيدلوجية ضيقة .

في الواقع, لم يواجه الـ PKK الدولة التركية إلا بعدما  أزال فعليا جميع المنافسين العسكريين المحتملين. في نظر خصوم الـ PKK من الأكراد,  تحولت الصفة العسكرية العنيفة الـ PKK إلى بيئة حربية في طرق سلبية.

في حين أن الدولة تساهل في وقت من الأوقات  مع عدد متدني من منشورات, مظاهرات, وحتى بعض المنظمات السياسية من قبل الأحزاب السياسية الكردية, اجبر العنف المُوجه ضد الدولة أن تقمع بقسوة تقريبا جميع أشكال النشاط السياسي الكردي. هكذا, بالنسبة لهؤلاء الأكراد المنخرطين  في النشاطات السياسية اليومية, هناك درجة معينة من التوتر حول مواجهة الـ PKKعلنيا. ببساطة أنها ليست السُمعة السابقة للحزب حول التعصب الذي يردع الناس, لكن أيضا الضغط من المؤيدين القاعدة, والذي يميل إلى أظهار هؤلاء المواطنين كخائنين للقضية.

في الواقع تساهَلَ الـ PKK مع أحزاب سياسية والتي  ظنَ أنها تستطيع أن تؤثر أو على الأقل أن تـُستعمل بشكلٍ ما. الأول كان HEP, حزب العمل الشعبي, والذي حُظرَ لاحقا من قبل الدولة بعدما  نجح  في دخول البرلمان في تحالف مؤقت مع الحزب الديمقراطي الاجتماعي. وَمعَ إغلاق HEP, شكل نفس الأعضاء DEP, الحزب الديمقراطي, والذي حُظرَ لاحقا أيضا. كان العديد من أعضاءه البرلمانيين, بما فيهم الأكثر شهرة, ليلى زانا, مسجونين بتهمة التحريض على الفتنة.

بينما تعاطفوا بقوة مع الـ ,PKKكانت تلك الأحزاب غير متجانسة, تشتمل عناصر مقربة وأخرى معارضة للحزب.

2-  معارضة الدولة التركية

ضمن الشروط التكتيكية, يمكن أن يبدوا من الحكمة للدولة التركية أن تسمح لظهور لمعرضة كردية معتدلة والتي يمكن بعد ذلك أن تـُخفي الـ PKK, جاذبة الدعم من الأغلبية من السكان الأكراد عن طريق أهداف ووسائل أكثر اعتدالا. هكذا حركة بديلة, يمكن للمرء أن يجادل, سوف تضعف بشدة الدعم للـ PKK. في الواقع, اظهر أوجلان, في مقابلة مطولة في أيار 1991, بعض من معارضته الأقوى لفكرة بديل سياسي كردي للـ PKK. هو ينظر لأي منظمة سياسية كردية بديلة أو حركة  تتلمس دعم أمريكي كمحاولة مستترة لتصفية الحزب و القضية الكردية. بالرغم من انه قـَبـِلَ بوجود أحزاب سياسية غير قريبة من للـ PKK, أظهرها بوضوح كأجندات ترعاها الدولة تنوي تقسيم المقاومة.49

حتى بالرغم من شعور أوجلان الواضح بالخوف من حركات منافسة محتملة تظهر ضده- خاصة تلك المكونة من قبل الحكومة- ليس هناك مؤشر  بان الحكومة قد  حاولت بشكل جدي تنفيذ هذه الفكرة.

في الواقع, بنِظر العديد من الأكراد, تحول للـ PKK ليصبح شكلاً من "النعمة" بالنسبة للمتشددين الأتراك. كان من السهل للدولة أن تحشد دعما داخليا وخارجيا ضد عدو كحزب العمال الكردستاني. وقد لاحظ العديد من الأكراد بان الحكومة التركية تفضل أن تكون منظمة كالـ PKK كعدوٍ لها: فما العدو الأكثر مثالية كعدو مارس عنفا هائلا, قتل أعضاءً من نفس مجموعته الأثنية, اعتنق لفترات طويلة أيدلوجيا ماركسية-لينينية .في الواقع, نفرَ اغلب المجموعات الكردية الأخرى, و يترأسه زعيم يبدوا على نطاق واسع أنه مصاب بجنون العظمة؟ سوف تجعل قيادة كردية أكثر اعتدالا, متعاونة, سلمية, وجذابة من الصعب للدولة أن تبرر سياساتها العنيفة المضادة بالعصا الغليظة ضمن الشروط  الدولية والداخلية.

