يبقى سؤال واحد للقائمين على لجنة السلم الأهلي في عامودا وهي لماذا تشرك السياسيين وحدهم في الندوات ولا تعطي المثقفين الأكراد حق المشاركة في هذه الندوات,أم أن صوت المثقف غير مسموع لديها
في سياق اللقاءات التي تعدها لجنة
السلم الأهلي في عامودا بين الشارع الكردي والقيادات الكردية,حضر
اليوم 28/7/2011 سكرتير البارتي الديمقراطي الكردي عبد الحكيم بشار ندوة
جماهيرية في الهواء الطلق,وبعد دقيقة صمت على أرواح الشهداء ,ألقى كلمة تطرق فيها
إلى مستجدات الوضع السوري ومنعكساته على الساحة الكردية في سوريا,حيث وقف على
النقاط التالية :
أولا- أهمية حماية الشعب الكردي من
أية منزلقات قد تأتي بها الأحداث,وأهمية ضمان حقوق هذا الشعب دستوريا,وذلك من خلال
الحرص على المشاركة الكردية في الحراك السوري بحكمة وعقلانية مؤكدا على سلمية حركة
الاحتجاجات في المدن الكردية مع مراعاة الخصوصة الكردية,بما يخدم المطلب العام
للشعب السوري في الحرية والديمقراطية والمطالب الكردية المشروعة, وبين انه ليس من
الصواب أن يصبح الحراك الكردي جنديا لبقية الأطراف مجانا,وبالتالي يجب عدم رفع
الهتافات والشعارات التي تدعوا إلى إسقاط النظام أو رحيل الرئيس,لأنها لا تخدم
المطالب الكردية في هذه المرحلة,خاصة أن أطراف المعارضة السورية التقليدية الرئيسة
" الأخوان المسلمين " لا تقدم أية مشاريع حلول للملف الكردي,مثلهم مثل
حزب البعث الحاكم يحمل إيديولوجية الغائية وصائية ترفض الاعتراف بالأخر,وتتهرب من
المسالة بضرورة ترحيل الملف الكردي إلى مرحلة ما بعد التغيير,لتنقلب بعدها على
وعودها اللفظية للأكراد,وقد حذر الشعب الكردي من مغبة الوقوع ضحية لعملية
خداع طالما تعرضت له القومية الكردية في تاريخها المعاصر,ذلك حتى لا ندفع الدم
الكردي ثمنا لأجندة الغير,بل يجب عدم إنهاك الحراك الكردي وذلك بدفع الدبابات
بالقدوم إلى المناطق الكردية واستنزاف زخم الحراك الكردي في الوقت الغير مناسب,إذ
يجب ادخار قوة الطرف الكردي أمام المعارضة وأمام السلطة,لتستخدم طاقاته في اللحظة
المناسبة التي تخدم المصلحة الكردية.
ثانيا- تحدث عن موقع الأكراد من
الأزمة السورية وما المطلوب منهم, فأشار إلى أن الحركة السياسية الكردية لم ترمي
بثقلها في الحراك الجماهيري بعد,وركز على أهمية خلق توازن في علاقات الطرف الكردي
مع المعارضة التقليدية والحراك السوري والسلطة,رغم أن السلطة تمارس سياسة
الظلم والاضطهاد القومي بحق الشعب الكردي,حيث يمكن للطرف الكردي أن يبقى في صف
المعارضة مع عدم معاداة النظام الحاكم,وإمكانية الحوار معه على أساس الاعتراف
الدستوري بحق الشعب الكردي فهذه هي السياسة,وفي ذلك ضغط على المعارضة حتى تقبل
بالمطالب الكردية,فالتجربة كبيرة وجديدة وعلى الطرف الكردي التفاعل معها
بحكمة,لأنها مفتوحة على الاحتمالات السلبية والايجابية.
ثالثا- ضرورة إبراز الطابع الكردي
للمظاهرات التي يقوم بها الحراك الكردي سياسيا واعلاميا, وذلك بكتابة الشعارات
والهتافات والمطالب باللغة الكردية حتى تترسخ الهوية الكردية أكثر في ذهن الحراك
السوري والمعارضة والسلطة والرأي العام.
رابعا- وعن قراءته للمشهد السوري ذكر
بان السلطة ما زالت تمتلك عناصر القوة فالجيش ما زال معها,وغالبية
الدول العربية والأجنبية, تقدم لها الغطاء المالي والسياسي والدبلوماسي,وحتى تركيا
فقد تراجعت تحت التهديد الإيراني,بينما أحزاب المعارضة التقليدية ما زالت منقسمة
على نفسها والبعض منها يبحث عن السلطة,وبالتالي تطورات الأوضاع لم تتوضح والأزمة
تسير في المجهول .
خامسا:في معرض إجابته على أسئلة
الحضور ذكر بان المكون الكردي سوف يحسم موقفه بعد عقد مؤتمر لصياغة قرار
كردي موحد الذي يتم التحضير له,وان المؤتمر العتيد هو الذي سوف يبين مدى استعداد
أحزاب الحركة الكردية للمرحلة القادمة,وإذا كان للشعب الكردي مصلحة,يمكن زج الشارع
الكردي بأكمله في الحراك الميداني,وطالب بالابتعاد عن التنافس الكردي-
الكردي,ونسيان الحزبية الضيقة ,ليعمل الجميع من اجل كرديته ,وفي حال وقوع إشكالات
بين فئتين من الأكراد,فعليهما الاحتكام للعقلاء والحكماء لحل هكذا ملابسات,وفي حال
وقوع ملابسات بين أي حزب كردي وبين الحراك الكردي الميداني ,فان الحزب يتحمل
المسؤولية لأنه من المفروض أن يكون منضبطا قادرا على التحكم بأنصاره,بينما الحراك
الكردي عبارة عن شرائح مختلفة مستقلة ليس هناك تنظيم سياسي خلفها حتى يضبط تحركها
أو يتحمل مسؤولية نشاطها,وبهذه الطريقة تم الطلب من حزب الاتحاد الديمقراطي
للتفاهم والتنسيق بينه وبين الحراك الكردي وقد تجاوب قادته مع هذا المسعى .
ثم انتهت الندوة بعد اغنائها بالكثير
من الأسئلة,ويبقى سؤال واحد للقائمين على لجنة السلم الأهلي في عامودا وهي لماذا
تشرك السياسيين وحدهم في الندوات ولا تعطي المثقفين الأكراد حق المشاركة في هذه
الندوات,أم أن صوت المثقف غير مسموع لديها.
زاكروس عثمان