اعلن مصدر رسمي ان الرئيس النظام السوري بشار الاسد هنأ في كلمة الاثنين الجيش
السوري "الوطني" في الذكرى السادسة والستين لتأسيسه.
وتطرق الاسد في كلمته الى المؤامرة التي تتعرض لها سوريا بحسب ما نقلت وكالة الانباء السورية (سانا) .
وقال "اذا كان قدر سوريا ان تكون في موقع القلب لهذه المنطقة الجيوستراتيجية
من العالم فان ارادة ابنائها تأبى الا ان تكون قلب الامة النابض بكل مقومات العزة والسيادة
والكرامة والاباء".
واعتبر ان "تمسكنا بثوابتنا الوطنية والقومية يزيد حقد الاعداء علينا".
واعرب عن "ثقة مطلقة" بقدرة "شعبنا وبوحدتنا الوطنية أن
نسقط هذا الفصل الجديد من المؤامرة التي نسجت خيوطها بدقة وإحكام بهدف تفتيت سوريا".
واكد الاسد ان "سوريا العربية شعبا وجيشا وقيادة اعتادت ان تشيد
الانتصارات وتلحق الهزائم بأعداء الوطن والامة".
وتابع "من يراهن على غير ذلك يكن واهما فالشدائد تزيدنا صلابة والمؤامرات
تزيدنا قوة والضغوط تدفعنا للتمسك أكثر بثوابتنا وحقوقنا العصية على التذويب او التهميش".
و قتل 137 شخصا على الاقل بنيران قوات الامن السورية الاحد، بينهم
100 في حماة (وسط)، واصيب العشرات بجروح غالبيتها خطرة، خلال اقتحام الجيش عددا من
معاقل الحركة الاحتجاجية ضد الرئيس بشار الاسد، في "مجزرة" نددت بها بشدة
العواصم الغربية ودفعت المانيا لدعوة مجلس الامن الى جلسة طارئة الاثنين.
واعتقل خلال هذه الحملة العسكرية ايضا اكثر من 350 شخصا في ريف دمشق،
بحسب ناشطين حقوقيين.
وقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي "ان
100 مدني قتلوا الاحد في حماة برصاص قوات الامن التي رافقت الجيش لدى اقتحامه مدينة
حماة".
بدوره قال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن "ان
قوات من الجيش ترافقها عناصر امنية اقتحمت مدينة حماة من عدة محاور".
ونقل عبد الرحمن عن طبيب في احد مستشفيات حماة قوله ان "عدد الجرحى
كبير ولا طاقة للمشافي على استيعابهم وبخاصة في ظل غياب المستلزمات الطبية اللازمة".
واكد احد سكان حماة في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان "حوالي
الساعة السادسة صباحا دخلت قوات من الجيش واتجه اغلبها نحو جامع السرجاوي ومنطقة جنوب
الثكنة".
وادى الهجوم على حماة الى ردة فعل غاضبة في العديد من المناطق السورية
ترجمت تظاهرات تصدت لها قوات الامن بالرصاص.
واكد ريحاوي ان "خمسة اشخاص قتلوا برصاص الامن في عدة احياء من حمص
خرج اهلها للتظاهر نصرة لمدينة حماة".
كما اشار الى "مقتل ثلاثة اشخاص في ريف ادلب بينهم شخص من بنش وشخص
من سرمين واخر في سراقب" عندما خرج اهلها للتظاهر احتجاجا على ما يجري في حماة.
من جهته، اكد رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان عمار القربي "مقتل
19 شخصا في دير الزور (شرق) وستة في الحراك (جنوب) وشخص في البوكمال (شرق)".
واضاف ان قناصة انتشروا فوق الاسطح في مدينة دير الزور، مؤكدا ان
"اغلب الاصابات كانت في الراس والعنق".
بدوره اعلن عبد الرحمن ان "شخصين قتلا في بلدة صوران (ريف حماة)
وجرح العشرات عندما اطلق رجال الامن النار على الاهالي الذين خرجوا للتظاهر اثر سماعهم
الانباء عن حماة".
واضاف "استشهد شاب وجرح ثلاثة اخرين اثر إطلاق الاجهزة الامنية النار
من جهة الدوار الرئيسي في مدينة الكسوة على مجموعة من الشباب".
وليلا اشار المرصد السوري انه "في معضمية الشام نفذت قوات الامن
عند الساعة 11 ليلا حملة مداهمات في شارع الروضة، حارة بيت الشيخ، وكان الكثير من شباب
المعضمية نزحوا عنها خوفا من الاعتقال".
واضاف انه "بحسب الاهالي فان عدد المعتقلين منذ فجر يوم الاحد تجاوز
350 شخصا، كما اكد الاهالي ان الشباب المعتقلين كانوا يعذبون امام البلدية تعذيبا شديدا".
واضاف انه "في مدينة دوما خرج الالاف في تظاهرة مسائية، وفي مدينة
عربين خرج الاهالي في تظاهرة رغم الانتشار الامني الكثيف، كما خرجت مظاهرة في بلدة
قدسيا نصرة لحماة ودير الزور والمدن المحاصرة".