بالرغم من وجود تحليلات أكثر تفصيلا عن موقف الحكومة التركية  بالأسفل, يكفي القول بان قمعها المنتظم للمجموعات الكردية المعتدلة قد لعب لصالح الـ PKK من خلال الـ"عبث" بالسلوك السياسي المُعتدل. من بين هكذا أفعال, كان الأكثر تطرفا هو حظر الـHEP  وَ DEP , كيف تخلصوا من الأحزاب المشكلة قانونيا ومن أعضاء يعملوا ضمن النظام. خلافا لأسلافهم,والذين أما كانوا غير قانون (كما في حالة الحزب الديمقراطي الكردستاني التركي التابع عراقيا, الذي انشأ في 1965) أو لم يسبق لها أن نجحت في تطوير منظمات طلابية النوع ماضي( مثل بيت الشرق الثقافي الثوري DDKO ) فأن كُلاً منHEP     و DEP  كانا أحزاب حسنة النوايا حازت على عدد لا بأس  من مؤيدين , خاصة في جنوب الشرق.

كانت الدولة قاسية بشكل متساوي مع الأحزاب المستندة بالأساس على البعد الكردي . حاول شرف الدين آلجي ,وزير سابق في حكومة اجاويد في السبعينيات, تشكيل حزب كردي موال للاقتصاد الحر: في البداية دعي بالمنبر الديمقراطي الكردي, كان أخيرا مشكلا في 7 كانون الثاني 1997, كما الحزب الجماهيري الديمقراطي50.

إبراهيم اكسوي, أمين عام سابق لـDEPـ ومقرب من كمال بوركاي, زعيم حزب الاجتماعي الكردستاني في المنفى, حاول أن يجد حلا مع منظمة سياسية يسارية,هي حزب التغيير والديمقراطية, كبديل عن DEP وخليفته الأكثر حداثة HADEP ( حزب ديمقراطية الشعب).

تمت مضايقة قادة وأعضاء الأحزاب السابقة  بشكل مستمر من قبل  أركان الدولة, والتي بدأت أفعال قانونية ضدهم. في الواقع, في السنوات الأخيرة فقد اكتشفت الدولة بان الطريقة الأكثر كفاءة لإسكات المجموعات الكردية بشكل عام هو من خلال النظام القانوني, والذي يفرض أحكام سجن قاسية وإضرار مالية أكثر فعالية  من وسائل الاتهام. هكذا سياسات ليست جديدة : في الواقع, كانت الدولة لاتزال راسخة في مطاردتها لأي نوع من النشاط الكردي, بما فيها الأكثر سلمية, من خلال نظام المحكمة. محاكمات ضخمة حدثت في الخمسينيات إضافة إلى العقود المتلاحقة, وحكمت على الأفراد بفترات في السجن لتطرقهم لمواضيع لقومية الكردية51.

استفادت السياسة التركية بشكل واضح من الـ PKK, والذي اعتمد بشكل مغاير لمجموعات أخرى, على مقدراته العسكرية لتحقيق أهدافه. في الواقع, هذا يعطي أولوية للعنف ويضمن بان الـ PKKسيحتكر  النقاش السياسي المتعلق بالقضية الكردية.

3-الدعم السياسي بين الأكراد

كان الـ PKK نسبيا ناجحا في إدامة ليس فقط وجوده لكن أيضا  الكفاح المسلح ضد الدولة التركية. قادت الشهرة  الناتجة والتي أيضا تعود إلى الارتدادات من منظمات منافسة بَدت غير فعالة من قبل فدائييه 52. حتى الأكراد الذين بغضوا وسائله أو طراز قيادته أدركوا بان حقيقة عمليات حزب  العمال, أكثر من أي نشاط كردي أخر,  قد رفعت القضية الكردية إلى المستوى العالمي. مركزة الانتباه على المسألة, وخلقت ضغوطات -بعيدة وليست حاسمة للآن- على الدولة التركية لتعيد التفكير بسياساتها 53. في ظنهم, أن الـ PKK هو نفسه الذي اجبر آن ذاك رئيس الوزراء في 1991 ديميريل  ليعترف بالـ"الحقيقة الكردية". ابعد من ذلك يشك الأكراد دائما بخطاب الدولة الإصلاحي طالما  تتزامن مع حملة ضد "الإرهاب", حيث يتحججون بأن الإصلاحات سوف تحدث فقط بعد هزيمة الـ PKK. تقريبا يدرك معظم الأكراد بان الـ PKKهو الذي اوجد المجال السياسي والذي أصبحت فيه أحزاب ومنظمات كردية أخرى, قادرة لتعمل في السنوات الحديثة-حتى بالرغم أنهم حُكمُ , غـُرمُ, وأغلقت أحزابهم ....الخ.

