مناقشات في مجلس الأمن لإدانة سوريا وتركيا تفتح أبوابها للاجئين
الإربعاء 08 حزيران / يونيو 2011, 10:05
كورداونلاين
يواصل مجلس الأمن الدولي مناقشاته لبحث مشروع قرار فرنسي بريطاني لإدانة أعمال القمع في سوريا في ظل مرونة روسية. من جانبها أعلنت تركيا وصول نحو 300 سوري إلى أراضيها خوفا من هجوم انتقامي من قبل السلطة السورية
أعلن المتحدث باسم الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة تدعم مشروع القرار الفرنسي البريطاني أمام مجلس الأمن الدولي لإدانة إعمال القمع في سوريا. وقال مارك تونر "ندعم السعي إلى قرار يصدره مجلس الأمن الدولي في ما يتعلق بالأزمة الحالية في سوريا، ونحاول إقناع أعضاء آخرين في المجلس بهذا الدعم". واعتبر أن قرارا مماثلا "سيزيد الضغط على نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد ومن شانه تحسين محاولة المجتمع الدولي وضع حد للقمع العنيف للشعب السوري". وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قد أعلن في لندن أن بريطانيا وفرنسا ستتقدمان الأربعاء بمشروع قرار أمام مجلس الأمن.
ورأى تونر أن هذا المشروع "هو بيان عن استمرار انتهاك حقوق الإنسان في سوريا"، رافضا الإدلاء بتفاصيل إضافية في شانه.
وأكد المتحدث أن القرار "سيساعد في بناء تحالف أوسع". وستنتهز وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون فرصة مشاركتها الخميس في اجتماع دولي حول ليبيا في أبو ظبي، لـ"بحث الموضوع" السوري مع نظرائها العرب. وكانت كلينتون أعلنت أخيرا أن ما يحول دون رد دولي قوي على الأزمة في سوريا هو عدم إدانة الدول العربية لنظام الرئيس بشار الأسد، في حين تدعو هذه الدول إلى حماية المدنيين من قمع نظام معمر القذافي في ليبيا. وأوضح تونر أن الولايات المتحدة "تدرس إجراءات أخرى" فيما أعلن الأوروبيون أنهم يستعدون لتشديد العقوبات بحق النظام السوري.
وكانت بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال قد وزعت على أعضاء مجلس الأمن الشهر الماضي مسودة قرار يدين سوريا لكن روسيا والصين اللتين تتمتعان بحق النقض (الفيتو) أوضحتا أنهما لا تؤيدان فكرة تدخل مجلس الأمن. وقال رئيس الوزراء البريطاني كاميرون أمام البرلمان البريطاني "اليوم في نيويورك ستتقدم بريطانيا وفرنسا بقرار لمجلس الأمن يدين القمع ويطالب بالمحاسبة وبدخول(مساعدات) إنسانية". وإذا صوتت أي دولة ضد القرار أو حاولت الاعتراض عليه فان الأمر متروك لضميرها".
وقال دبلوماسيون غربيون في نيويورك أن أحدث نسخة من مشروع القرار المعروضة خلال اجتماع مجلس الأمن، لكنهم لا يتوقعون التصويت على القرار اليوم الأربعاء. وقال دبلوماسي لرويترز "نريد التصويت بأسرع ما يمكن قبل نهاية هذا الاسبوع... نتوقع بعض المحاولات لتأجيل التصويت من روسيا والصين وربما الهند". ويحث مشروع القرار الأصلي الذي يقول دبلوماسيون انه لم يتغير كثيرا منذ تقديمه إلى الدول الأعضاء في مجلس الأمن الشهر الماضي الدول على عدم إمداد دمشق بالسلاح لكنه لا يتضمن فرض حظر فعلي على الأسلحة أو غيره من الإجراءات العقابية.
تركيا تفتح الحدود للاجئين
وقد ذكرت وسائل إعلام في تركيا أن 351 سوريا فروا اليوم الأربعاء من بلادهم إلى تركيا خوفا من ضربة انتقامية توجهها لهم القوات التابعة لحكومة دمشق. وقالت وكالة أنباء "أناضول" التركية إنه تم وضع اللاجئين السوريين في خيام أعدها لهم الهلال الأحمر التركي. وبذلك يصل عدد الفارين السوريين الذين اجتازوا الحدود إلى تركيا منذ أول أمس الاثنين إلى نحو 550 شخصا. وكانت تقارير صحفية تركية قالت إن 200 شخص على الأقل من سكان مدينة جسر الشغور السورية الصغيرة فروا إلى تركيا خوفا من التنكيل بهم في أعقاب الاعتداءات الدامية التي شهدتها المدينة على عناصر أمنية.
وذكرت صحيفة "زمان" التركية اليومية أن السوريين الفارين إلى تركيا يخشون هجوما انتقاميا من قبل قوات حكومية. وكانت تقارير إخبارية قد ذكرت أن قوات من الجيش تقترب من المدينة التي ذكرت بيانات رسمية أن 120 من عناصر الأمن قتلوا فيها. واستعدت تركيا منذ عدة أسابيع لاستقبال آلاف السوريين في حال الضرورة. ونفت مصادر من وزارة الخارجية التركية صحة التقارير التي تحدثت عن تعليق سفر السوريين إلى تركيا بدون تأشيرات على خلفية الاضطرابات التي تشهدها سورية حاليا.
وتقول الحكومة السورية إن "عصابات مسلحة" قتلت العناصر الأمنية في جسر الشغور فيما قال عدد من المعارضين السوريين في المنفى إن عناصر من الجيش هم الذين قتلوا رجال الأمن لأنهم رفضوا إطلاق النار على متظاهرين مسالمين في المدينة التي تقع على بعد حوالي 20 كيلومترا من الحدود التركية.