أوسي :طالباني وبارزاني وأوجلان دعونا للانخراط في الحوار الوطني
الإثنين 06 حزيران / يونيو 2011, 20:36
كورداونلاين

الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني والقيادي المعتقل في تركيا عبد اللـه أوجلان دعوا أكراد سورية إلى الانخراط في الحوار الوطني،
أعلن رئيس «المبادرة الوطنية للأكراد السوريين» عمر أوسي أن الأحزاب الكردية التي تلقت دعوة رسمية للقاء الرئيس بشار الأسد هي الأحزاب الـ12 التي نشرت أسماءها «الوطن» في عدد أمس إضافة إلى «المبادرة الوطنية». وأوضح أوسي أن اللقاء سيتم خلال الأيام القليلة القادمة، مشيراً أن معظم أكراد سورية ضد المشاركة في أعمال الفوضى والتخريب، وكاشفاً أن الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني والقيادي المعتقل في تركيا عبد اللـه أوجلان دعوا أكراد سورية إلى الانخراط في الحوار الوطني، منتقداً في الوقت نفسه موقف رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان.
وأعلن أوسي في تصريحه لـ«الوطن» عن «ورقة عمل» تنوي المبادرة الوطنية طرحها على الأحزاب الكردية المختلفة للوصول إلى تشكيل تيار وطني كردي تحت سقف الوطن والاستفادة من الإصلاحات التي أصدرها الرئيس الأسد.
ووصف أوسي اللقاء المرتقب مع الرئيس الأسد بأنه خطوة إيجابية هامة وفرصة تاريخية يجب انتهازها والبناء عليها في المستقبل بعد انحسار الأزمة التي تشهدها البلاد حاليا، واصفاً المزاج الكردي العام في سورية بأنه «مزاج وطني سوري بامتياز»، وأضاف: أن الأغلبية الساحقة من كرد سورية مع الحوار والتهدئة وضد أي مؤامرات خارجية، وتابع أن معظم الأكراد «ضد المشاركة في التظاهرات وأعمال الفوضى والتخريب، عدا المئات الذين يشاركون في بعض التظاهرات في الجزيرة»، معتبراً أن «هؤلاء لا يمثلون المزاج الكردي ولا الجزراوي».
وكشف أوسي أن أكراد سورية تلقوا رسائل من الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني بعدم المشاركة في هذه التظاهرات والوقوف مع سورية ومع الوحدة الوطنية ومع التهدئة وإلى جانب الرئيس بشار الأسد في هذه الأزمة.
كما أشار أوسي إلى موقف الزعيم عبد اللـه أوجلان في سجنه في «جزيرة أم رالي» الداعي إلى الوقوف مع سورية قيادة وشعباً والانخراط في الحوار الوطني على مستوى الوطن السوري، مستنكرا في الوقت نفسه موقف الحكومة التركية بزعامة أردوغان الذي استخدم ويستخدم كل أنواع الأسلحة لمواجهة مطالب الأكراد، وهو من قصف طيرانه القرى الكردية، ومازال يتبع سياسة الأرض المحروقة في كردستان التركية، ودمر حتى الآن آلاف القرى ثم يأتي لينصح سورية وقائدها.
وحول الحوار الوطني المزمع بدؤه قريباً، أكد أوسي أن «المبادرة الوطنية» تنظر بإيجابية لهذا الحوار الوطني وتأمل أن يساهم في بناء سورية أكثر تطورا وحداثة تُحترم فيها الحريات وحقوق الإنسان، وأضاف: «سوف ننخرط في الحوار الوطني بكل أحزابنا وشخصياتنا الوطنية ومفكرينا للوصول إلى سورية أكثر حداثة وتطوراً، يمكن أن نقول فيها إننا نقف على أعتاب الجمهورية الثالثة في سورية فقد كانت الأولى عند إعلان الدولة السورية، والثانية عام 1970 بعد الحركة التصحيحية التي قادها الرئيس الراحل حافظ الأسد والثالثة هي سورية اليوم بقيادة الرئيس بشار الأسد».