يَظن العديد من الشخصيات السياسية الكردية  بأنه ليس من المعقول  إن يشكلوا حركات سياسية بديلة ضمن تركيا, على الأقل للآن. لا يعني هذا انه لم تنجح محاولات والعديد منها نـُقشت بالأعلى. بصرف النظر عن الخطر المحتمل من الأعمال الانتقامية ضدهم من الـ PKK, هناك شعور بان تعرض شخصيات معارضة بديلة نفسها عند هذه الأزمة لفقد ثقة الجمهور الكردي ويمكن أن تظهر كواجهات للدولة. تختلف HEP وَ DEP  وَHADEP  عن باقي الأحزاب حيث يتعاطف العديد  من صفوفها مع حزب العمال. حتى الأعضاء الأكراد من حزب الرفاه والذين تنافسوا بشكل مباشر مع HADEP وPKK  سوف يقرون  بأنهم لا يريدون إزالة الـPKK كليا, بالرغم من أنهم يبررون موقفهم بالاعتماد على أسباب الإنسانية بدلا من السياسية. هناك اعتقاد  على نطاق واسع بان شخصيات من الـPKK - مهما يفكر المرء بقيادة  أو تكتيكات الحركة- "قدموا واجبهم" بصدق -و هكذا يظهر تضحياتهم في الدم للقضية الكردي لفترة طويلة. في الواقع, لا يزال العديد من العائلات الكردية متأثرة بالتمرد الذي يقوده الـPKK: حسب التقديرات العسكرية, قتل أكثر من 11 ألف عضوا من الحزب في السنوات منذ بداية "الصراع المسلح". بالإضافة, هناك حوالي 10 ألف في السجون لنشاطات متعلقة بالـPKK و القومية الكردية, عشرات آلاف لا يزالون معتقلين,  خدموا محكومتيهم, وتم إطلاقهم. من المحتمل هناك 5-10 آلف (كريلا)  في الريف والبلدان المجاورة, هناك ميليشا تقدر بـ 50 ألف 54.

و بتأثير القتلى, المسجونين, والنشاط ميداني للحرب المستمرة, أصبحت أعداد كبير متزايدة من العائلات الكردية  بشكل مباشر متأثرة بالحرب, وبخاصة النشاطات السياسية الـPKK. في واحدة من بعض الاستطلاعات التي أجريت في الجنوب الشرقي , 35%من الذين أخذت أرائهم والذين أجابوا لسؤال( ما مدى مقدار معرفتك بأعضاء من حزب العمال) , 42 % زعموا بأنهم يملكون أفراد في المنظمة 55.

من وجهة نظر أكراد مستقلين, فان الـPKK حقق درجة من النجاح والذي استعصى منذ ابتداء الجمهورية التركية. نجح الـPKK في المزاوجة بين النشاط السياسي والمقاومة المسلحة وتدويل قضية تلقت مسبقا بعض الاهتمام. بينما لا احد يتوقع بان يهزم الـPKK  الجيش التركي, فأن نجاحه في إلزام أنقرة بأعداد كبيرة من القوة البشرية للجنوب الشرقي والقدرة على محاربة جيش بدون توقف هو مصدر فخر. بالمقارنة مع نظرائه العراقيين والإيرانيين استطاع الـPKK تحقيق كمية كبيرة أكثر بعدد اقل. ابعد من ذلك, بعدما وصفت الـPKK كعدوها الوحيد وثم تعاملت معه بمعالجة عسكرية صرف, خلقت الدولة نتيجتين لنفسها: في مستوى الأول فقد ارتقت بوضع الـPKK في نظر العامة, الأصدقاء والأعداء على حد السواء. ثانية, بتفريغ الساحة السياسية الجاهيرية الكردية للـPKK, وضعت الدولة نفسها في ظرف عسير  في سباق لكسب عقول وقلوب هذه الدائرة الانتخابية المهمة. في الواقع, سمحت الدولة للـPKK ليهيأ أجندة بين الأكراد. عَملت جميع هذه العناصر لتخلق جوا للتعصب داخل المجتمع الكردي والذي تساوى فيه غالبا  نقد حزب العمال الكردستاني بالخيانة للقضية.وبشكل لا يدعوا للاستغراب, يعكس هذا التطورات ضمن المجتمع التركي, والذي فيه غالبا ما يترجم نقد سياسيات الدولة  كدعم للـPKK.

