سوريا بأنها حلبة صراع على النفوذ بين تركيا وإيران، ضمن مخطط البلدين للسيطرة على المنطقة و الحرس الثوري الإيراني يحذر تركيا من مواقفها تجاه دمشق ويؤكد دعمه للأسد
وصف وزير الإعلام الأردني السابق صالح القلاب سوريا بأنها
حلبة صراع على النفوذ بين تركيا وإيران، ضمن مخطط البلدين للسيطرة على المنطقة.وقال
في حديث لقناة العربية إنه لا يستبعد عودة الصراع العثماني الصفوي إذا رأت إيران الخطر،
خاصة وأن تصريحات أردوغان ووزير خارجيته أصبحت واضحة التحيز إلى المعارضة والثوار،
وبأسلوب مباشر، كما أنها تشير إلى تطلعات في المنطقة تتصادم مع المشروع الإيراني، مما
قد يوصل إلى سجال عسكري بين إيران وتركيا إذا استمرت الأوضاع على حالها.
وقال القلاب إنه 'منذ انطلقت شرارة الثورة من درعا كان الوجود
الإيراني كثيف في سوريا، من خلال الخبراء العسكريين، وأيضا الأموال والنفط وتبرعات
خامنئي التي بلغت أكثر من مليار دولار'.
وقال إن إيران دخلت المعركة من اليوم الأول، واعتبرت هذه
المعركة معركتها، مبينا أنه لو تغيرت الأحوال في سوريا، فإن المشروع الإيراني في المنطقة
والشرق الأوسط سيتراجع وينتهي.
وأشار إلى أن تركيا في المقابل لعبت دورا مهما باستقبال النازحين،
وعقد المؤتمرات والاصطفاف إلى جانب الاحتجاجات، وتغير موقف أردوغان ووزير خارجيته تجاه
النظام السوري، ووقفا سريعا في صف المحتجين.
وقال القلاب إن أنقرة وطهران كانتا في السابق 'تلعبان لعبة
(التذاكي)، أو (التساذج) فيما بينهما'، فأنقرة تسعى إلى طهران بالورود وبالملمس الناعم،
وكذلك طهران، بينما كلا الطرفين لا يريد الآخر.
من جهة أخرى انتقد الحرس الثوري الإيراني، القوة العسكرية
الأهم في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الحكومة التركية بسبب مواقفها من الاحتجاجات
التي تعم مختلف أرجاء سوريا ضد الرئيس بشار الأسد، مؤكداً أن طهران ستفضل دمشق على
أنقرة في الخلافات الدائرة بين البلدين بخصوص الموقف من الرئيس السوري.
وحذرت أسبوعية "صبح صادق"، المتحدث الرسمي باسم
الحرس الثوري الإيراني، في عددها الأخير الحكومة التركية مباشرة منتقدة موقفها من الأحداث
في سوريا، ومؤكدة موقف إيران المؤيد والداعم للنظام السوري.
وجاء التحذير في مقال تحت عنوان: "الموقف الإيراني الجاد
تجاه أحداث سوريا"، والذي أوضح "لو استمرت تركيا في الإصرار على مواقفها
على هذه الوتيرة سيؤدي ذلك إلى تفاقم الأزمة، الأمر الذي سيرغم إيران على التفاضل بين
تركيا وسوريا، وفي هذه الحالة منطق المصالح الاستراتيجية والمعرفة العقائدية سيدفع
إيران نحو اختيار سوريا".
وأضاف المقال قائلاً: "حبذا لو يدرك المسؤولون الأتراك
هذه الضرورة الإيرانية ويتبنون موقفاً ذكياً بنظرة مستقبلية للحيلولة دون وصول إيران
إلى هذه النقطة".
هذا وانتقد الحرس الثوري استضافة تركيا للمعارضين السوريين
على أراضيها متهماً تركيا بإنشاء مخيمات على الحدود مع سوريا قبيل انطلاق الأحداث في
هذا البلد بغية دعم المعارضين وتهريب السلاح إلى المحتجين في سوريا.
وفي الختام استنتجت أسبوعية "صبح صادق" التي تعكس
المواقف السياسية الداخلية والخارجية للحرس الثوري الإيراني الذي يخضع لقيادة الولي
الفقيه آية الله علي خامنئي أنه "يبدو أن السلطات التركية توصلت أو أوصلوها إلى
استنتاج خاطئ يرى أن النظام السوري دخل في طريق ذي اتجاه واحد وسيواجه في نهاية المطاف
السقوط كمصير محتوم، فعليه تحاول تركيا الاستثمار من خلال صفقة تعتقد أنها حتمية، وأنها
ستتمكن من تحقيق الكثير من آمالها وأمانيها عبر المشاركة في تغيير المعادلة، في حين
أن الوقائع البالغة الدقة والمختلفة تثبت خلاف ما يتصوره المسؤولون الأتراك".
المصدر :العربية