فرار مئات السوريين الى داخل تركيا هربا من الجيش السوري
الخميس 23 حزيران / يونيو 2011, 00:34
كورداونلاين
ا ف ب - غوفتشي (تركيا) (أ ف ب) - فيما تدخل الحركة الاحتجاجية في سوريا يومها المئة، وصلت الدبابات والقوات السورية الخميس الى مشارف الحدود التركية دافعة مئات السوريين المتجمعين منذ اسبوعين على طولها للعبور الى تركيا.
وافاد ناشط حقوقي ان الجيش السوري تدعمه دبابات دخل الخميس قرية خربة الجوز (شمال غرب) الواقعة قرب الحدود السورية التركية حيث يتجمع آلاف اللاجئين الفارين من القمع.
ومن الجانب التركي من الحدود، افاد شهود اتراك وكالة فرانس برس انهم رأوا دبابات وجنودا سوريين يصلون الى مشارف الحدود. وقال احد سكان بلدة غوفيتشي انه رأى قرابة الساعة 06,00 (03,00 تغ) جنودا يمرون عند هضبة تبعد اقل من كيلومتر عن الحدود.
وافاد صحافي من فرانس برس ان علما تركيا كان وضعه اللاجئون السوريون قبل ايام على مبنى عند هذه الهضبة عربون امتنان لتركيا التي استقبلت الالاف منهم، تم استبداله بعلم سوري.
وادى تقدم الجيش الذي بات على بعد مئات الامتار فقط من مخيمات النازحين السوريين على الحدود السورية الى فرار المئات الذين نزحوا منذ ايام ودخولهم الى تركيا، كما افاد مراسل لفرانس برس.
وعبر مئات النازحين السوريين حاجز الاسلاك الشائكة الذي يرسم الحدود واصبحوا على الطريق الذي تستخدمه دوريات الدرك التركي على بعد بضعة كيلومترات عن شمال بلدة غوفيتشي التركية الحدودية.
وقد احاطت بهم عربات الدرك التركي وحافلات صغيرة استدعيت على الارجح لتنظيم نقلهم الى خمس مخيمات للاجئين السوريين اقامها الهلال الاحمر التركي في محافظة هاتاي (جنوب تركيا) التي تستقبل بالفعل 10200 سوري.
كما شوهدت مجموعة من مئات الاشخاص على الطريق نفسها تسير باتجاه سيارات الدرك.
من جهته، اشار رئيس جمعية الهلال الأحمر التركي تيكين كوجوكالي الذي وصل الى غوفتشي الى دخول اكثر من 600 سوري الى تركيا. وقال "نشهد نشاطا متجددا على الحدود"، موضجا ان "اكثر من 600 شخصا وفدوا اليوم"
واكد ان "عدد السوريين يبلغ 11 الف لاجئ حاليا في تركيا".
واضاف رئيس الهلال الاحمر التركي الذي كان يتحدث الى القناة الاخبارية التركية خبرتورك ان "منظمته قادرة نظريا على رعاية 250 ألف لاجئ".
وعلى اطراف محمية غوفتشي الصغيرة، وضعت القوات التركية اكياسا من الرمل وثبتت مناظير عالية الدقة على حوامل كما لاحظ مراسل وكالة فرانس برس. وعمدت القوات التركية الى نصب علم تركي عملاق على راس التلة المشرفة على القرية.
واشار مهرب تركي على علاقة وثيقة مع اقارب في الجانب السوري في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس الى ان "المدرعات السورية كانت متمركزة في قرية خربة الجوز (شمال غرب) فيما كانت وحدات من الشرطة تقتحم المزارع اسفل القرية على بعد حوالي 500 متر من الحدود".
ويتجمع الاف النازحين السوريين في مخيمات على شكل "قرى" تضم مئات الاشخاص على ارض تشكل شريطا ضيقا يبلغ عرضه مئات الامتار وطوله عدة كيلومترات يمتد على طول الحدود.
وكان النازحون قد تلقوا تأكيدات من السلطات التركية ان بامكانهم عبور الحدود المحددة بصف من الاسلاك الشائكة في حال تعرضهم للخطر.
وسمع اطلاق عيارات نارية باسلحة خفيفة ودوي انفجارات الثلاثاء عند الجانب السوري من الحدود التركية السورية حيث يتواجد الاف النازحين السوريين الهاربين من القمع، كما افادت مراسلة لوكالة فرانس برس.
يأتي ذلك فيما دعا ناشطون الى الاضراب العام في جميع المدن السورية اليوم الخميس بمناسبة مرور مئة يوم على اندلاع موجة الاحتجاجات الدموية ضد النظام السوري الذي لجأ الى العنف لقمعها.
واعلن الناشطون على صفحة "الثورة السورية" على موقع التواصل جتماعي فيسبوك الى "الاضراب العام في كافة المناطق والمدن السورية".
وذكر ناشط حقوقي لوكالة فرانس برس ان "تلبية جزئية جرت في بعض المدن لهذه الدعوة".
واشار الى ان "بعض المحال التجارية اغلقت في دوما والمعضمية (ريف دمشق) والاحياء الجنوبية في بانياس (غرب) وبعض قرى درعا (جنوب) بالاضافة الى بعض المحال في القامشلي (شمال شرق)".
كما استجاب للاضراب "بعض المحال في حمص وحماه (وسط) ودير الزور (شرق) واللاذقية (غرب)".
ودعا الناشطون الى التظاهر مجددا غدا الجمعة تحت عنوان يوم "سقوط الشرعية" عن الرئيس السوري، مشيرين الى ان "بشار لم يعد رئيس ومكوناته لا تمثلني".
من جهة ثانية، اشار رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان عمار قربي لوكالة فرانس برس الى ارتفاع حصيلة قتلى تظاهرات الثلاثاءالى "تسعة مدنيين قتلوا برصاص قوات الامن".
وكانت حصيلة سابقة اشارت الى مقتل خمسة اشخاص.
كما اشار رئيس المنظمة الى "استمرار السلطات السورية في استعمال القوة المفرطة في قمع الاحتجاجات السلمية في مختلف المدن والمناطق السورية ولجأت الى اعتقال العشرات في حلب (شمال) ودير الزور (شرق) وريف دمشق وادلب (شمال غرب)".
ومنذ اندلاع حركة الاحتجاجات ضد النظام السوري في 15 آذار/مارس، ارسلت السلطات السورية قوات ودبابات الى العديد من المدن لقمع الاحتجاجات وردت اعمال العنف الى "ارهابيين مسلحين يبثون الفوضى".
وخلف قمع التظاهرات اكثر من 1300 قتيل بين المدنيين وادى الى توقيف اكثر من عشرة آلاف، بحسب منظمات غير حكومية سورية