كما هو الحال في معظم مجتمعات الشتات,الشتات الكردي هو الأكثر تشددا من الأكراد المقيمين بتركيا. هذا هو نتيجة للسهولة التي تستطيع أي منظمة العمل, تجنيد وتعبئة بعيدا عن تحكم الأجهزة الأمنية, وميل الجماعات المغبونة لتعبر عن شعورها وأفكارها بدون خوف, وفي الحالة الكردية, تسهل حقيقة ميل مجتمعات الشتات  لتكون من الطبقة العاملة وغير مندمجة مع المجتمعات الأوربية التي تعيش فيها بشكل عام من مهمة الـPKK.

سبب دعم الـPKK اليوم بين الأكراد الأفراد النشطين سياسيا, بما فيهم هؤلاء الذين يعارضون الحزب, بلا شك هو الدافع ذاتي. هذا لسبب, أنهم يمكن أن يتوقعوا الاستفادة في المدى الطويل من الصراع الدامي للعمال الكردستاني في حال فتح الباب لمشاركة سياسية اكبر واعتراف بحقوق ثقافية. بشكل واضح, فقد جَلبَ نشاط ٌسياسي ماضي- سري أو قانوني- لهم مكاسب صغيرة في هذا الصدد. وكنتيجة, سوف يحبذ قلة من الطيف السياسي الكردي أن يروا العمال الكردستاني مهزوما- بما فيهم المعادين له هكذا هزيمة سوف ينظر إليها كإزالة للقوة الرئيسية التي يملكها الأكراد حاليا ضد الدولة التركية.ومن دون شك, من اجل ذلك, قلة يتمنون نقد الـPKK بشكل علني.

الأكراد الأتراك ,الأكراد العراقيين و عملية توفير الأمان

تخشى تركيا دوما من تأثير أحداث في كردستان العراق على الأكراد داخلها. لذلك, ليس فقط تعارض الاستقلال للأكراد العراقيين لكن لا تزال مستاءة من أي مناقشة لفدرلة أو حتى حكم ذاتي لأكراد العراق. على الرغم من مخاوف أنقرة, لم تكن العلاقة بين الأكراد الأتراك والعراقيين دائما خفية. معزولين بحدود دولية ونظامين حريصين على تقييد إمكانية تعبئة سكانهما الأكراد, بقي السكان الأكراد الأتراك والعراقيين متباعدين ماعدا الروابط العائلية والعشائرية وتجارة عابرة للحدود. في بداية العشرينيات, وضعت الحكومة الجديدة في أنقرة عينها على الموصل, احتل إقليم كردستان العراق الغني بالنفط  من قبل البريطانيين. تخلت انقرا عن أية مطالبات  كانت لديها. في نفس الوقت انفجرت ثورة الشيخ سعيد في 1925. اشتبه الكماليون على الدوام ببريطانيا أنها شجعت الثورة لتثنيهم عن المضي في مطالبها.

الحدود الدولية بين تركيا وإيران هي الأقدم والأكثر رسوخا من بين جميع الحدود للدولة التركية.على النقيض, ترسيم الحدود بين تركيا وسوريا والعراق هي ظاهرة تعود للقرن العشرين. إنشاء العراق على وجه الخصوص كان عائقا, كونه قسم مناطق تتكلم بالكرمانجية في تركيا عن أجزاء متكلمة بالكرمانجية في شمال العراق, حاصرة العوائل, العشائر, القبائل على جانبي مختلفين من القسمة الدولية.على مدى سنين, استمرت التجارة بين أكراد أعيد إسكانهم في دولتين مختلفين وانتحلت خاصية حرفة التهريب.

لكن كانت هناك محاولات تلاقح سياسية: بدء اختلاط طلاب أكراد من مختلف البلدان فيما بينهم في أوربا في الستينات, وكانت هناك محاولات فاشلة من  الطلاب الأكراد الوفدين للدراسة في تركيا لإقامة فروع من منظماتهم في الدولة الأوربية.

انتعش الاتصال السياسي بين الأكراد العراقيين والأتراك مع نجاح الملا مصطفى البرازاني. وكما يجادل فان برونيسن, "أصبح البرازاني في حياته بطل أسطوري, و كانت نجاحاته تنشد وتخبر في جميع زوايا كردستان......إعجاب بذلك, اعتزاز, وبالتالي عزز الولاء تجاه البرزاني لإدراك هوية وولاء كردي نحو استخلاص فكرة لقومية كردية56  . ساعدت حقيقة كون البرزاني  متكلم بالكرمانجية من خارج الحدود, مع صلات عائلية قريبة, أيضا  في احتلال  مكانة مرموقة بين الأكراد الأتراك. أثرت حركة البرزاني , في الهزيمة والنصر, بالأكراد الأتراك وأمنت لهم دوافع لنشاطهم الأثني السياسي. دوت نجاحاته العسكرية وقدرته لإجبار  نظام بغداد لقبول اتفاق حكم ذاتي , كالذي توصل إليه في آذار 190(الأول على الإطلاق لينجز بين دولة ذات سيادة والأكراد) بين السكان الأكراد الأتراك.

