منذ فتح القنصلية الأميركية في أربيل تمارس ضغوطا شديدة على إقليم كردستان، وأن أهدافها بدت واضحة وتتلخص في شن حرب حاسمة ضد الشعب الكردي الذي سمح بفتح القنصلية الأميركية
هدد أحمد دنيز، متحدث حزب العمال الكردستاني التركي المعارض، في تصريح
لـ«الشرق الأوسط»، بأنه «في حال استمرت إيران في هجماتها ضد مناطق إقليم كردستان العراق
وضد مقاتلي حزب بيجاك، فإن مقاتلينا سيتصدون لقوات الباسيج (الحرس الثوري) الإيرانية
وينقلون معاركهم إلى داخل العمق الإيراني». وقال دنيز «لحد الآن لم يعلن (الكردستاني)
مشاركته في المعارك الدائرة حاليا بين مقاتلي (بيجاك) والقوات الإيرانية، لكن إذا استمرت
الهجمات الإيرانية بالوتيرة الحالية نفسها عندها سنضطر إلى التدخل، لأن هدف إيران هو
احتلال أراضي كردستان وليس ملاحقة عناصر (بيجاك)، و(الكردستاني) لن يسكت تجاه تهديدات
إيران ضد معقل الثوار بجبل قنديل».
وأشار المتحدث إلى أن «استراتيجية إيران تتركز على إخلاء جبل قنديل من
مقراتنا ومقرات حزب بيجاك واحتلالها، وتحاول بهذا الطريق إقناع الحكومة العراقية بطردنا
من هناك، لذلك نحن ندعو إلى بقاء القوات الأميركية لوضع حد لتأثيرات إيران على العراق،
فالملاحظ أن إيران ومنذ فتح القنصلية الأميركية في أربيل تمارس ضغوطا شديدة على إقليم
كردستان، وأن أهدافها بدت واضحة وتتلخص في شن حرب حاسمة ضد الشعب الكردي الذي سمح بفتح
القنصلية الأميركية في كردستان، متذرعة بوجود مقاتلي حزب بيجاك داخل أراضي كردستان».
في غضون ذلك، أصدرت قيادة حزب بيجاك تصريحا صحافيا تسلمت «الشرق الأوسط»
نصه جاء فيه أن «النظام الإيراني بدأ منذ فترة في شن هجماته العسكرية لاجتياز حدود
إقليم كردستان، ويستخدم لذلك مختلف أنواع الأسلحة والآليات العسكرية، لكن مقاتلينا
يدافعون بعناد عن كردستان ويوجهون ضربات موجعة للجيش الإيراني، وأن محاولة إيران لاجتياز
الحدود هدفها فتح جبهة جديدة للحرب في جنوب كردستان لدرء مخاطر الحركة الشعبية التي
تجتاح المنطقة العربية حاليا والتي تثير مخاوف جدية لدى السلطات الإيرانية». وتابع
البيان أن إيران «تحاول من خلال سعيها إرغام حكومة الإقليم على التحالف معها للتصدي
معا لقوة رئيسية في شرق كردستان وهي حزب بيجاك، لذلك نؤكد أن صمت حكومة الإقليم تجاه
التهديدات والهجمات الإيرانية الحالية سيعرض مكاسب إقليم كردستان إلى مخاطر حقيقية،
ونؤكد كذلك أن الهجمات الإيرانية الحالية لا تستهدف مقاتلي حزبنا فحسب، بل إن الهدف
منها هو احتلال إقليم كردستان، بدليل أن استقدام ونصب صواريخ (فوزية) أرض أرض داخل
مدينة بيرانشهر الحدودية وتوجيهها إلى جبل قنديل له أهداف واضحة، وهو إخلاء المنطقة
وبسط السيطرة الإيرانية عليها».
وذكرت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية شبه الرسمية أن قائدا من حرس الثورة
وخمسة جنود آخرين، قتلوا خلال مواجهات مع مقاتلي «بيجاك» على الحدود مع كردستان العراق.
وأفادت بأن «الجنرال عاصمي من حرس الثورة في قم (وسط) وخمسة من عناصره قتلوا في اشتباكات
مع المتمردين الإرهابيين من حزب بيجاك في منطقة سردشت» الحدودية. وقد شن حرس الثورة
السبت الماضي هجوما واسع النطاق على قواعد حزب بيجاك على جانبي الحدود مع كردستان العراق.
وأكد المسؤولون العسكريون الإيرانيون أن «عددا كبيرا» من متمردي حزب بيجاك قتلوا، لكنهم
لم يحددوا العدد بدقة
وفي السياق ذاته، أصدرت قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه
الرئيس العراقي جلال طالباني بيانا حول الهجمات الإيرانية على مناطق الحدود إلى جانب
محاولة إيران لتجفيف نهر الوند بخانقين. وقال المكتب السياسي لحزب طالباني في بيانه
«إن المدفعية الإيرانية تقصف منذ فترة مناطق داخل إقليم كردستان على امتداد الحدود
التابعة لمدينة قلعة دزة بمحافظة السليمانية إلى حدود الحاج عمران بمحافظة أربيل، وتشن
هجمات شرسة على مقاتلي حزب بيجاك، وهي معارك أسفرت عن إلحاق خسائر فادحة بسكان تلك
المناطق الذين يتشردون من مناطقهم، ونحن في الاتحاد الوطني لا نجد أي مبرر موضوعي لإلحاق
تلك الأضرار بهؤلاء السكان وإرغامهم على دفع ضريبة حرب ليسوا طرفا فيها، لذلك دعونا
الحكومة العراقية إلى بذل جهودها الدبلوماسية والسياسية لوقف القتال هناك ووقف القصف
المدفعي الذي يستهدف جزءا من الأراضي العراقية الفيدرالية». وأشار البيان «بالتزامن
مع التطورات الجارية على حدود إقليم كردستان، تعرضت منطقة خانقين إلى مخاطر جدية بسبب
قطع المياه عن نهر الوند من الجانب الإيراني، مما أدى إلى إلحاق أضرار بالغة بآلاف
الهكتارات من الأراضي الزراعية للمواطنين جراء تجفيف النهر، وتعرضت بساتين عمرها مئات
السنين إلى الجفاف وهي مصدر رزق مئات الآلاف من سكان المنطقة، لذلك فإن الاتحاد الوطني
من منطلق مسؤولياته الوطنية تجاه سكان خانقين وجميع المناطق المتنازع عليها، دعا الحكومة
الإيرانية إلى إطلاق مياه النهر، لكن للأسف لم تستجب الحكومة الإيرانية لدعواتنا لحد
الآن، مما يعرض خانقين إلى كارثة حقيقية، وعليه فإننا ومن خلال العلاقات التي تربطنا
مع الجانب الإيراني ندعو إلى حل تلك المشكلات، وأن تستجيب إيران لهذا المطلب الإنساني
لإنقاذ سكان المنطقة».
المصدر : الشرق الأوسط