ودعا أوسي الأحزاب الكردية الوطنية السورية إلى الترفع عن جميع الخلافات ووضع التناقضات البسيطة جانبا لتوحيد الصف الكردي والتأسيس لمرجعية كردية سورية وطنية موحدة واستثمار هذه الفرص واستغلالها لمصلحة الوطن السوري والشعب الكردي في سورية.
وكشف أوسي عن نية المبادرة تقديم ورقة عمل للرأي العام والأحزاب الوطنية الكردية للوصول إلى أجندة كردية سورية موحدة ومعقولة ومنطقية بعيداً عن الشعارات الكبرى الرنانة، وإن تطلب ذلك حل الأحزاب القائمة والتوحد في صفوف تيار وطني سوري كردي عريض لكون هذا الأمر أحد مطالب الشعب الكردي في سورية.
وأشار أوسي إلى مطالب محقة للحركة الكردية تتضمن تصحيح وضع أكراد سورية ودمجهم في الحياة الوطنية وتمثيلهم في المؤسسات السياسية في الحكومة والبرلمان والمؤسسات الأخرى ومنحهم الحقوق الثقافية وإفساح المجال أمام تطور اللغة والعادات والطقوس الكردية بوصفها جزءا من الثقافة الوطنية السورية ودمجهم بشكل نهائي في الحياة الوطنية، مشيراً إلى أن بعض هذه الإصلاحات ربما يتطلب بعض التغييرات على الدستور الوطني السوري، لكن «الدستور ليس قرآناً منزلاً ولا كتاباً مقدساً».
وشدد أوسي أن الفرصة التي وفرها السيد الرئيس للقاء ممثلي النخب السياسية الكردية السورية الثلاث عشرة هي فرصة وطنية تاريخية في لحظة تاريخية يجب أن نستجيب معها فوراً وأن نكون ايجابيين إلى أبعد الحدود، مشيراً إلى أن أغلبية الأحزاب الكردية «حتى الآن» ستستجيب لهذه الدعوة لكنه أشار إلى وجود من وصفهم بالمترددين، وطالب أوسي بتوحيد الصف الكردي السوري وترتيب البيت الكردي السوري في إطار البيت السوري الكبير.
وتم تأجيل اللقاء الذي أعلن عنه مسبقاً بين الرئيس الأسد والأحزاب الكردية إلى ما بعد الأربعاء المقبل بطلب من الأحزاب الكردية ليتسنى لها التنسيق مع قواعدها ومع بعضها، وحتى الآن أعلن سكرتير تيار المستقبل الكردي مشعل تمو الذي أفرج عنه أول أمس مستفيداً من العفو الرئاسي أنه يحترم قرار الحركة الكردية لكن تياره لن يشارك في هذا اللقاء.
ومن المقرر أن تجتمع الأحزاب الكردية المدعوة إلى لقاء الرئيس الأسد اليوم لتحديد الورقة التي سيطرحونها ورئاسة الوفد وقال أوسي معلقاً إن كانت المبادرة الوطنية مدعوة إلى هذا اللقاء التنسيقي: نحن الأكراد شأننا كغيرنا، نختلف ونتفق ولكننا في الخطوط العريضة متفقون ونحن في المبادرة لن نحضر لقاءهم ونعتبر أنفسنا نمثل شريحة من المستقلين الكرد ومن الشخصيات الوطنية وبعض المواطنين الآخرين من المقتنعين بنهج المبادرة وسياستها وقد ساهمنا في المبادرة في أعمال التهدئة منذ شباط حتى الآن وخصوصاً في الوسط الكردي السوري وسنستمر في ذلك وهو ما يفرضه الواجب الوطني ويمليه علينا ضميرنا، وفي هذا الإطار قمت بجولة في محافظة الحسكة منذ أسبوع وعقدت الكثير من الاجتماعات وخصوصاً في رأس العين من جميع مكونات المجتمع الجزراوي وكانت ندوة مفيدة جدة
عن صحيفة الوطن السورية.