شكل الأكراد الأتراك بشكل سري الحزب الديمقراطي الكردستاني التركي TKDP  كنظير تركي لمنظمة البرزاني العراقية. استطاع TDKP  أن يجمع أتباع مؤثرين قبل أن يهوى في الانشقاق- حيث عَكسَ الأحداث في العراق- واختفى كليا في تركيا. أثرت عملية أعادة اللعب بالصراعات بين العناصر اليسارية من أكراد العراق والعناصر البرزانية الأكثر تقليدية في الجانب تركيا من الحدود 57. بشكل مشابه, أكد انهيار 1975 لثورة 1958 أكراد العراق –في أعقاب اتفاقية الجزائر بين شاه إيران وصدام العراق والتي وضعت نهاية لدعم الإيراني لأكراد العراق. –النزعة نحو التطرف بين أكراد تركيا النشطين سياسيا. وبشكل مخيبين من المعسكر الغربي-الرأسمالي, كان الأكراد في كلا من العراق وتركيا أكثر اندفاعا نحو الاتحاد السوفيتي وصراعات التحرر للعالم الثالث , خاصة في فلسطين.

إلى هذا اليوم تبقى الانقسامات بين الأكراد العراقيين, بين ابن الملا مصطفى البرزاني من جهة وبين جلال الطالباني من جهة أخرى لتنعكس بين أكراد تركيا. في 1975,ترَك الطالباني الحزب الديمقراطي الكردستاني لتشكيل الاتحاد الوطني الكردستاني. يمثل الطالباني, متكلم بالصورانية, أكثر العناصر تحضرا والطبقة الوسطى من المجتمع الكردي. بينما ترتكز حركة البرزاني أكثر على الطبقة العشائرية و الفلاحية. لم يغير مجيء حزب العمال الكردستاني نظرة الأكراد الأتراك نحو سياسيات الأكراد العراقيين. يستمر انقسام الأكراد الأتراك لقسمين: المعارضين للـPKK يبقون مرتبطين  مع حزب البرزاني وينظرون إلى حزب الطالباني كحزب غير أصيل ولا يستحق الثقة. هم يلومونه لتقسيمه الحركة الكردية العراقية وخيانة الملا مصطفى البرزاني . وعلى النقيض, المؤيدون الـPKK والأكراد اليساريون الذين ينتمون إلى أحزاب كـ HADEP, مع أنهم ليسو مقربين من الطالباني تلقائياً , يميلون أكثر بشكل ايجابي نحو الطالباني. يمثل البرزاني, إلى حد ما كونه يشابه العناصر الكردية التركية المحافظة و التقليدية, كل شيء أوجلان معارض له أيدلوجيا. أيضا امتلك الطالباني تأثيرً أكثر على أوجلان. كان له دورا مهما في توجيه أوجلان ليفكر مليا بوقف إطلاق النار 1993 وكان حاضرا عندما جدَدَ أوجلان وقف إطلاق النار بشكل العلني. يمكن لطالباني, إلى حد ما, أن  يمتلك علاقة متوازنة أكثر مع الـPKK , كون مناطقه لا تتاخم تركيا كما هي الحال مع البرزاني, بالرغم من انه في الماضي( 1992) شارك في العملات المعادية الـPKK مع حكومة انقرة.

ومن المفارقات أن كلا من صدام حسين و الـPKK  قد قربا الأكراد في كلا بالبلدين لبعضهما- على الأقل نفسيا. سبب قمع صدام حسين في الثمانينات والتسعينيات حركة نزوح سكانية كبيرة من كردستان العراق نحو تركيا. وبسبب كون الانتفاضة ضد صدام في ما بعد حرب الخليج شاملة أكثر- شملت ليس فقط البشمركة لكن أيضا موظفين مدنيين, الطبقات الوسطى, المهنيين والفلاحين- لذا كان تدفق اللاجئين نحو تركيا اكبر وأصعب من ذي قبل. أججت معاناتهم, والتي زادتها إسقاطات الغذاء الدولية, أيضا الأكراد الأتراك. نظم المسئولون المحليون, بدون الاعتماد على مساعدة أنقرة,  قافلات غذاء ضخمة  للأكراد العراقيين. تدفق اللاجئين ليس قط حشدهم لكن أيضا سَيَسَهم عندما فكروا بان أنقرة كانت اقل من كريمة.