وفي حمص اكد المرصد السوري ان قوات الامن عمدت ليل الاحد الاثنين الى
"اطلاق النار بشكل كثيف جدا في حي الخالدية قرب جامع النور، كما اطلقت النار على
المتظاهرين في احياء الانشاءات وجورة الشياح والخضر وباب السباع".
واضاف المرصد ان مظاهرات خرجت في حمص "بعد صلاة التراويح في احياء
الوعر والحمرا وجورة الشياح وباب السباع وحي الخضر والقصور والانشاءات وباب السباع
والخضر".
وقال عبد الرحمن من جهة ثانية في تصريح لفرانس برس "ان الاهالي قاموا
مساء الاحد باحراق 24 ناقلة جند تابعة للجيش السوري في منطقة المسرب (35 كلم غرب دير
الزور) على الطريق الممتدة من الرستن الى دير الزور".
واوضح ان "الاهالي القوا قنابل مولوتوف على قافلة عسكرية لمنعها
من التوجه الى دير الزور لضرب اهاليهم ما ادى الى احراق 24 ناقلة جند".
كما قال "انه تم قطع الطريق الدولي المؤدي من حلب (شمال)الى دمشق
في عدة مناطق وخرج الاهالي للتظاهر في خان شيخون ومعرة النعمان وسراقب في ريف ادلب".
واضاف انه "سمع صوت اطلاق الرصاص في محيط احياء البياضة ودير بعلبة
والخالدية في حمص" مشيرا الى ان "الاتصالات قطعت عن هذه الاحياء".
كما اشار الى "حصار كامل للمنطقة واضراب تام في السوق تضامنا مع
ما يحدث في حماة".
وتحاول السلطات السورية اخضاع حماة، التي اقتحمها الجيش من مداخلها الاربعة
الاحد، بعد ان شهدت اضخم التظاهرات ضد النظام السوري خلال الاسابيع الماضية.
ومنذ 1982 باتت حماة رمزا، في اعقاب القمع العنيف لتمرد جماعة الاخوان
المسلمين المحظورة ضد الرئيس الراحل حافظ الاسد والد الرئيس بشار الاسد والذي اسفر
عن 20 الف قتيل.
من جهتها، لفتت وكالة الانباء الرسمية (سانا)الى "استشهاد ضابط برتبة
عقيد وعنصرين من الجيش برصاص مسلحين في دير الزور".
كما ذكرت ان "عنصرين من قوات حفظ النظام استشهدا اليوم برصاص مجموعات
مسلحة فى حماة".
واضافت سانا ان هذه المجموعات "قامت باحراق مخافر الشرطة والاعتداء
على الممتلكات العامة والخاصة واقامت الحواجز والمتاريس واشعلت الاطارات في مداخل وشوارع
المدينة".
واشارت الوكالة الى ان "وحدات من الجيش تعمل على ازالة المتاريس
والحواجز التي نصبها المسلحون في مداخل المدينة".
ونقلت سانا عن بعض الاهالي في حماة "ان مجموعات مسلحة تضم عشرات
المسلحين تتمركز حاليا على اسطح الابنية الرئيسية في شوارع المدينة وهي تحمل اسلحة
رشاشة وقاذفات ار بي جي متطورة وتقوم باطلاق النيران المكثفة لترويع الاهالي".
وفي ريف دمشق، ذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان "صوت اطلاق رصاص
كثيف جدا سمع في مدينة معضمية الشام ترافق مع وصول امدادات عسكرية ضمت ناقلات جند ومدرعات
الى شارع الاربعين"، مشيرا الى "حملة اعتقالات تنفذ في المدينة التي شهدت
اقتحاما لقوات من الامن والجيش عند الخامسة من صباح الاحد (2,00 تغ)".
واضاف الناشط ان "4000 متظاهر خرجوا في حرستا تضامنا مع حماة حيث
تصدى لهم رجال الامن الذين اطلقوا الرصاص عليهم واصابوا 10 منهم بجروح، اصابة واحد
منهم على الاقل خطرة".
كما شنت الاجهزة الامنية "حملة اعتقالات واسعة في مدينة الكسوة مع
سماع صوت اطلاق رصاص" بحسب الناشط الذي اشار الى "معلومات عن سقوط جرحى".
وذكر ريحاوي ايضا ان قوات الامن اعتقلت اكثر من 300 شخص في هذه المدينة
التي شهدت انقطاعا تاما للكهرباء والاتصالات".
كما اعلن رئيس الرابطة لوكالة فرانس برس ان "السلطات الامنية قامت
باعتقال المعارض وشيخ قبائل البكارة نواف راغب البشير"، مشيرا الى ان البشير هو
عضو الامانة العامة لاعلان دمشق.
وكشف ريحاوي ان "زعماء ومشايخ القبيلة قرروا الاجتماع اليوم (الاحد)
في منزل الشيخ البشير لمناقشة تطورات اعتقال الشيخ".
ا ف ب