من جهة أخرى, نمو العمال الكردستاني واستخدامه لأرض من شمال العراق لتركيز محاربيه وإمداداته  وفر بُعدا تركيا للسياسيات الكردية العراقية. خلال الحرب العراقية الإيرانية, وقعت تركيا اتفاقا امنيا مع العراق بحيث سمحت لتركيا لتقود عمليات ضد الـPKK في مناطق عراقية. وقد واصل الجيش التركي التدخل  في الشمال تقريبا بإرادة أو بدون الإرادة العراقية منذ نهاية حرب العراق 1991. لم تنهي هذه العمليات, خاصة الهجمات الجوية,  قواعد العمال الكردستاني, أحيانا ضربوا القرى الكردية العراقية. مسببة إصابات بين السكان المدنيين. في الواقع, باجتياز الحدود العراقية, يؤثر الصراع الكردي التركي بالتطورات هناك ويُجبر الحزبين الكرديين العراقيين التعامل مع الـPKK.

ليس هناك شك بان الأكراد الأتراك الآن يتابعون تطورات في شمال العراق أكثر من ذي قبل. الاتصال بين المنطقتين هو أمر واقع, هذا لا يعني بالضرورة بأن أحدهما سوف ينافس الأخر عندما يتعلق الأمر بخيارات سياسية. لا يزال الأكراد الأتراك مهتمين جدا بمصير إخوانهم في شمال العراق.. كان الاهتمام الكردي بمصير الشمال واضحاً خلال مناقشات تجديد تركيا لتخويل عملية تامين الأمان OPC  القوى المتعددة الجنسيات التي تقودها أمريكا والتي خدمت منذ 1991 في شمال العراق لحماية الأكراد من هجمات صدام حسين.

وضع الجدال الناتج حول الموضوع البرلمانيين من أصلٍ كردي, بغض النظر عن انتمائهم الحزبي, في مأزق.  بالرغم من أن المعارضة  الشديدة, يعترف الأكراد في تركيا بان العملية أنقذت في الواقع حياة عشرات الآلاف  بين اللاجئين العراقيين الأكراد والذين هربوا إلى الجبال بعد حرب الخليج 1991لينجوا من اعتقال صدام. أيضا يعترفون بان هذه العملية كانت بين الحوافز التي قدمت القضية الكردية برمتها للانتباه الغرب. لذلك ساعدت العملية تركيز الانتباه على العامل الكردي في السياسات التركية وخدمت لتقوية قضيتهم.

على أية حال كان حزب العمال الكردستاني أكثر حذرا من عملية توفير الأمان. فهو يؤمن بان مشاركة الأمريكيين والموظفين الغربيين  في هذه العملية إنما تؤمن تعاون وثيقا مع الحكومة التركية وخصوصا مع المخابرات التركية حيث تزودهم بأماكن تواجد قوى الحزب في الشمال بغية تسهيل مهمة الجيش ضد الحزب هناك60.

يستمر حزب العمال ككل بالريبة حول أمريكا, وشكوكه المرتكزة على الدور الرئيسي لواشنطون بين الدول الغربية في اتهام الحزب كـ"منظمة إرهابية" . وينظر الحزب كذلك إلى أمريكا كمصدر رئيسي للسلاح المستعمل ضد الأكراد في الجنوب, والداعم الدبلوماسي الرئيسي لتركيا في ما يخص حقوق الإنسان بجنوب شرق 61.

أراد اوزال في السنوات الأخيرة من رئاسته أن يستغل الصلة القريبة بين الأكراد العراقيين والأتراك. ومع زيارة الأكراد العراقيين إلى انقرا التمس طريقا بديلا لتقليص الصراع ضمن تركيا . مشتغلا على افتراض أي حركة من تركيا مصممة لمساعدة الجيب الكردي في شمال العراق سوف ينظر إليه بحسن نية من الأكراد الأتراك.  وان الدولة ليست بالضرورة معادية للأكراد, ولكن فقط معادية للعنف المتركب من حزب العمال .

ملاحظات ومراجع

1-  فقط تجاوزه في العراق الصراع المسلح الطويل  للحزب الديمقراطي الكردستاني- والذي انضم إليه فيما بعد الاتحاد الوطني الكردستاني-حيث حافظ كلا منهما على صراع مسلح لعقود ضد الدولة العراقية.

2-  هناك على أية حالة استثناءات لذلك.بعد هزيمة الحركة الكردية في 1975 , الـ KDP المستاء زاد من التوجه للحركات اليسارية كونه حاول استرضاء حركات العالم الثالث .أما الـPUK  بشكل تقليدي أصبح قريبا من الطبقة الوسطى. كان هدف كلا الحركتين هو اصطفاف القضية الكردية إلى جانب "حركات التحرر الوطنية"

3-  عصمت (PKK  عشرون عاما من اعنف في تركيا).

4-  رفعت بالي (الملف الكردي).

5-  عبيد (الأكراد من مهاباد إلى 12 أيلول).

6-   انظر غونتر( الأكراد ومستقبل تركيا).

7-  لمزيد من المعلومات انظر عصمت (PKK  عشرون عاما من العنف في تركيا).

8-  في المؤتمر الخامس للحزب اتفق على عدم تجنيد شباب اقل من السادسة عشر وبالنسبة للنساء فان التجنيد طوعي.

9-  في نظرة رائعة إلى بعض الجوانب الطبقية أو العنصرية للمجتمع التركي من قبل اليسار التركي,تحدث أوجلان مبكرا عن رغبته بتحرير "تركمان "شرق تركيا, والذين همشوا لفترة طويلة من التاريخ التركي من قبل "الأتراك البيض" –نخبة أنقرة واسطنبول- والذين يحملون دما بلقانيا خلافا للدم التركي لأتراك الأناضول والذين يحملون دماءً من أسيا الوسطى .

10-انظر مقابلة مع أوجلان (جريدة يني بوليتيكا).

11-(بازار بوستاسي) 1995.

12-انظر مقابلة دافيد كورن مع أوجلان.

13-صحيفة الحياة اللندنية1995.

14- قدري كورسل (سكنة الجبال)

15- انسحبت فرنسا من العملية بعد مفاوضات مع الحكومة التركية.

16 انظر رفعت بالي (مقابلة مع أوجلان).

17- لمعرفة العلاقة بين ال PKK والسكان المحليين انظر:مياسة الكونر.

18- مؤتمرات الـPKK  .

19-في تعليمات للصحفيين الأتراك, ادعت هيئة الأركان العامة التركية أن ميزانية السنوية للـ PKK  تبلغ 2 مليار, مهما يكن الحزب ممولا فان هذا الرقم مبالغ فيه.

20-وفقا لأحد المقربين من الحزب أثناء محاكمته, تبرع رجال أعمال محليون للـPKK  بمبالغ كبيرة.

21-عصمت, اتهمت رئيسة الوزراء تشيلر بعض رجال الإعمال بمساهمات للـPKK  ,كانت هذه الاتهامات مؤكدة.

22-عصمت (PKK  عشرون عاما من العنف في تركيا).

23-في صيف 1996,اكتشفت الجهات الأمنية منظمتين مافيوية متورطة في الأدوية والعقاقير والتي لها امتدادات داخل الأجهزة الأمنية. الأولى كانت عصابة "سويلة مز" والتي ارتبطت مع ليس فقط ضباط شرطة سابقين ولكن أيضا جنود وموظفين قائمين على عملهم . في تشرين الثاني كشف حادث بالقرب من مدينة سوسورلوك  العلاقة الخفية بين العصابات ورجالات الدولة فيما يخص غسيل الأموال وتجارة العقاقير واعتقل عدد من المسئولين مما أدى لاستقالة محمد آغار وزير الداخلية لاتهامه بالتغطية.

24-في تقرير برلماني للتحقيق بحادثة سوسورلوك ,يجادل  عضو المعارضة السيد فكري ساغلار , بان هناك زيادة في الثروة المالية للمسئولين الأمنيين في جنوب شرق حيث الاتهام بتسهيل تجارة العقاقير شائعة هناك.

26- في خريف 1996,زار عضو محافظ من البرلمان الألماني وموظف برتبة عالية من حكومة هلموت كول  أوجلان في دمشق. ربما ساعدت هذه الزيارات في نزع فتيل بعض أعمال اعنف في الأراضي الألمانية.

27- يشير الاسم  MED إلى الاسم القديم ميديا .

28-حتى حزب الرفاه اشتكى من تلفزيون MED TV حيث أن كل قرية صغير حملت لاقطا فضائيا لمشاهدة القناة .

29- توركش ديلي نيوز, حزيران 1996.

30-في احدث قضية, اشتكى احد مخاتير القرى إلى محكمة حقوق الإنسان الأوربية لأنه حكم بتهمة المشاركة "بأنشطة انفصالية" كونه شاهد محطة MED TV  .

31-هددت فرانس تيليكوم من الاستبعاد من طلب بناء شبكة خلوي ثالثة ما لم توقف تجديد تأجير حزمة لقناة MED TV .

32- جريدة الزمان 1997.

33- في الحقيقة فان البرلمان ذي الـ 65 عضوا, فان ERNK  هو الكتلة الأكبر .

34- في الواقع بحظرDEP فان الدولة دفعت بالحزب إلى أحضان الـ PKK .

35-انظر :البرلمان الكردي في المنفى

36--انظر :البرلمان الكردي في المنفى

37-انظر :البرلمان الكردي في المنفى

38- في مؤتمر صحفي قال كايا:نحن نريد نظاما فدراليا يحافظ على سلامة حدود الدولة التركية.

39-معضلة KPE  تختلف عن منظمة التحرير الفلسطينية والتي سعت لحصول على اعتراف دولي كجزء من الحصول على الشرعية بين الفلسطينيين.

40-طالما لا يزال احتمال تحرير المواقف التركية محدودا, فان احتمال تحول KPE  إلى منظمة أكثر اعتدالا.

41- لمعرفة حسابات أوجلان مع زواره انظر محمد على بيراند  (AOP  و PKK  ).

42- في الواقع كرس أوجلان فصلا كاملا لهذا الموضوع.

43- حميد بوز ارسلان:الجوانب السياسية للمشكلة الكردية.

44- أيضا زار أعضاء من البرلمان اليوناني أوجلان.

45-اعترف أوجلان لاحقا بأنه كان مجبورا لوقف إطلاق النار لعادة تنظيم الحزب.

46-هنري باركي:المعضلة الكردية في تركيا.

47- في مقابلة له اقترح أوجلان بأنه على الأكراد المقيمين في غرب تركيا الابتعاد عن العنف والتركيز على النشاطات السياسية والانضمام للنقابات.

48- افترض احد أعضاء حزب الرفاه عن ولاية وان  أن ما مقداره 15   % من السكان في جنوب شرق البلاد يدعمون الPKK  , لكنه حذر من أن أعداد اكبر من السكان سوف  يدعمون الحزب في المستقبل.

50- آلجي, مع انه كان وزيرا في حكومة اجاويد فانه فاجئ الشعب بأنه يوجد أكراد في تركيا وانه واحد منهم.

51- انظر ناجي كوتلاي

52- الأكراد والأتراك من أين إلى أين . مراد بيلغة.

53- تشبه الحالة الوضع الفلسطيني : فعلى الرغم من اختلاف بين الفلسطينيين حول أساليب المنظمة  فان الجميع يحب عرفات ويعارض الاقتتال الداخلي. حيث أصبحت PIO  رمز التحرر القومي ومع أن الـPKK لم يصل إلى نفس المرحلة فانه يتابع بنفس الاتجاه.

54- تقدر نقابة المحامين بديار بكر بان من الفترة 1984 إلى 1994 أكثر من 60 ألف فرد قد اعتقلوا.

56- فان بروسن: الشيخ سعيد والدولة.

57- انتقد  الحزب الاجتماعي الكردي التركي  بقيادة كمال بوركاي الاتجاه الإقطاعي العشائري  لحركة البرزاني.

58- في هذا السياق , كان لتسليم السلطات التركية 47 لاجئا كرديا للسلطات العراقية عبر معبر الخابور تأثيرا محرضا بين أكراد تركيا.

59- هيئة الأركان التركية, كانت تعارض علنا هذه العملية لكن في الخفاء كانت تريد شروط أفضل من الولايات المتحدة الأمريكية.

60- صرح احد ممثلي الـ PKK في ألمانيا بان الولايات المتحدة كانت تزود تركيا بمعلومات استخباراتية عن معسكرات الحزب في شمال العراق.

61- انظر مقابلة أوجلان مع الحياة اللندنية.

62- باسكين اوران,(قوة المطرقة والدولة الكردية).

---------------------------------------------------------------

 

   

 

 

 

1367.

مواضيع جديدة في موقعنا الجديد اضغط هنا


ارشيف
ارشيف

صحافة وإعلام و آراء

كتاب الموقع
عبدالغني ع يحيى
العصر الطيني في العراق.
بنكي حاجو
الكذبة الكبرى
ب. ر. المزوري
النقطة
زاكروس عثمان
أحزاب خارج التغطية
إبراهيم اليوسف
النص الفيسبوكي 2.
عبد عبد المجيد
الفسيفساء السورية
أفين إبراهيم
رضاب الفراش
وزنة حامد
قلق الذات